أخبار الكرة السعوديةالأهلي السعوديقصص 365Scoresالأهلي

7 مواجهات تحكي القصة.. يايسله يقلب الطاولة على جيسوس بالأرقام

في ليالي الكلاسيكو، لا تُلعب المباريات فقط بالأقدام، بل تُكتب فصولها في الذاكرة قبل صافرة البداية، مواجهة الأهلي والنصر المقبلة ليست مجرد صراع على ثلاث نقاط، بل حلقة جديدة في قصة خاصة جمعت بين مدربين مختلفين في المدرسة والفلسفة، متشابهين في الطموح والجرأة: الألماني ماتياس يايسله، والبرتغالي المخضرم خورخي جيسوس.

صراع بدأ هادئًا، ثم تحوّل تدريجيًا إلى معركة أرقام، وأفضلية متبادلة، وانعكاسات مباشرة على مسار البطولات، منذ اللقاء الأول بين الرجلين، بدا واضحًا أن الأمر يتجاوز مباراة عابرة.

خورخي جيسوس، بخبرته الأوروبية وثقله القاري، دخل المواجهة وهو يحمل سيرة طويلة من البطولات، بينما كان يايسله يمثل مشروعًا شابًا، طموحًا، يبحث عن تثبيت بصمته أمام كبار القارة، ومع كل مواجهة، كانت الملامح تتغير، والسيناريو ينقلب.

مدرستان… فلسفتان متناقضتان داخل الملعب

خورخي جيسوس ليس مجرد مدرب؛ هو ظاهرة صوتية وحركية وتكتيكية، متأثراً بالفلسفة الهولندية ليوهان كرويف، بنى جيسوس هويته الخاصة التي تمزج بين “الكرة الشاملة” والحدة البرتغالية، فلسفته لا تعترف بالهدوء؛ هي ثورة دائمة داخل الملعب.  

يرى جيسوس أن كرة القدم هي استعراض للقوة، ولذلك يعتمد في الهلال -كما فعل سابقاً في بنفيكا وفلامنجو- على مبدأ “الكثافة الهجومية القصوى”. الفكرة الأساسية لديه هي خلق زيادة عددية (Overload) في كل منطقة توجد فيها الكرة، إذا كانت الهجمة من اليمين، فإن الجناح الأيسر والظهير الأيسر ولاعب الوسط المتقدم يجب أن يكونوا جميعاً داخل أو حول منطقة الجزاء.  

هذا الأسلوب يتطلب نوعية لاعبين محددة، حارس مرمى يجيد اللعب بقدميه ليكون المدافع الأول، ومدافعين يمتلكون الشجاعة للوقوف عند دائرة المنتصف تاركين خلفهم مساحات شاسعة، مراهنين على مصيدة التسلل والضغط العالي لاستعادة الكرة قبل أن يتمكن الخصم من استغلال تلك المساحات.  

على النقيض تماماً، يأتي ماتياس يايسله من مدرسة تختلف في منطلقاتها وإن تشابهت في حدتها، إنه الابن الشرعي لمنظومة “ريد بول” (سالزبورج ولايبزيج)، وهي المدرسة التي أسسها رالف رانجنيك، والتي تؤمن بأن “الفوضى” هي صديق يمكن ترويضه.  

يايسله لا يبحث عن الاستحواذ لمجرد الاستحواذ بالنسبة له، اللحظة الأهم في المباراة هي اللحظة التي يفقد فيها الفريق الكرة، هنا تكمن فلسفته الضغط العكسي (Gegenpressing).

الفريق لا يتراجع للدفاع، بل ينقض كالسرب (Swarm) على حامل الكرة لاستعادتها في مناطق خطرة، ومن ثم التحول عمودياً وبأقصى سرعة نحو المرمى.  

في الأهلي، حاول يايسله تطبيق هذه المنظومة بمرونة تكتيكية، متنقلاً بين 4-3-1-2 (الجوهرة) و 4-2-3-1، لكنه واجه تحديات تتعلق بخصائص اللاعبين ومدى قدرتهم على تطبيق هذا الضغط البدني الهائل طوال 90 دقيقة في أجواء المملكة.  

7 مواجهات تروي القصة

سبع مواجهات فقط كانت كافية لصناعة سردية كاملة، بداية برتغالية صاعقة، ثم عودة ألمانية مدروسة، وصولًا إلى توازن عددي يخفي خلفه تحولًا نفسيًا وتكتيكيًا واضحًا في مسار الصدام بين المدربين.

الإحصائيةالرقم
عدد المواجهات7 مباريات
انتصارات خورخي جيسوس4
انتصارات ماتياس يايسله3
آخر 3 مواجهاتفوز يايسله
أول 4 مواجهاتفوز جيسوس

الأرقام المجردة قد توحي بتفوق جيسوس، لكن الترتيب الزمني يكشف قصة مختلفة تمامًا، فوز جيسوس في أول أربع مباريات متتالية منح البرتغالي أفضلية نفسية مبكرة، لكنه لم يصمد طويلًا أمام قدرة يايسله على التعلم والتكيّف، حيث قلب الألماني الطاولة بثلاثة انتصارات متتالية في آخر الصدامات.

السياق الفني للمواجهات

المدربالنادي خلال المواجهات
ماتياس يايسلهالأهلي (7 مباريات)
خورخي جيسوسالهلال (6 مباريات) – النصر (1 مباراة)

يايسله خاض جميع المواجهات وهو مدرب للأهلي، ما يعكس ثبات مشروعه الفني، في المقابل تنقّل جيسوس بين الهلال والنصر، لكن اللافت أن خسارته الوحيدة خارج الهلال جاءت مع النصر، وتحديدًا في نهائي كأس السوبر السعودي، حين انتصر الأهلي بركلات الترجيح.

أكبر نتيجة بين المدربين

المباراةالنتيجةالبطولةالتاريخ
الهلال ضد الأهلي5-2 لصالح جيسوسنصف نهائي كأس السوبر السعودي13 أغسطس 2024

تُعد هذه المباراة الذروة الرقمية لتفوق جيسوس، حيث فرض الهلال سيطرته الهجومية الكاملة، مستفيدًا من المساحات والضغط العالي. لكنها كانت أيضًا نقطة التحول، إذ أعاد يايسله بعدها ترتيب أوراقه، وبدأت سلسلة الانتصارات الألمانية في المواجهات اللاحقة.

التحول التكتيكي في كفة يايسله

آخر ثلاث مواجهات حملت توقيعًا واضحًا لمدرب الأهلي، سواء على مستوى التنظيم الدفاعي أو إدارة التفاصيل الصغيرة. يايسله لجأ إلى تقليل المساحات بين الخطوط، وتحييد مصادر الخطورة، مقابل لعب مباشر وسريع في التحولات، وهو ما أفقد جيسوس أفضل أسلحته المعتادة.

هذا التحول لا يُقاس فقط بعدد الانتصارات، بل بطريقة الفوز نفسها، حيث بدا الأهلي أكثر نضجًا، وأكثر قدرة على الصمود في اللحظات الحاسمة.

يايسله يرفض “شخصنة” الصراع

في المؤتمر الصحفي قبل مواجهة النصر، شدد يايسله على أن الصدام ليس بينه وبين جيسوس، مؤكدًا أن التركيز يجب أن يكون على الفريقين فقط. تصريح يعكس عقلية هادئة، تدرك ثقل المناسبة، لكنها لا تنجرف وراء الروايات الجانبية.

ورغم اعترافه بتأثير الغيابات، وعلى رأسها روجير إيبانيز، إلا أن المدرب الألماني أظهر ثقة واضحة في المجموعة وقدرتها على التعامل مع الظروف الصعبة.

مباراة لا تعترف بالتاريخ وحده

الأهلي يدخل اللقاء مدعومًا بالأرض والجمهور، لكنه يصطدم بنصر يعيش أفضل فتراته هذا الموسم، التاريخ يمنح يايسله أفضلية معنوية مؤخرًا، لكن الواقع الرقمي للموسم الحالي يضع المباراة في ميزان بالغ الحساسية.

ترتيب الأهلي والنصر في الدوري السعودي

الفريقالمركزالنقاطالانتصاراتالتعادلاتالخسائر
النصرالأول31 نقطة1010
الأهليالرابع22 نقطة641

شريف كمال

صحفي رياضي منذ عام 2015، وعضو نقابة الصحفيين المصريين ورابطة النقاد الرياضيين. متخصص في تغطية كرة القدم المحلية والعربية، وصناعة المحتوى الرياضي بمختلف أشكاله. أهتم بالتقارير الرقمية والتحليلية المدعومة بالبيانات، وإجراء الحوارات الصحفية والمصورة. أسعى دائمًا لتقديم تغطية احترافية تُوازن بين سرعة الخبر وعمق التحليل. المزيد »