هل يتحكم رونالدو وبنزيما في النصر والاتحاد؟
حين يتحدث العالم عن كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما، لا يقتصر الأمر على الإشادة بمهاراتهما وأرقامهما القياسية، بل يمتد إلى تأثيرهما العميق داخل أنديتهما، الأسطورة البرتغالية في النصر، والقائد الفرنسي في الاتحاد، يمثلان رموزًا لمهنية وتجربة كروية استثنائية، تجعل لكل قرار يتخذانه صدى واسعًا في أروقة الأندية، وفي غرف الاجتماعات المغلقة، وحتى على صعيد الصفقات والمدربين.
لكن السؤال الأكبر يبقى هل يمتد هذا النفوذ ليصبح عنصرًا محددًا في قرارات الناديين؟ هل يمكن لرونالدو أن يكون سببًا في رحيل لاعب مثل جون دوران، أو في قدوم مواهب أوروبية على غرار جواو فيليكس وإينيجو مارتينيز؟ وهل كانت مطالبه بتعيين مدرب ومدير رياضي أوروبيين وراء قدوم البرتغالي خورخي جيسوس إلى النصر؟
وفي المقابل، يطرح بنزيما أسئلة مماثلة داخل الاتحاد السعودي، فهل كانت موافقته على إقالة الفرنسي لوران بلان مجرد موقف شخصي، أم مؤشر على قدرة اللاعب في التأثير على القرارات الإدارية؟ وكيف يمكن أن تُفسر مشاداته السابقة مع المدرب البرتغالي نونو سانتو، والضغط الذي مارسه على الإدارة لاتخاذ قرارات عاجلة؟ كل هذه الوقائع تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول طبيعة العلاقة بين النجوم والإدارة، ودرجة السيطرة التي قد يمتلكونها على مستقبل أنديتهم.
This is Al Nassr! This is who we are! 🔥 pic.twitter.com/uh5e9vRNbv
— Cristiano Ronaldo (@Cristiano) September 26, 2025
رونالدو والنصر.. من الملاعب إلى غرفة الاجتماعات
تشير أنباء متواترة إلى أن كريستيانو رونالدو يمتلك تأثيرًا واضحًا على قرارات نادي النصر، بدءًا من صفقات اللاعبين وحتى تحديد هوية الجهاز الفني. ومن بين أبرز هذه الوقائع، رحيل جون دوران بعد موسم قوي، حيث تردد أن اللاعب البرتغالي كان أحد الأسباب الرئيسة وراء هذا القرار.
كما يُقال إن قدوم المدير الفني الحالي، البرتغالي خورخي جيسوس، كان بناءً على طلب مباشر من رونالدو، فيما ساهم أيضًا في انتقال لاعبين مثل جواو فيليكس وإينيجو مارتينيز، اللذين أشارا لاحقًا إلى أن دور رونالدو كان حاسمًا في قرار انضمامهما للنصر.
تتسع دائرة تأثيره لتشمل مستقبل اللاعبين الأجانب الآخرين، حيث تشير التقارير إلى أن إدارة النادي تنتظر حسم مستقبل رونالدو قبل اتخاذ قرارات بشأن تجديد عقود هؤلاء اللاعبين. وبحسب مصادر صحفية، وضع الدون شروطًا واضحة لتجديد عقده، أبرزها التعاقد مع مدرب ومدير رياضي أوروبيين، وهو ما دفع الإدارة للاستجابة بسرعة، بإقالة ستيفانو بيولي ورحيل فيرناندو هييرو عن منصبهما.
بين التأكيد والنفي الرسمي
وفي تصريحات رسمية، نفى الرئيس التنفيذي للنادي جويدو فينجا أن يكون رونالدو هو من يتحكم بالنادي، فيما أكد محمد الشيخ، المتحدث الرسمي السابق للاتحاد السعودي لكرة القدم، أن منح أي لاعب صلاحيات مطلقة قد يخل بتوازن العمل داخل النادي، مشيرًا إلى مؤشرات مثل تعيين جيسوس وخوسيه سيميدو، المقرب من النجم البرتغالي، كدليل على تأثيره الكبير.
كما أبدى عبده عطيف، لاعب النصر السابق، تأييده لما يشاع عن قدرة رونالدو على التأثير داخل الفريق، مؤكدًا أن وجوده لا يقتصر على الأداء داخل الملعب، بل يمتد إلى العمق الإداري والفني للنادي.
بنزيما والاتحاد.. القائد الذي يقرر؟
في الجانب الآخر، يبدو أن كريم بنزيما يمارس دورًا مشابهًا داخل اتحاد جدة، حيث وافق النجم الفرنسي على قرار إقالة المدير الفني الفرنسي لوران بلان بعد الخسارة أمام النصر في دوري روشن السعودي، وهو ما أكدته تقارير موثوقة من صحيفة الرياضية السعودية.
تعود جذور تأثير بنزيما إلى بداية وصوله للنادي في موسم 2023/2024، عندما دخل في خلافات مباشرة مع المدرب البرتغالي نونو سانتو، بسبب شارة القيادة وطريقة التعامل معه داخل غرفة الملابس، فقد رفض سانتو في البداية طلب بنزيما للحصول على الشارة، إلا أن اللاعب نجح في النهاية في فرض نفسه، ما جعل الإدارة تراقب الموقف عن كثب.
وفي خضم التوتر، شهدت غرفة الملابس مشادات حادة، أبرزها خلال مباراة القوة الجوية العراقي بدوري أبطال آسيا، حين وجه سانتو انتقادًا مباشرًا لبنزيما، فرد الفرنسي بمواجهة جماعية، مؤكداً أن القرارات تُتخذ على مستوى الفريق وليس الفرد، قبل أن ينقل المشهد للإدارة، التي سارعت لاتخاذ قرار إبعاد المدرب وإعادة الاستقرار للفريق.
كما كشفت تقارير عن اجتماعات صيفية جمعت بنزيما مع الإدارة ومع لوران بلان، لتحديد صفقات اللاعبين المطلوبة، مما يعكس مدى دخوله في العمق الفني والإداري للفريق، ويطرح تساؤلات حول حدود نفوذه وقدرته على توجيه مصير النادي.
أما عن الواقعة الأخيرة، والتي أعادت طرح التساؤلات حول مدى تأثير بنزيما في إدارة الاتحاد، فهي ما نشرته صحيفة الرياضية السعودية الموثوقة عن عقد مسؤولي النادي اجتماعًا عاجلًا قبل أيام قليلة لاستطلاع رأيه في رحيل الفرنسي لوران بلان من منصبه، وهو الاجتماع الذي منح القائد الفرنسي الضوء الأخضر للموافقة على إبعاد المدرب، ما يؤكد أن صوته داخل الفريق أصبح له وزن كبير في القرارات الإدارية والفنية.
القوة بين النجومية والإدارة
الكثير من الأدلة والوقائع تشير إلى أن كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما لم يأتيا إلى الدوري السعودي كنجوم عاديين، بل كنزعات مؤثرة تمتد إلى أبعد من المستطيل الأخضر.
من رحيل جون دوران إلى قدوم جواو فيليكس وإينيجو مارتينيز، ومن إقالة لوران بلان إلى مشادات غرفة الملابس مع نونو سانتو، تتضح قوة تأثير هذين النجمين على صعيد اتخاذ القرارات الفنية والإدارية في أنديتهم.
في الخواتيم يظل السؤال مطروحًا أمام الجماهير والإداريين والإعلاميين على حد سواء، هل أصبح للنجم كلمة فوق الجميع، أم أن تأثيره يظل ضمن حدود استشارية؟ وهل يمكن اعتبار هذه السيطرة جزءًا من استراتيجيات النادي للاستفادة من خبرات اللاعبين العظماء، أم أنها تشكل تحديًا لمفهوم الإدارة الاحترافية؟