أخبار الكرة السعوديةالدوري السعوديقصص 365Scoresالأهلي

هل بدأ جسده يقول “كفى”.. استبعاد رونالدو من الآسيوية قرار فني أم هروب من الإرهاق؟

في عمر الأربعين، يظل كريستيانو رونالدو أيقونة كرة القدم العالمية، لاعبًا أسطوريًا خطف الأنظار منذ ظهوره الأول في سبورتينج لشبونة، مرورًا بمانشستر يونايتد، ريال مدريد، يوفنتوس، وحتى رحلته الحالية مع النصر السعودي، مسيرة “الدون” مليئة بالأرقام القياسية، الألقاب الفردية والجماعية، واللحظات التي ستظل محفورة في ذاكرة الملايين حول العالم.

لكن ما يجعل رحلة رونالدو مميزة ليس فقط الأهداف والبطولات، بل أيضًا قدرته على مواصلة الأداء العالي رغم بلوغه سنًا تجاوز الأربعين.

هذا العمر عادة ما يكون نهاية المطاف لمعظم اللاعبين، لكن كريستيانو يحاول تحدي الزمن بكل قوة، محافظًا على لياقته البدنية ومهاراته الاستثنائية.

استبعاد رونالدو من المنافسات الآسيوية

ومع كل ما أشرنا إليه في السطور الماضية، بدأت علامات الإرهاق والتعب تتسلل إلى مسيرته، سواء بسبب ضغط المباريات المحلية أو المشاركة الدولية المستمرة.

استبعاد رونالدو عن مباريات دوري أبطال آسيا للمرة الثالثة على التوالي يطرح السؤال الأهم: هل هو قرار فني من الجهاز الفني للنصر، أم مجرد محاولة للحفاظ على جسده قبل التحديات الأكبر القادمة؟

غضب محتمل أم حماية؟

ترددت أنباء مؤخرًا حول رفض رونالدو المشاركة في بعض البطولات الآسيوية، خاصة بعد ما حدث في أواخر الموسم الماضي، حين ظهرت إشارات عن غضبه من عدم السماح له بالمشاركة في بطولة أبطال آسيا للنخبة، وأفكار قديمة عن عدم خوضه لهذه المنافسات.

كما يُشير البعض إلى أن مسؤولي النصر ربما يخشون على رونالدو من تزاحم الجماهير، لا سيما بعد الحوادث التي شهدها معسكر منتخب البرتغال الأخير في أرمينيا، وما جرى في معسكر إعداد النصر في النمسا، حيث اضطر النادي لتغيير موقع المعسكر بسبب التدافع والزحام الكبير الذي حدث حول النجم البرتغالي.

قرار فني: إدارة رونالدو بحكمة

خورخي جيسوس، المدير الفني للنصر، يبدو أنه يعتمد على خطة مدروسة لإراحة رونالدو في المباريات السهلة، مع الاعتماد عليه في الأدوار الإقصائية والمباريات الحاسمة، خاصة وأن البطولة ما زالت في مراحلها الأولى. هذه الاستراتيجية تسمح للحفاظ على قوة اللاعب البدنية والفنية، وضمان أن يكون في أفضل حالاته عند الحاجة القصوى.

اتفاق خاص بالحفاظ على اللياقة قبل المونديال

وكان موقع 365scores النسخة العربية قد انفرد بتفاصيل الاتفاق بين خورخي جيسوس وكريستيانو رونالدو بشأن مشاركاته مع الفريق هذا الموسم.

وأوضح المصدر أن الاتفاق تم منذ بداية تولي جيسوس قيادة الفريق، وينص على أن هناك مباريات لن يشارك فيها “الدون”، على أن يخوض ما لا يقل عن 25% من مباريات النصر خلال الموسم، بهدف الحفاظ على لياقته وضمان جاهزيته للاستحقاقات الدولية مع منتخب البرتغال.

وأضاف المصدر: “هذا الاتفاق جاء برغبة مشتركة بين جيسوس ورونالدو للحفاظ على جاهزيته البدنية والفنية، خاصة مع التركيز الكامل للاعب على كأس العالم 2026”.

كما أشار إلى أن رونالدو اشترط الحصول على كامل مكافآت الفوز بالبطولات مع النصر، وفق أرقام متفق عليها عند توقيع العقد، وهو ما يعكس الطموح المشترك للاعب والنادي.


قبل نحو 8 أشهر من انطلاق مونديال 2026، يبدو أن هدف رونالدو الأبرز الآن هو الاستعداد للمشاركة في البطولة العالمية، التي ستكون الأخيرة له على الأرجح. الدون يريد أن يحافظ على طاقته البدنية ونقائه الذهني ليقدم أفضل أداء ممكن ويترك بصمة قوية في تاريخ كأس العالم قبل الاعتزال الدولي.

ولمتابعه تفاصيل الخبر من هنا

أرقام النصر بدون رونالدو.. كيف تعامل الفريق مع غيابه؟

منذ انضمام كريستيانو رونالدو إلى صفوف النصر، أصبح اسمه مرتبطًا مباشرةً بنتائج الفريق وأدائه في البطولات، سواء المحلية أو القارية.

لكن الغياب المؤقت للنجم البرتغالي عن بعض المباريات الآسيوية كشف قدرة الفريق على التعامل مع تحديات مختلفة، وأبرز أيضًا مدى تأثيره على الخط الهجومي للفريق.

في بطولة دوري أبطال آسيا 2 لموسم 2025/26، أظهر النصر أنه قادر على الانتصار حتى بدون وجود رونالدو في التشكيلة الأساسية.

الفريق بدأ مشواره في البطولة بطريقة قوية، حيث اكتسح استقلال الطاجيكي بخماسية نظيفة في المباراة الافتتاحية، فيما تابع عروضه المميزة وفاز على الزوراء بهدفين دون رد في الجولة الثانية، مؤكدًا أنه يملك بدائل هجومية فعّالة وقادرة على قيادة الفريق للنصر حتى في غياب “الدون”.

أما في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة موسم 2024/25، فقد شهد الفريق مزيجًا من النتائج المتباينة، ما يعكس صعوبة المنافسة الآسيوية وأهمية وجود رونالدو في المباريات الحاسمة.

فقد تعادل النصر مع الشرطة العراقي 1-1، وتعرض لخسارة أمام السد القطري 1-2، قبل أن يفرض التعادل السلبي على كل من برسبوليس الإيراني واستقلال الإيرانيين. هذه النتائج أظهرت أن النصر يستطيع الحفاظ على توازنه التكتيكي، لكنه يفتقد الحسم الهجومي الذي يقدمه رونالدو في المباريات الكبرى.

جواو فيليكس - كريستيانو رونالدو - ساديو ماني - كينجسلي كومان - بروزوفيتش - النصر السعودي- المصدر (Getty images)
جواو فيليكس – كريستيانو رونالدو – ساديو ماني – كينجسلي كومان – بروزوفيتش – النصر السعودي- المصدر (Getty images)

وفي النسخة الأقدم، دوري أبطال آسيا موسم 2023/24، كان الفريق موفقًا إلى حد كبير، حيث تغلب على الدحيل القطري بنتيجة 3-2، وتعادل مع استقلال الطاجيكي 1-1، مؤكدًا أن النصر يمتلك تجربة كافية للتعامل مع المباريات الآسيوية الصعبة، حتى في غياب لاعبه الأبرز.

البطولةالموسمالمباريات بدون رونالدوالنتائج
دوري أبطال آسيا 22025/262فوز 5-0 على استقلال الطاجيكي، فوز 2-0 على الزوراء
دوري أبطال آسيا للنخبة2024/254تعادل 1-1 مع الشرطة العراقي، خسارة 1-2 أمام السد القطري، تعادل 0-0 مع برسبوليس واستقلال الإيرانيين
دوري أبطال آسيا2023/242فوز 3-2 على الدحيل القطري، تعادل 1-1 مع استقلال الطاجيكي

الغالبية العظمى من مباريات النصر في غياب رونالدو شهدت أداءً متوازنًا مع قدرة على تحقيق الانتصارات، لكنه يظل يعتمد على لاعبين آخرين لإكمال المسافات الهجومية وإغلاق المباريات.

النتائج المتباينة في النسخة النخبة أكدت أن رونالدو يضيف عنصر الحسم والفعالية أمام الفرق القوية، وهو ما يوضح سبب حرص جيسوس وإدارة النادي على ضبط مشاركاته بدقة.

أرقام رونالدو مع النصر

في الموسم الماضي (2024/25)، قدّم كريستيانو رونالدو أداءً مذهلًا مع نادي النصر، مؤكدًا أن عامل السن لا يزال مجرد رقم في مسيرته المليئة بالعطاء. فقد شارك في 41 مباراة خاضها جميعها كأساسي، وهو رقم يعكس التزامه الكامل وقدرته البدنية الهائلة رغم بلوغه الأربعين عامًا.

وخلال تلك المباريات، سجّل 34 هدفًا وصنع 4 تمريرات حاسمة، ليواصل تأثيره الكبير في كل مباراة يظهر فيها. وعلى الصعيد الانضباطي، نال إنذارين فقط دون أي حالة طرد، ما يبرز تركيزه العالي داخل المستطيل الأخضر.

وفي الدوري السعودي للمحترفين، تُوّج رونالدو بلقب هداف البطولة بعدما سجّل 25 هدفًا في 30 مباراة، إلى جانب صناعته لثلاثة أهداف، ليقود النصر بثبات في معظم فترات الموسم ويُثبت أنه لا يزال قادرًا على السيطرة على سباق الهدافين في واحدة من أقوى الدوريات الآسيوية.

أما في دوري أبطال آسيا للنخبة، فقد خاض النجم البرتغالي 8 مباريات، أحرز خلالها 8 أهداف كاملة دون أن يسجل أي صناعة، ليحافظ على معدله التهديفي الرائع في المحافل القارية.

أما في الموسم الحالي (2025/26)، فقد استهل رونالدو موسمه بنفس الروح التنافسية والعزيمة، حيث شارك في 5 مباريات بالدوري السعودي، خاضها جميعها كأساسي كعادته، مسجلًا 5 أهداف وصانعًا تمريرة حاسمة واحدة، مع حصوله على إنذار وحيد دون أي حالة طرد.

الموسمالمبارياتالأهدافصناعة الأهدافالإنذاراتالطرد
2024/254134420
الدوري فقط3025320
دوري أبطال آسيا8800
2025/26 (الدوري السعودي)55110

وتؤكد هذه الأرقام أن “الدون” ما زال يمتلك القدرة على صناعة الفارق في كل ظهور له، وأن استبعاده من بعض المباريات لا يعني تراجع مستواه بقدر ما يعكس خطة مدروسة للحفاظ على جاهزيته البدنية والفنية لأطول فترة ممكنة.

شريف كمال

صحفي رياضي منذ عام 2015، وعضو نقابة الصحفيين المصريين ورابطة النقاد الرياضيين. متخصص في تغطية كرة القدم المحلية والعربية، وصناعة المحتوى الرياضي بمختلف أشكاله. أهتم بالتقارير الرقمية والتحليلية المدعومة بالبيانات، وإجراء الحوارات الصحفية والمصورة. أسعى دائمًا لتقديم تغطية احترافية تُوازن بين سرعة الخبر وعمق التحليل. المزيد »