انتهى ميركاتو صيف 2025 في الدوريات الأوروبية الكبرى، بعد جدل كبير وصراعات بين الأندية، لتتوقف الساعة بنهايات سعيدة للبعض وحزينة للآخر.
إنجلترا كالعادة كانت الأكثر نشاطًا وإنفاقًا في سوق الانتقالات، ولكن أبرز ما كان في ميركاتو الإنجليز هو التمرد مثل عدد من الأندية الأخرى.
شهد ميركاتو 2025 ظاهرة متكررة باتت مصدر قلق للأندية، وهي تمرد بعض اللاعبين على أنديتهم من أجل إجبارها على السماح لهم بالرحيل.
أساليب الضغط تتنوع بين الغياب عن التدريبات، ورفض المشاركة في المباريات، أو حتى التصريحات الإعلامية المثيرة للجدل، لكن الهدف واحد، وهو الوصول إلى نادٍ أكبر أو عقد مالي أكثر إغراء بالنسبة للاعب، وطموحات مختلفة.
إيزاك .. المتمرد الذي حصل على ما يُريد
أحدث الحالات وأبرزها في الميركاتو الأخير، تتجسد في المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك، مهاجم نيوكاسل يونايتد، الذي ضغط بقوة للرحيل.
كان اللاعب يرغب في الانتقال إلى ليفربول، من أجل اتخاذ خطوة أكبر في مسيرته، خاصة مع تألقه في الموسم الماضي واحتلاله المركز الثاني في ترتيب الهدافين خلف محمد صلاح.

إيزاك ضغط بكل ما لديه من أجل الرحيل إلى ليفربول، حتى أصدر بيانًا شهد جملة واضحة للسويدي: “الواقع هو أن وعودًا قد أُعطيت والنادي يعرف موقفي منذ فترة طويلة، التصرف الآن كما لو كانت هذه المشكلات تظهر للتو”.
بعد ذلك البيان، الذي نشره إيزاك في ظل استبعاده من المباريات، وعدم مشاركته منذ بداية الموسم مع نيوكاسل، كان وسيلة ضغط، ليرضخ الماكبايس في النهاية ويوافق على رحيله إلى ليفربول مقابل 150 مليون يورو.
ويسا متمرد جديد في الدوري الإنجليزي
في برينتفورد، كرر الكونغولي يوان ويسا المشهد نفسه تقريبًا في نفس الميركاتو، وهو ما كان يرتبط بمستقبل إيزاك أيضًا بشكل غير مباشر، حيث كان يرغب نيوكاسل في التعاقد مع ويسا لتعويض السويدي، رفقة مهاجم شتوتجارت السابق نيك فولتيماد.
اللاعب أبدى رغبته في الرحيل، ومع رفض إدارة النادي التخلي عنه بسهولة، خاصة مع رحيل مبيومو والمدرب توماس فرانك، مع الثنائي فليكن الحارس ونورجارد لاعب الوسط.

لجأ ويسا إلى أسلوب الضغط غير المباشر بالغياب عن بعض الأنشطة، ما وضع إدارة “النحل” أمام اختبار صعب في الأيام الأخيرة من ميركاتو 2025، أمام تمرد نجم الفريق الأول، رغم مشاركته في المباريات.
ويسا كان يحلم باللعب في دوري أبطال أوروبا، وهو السبب الأساسي لتمسكه بالانتقال إلى نيوكاسل، مما جعل برينتفورد في نهاية المطاف يوافق على طلب الكونغولي، ويرحل مقابل 57 مليون يورو.
أديمولا لوكمان .. متمرد جديد في أتالانتا
في أتالانتا، عانى النادي من ظاهرة تمرد اللاعبين خلال السنوات القليلة الماضية، وكان أبرزها تيون كوبماينرس لاعب الوسط، الذي رفض المشاركة في التدريبات وتم استبعاده من مواجهة ريال مدريد في السوبر الأوروبي أغسطس 2024، من أجل الرحيل إلى يوفنتوس.
وافق أتالانتا في النهاية ورحل اللاعب إلى يوفنتوس في ميركاتو 2024، ولكن الأمر استمر مع نجم الفريق الأول أديمولا لوكمان، أفضل لاعب في أفريقيا.

لوكمان بعد صراع مع جاسبريني، ورحيل الأخير إلى تدريب روما، ظل يطالب بالرحيل مع رغبة إنتر ميلان في ضمه، ولكن الصفقة فشلت في اللحظات الأخيرة.
تمسك إيفان يوريتش المدرب الجديد لأتالانتا باستمرار اللاعب، ولكن لوكمان لم يشارك في أول مباراتين للفريق في الدوري الإيطالي وأصبح أقرب للرحيل إلى الدوري التركي بسبب غلق الميركاتو في الدوريات الأوروبية الكبرى.
جيوكيريس يُريد أن يصبح مدفعجي
بعد موسم استثنائي للمهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس مع سبورتينج لشبونة، انهالت العروض على اللاعب، ولكن تمسك سبورتينج لشبونة باستمراره في ملعب خوسيه الفالادي.
استمر أرسنال في سعيه لضم اللاعب، وكان أكثر الأندية التي ترغب في التعاقد معه خلال الميركاتو، وبالتالي كان فيكتور يُريد الانضمام إلى ملعب الإمارات ويصبح أحد رجال ميكيل أرتيتا.

بدأ اللاعب يتمرد على سبورتينج لشبونة، ويرفض كل العروض المقدمة من النادي لتجديد عقده، حتى حصل على ما أراد ووافق الفريق البرتغالي على رحيله مقابل 66 مليون يورو.
مارك جيهي مُحترف ضل الطريق
ليفربول كان يرغب في ضم مارك جيهي منذ ميركاتو 2024، ولكنه استمر مع كريستال بالاس وفشل الريدز في ذلك، ليعود ويهتم بالمدافع الإنجليزي مجددًا خلال الصيف الماضي.
حتى اليوم الأخير، كان ليفربول على بعد أمتار قليلة من حسم الصفقة، بعدما أجرى اللاعب الفحوصات الطبية، ولكن أوليفر جلاسنر مدرب كريستال بالاس رفض رحيل جيهي بسبب عدم إيجاد بديل.

مارك جيهي كان ملتزمًا مع كريستال بالاس منذ بداية الموسم، لم يتمرد، وتعامل باحترافية شديدة تليق بقائد الفريق اللندني، على أمل الرحيل إلى الريدز، واستفادة النادي ماليًا بدلًا من المغادرة مجانًا بنهاية الموسم.
ورغم ذلك، ضل جيهي طريق ليفربول، بعدما أوقف جلاسنر الصفقة، لينتظر الريدز حتى يناير المقبل والتعاقد معه بمبلغ أقل، أو في الصيف لينضم بدون مقابل.
أبرز المتمردين في كرة القدم
هُناك عدد كبير من اللاعبين الذين تمردوا على أنديتهم تاريخيًا، كان أبرزهم ليونيل ميسي وفيليب كوتينيو، على سبيل المثال وليس الحصر، في كل ميركاتو.
فيليب كوتينيو لخلافة نيمار
في 2017، رفض فيليب كوتينيو التدرب مع ليفربول، رغم بداية الموسم بشكل مميز مع يورجن كلوب، لكن عرض برشلونة كان مُغريًا بالنسبة للبرازيلي، الذي كان يعده النادي الكتالوني بأن يكون خليفة نيمار الذي رحل في صيف ذلك العام.
يناير 2018 يأتي، ويرحل كوتينيو، وحصل ليفربول على 120 مليون يورو، ليرضخ الريدز لطلبات البلوجرانا وينجح فيليب في الضغط على النادي الإنجليزي، ولكن ما حدث بعد ذلك لم يكن متوقعًا.

رياض محرز سئم من الثعالب
بعد فشل انتقاله إلى مانشستر سيتي، غاب محرز عن تدريبات ليستر سيتي ولم يسافر مع الفريق للمشاركة في المباريات، ما شكّل أزمة حقيقية داخل النادي.
رفض ليستر سيتي في 2018 عرضًا مقابل 65 مليون جنيه إسترليني من مانشستر سيتي، ولكن مع مرور الوقت، رضخ ثعالب كينج باور لطلبات الجزائري، بعدما ظهر محبطًا ومكتئبًا، ليوافق على مغادرته إلى ملعب الاتحاد والتدرب تحت قيادة بيب جوارديولا.

ليونيل ميسي .. التمرد الأكثر عاطفية
قرر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي صيف 2020 التمرد على إدارة برشلونة، بعدما قرر عدم التواجد في التدريبات من أجل الرحيل عن الفريق.
ميسي أرسل طلبًا بالرحيل مجانًا وفسخ عقده مع النادي الكتالوني عبر البروفاكس، ولم يتواجد في تدريبات الفريق.
محاولات ميسي لم تنجح في النهاية، وقرر الالتزام، حيث استمر اللاعب في برشلونة لموسم آخر، وأنهى عقده ومن ثم رحل إلى باريس سان جيرمان بعد فشل النادي في تجديد عقده بسبب قوانين اللعب المالي النظيف.

ليو أكد في مؤتمر صحفي حينذاك أنه كان بإمكانه مقاضاة برشلونة، لكن لم يتمكن من ذلك لأن النادي الكتالوني يمتلك مكانة كبيرة في قلبه، ولم يستطع الوقوف في المحاكم أمام البلوجرانا أو التسبب في إيذاء النادي بأي شكل من الأشكال.