مصير يتكرر؟ البند القاسي الذي يلاحق كونسيساو من ميلان إلى جدة
يبدو أن نادي الاتحاد يسير بخطى جديدة نحو تأسيس عقلية إدارية أكثر صرامة واحترافية، بعدما كشفت تقارير صحفية عن وجود بند غير مسبوق في عقد مدربه الجديد، البرتغالي سيرجيو كونسيساو.
هذا البند الذي يمنح النادي الحق في فسخ التعاقد دون شرط جزائي إذا فشل الفريق في احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى في الدوري السعودي للمحترفين “روشن”.
الخطوة أثارت الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية، بين من وصفها بأنها عبقرية إدارية تحمي النادي من نزيف مالي جديد، ومن اعتبرها مجازفة قد تولّد ضغطًا مبكرًا على المدرب القادم من أوروبا.
📸| اتحادنا هذا المساء pic.twitter.com/wOemhE77vr
— نادي الاتحاد السعودي (@ittihad) October 11, 2025
اتحاد يفرض شروطه.. ذهنية أوروبية جديدة في جدة
اللافت في هذه الصفقة ليس فقط هو اسم كونسيساو، بل طبيعة الشروط التي فُرضت عليه، والتي تعكس تحوّل نادي الاتحاد من مجرد متلقٍ للعروض إلى نادٍ يُملي شروطه على مدرب أوروبي له اسم وتاريخ.
في السابق، كانت الأندية الخليجية، وحتى الكبيرة منها، تخضع في الغالب لشروط المدربين الأوروبيين، سواء في الرواتب الضخمة أو في التعويضات بعد الإقالة. أما اليوم، فالمشهد اختلف تمامًا.
الاتحاد بعد تجارب مكلفة مع نونو سانتو ثم لوران بلان، يبدو أنه قرر كتابة صفحة جديدة في التعاقدات، صفحة تبدأ بتوازن القوى بين الإدارة والمدرب، بحيث لا يكون النادي رهينة بند جزائي يثقل ميزانيته في حال فشل فني.
هذا البند الغامض يمنح الاتحاد ميزة “التحكم الإداري”، ويؤكد أن النادي السعودي بات ينافس الأندية الأوروبية ليس فقط في الإنفاق، بل في التفكير والعقود الذكية.
فمن الواضح أن الاتحاد يسعى لرفع سقف المساءلة المهنية، في مشروع يمتد حتى 2028، يهدف إلى بناء منظومة احترافية تحاسب على النتائج لا على الأسماء.

تجربة ميلان.. كونسيساو تحت الضغط مجددًا
المثير في الأمر أن سيرجيو كونسيساو نفسه واجه تجربة مشابهة تمامًا قبل أشهر فقط مع نادي إيه سي ميلان الإيطالي.
فقد تم تعيينه مديرًا فنيًا للفريق في صيف 2024 بعقد يمتد حتى يونيو 2026، لكن العقد تضمن بندًا يسمح للنادي بفسخه بنهاية موسمه الأول إذا لم تتحقق الأهداف المحددة.
ورغم أن راتبه المبدئي لم يتجاوز مليون يورو سنويًا في الموسم الأول، إلا أن الاتفاق كان يقضي بزيادته إلى 3.5 مليون يورو في حال استمرار العقد للموسم التالي.
لكن ميلان فعّل بند الفسخ في مايو 2025 بعد موسم واحد فقط، عقب فشل الفريق في التأهل لأي بطولة أوروبية.
وخلال تلك الفترة، قاد كونسيساو الفريق في 31 مباراة، فاز في 16 وتعادل في 5 وخسر 10، سجل لاعبوه 50 هدفًا واستقبلوا 36.
| الإحصائية | العدد |
| عدد المباريات | 31 |
| عدد الانتصارات | 16 |
| عدد التعادلات | 5 |
| عدد الهزائم | 10 |
| الأهداف المسجلة | 50 |
| الأهداف المستقبلة | 36 |
كانت التجربة قصيرة ومضغوطة، لكنها كشفت عن جانب مهم في شخصية المدرب: قدرته على الصمود تحت الضغط، وإن لم تمنحه النتائج فرصة الاستمرار.

بند يثير الجدل.. حماية مالية أم ضغط نفسي؟
ما فعله الاتحاد بإضافة بند الفسخ دون شرط جزائي هو خطوة غير مألوفة حتى في العقود الأوروبية، فبينما تضع بعض الأندية شرطًا لتخفيض التعويض في حال الإخفاق، فإن بند الإلغاء المجاني يضع المدرب تحت سيف مستمر من الترقب.
من ناحية، هو قرار يحمي ميزانية النادي من أي التزامات مستقبلية ثقيلة، خصوصًا بعد أن أنهى الاتحاد عقودًا سابقة بتكاليف ضخمة.
لكن من ناحية أخرى، قد يتحول البند إلى عامل توتر دائم داخل الجهاز الفني، خاصة إذا بدأ الفريق الموسم بنتائج متذبذبة.
المدرب البرتغالي الذي عُرف بشخصيته الصدامية في بورتو وبميلان، سيكون أمام تحدٍ حقيقي في جدة، ليس فقط فنيًا بل نفسيًا، لأن مستقبله بات مرتبطًا مباشرة بترتيب الفريق في الدوري.
ترتيب الاتحاد في الدوري السعودي
يحتل نادي اتحاد جدة -حامل اللقب- حاليًا المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري السعودي للمحترفين برصيد 9 نقاط، جمعها من 4 مباريات، بعدما حقق الفوز في 3 مواجهات وخسر واحدة فقط.
ويظهر الفريق بصورة متماسكة هجوميًا ودفاعيًا رغم بعض التغييرات الفنية الأخيرة، حيث يسعى لمواصلة الضغط على المتصدرين والحفاظ على موقعه ضمن المربع الذهبي في ظل المنافسة القوية هذا الموسم من أندية الهلال والنصر والأهلي.
موعد مباراة الاتحاد القادمة
في أول اختبار رسمي له، يستعد سيرجيو كونسيساو لقيادة الاتحاد في مواجهة قوية أمام الفيحاء، يوم 17 أكتوبر الجاري، ضمن الجولة الخامسة من دوري روشن للمحترفين، على ملعب مدينة المجمعة الرياضية.
وسيكون اللقاء بمثابة الظهور الأول للمدرب البرتغالي أمام جماهير الاتحاد، التي تترقب كيف سيبدأ مشروعه الجديد في ظل البنود المثيرة التي تحكم مستقبله.