أخبار الكرة الإسبانيةبرشلونةأخباربرشلونة

ليونيل ميسي: لم أتخيل فكرة الرحيل عن برشلونة

فتح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، مهاجم فريق إنتر ميامي الأمريكي، قلبه متحدثًا عن فترته الذهبية مع نادي برشلونة الإسباني، مؤكدًا أنه لم يكن يتخيل يومًا الرحيل عن النادي الذي شكّل الجزء الأكبر من مسيرته الكروية.

وقضى ميسي أكثر من عقدين بين جدران برشلونة، حيث كتب صفحات خالدة في تاريخ النادي الكتالوني، وأصبح الرمز الأول لجماهيره خلال السنوات الماضية بفضل إنجازاته وأرقامه القياسية.

ويُعد ميسي الهداف التاريخي لنادي برشلونة برصيد 614 هدفًا، قبل أن يرحل عن الفريق في صيف عام 2021 بعد نهاية عقده، لينتقل لاحقًا إلى باريس سان جيرمان ثم إلى إنتر ميامي الأمريكي.

وجاءت تصريحات ميسي ضمن حوار خاص أجرته معه صحيفة “سبورت”، بمناسبة فوزه بجائزة اللاعب الأكثر حبًا من جماهير برشلونة عبر التاريخ، وهي الجائزة التي من المقرر أن يتسلمها الأسبوع المقبل وسط احتفاء كبير من عشاق النادي.

ليونيل ميسي - إنتر ميامي (المصدر: Getty images)
ليونيل ميسي – إنتر ميامي (المصدر: Getty images)

ميسي: لم أرحل عن برشلونة بالطريقة التي أريدها

وأعاد ليونيل ميسي إحياء مشاعر الود والحب بينه وبين جماهير برشلونة خلال الحوار الذي أجراه مع صحيفة “سبورت”، حيث تحدث بصدق عن فترته داخل النادي والعلاقة التي تجمعه بالجمهور.

كيف تشعر بالحب الذي يأتيك من برشلونة؟

قال ميسي إن كل ما يصله من جماهير برشلونة، إضافة إلى المرحلة التي عاشها مع النادي، يثير لديه الكثير من الحنين والعاطفة، مؤكدًا أن الأمر يمثل له شعورًا رائعًا.

وأوضح أنه يفتقد تلك اللحظات التي لم يستطع الاستمتاع بها كما يجب في وقتها بسبب ضغط المباريات والتفكير المستمر في الاستحقاقات التالية. وأضاف أن مرور السنوات منحه فرصة لرؤية الأمور بهدوء من الخارج، ما جعله يشعر بقيمة تلك الفترة أكثر من أي وقت مضى.

هل تسترجع تلك الذكريات؟

بالطبع أحب العودة إلى تلك الذكريات لأنها لحظات مهمة وذات دلالة كبيرة في مسيرته. وأكد أن الصور التي ظهرت في الفيديو تضمنت نقاطًا محددة مر خلالها بأحداث بارزة، مشيرًا إلى أنها ذكريات جميلة تُستعاد بسرور.

الجماهير لم تنس ميسي.. هل توافق على ذلك؟

أكد ميسي أن شعورًا غريبًا رافقه بعد رحيله عن الفريق، خاصة بسبب الطريقة التي انتهت بها الأمور، إلى جانب لعبه موسمه الأخير دون حضور جماهيري بسبب جائحة كورونا. وأوضح أنه لم يرحل عن النادي بالصورة التي كان يتخيلها، فقد كان يحلم بإكمال مسيرته الأوروبية مع برشلونة وإنهائها كما أراد. ورغم الوداع غير التقليدي، إلا أنه يؤمن بأن حب الجماهير سيبقى دائمًا نتيجة كل ما عاشه معهم من لحظات وأحداث.

وعلّق الصحفي بأن العلاقة مع الجماهير استمرت لفترة طويلة، ليرد ميسي مؤكدًا أنه قضى 16 عامًا في الفريق الأول، وما يقرب من 20 أو 21 عامًا منذ وصوله إلى برشلونة وهو في سن 12 أو 13 عامًا. وأوضح أن هذه السنوات الطويلة وما حملته من تجارب ومواقف جعلت الحب والود مشاعر ثابتة لا تزول.

وأشار ميسي إلى أن ظهور لاعبين جدد وآمال جديدة لا يلغي ذلك الحب المتبادل، لأن الجماهير تظل متمسكة بكل لاعب ترك أثرًا في قلوبهم. وأضاف أن بعض المشجعين يحملون صورته أو اسمه كوشم دائم، وهو أمر يعكس عمق الرابط الذي جمعه بهم.

واختتم النجم الأرجنتيني حديثه في هذه الجزئية، بأن كرة القدم دائمًا ما تشهد بروز لاعبين جدد، لكن التاريخ لا ينسى. وأكد أن هذا ليس متعلقًا به فقط، بل بكل من مرّ على النادي وساهم في رفع مكانته وصناعة تاريخه، مشيرًا إلى أن لهؤلاء اللاعبين دورًا مهمًا في تراث برشلونة وتاريخه الكبير.

ليونيل ميسي يتذكر السداسية التاريخية

ما اللحظة التي تختارها من مسيرتك مع برشلونة؟

من الصعب اختيار لحظة واحدة فقط، لقد عشت العديد من اللحظات السعيدة خلال مسيرتي. وأوضح أن الألقاب عادة ما ترتبط بالسعادة، لكن السداسية التاريخية تحت قيادة غوارديولا كانت لحظة استثنائية، وكذلك آخر لقب لدوري أبطال أوروبا مع لويس إنريكي. وأكد أنه من المستحيل اختيار لحظة وحيدة من بين كل ما مر به.

ما تقييمك لرحلتك مع برشلونة؟

أوضح ميسي أنه يعتز بكل التجارب التي عاشها خلال فترته مع برشلونة، سواء من حيث النمو كلاعب أو كشخص. وأكد أنه يحتفظ بكل تلك الذكريات، وأن أي صورة أو لحظة تعيده إلى تفاصيل المواسم التي خاضها وما عاشه من أحداث مهمة مع الفريق.

السعادة ليست دائمًا بالألقاب، إذا لم تنظر إلى الانتصارات، ماذا يبقى لك؟

أنا ممتن لله لأن رحلته مع برشلونة بدأت منذ أن كان طفلًا، وأن المدينة أصبحت جزءًا مهمًا من حياته، خاصة مع ولادة أطفاله فيها. وقال إن ارتباطه ببرشلونة لا يتعلق فقط بالنادي بل بالمدينة أيضًا، لأنها المكان الذي نشأ فيه وقضى فيه معظم حياته، وهو ما يجعله يحتفظ بالكثير من الذكريات الجميلة.

ميسي: أتابع مباريات برشلونة مع بوسكيتس وسواريز وألبا

هل تتابع برشلونة الآن؟

أجاب ميسي بأنه يتابع برشلونة بالطبع، بل أكثر من السابق. وأوضح أنه يتابع المباريات رفقة بوسكتس وألبا وسواريز في إنتر ميامي، وأنهم يتحدثون دائمًا عن أداء الفريق ونتائجه وطريقة لعبه.

في باريس قلت إنك لم تكن سعيدًا، هل تبدل الأمر الآن؟

أكد ميسي أن تجربته في باريس لم تكن كابوسًا كما يعتقد البعض، لكنه لم يكن مرتاحًا داخل الملعب ولم يستطع الاستمتاع بكرة القدم كما أراد. وأوضح أن حياته العائلية في باريس كانت جيدة جدًا، لكنها كانت المرة الأولى التي يغادر فيها برشلونة، لذلك كان التأقلم صعبًا في البداية.

كيف هي حياتك الحالية في ميامي؟

قال ميسي إن حياته في ميامي تشبه ما كان يعيشه في كاستيلديفيلس، حيث النادي قريب والمدرسة قريبة وأجواء الحياة مريحة. وأشار إلى أن ميامي مدينة جميلة لكنه يفضل العيش بعيدًا عن وسط المدينة لتفادي الازدحام.

كيف تأقلمت مع الدوري الأمريكي؟

أوضح ميسي أن الحياة اليومية في الدوري الأمريكي أكثر هدوءًا وأقل ضغطًا، مما يمنحه فرصة أكبر للاستمتاع بالعائلة وقضاء وقت أطول مع أطفاله. وأضاف أن تقليل الضغط جعله يعيش حياته بشكل مختلف، خاصة أن نتائج المباريات لم تعد تتحكم في مزاجه كما كان يحدث سابقًا، مؤكدًا أنه يشعر براحة كبيرة الآن.

ما الذي يحفزك للاستمرار في القمة رغم التقدم في العمر؟

مايحفزني أكثر وما أحبه هو لعب كرة القدم والمنافسة، لا أحب الخسارة أمام أي منافس. في كل مرة أدخل الملعب أريد الفوز، أو على الأقل المحاولة.

وأشار إلى أن التحدي الأكبر له ولزملائه الذين انتقلوا معه إلى إنتر ميامي كان يتمثل في قيادة نادٍ صغير وحديث العهد نحو المنافسة على الألقاب، معتبرًا أنهم نجحوا بالفعل في رفع مستواه ووضعه في موقع يسمح له بالقتال على البطولات.

هل سيغادر اثنان من زملائك الذين جاؤوا معك إلى ميامي؟

قال ميسي إن الموقف كان “غريبًا جدًا”، خصوصًا فيما يتعلق بجوردي ألبا، لأنهم لم يتوقعوا قراره المفاجئ. وأوضح أن بوسكتس كان يفكر في الأمر وناقشه سابقًا، لكن ألبا أعلن اعتزاله بشكل مفاجئ بين يوم وليلة دون أي تمهيد.

وأضاف أن رحيله كان مؤسفًا بالنسبة لهم على الصعيدين الشخصي والمهني، لأنهم بدأوا التحدي في ميامي معًا، ومع مرور الوقت يشعرون بأن نهاية المشوار تقترب كونهم من الجيل نفسه، مشيرًا إلى أن السنوات التي قضوها سويًا كانت جميلة للغاية.

ميسي: لا أريد أن أكون عبئًا على الأرجنتين

كأس عالم جديد على الأبواب… هل يثير ذلك حماسك؟

أكد ميسي أن كأس العالم بطولة خاصة للغاية، واللعب مع المنتخب يحمل مشاعر مختلفة تمامًا، خاصة في المسابقات الرسمية الكبرى.

وأوضح أنه لا يريد أن يكون عبئًا على المنتخب، ويبحث دائمًا عن الشعور بأنه جاهز بدنيًا وقادر على مساعدة المجموعة.

وأضاف ميسي أن الجدول المختلف في الولايات المتحدة سيمنح المنتخب فترة إعداد جيدة قبل البطولة، مع عدد محدود من المباريات. وأشار إلى أنه سيقرر المشاركة بناءً على حالته البدنية، لكنه اعترف بأن كأس العالم تظل أهم منافسة على الإطلاق، وهو متحمس لها دائمًا.

ما رسالتك لجماهير كرة القدم عامة وجماهير برشلونة خاصة؟

أعرب ميسي عن شوقه الكبير للعودة إلى برشلونة، مؤكدًا أن عائلته تفتقد المدينة كثيرًا، وأن فكرة العودة للعيش هناك تراودهم باستمرار.

وأشار ميسي أن لديه منزله وكل متعلّقاته في برشلونة، وأنه يترقب زيارة الملعب الجديد بعد اكتمال أعمال التجديد، خاصة أنه لم يعد إلى كامب نو منذ انتقاله إلى باريس، وبعدها انتقال الفريق إلى ملعب مونتجويك.

وأكد ميسي في نهاية حديثه أن العودة لرؤية الملعب الجديد ستكون تجربة مختلفة ومثيرة، وأنه ممتن دائمًا لمحبة الجماهير ودعمهم، مقدّمًا لهم رسالة شكر وامتنان صادقة.