فقد شكل الثلاثي نيمار وميسي ولويس سواريز هجومًا مثيرًا ومخيفًا أثناء وجودهم في برشلونة، وعلى الرغم من أنهم جميعًا في المراحل الأخيرة من مسيرتهم الكروية، إلا أن إدارة ميامي تفكر في فكرة جمع النجوم الثلاثة مجددًا لخوض مغامرة أخيرة في الدوري الأمريكي.
الفقرة الماضية قد تلفت أنظار عدد كبير من القراء وقد تمر مرور الكرام على عدد أكبر أو قد يلتفت إليها البعض فقط من ناحية اهتمام إنتر ميامي بضم نيمار والجمع من جديد بين أحد أخطر خطوط الهجوم التي مرت على تاريخ كرة القدم، ولكن هناك شيء أكبر وأخطر بكثير من هذه الأمور ذُكر في هذه الفقرة ولا يمكن أن يمر بشكل طبيعي.
حسنًا حتى لا نبحث كثيرًا هنا وهناك فهذه كانت فقرة في خبر نشرته صحيفة “ديلي ميل” الإنجليزية، عن اهتمام نادي إنتر ميامي الأمريكي بضم البرازيلي نيمار نجم هجوم نادي سانتوس في الميركاتو الشتوي المقبل.
ولكن في هذا الجزء من الخبر ذكرت أن نيمار صاحب الـ 33 عامًا وليونيل ميسي وسواريز صاحبي الـ38 عامًا في المراحل الأخيرة من مسيرتهم! الأمر قد يبدو طبيعًا لأنه بالمعطيات الحالية بالفعل يبدو أن الثلاثة في نهاية مسيرتهم الكروية، ولكن اللافت للنظر هو وجود اللاعب البرازيلي في هذه الحسبة.
إنجازات ميسي وسواريز في سن الـ33 عامًا
السبب بالطبع يعود إلى تراجع مستوى نيمار وكثرة إصاباته وحتى النادي الذي يتواجد فيه ونتائجه والغموض حول مستقبله الفترة المقبلة، كل ذلك زرع حالة من اليقين في أذهان جماهيره أنه في نهاية مسيرته.
ولكن نيمار الذي يصغر لويس سواريز وميسي بخمسة سنوات كاملة، ظهر بالطبع في الملاعب بعدهما بفترة قصيرة وكان كلاهما قد سطعا بشكل كبير، ولكن توقع الجميع في البداية أن هذا اللاعب هو من سيخلف الثنائي ومعهم كريستيانو رونالدو في السيطرة على الأرقام القياسية والجوائز الفردية، بل إنه رحل عن برشلونة ليخرج من عباءة ليونيل ويبدأ في صناعة اسمه ومجده بنفسه، فماذا حدث ليتأكد الجميع أنه في نهاية مسيرته؟

وحتى لا نقول أن ما حدث كان عكس ذلك ونظل نتحدث عن أخطاء نيمار الشخصية والمهنية ونطيل الحديث، البرهان الوحيد على ذلك والمتحدث الرسمي باسم كرة القدم هو الأرقام والأهداف والإنجازات، لذلك يجب أن ننظر إلى أرقام ميسي وسواريز وهما في الثالثة والثلاثين من عمرهما ماذا فعلا وهما في نفس عمر البرازيلي حاليًا.
بالنسبة إلى ميسي فقد كان في عمر 33 عامًا في الفترة من 24 يونيو 2020 إلى 23 يونيو 2021، وفي هذه الفترة كان يلعب في صفوف نادي برشلونة وشارك معهم في 48 مباراة سجل خلالهم 27 هدفًا وصنع 19 هدفًا آخرين.
| عدد المباريات | عدد الأهداف المسجلة | عدد الأهداف الصنوعة |
| 48 | 27 | 19 |
وهذه المباريات كانت فقط في عام 2020 ولكن إذا تحدثنا عن موسم 2020/2021 بشكل عام، فقد حصد ليونيل مع برشلونة لقب كأس ملك إسبانيا وحصل على جائزة هداف الدوري الإسباني برصيد 30 هدفًا بل وأنهى الموسم كأفضل لاعب في الليجا، وكل ذلك رغم أزمات البارسا الإدارية والفنية، بل وشارك بعد ذلك في كوبا أمريكا مع الأرجنتين في 2021 وكان في بداية الـ34 عامًا وحصد اللقب مع بلاده.
أما سواريز فقد كان في عامه الثالثة والثلاثون في الفترة من 24 يناير 2020 إلى 23 يناير 2021، ولعب لصالح ناديي برشلونة وأتلتيكو مدريد، فقد كان مع البارسا موسم 2019/2020 ثم رحل وقضى موسم 2020/2021 في ملعب واندا ميتروبوليتانو، وفي عام 2020 بالتحديد شارك في 36 مباراة بمختلف المسابقات سجل خلالها 20 هدفًا وصنع 4 أهداف أخرى.
| عدد المباريات | عدد الأهداف المسجلة | عدد الأهداف المصنوعة |
| 36 | 20 | 4 |
أما بالنسبة إلى موسم 2020/2021 فقد ساهم في فوز أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني وكان صاحب هدف الحسم ضد بلد الوليد آنذاك في الجولة الأخيرة من الليجا.
I saw Luis Suárez play ❤️ pic.twitter.com/0DJjAgasF3
— Atlético de Madrid (@atletienglish) September 7, 2024
نيمار الذي شاخ مبكرًا
أما نيمار فهو حاليًا في سن الـ33 عامًا يتواجد مع سانتوس صاحب المركز السادس عشر في الدوري البرازيلي وسيرحل عنه ويحاول البحث مع وكيل أعماله عن نادي يشارك معه ليتمكن فقط من حجز مكانًا في التشكيل الأساسي لمنتخب البرازيل في كأس العالم 2026، ولم يشارك سوى في 21 مباراة مع فريقه منذ انضمامه له في يناير الماضي من هذا العام 2025، وسجل خلالها 6 أهداف وصنع 3 أهداف أخرى، وعانى من الإصابات أكثر من مرة.
| عدد المباريات | عدد الأهداف المسجلة | عدد الأهداف المصنوعة |
| 21 | 6 | 3 |
لذلك سنجد أن صحيفة “ديلي ميل” قد قالت الحقيقة بالفعل في وصفها للنجوم الثلاثة أنهم في نهاية مسيرتهم ولكنها الحقيقة الصادمة، فلا يظن البعض أن نيمار قد يستمر 5 سنوات أخرى في الملاعب مثلما فعل ميسي وسواريز حاليًا، ولكن ما الذي جعل نيمار يشيب مبكرًا في الملاعب ويصل إلى أعمار صديقيه بالرغم من فارق الخمسة سنوات هذا؟ ستظل حالته بالتحديد واحدة من أكثر الحالات غموضًا في تاريخ اللعبة، ولكنها ستظل أيضا الموعظة التي يجب أن ينظر إليها أي شاب موهوب يبدأ مسيرته في اللعبة قبل أن يشيب مبكرًا…