غياب لامين يامال عن الجولدن بوي ليس خسارة.. وهؤلاء خير دليل !
أثار غياب الدولي الإسباني، لامين يامال، عن قائمة المرشحين لجائزة “الفتى الذهبي” العديد من التساؤلات، بعد المستوى الذي يقدمه اللاعب منذ الموسم الماضي.
رغم فوز لامين يامال بجائزة كوبا من “الكرة الذهبية” لأفضل لاعب شاب في العالم، مرتين على التوالي، 2024 و2025، لن يتمكن من فعل ذلك في الجولدن بوي.
الجائزة المقدمة من صحيفة “توتو سبورت” الإيطالية الشهيرة، لديها قانون يمنع الفائز بالجائزة من الترشح لها مرة أخرى، حتى لا يفقد اللاعب الحافز.
لامين يامال كان هو الفتى الذهبي في عام 2024، وبالتالي تم استبعاده من قائمة المرشحين لجائزة هذا الموسم، رغم أن هناك عددًا من المرشحين أكبر سنًا من صاحب الأصول المغربية.
ومن جهة أخرى، فإن لامين يامال ربما يكون محظوظًا، لأنه هرب من لعنة تلك الجائزة، التي طالت عددًا من اللاعبين الذين فازوا بها تاريخيًا.
لامين يامال يهرب من لعنة الجولدن بوي
جائزة “الجولدن بوي” كان أول من فاز بها فان دير فارت في 2003، ثم واين روني الذي لُقب باسم الجائزة حتى اعتزل كرة القدم، مرورًا بـ ليونيل ميسي وسيسك فابريجاس وسيرجيو أجويرو.
من 2003 وحتى 2007، كان الفائزون بجائزة الجولدن بوي يتحسسون خطوات المجد مع أنديتهم، وبالفعل تألقوا جميعًا، ولكن بداية من 2008 بدأت اللعنة.
Lamine Yamal, protagonista di una stagione straordinaria tra Barcellona e Spagna, vince il Golden Boy 2024 🔥
— Tuttosport (@tuttosport) November 27, 2024
Yamal, nell'albo d'oro, succede a Jude Bellingham.
È proprio il caso di dire, "una stella dopo l'altra"…⭐😍#Tuttosport #GoldenBoy2024 #GoldenBoyAwards #LamineYamal pic.twitter.com/knTW6RpIfM
أندرسون .. بداية اللعنة
في 2008، فاز بالجائزة أندرسون أوليفيرا، لاعب مانشستر يونايتد، بعد عام واحد فقط من انضمامه، وحصوله على دوري أبطال أوروبا، واللعب أساسيًا رفقة جيجز وسكولز وكاريك تحت قيادة أليكس فيرجسون.
ولكن مع مرور الوقت، تراجع مستوى اللاعب، ورغم أنه قضى في الشياطين الحمر 7 مواسم، فإن الإصابات منعته من التألق، وغاب في موسمي 2008-2009 و2009-2010 عن أكثر من 30 مباراة، خلال 225 يومًا.
نفس الأمر تكرر في موسمي 2010-2011 ثم الموسم التالي 2011-2012، أُعير اللاعب الذي فشل في استعادة مستواه إلى فيورنتينا في 2014، ومن بعد عودته، رحل إلى البرازيل، ولم يعد إلى أوروبا إلا عن طريق أضنة ديمر سبورت التركي، واعتزل بعد موسم واحد فقط في 2019 بعمر 31 عامًا فقط.

ألكسندر باتو .. برازيلي آخر ضل الطريق
بعد أندرسون، فاز ألكسندر باتو بالجائزة عندما كان يلعب لفريق ميلان، بعمر الـ20 عامًا، في 2009، بعد عامين فقط من انضمامه من إنتر ناسيونالي.
في 2013، رحل ألكسندر باتو عن ميلان إلى كورنثيانز البرازيلي، بعد إصابات طويلة أبعدته عن الفريق، ومن ثم أصبح بديلًا بعد العودة مع المدرب ماسيمليانو أليجري المدير الفني للروسونيري حينذاك، في ظل رغبة الأخير في الاعتماد على ستيفان الشعراوي وبويان كريكتش في الهجوم.
رحل باتو عن ميلان، رغم علاقته بباربرا بيرلسكوني، ابنة رئيس النادي سيلفيو بيرلسكوني حينذاك، ومن ثم ظل في البرازيل ما بين كورنثيانز وساو باولو، ليعود إلى أوروبا معارًا إلى تشيلسي في يناير 2016، ولم ينجح.

وفي صيف 2016، تعاقد معه فياريال، قبل الذهاب إلى الصين بعد عام واحد فقط مقابل 18 مليون يورو، بعد ذلك عاد إلى ساو باولو، ثم توقف عن ممارسة كرة القدم، لينضم بعدها إلى أورلاندو الأمريكي، وأخيرًا اعتزل في ساو باولو، بعد فترة طويلة غير مستقرة.
المهاجم البرازيلي، الذي كان يتوقع له مستقبل كبير جدًا، لم يلعب سوى 27 مباراة دولية، ولم يكمل خلال مسيرته بالكامل 150 هدفًا.
ماريو بالوتيلي .. المشاغب الإيطالي
في 2010 حصل ماريو بالوتيلي على جائزة الفتى الذهبي مع إنتر ميلان، قبل أن ينضم إلى مانشستر سيتي، ورغم تألقه مع الفريق في الموسم الثاني وتحقيق اللقب التاريخي، رحل بسبب مشاكل مع المدرب روبرتو مانشيني.
مع ميلان انضم بالوتيلي في فترة عدم استقرار فني، مع تغيير الدماء للروسونيري، ثم بدأت مسيرته في الانحدار رغم الانضمام إلى ليفربول، مرورًا بمارسيليا ونيس، والعديد من الأندية الإيطالية مثل بريشيا ومونزا.
بالوتيلي الذي كان يتوهج مع إيطاليا في 2012، كان مشاغبًا من خلال تصريحاته وتصرفاته في الملعب، وكذلك الإصابات التي أثرت عليه كثيرًا.
Ce doublé de @FinallyMario en demi-finale de l'#EURO2012 🤪
— UEFA EURO 2024 🇫🇷 (@EURO2024FRA) August 12, 2020
Quel coup de canon pour le deuxième 🔥💥
Auguri Super Mario, 3⃣0⃣ ans aujourd'hui 🥳🇮🇹 pic.twitter.com/C2J8RVP7TP
لم يصل بالوتيلي للمكانة التي كان يستحقها كلاعب كرة قدم، وخيب الآمال والتوقعات التي كانت تُعقد عليه.
وحاليًا، بالوتيلي بدون نادٍ، بعد أن فسخ عقده مع جنوى الإيطالي، الذي لم يكمل فيه أكثر من موسم.
ماريو جوتزه بطل العالم .. ولكن!
في 2011، حصل ماريو جوتزه على الجائزة عندما كان يتألق في صفوف بوروسيا دورتموند، وبعد عامين انضم إلى بايرن ميونخ، ثم في 2014 سجل هدف فوز ألمانيا التاريخي بنهائي كأس العالم ضد الأرجنتين في البرازيل.
في 2016 عاد ماريو جوتزه إلى بوروسيا دورتموند، ولم ينجح مع بيب جوارديولا، بسبب عدم قيامه بالأدوار التي كان يطلبها الإسباني.
بعد عام من عودته إلى بوروسيا دورتموند، أصيب اللاعب بمرض اضطرابات التمثيل الغذائي، الذي يعرف أيضًا بـ “اضطراب الأيض”، والذي أدى لابتعاده لأشهر طويلة عن الملاعب.

في 2020، انضم جوتزه إلى أيندهوفن، ثم عاد في 2022 إلى ألمانيا عبر بوابة فرانكفورت، بعدما تعافى، ولكنه لم يتمكن من استعادة مستواه.
بول بوجبا .. موهبة استثنائية ضائعة
في 2013، حصل بول بوجبا على الجائزة، بعد عام من فوز فرانشيسكو إيسكو بها، في ذلك الوقت كان بول هو اللاعب الشاب المُبهر، الذي يتصارع عليه كبار أوروبا.
تألق بوجبا مع يوفنتوس، بعدما انضم في صيف 2012 بدون مقابل للبيانكونيري، وحقق جميع البطولات الممكنة باستثناء دوري أبطال أوروبا، الذي خسره في النهائي عام 2015 ضد برشلونة.
في 2016، رحل بوجبا وعاد إلى مانشستر يونايتد، مقابل 115 مليون يورو، كأغلى صفقة في العالم خلال ذلك الوقت.
6 سنوات في مانشستر يونايتد، فشل فيها بوجبا في إدارة موهبته، مع مشاكل عديدة أبرزها كان مع جوزيه مورينيو الذي طرده من التدريبات قبل رحيله.
⚽️ #GoalOfTheDay
— JuventusFC (@juventusfc) January 19, 2018
📆 19.01.2013
👏 @paulpogba
🆚 @Udinese_1896
🏆 @SerieA_TIM
🙌 Powered by @Dugout
🏳️🏴 #FinoAllaFine pic.twitter.com/emkPXyINbt
كان تألق بوجبا مع المنتخب الفرنسي فقط في ذلك الوقت، وقاد الديوك للفوز ببطولة كأس العالم 2018، ولكن في 2022 عاد إلى يوفنتوس مجانًا، ليفشل في المشاركة بسبب الإصابات التي أيضًا عطلت مسيرته في يونايتد.
وعندما تعافى، تم إيقافه لمدة 4 سنوات قبل التقليص لـ 18 شهرًا، بسبب ثبوت تعاطيه المنشطات، لتتبخر موهبة الفرنسي الذي يحاول إعادة إحياء مسيرته حاليًا مع موناكو، رغم أنه لم يشارك في أي مباراة حتى الآن بسبب الإصابة.

رحيم ستيرلينج .. لاعب الكبار وليس منهم
في 2014، حصل رحيم ستيرلينج على الجائزة، بعد تألقه مع ليفربول، ومن ثم أصبح لاعبًا مؤثرًا في المنتخب الإنجليزي، وبعد عام رحل إلى مانشستر سيتي مقابل 64 مليون يورو.
تألق في الموسم الأول مع بيب جوارديولا، ولكن مع مرور الوقت، أصبح مادة للسخرية في الإعلام الإنجليزي، بسبب إهدار الفرص، وزيادة وزنه، ليرحل في 2022 إلى تشيلسي.
57 مليون يورو أنفقها البلوز لضم رحيم، لكن اللاعب الإنجليزي فشل في قيادة الفريق الذي كان يحاول بناء مشروعه من خلال خبراته، ليرحل بعد عامين معارًا إلى آرسنال، ثم يعود في الصيف الماضي، ويكتفي بمشاهدة زملائه، ولم ينضم لأي مباراة مع البلوز.
وبالنظر لمسيرة ستيرلينج، سنجد أنه لعب لليفربول ثم مانشستر سيتي، مرورًا بتشيلسي وآرسنال، ولكن حتى الآن لم يؤثر مع أي نادٍ، وحتى تأثيره في السيتي لم يكن بالقدر المتوقع منه.
🔵 Raheem Sterling joined Man. City, #OnThisDay in 2015 🔵
— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) July 14, 2019
Describe him in 1 word… #UCL | @sterling7 pic.twitter.com/Q7nvkDVyek
أنتوني مارسيال .. الكرة الذهبية في الأحلام فقط
في عام 2015، تُوج أنتوني مارسيال بجائزة الفتى الذهبي عندما كان في مانشستر يونايتد، ولكن بمستواه مع موناكو الفرنسي قبل الانضمام للشياطين الحمر.
في ذلك الوقت، عندما وقع على عقود انضمامه لمانشستر يونايتد مقابل 60 مليون يورو، وضع موناكو بندًا بالحصول على 10 ملايين، في حالة فوز اللاعب بالكرة الذهبية.
ذلك البند الذي وضعه موناكو، يجعلك تُدرك مدى الثقة التي كان يضعها نادي الإمارة في مارسيال، الذي كان صاعدًا بسرعة الصاروخ.
كل ذلك تبخر، بعد سنوات ضائعة في مانشستر يونايتد، أُعير خلالها لمدة موسم إلى إشبيلية، ثم عاد ورحل مجانًا في 2024، انضم بعدها إلى آيك أثينا، ثم حاليًا يلعب لمونتيري المكسيكي، فقط في عمر الـ29 عامًا.

ريناتو سانشيز .. صفقة الكبار المنسية
بعد أن حصل ريناتو سانشيز على جائزة الفتى الذهبي في 2016، انضم إلى بايرن ميونخ من بنفيكا، كان حينها اللاعب الشاب الأفضل في يورو 2016 وهو البطل مع البرتغال.
بعد عام واحد فقط، رحل ريناتو إلى سوانزي الويلزي في الدوري الإنجليزي معارًا، ليصرّح بعدها رومينجيه الرئيس التنفيذي للعملاق البافاري: “لقد تسرعنا في التعاقد مع ريناتو، كان يجب ضمه بعد عامين أو أكثر، جاء إلينا في وقت غير مناسب له”.
بعد ذلك رحل ريناتو إلى ليل في 2019، وأعاد اكتشاف نفسه هناك، لينضم إلى باريس سان جيرمان، لكنه فشل في العملاق الباريسي، ولا يزال على ذمة النادي الفرنسي، لكن خلال السنوات الماضية، أُعير إلى روما وبنفيكا، وحاليًا مع بانيثانيكوس، وهو في سن الـ28 عامًا.

ماتياس دي ليخت.. إصابات ومشاكل
في 2019، حصل دي ليخت على الجائزة عندما تألق مع أياكس، ووصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد ذلك انضم إلى يوفنتوس، لكنه عانى من إصابات عديدة، وسط مشاكل مالية للبيانكونيري.
رحل إلى بايرن ميونخ في 2022، وعانى من إصابات عديدة أيضًا، ليتعاقد معه مانشستر يونايتد مقابل 45 مليون يورو، لتصل قيمة انتقالات اللاعب إلى 200 مليون.
صاحب الـ26 عامًا، كان صاعدًا بشكل مُبهر مع أياكس الهولندي، لكنه خلال السنوات الست الماضية، لم يتمكن من تقديم مستوى حتى مقارب من الذي كان يقدمه مع العملاق الهولندي.

جواو فيليكس .. الحل في السعودية
حصل جواو فيليكس على الجائزة مع بنفيكا في 2020، وانضم إلى أتلتيكو مدريد لتعويض جريزمان، مقابل 127 مليون يورو كأغلى صفقة في تاريخ الروخي بلانكوس.
سنوات من اللا شيء في واندا ميتروبوليتانو، لعدم تأقلم اللاعب مع أسلوب سيميوني، أُعير إلى تشيلسي ثم انتقل إلى برشلونة، ومن ثم عاد إلى تشيلسي في صفقة انتقال خلال الصيف الماضي 2024.
فشل مجددًا فيليكس في تشيلسي، لينضم إلى ميلان في يناير الماضي معارًا، قبل أن يتعاقد معه النصر من البلوز في الصيف الماضي.
وجد اللاعب البرتغالي نفسه في السعودية، مع بداية مثالية للموسم، وخلال 9 مباريات، تمكن من تسجيل 8 أهداف وصناعة هدفين، مع مواطنه جيسوس المدير الفني للعالمي.

جافي .. آخر ضحايا اللعنة
في 2022، حصل جافي على جائزة الكرة الذهبية، والتي هرب منها بيدري، رغم الإصابات التي لحقت بالأخير، لكنه تمكن من التغلب عليها.
جافي فاز بالجائزة بعد زميله، ولكن بعد ذلك، أصبحت الإصابات تلاحق اللاعب، وعندما يعود يستغرق وقتًا طويلًا لاستعادة مستواه.
آخر عامين في مسيرة جافي لم يتمكن من المشاركة كثيرًا مع برشلونة أو المنتخب الإسباني، ولكن لا تزال أمامه الفرصة عندما يعود من الإصابة في 2026.
مثلما حدث مع بيدري، ربما يتكرر الأمر مع جافي، حتى لا تتبخر مسيرته.

في النهاية، نال لامين يامال الجائزة عام 2024، ولم تطله اللعنة على عكس العديد ممن سبقوه. وكأنها هذه المرة قررت أن تُجنّبه آثارها.
وربما يكون عدم تواجد لامين يامال الآن مكسبًا ونقطة إيجابية، وتُحصّنه أكثر من تلك اللعنة التي أطاحت بالكثيرين قبله.
رغم أن لامين يامال منذ بداية الموسم، وهو لم يتمكن من استعادة مستواه الذي كان عليه في الموسم الماضي، بسبب إصابات أبعدته عن البلوجرانا.