أخبار365TOPتقارير ومقالات خاصةريال مدريدقصص 365Scoresكرة القدم الإسبانيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

عيد ميلاد لوكا مودريتش.. سألتك حبيبي لوين رايحين؟

التاسع من سبتمبر يظهر مشجع ريال مدريد حزينا في يوم عادة ما يشهد احتفالات وتهنئة وكل مظاهر البهجة والسعادة، لما لا؟ عيد ميلاد أسطورتهم لوكا مودريتش، ثم يصمت لحظات عندما يدرك أن لوكا أتم عاما جديدا من عمره، وأن ملامح البراءة ووجهه الطفولي لا تعبر على الإطلاق عن سنه الحقيقي، 38 سنة! عيد ميلاد لوكا مودريتش مناسبة لا تستحق الاحتفال أبدا.

كوب قهوة في البلكونة وصوت فيروز “سألتك حبيبي، لوين رايحين.. خلينا خلينا وتسبقنا سنين”، ويدرك أن كل عام جديد قد يكون الأخير له بقميص ريال مدريد، لكنه -لوكا- لم يدع لنا الفرصة لتقبل واقع الحياة، وأن الوقت يمر ولكل شيء نهاية وأن النهايات السعيدة في السينما فقط. لكنه يتمناها قصة عمل درامي لا ينتهي، ويتجدد كل موسم

فيظهر صوت فيروز “أنا كل ما بشوفك، كأني بشوفك لأول مرة حبيبي، أنا كل ما تودعنا، كأن تودعنا لأخر مرة حبيبي”، ويتذكر أن قواعد الحياة تنطبق على الأشخاص العاديين، وليس لوكا مودريتش. يتذكر كل لمسة وتمريرة حاسمة ومراوغة من مراوغاته وكأنها مباراته الأولى، بروح لاعب شاب يريد المنافسة على مركزه وإثبات نفسه.

لماذا معشوقك لوكا مودريتش؟

“معشوقي لوكا مودريتش، لا أدري لماذا أحبه.. هو لاعب لا يخسر الكرة إلا نادرا، ويخلق توازنات رهيبة، وأنا معجب كثيرا بطريقة لعبه بظاهر قدمه اليمنى، هو يحب اللعب بظاهر القدم، وهذا يعجبني”.

هكذا تحدث الأسطورة زين الدين زيدان عن معشوقه كما وصف لوكا مودريتش، عندما تلفت نظر زيزو ويتحدث عنك، فأصبحت تمتلك شهادة الجودة، فماذا لو كنت معشوق من وقف راقصي السامبا عاجزين أمام سحره وهو في أيامه الأخيرة في الملاعب؟

كمشجع لريال مدريد، سيكون معشوقك لوكا مودريتش، وستقدر كثيرا مسيرته مع النادي، قد تراه أفضل لاعب وسط في تاريخ كرة القدم، وأحد أفضل اللاعبين في تاريخ النادي العريق والذي ارتدى قميصه العديد والعديد من الأساطير،وليس غريبا أن تضع اسم لوكا مودريتش بينهم، ويتفوق على العديد منهم أيضا.

لماذا أعشق لوكا مودريتش؟ ومن لا يعشق مودريتش؟ ومن لا يتمنى أن يتواجد بين فريقه لاعب مثل مودريتش؟ لاعب فائز بطبعه، فنان ومبدع بالفطرة، في كل مرة تراه داخل أرضية الملعب تراه يبذل أقصى ما في وسعه، لا يكل ولا يمل ولا يشكو ولا يختلق المشاكل، بمجرد رؤيته ستبتسم تلقائيا، وأعتقد إنها الإجابة المثالية للسؤال الذي أحاول الإجابة عنه، لماذا أعشق لوكا مودريتش؟

انضم إلى ريال مدريد في صيف 2012، 11 عاما بقميص الميرينجي، حقق خلالهم العديد من الألقاب، وساهم بشكل مباشر في فوز النادي بالكأس ذات الأذنين دوري أبطال أوروبا 5 مرات.

استثنائي مش زي الباقيين

يوم 7 سبتمبر 2023، قبل أقل من 48 ساعة على عيد ميلاده الثامن والثلاثين، تحدث مودريتش في تصريحات جريئة وقوية عبر صحيفة “Jutarnji list” الكرواتية ونقلتها صحيفة آس الإسبانية عن وضعه الحالي داخل ريال مدريد الذي لا يعجبه، وسأنقلها كما قالها لوكا على لسانه.

قال مودريتش: “عندما وافقت على تجديد عقدي مع ريال مدريد كان شرطي الوحيد أن يعاملوني كلاعب تنافسي كما كنت في الماضي وحتى الآن، ولا استمر مع لفريق بناء على ما حققته في الماضي، لم أبق من أجل البقاء فحسب، أريد أن ألعب واستمتع بكرة القدم وبمدريد، الجلوس على دكة البدلاء لثلاث مباريات متتالية كان شعورا غريبا بالنسبة لي، لكن المدرب كان له أسبابه”.

وأضاف أسطورة ريال مدريد في تصريحاته عن اللاعبين الشباب في ريال مدريد الذين ينافسهم في وسط الملعب: “أدرك أن لدينا الكثير من المنافسة في خط الوسط، وهؤلاء الشباب لاعبون على أعلى مستوى، لكني ما زلت مقتنعا تماما بأنني قادر على اللعب بالطريقة التي يحتاجها ريال مدريد”.

تصريحات واضحة ولا تقبل التحريف، لوكا مودريتش بشغف الأطفال الصغار، لا يزال يريد المنافسة على مركز أساسي، وغير راض عن وجوده على دكة البدلاء وهو في سن الـ 38، وليست تصريحات من لاعب عاجز عن المنافسة، هو قادر حتى الآن على صناعة الفارق، لا يوجد لاعب يمكنه تقديم نفس الأدوار التي يقدمها في الملعب.

نعلم جميعا مصير اللاعبين في سن الثامنة والثلاثين، وقبل ذلك بكثير، ينتهي بهم الحال في آسيا وأمريكا، اللعب في مستوى تنافسي مختلف وضغوطات أقل، ومحاولة جني أكبر قدر ممكن من الأموال قبل اعتزال كرة القدم، لكنه لوكا يلعب في أعلى مستوى ممكن في كرة القدم الأوروبية، مع العريق ريال مدريد.

حتى أن ريال مدريد طوال تاريخه، تواجد 3 لاعبين فقط في عمر الـ 38، هما جيرزي دوديك حارس المرمى البديل الذي تواجد في النادي في عام 2011، والثاني كان فرانسيسكو بويو في عام 1996، والثالث والأكبر على الاطلاق الأسطورة بوشكاش، الذي خاض مباراته الأخيرة مع ريال مدريد في 21 نوفمبر 1965، وكان عمره 38 عاما و234 يوما.

مودريتش لديه الفرصة لتجاوز بوشكاش ويكون اللاعب الأكبر في تاريخ ريال مدريد في بطولة الدوري الإسباني، إذا خاض أي مباراة في الجولات الخمس الأخيرة من الليجا.

اعتراف جريء

لكل شخص بعض القناعات التي يخشى الاعتراف بها علانية، خوفا من ردود الفعل المضادة أو كما نسميه بـ “وجع الدماغ- والهجوم المتوقع بسبب رأيه الشخصي، فيقرر في النهاية أن يحتفظ برأيه لنفسه فقط وقد يبوح به للمقربين منه فقط،

لكني بكل جرأة منذ سنوات، واتحدث أمام الجميع عن قناعتي الشخصية بخصوص مودريتش، أراه أفضل لاعب وسط في تاريخ كرة القدم وقد يتفق معي الكثيرين وقد يختلف البعض.

قبل أن تختلف معي، دعني أوضح سبب وجهة نظري، لماذا أرى لوكا مودريتش أفضل لاعب وسط في تاريخ كرة القدم، المركز الذي شهد العديد من الأساطير في مختلف الأندية، وقد يتفوق البعض منهم على لوكا، لكن ما يميز مودريتش عنهم جميعا (الشمولية + الاستمرارية). بمعنى؟ لوكا مودريتش عند مقارنته على سبيل المثال بـ “تشافي وإنييستا”، يتم مقارنته بالثنائي معا ليس تشافي فقط أو إنييستا فقط، الأول يملك قدرة استثنائية مرعبة في التحكم في ريتم أي مباراة، والثاني في قدرته على المراوغة وفك التكتلات وصناعة اللعب، مودريتش يمكنه فعل ما يميز كل منهما على حدى، وبدرجة كبيرة جدا.

مودريتش لديه الكثير من سحر بيرلو في الملعب، والكثير من قدرات ثلاثي الإنجليز الخارق (جيرارد، سكولز، لامبارد)، العديد من مميزات ريدوندو وزيزو، صحيح لكل لاعب ميزة كبرى تميزه عن غيره ويتفوق فيها على الجميع، لكنه -لوكا- يملك الكثير من كل ميزة تخص أي أسطورة في مركز وسط الملعب، قدرات بدنية رهيبة، قدرة على القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية بكفاءة كبيرة، قدرة على التحكم في مجرى أي مباراة، لمسات فنية وإبداعية، وصناعة اللعب.

كما يتميز أسطورة كرواتيا عن كل هؤلاء الأساطير بشيء يفتقدوه جميعا وهو الاستمرارية في اللعب في هذا المستوى العالي من كرة القدم حتى سن الـ 38، أسباب أراها منطقية ليكون مودريتش اللاعب الأكثر شمولية والأفضل في تاريخ كرة القدم.

مشهد النهاية لم يأت موعده بعد، وما زالت لحكاية لوكا مودريتش فصول أخرى ستروى خلال الأيام -وربما السنوات- المقبلة، لا يمكنك الرهان على موعد نهاية لوكا وهو يركض بشغف الأطفال الصغار، ويريد منافسة من هم أصغر منه في العمر بـ 20 عاما وأكثر. وكذلك نهاية المقال لنلتقي مجددا لنتحدث عن لوكيتا أيضا، مع نفس كوب القهوة وعلى أنغام فيروز “قلي، إحكيلي نحنا مين؟”.