أخبار365TOPتقارير ومقالات خاصةقصص 365Scoresكرة القدم الانجليزيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

إلى صديقي يورجن كلوب: علمتني عدم الاستسلام.. لا ينبغي أن ترضخ لجسدك وتتركني وحيدًا

إلى صديقي العزيز يورجن كلوب، أحد أكثر الأشخاص الملهمين في حياتي، من تعلمت منه الكثير، أعبر عن أمتناني وتقديري لشخصك الكريم الذي سأظل أتذكره دومًا، لكنها سُنة الحياة، لا شيء يدوم يا صديقي ولحظة النهاية حتمية.

ما فعلته معي جعلني أرى اختلافك بوضوح، لست مثل البشر العاديين، قوانين الحياة العادية لا ينبغي أن تطبق عليك مثلنا، علمتني عدم الاستسلام والآن تتركني وحيدًا بعدما رضخت لقوانين الحياة.

نفذت طاقتك؟ هذا ما أشعر به تمامًا مثلك، عندما كان يمتلكني هذا الشعور اللعين كنت استمد قوتي من تجاربك السابقة، لكنك الآن السبب، نفذت طاقتي بعد الخبر الذي سقط علينا كالصاعقة.

دعني أخبرك بسرٍ قد يبدو غريبًا، كاتب المقال ليس مشجعًا لليفربول، كنت منافسك في العديد من الأوقات، كنت أفرح لحزنك -ربما- أو لأنها منافسة رياضية معتادة، وربما لو كنت حزنت أنا لتغيرت مسيرتك الرياضية تمامًا ببطولات كبرى كنت قريبًا منها، لكن احذر.. ريال مدريد خط أحمر بالنسبة لي، وتجاوزك لهذا الخط لما كنا هنا، ولم أكن لأفكر في الكتابة إليك، حسنًا لست من ضمن قائمة أعدائي الرياضيين.

يورجن كلوب - ليفربول
يورجن كلوب – ليفربول

الرحلة من الشك إلى اليقين إلى نفذت طاقتي

وعد كلوب لجماهير ليفربول بعد توليه تدريب الفريق، وكانت المرحلة الأصعب، تحول حالة الشك من فريق عاش سنوات صعبة دون الفوز بلقب البريميرليج، وكابوس سقوط جيرارد الشهير أمام ديمبا با، وصل إحساس أن هذا الفريق لن يتواجد على منصات تتويج البريميرليج مجددًا.

إلى اليقين، هذا سيحدث، ليس بالضرورة أول عام أو ثلاث أعوام، في العام الرابع، حدث بالفعل، بعد 30 عامًا توج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي مجددًا، بطولة تأبى الخضوع بسيناريوهات مؤلمة.

هل كنت تتخيل طوال فترة متابعتك لكرة القدم، فريق يجمع 97 نقطة ولا يتوج بالبريميرليج؟ منافسة مرهقة مع بيب جوارديولا، تجعلك تشعر باليأس، ذلك لأن بضعة سنتيمترات لعينة حرمته من هدف أمام السيتي، أو لأن كومباني قرر لأول وأخر مرة في حياته التسديد من تلك المسافة!

أنا لست مشجعًا لليفربول لكن تملكني ذلك الشعور باليأس.. (الدرس الأكبر الذي تعلمته من صديقي يورجن).

الموسم التالي، ليفربول يأكل الأخضر واليابس ويتصدر الدوري بفارق كبير من النقاط، يتبقى له بضعة نقاط قليلة ليحسم الدوري قبل عدة جولات من النهاية، لكن أتت الفاجعة الكبرى (كارثة كورونا) التي آثرت على كل مجالات الحياة وليس كرة القدم فحسب، كان سيلغى الموسم، لكنه عاد خلف أبواب مغلقة واحتفل ليفربول باللقب الغائب منذ 30 عامًا خلف أبواب مغلقة، وبدون الجماهير التي كانت لا تتمنى أن تترك نجومها يحتفلون وحدهم أبدًا!

دوري الأبطال؟ خسارة نهائي 2018 الشهير أمام ريال مدريد الذي شهد إصابة محمد صلاح مبكرًا في الكتف، عاد أيضًا في العام التالي وحقق اللقب بسيناريو جنوني خسر فيه ذهابًا في الدور نصف النهائي أمام برشلونة 3-0، وتحققت المعجزة في ليلة أنفيلد التاريخية بدون صلاح وفيرمينو، وجاء الهدف الرابع الذي سجله أوريجي

(درس آخر في عدم الاستسلام، اخفاق بسيناريو مؤلم بعدما بذلت كل طاقتي، لكنها ليست نهاية العالم، سأحاول مجددًا وسأنتصر، هكذا تعلمت من صديقي يورجن).

لكنها -الحياة- ليست عادلة، لولا وجود ريال مدريد ومانشستر سيتي بيب جوارديولا، لكُتبت حكاية كلوب بطريقة مختلفة، بألقاب عدة، صعود متكرر على منصات التتويج في البريميرليج ودوري أبطال أوروبا.

نسخة أفضل من نفسي

وقتها، لم يكن كلوب منافسي الذي أحببته، أعتقد أن المشاعر تجاه كلوب مني “كمنافس وليس محبًا لليفربول”، حتى جماهير الريدز أنفسهم، اللاعبون، كل من تعامل مع يورجن، تأثيره على الجميع بفكرة أن تصبح نسخة أفضل من نفسك، ليس بسبب النجاح الرياضي.

تأثيرك على اللاعبين يراه الجميع، أخرجت النسخة الأفضل من عدة لاعبين أصبحوا من الصفوة في العالم، بسببك أخرجت النسخة الأفضل من نفسهم.

لكن هذا لم أكن أقصده بالضرورة بالرغم من أهميته، نسخة أفضل من أنفسهم، ليس على الصعيد الرياضي فحسب، بل على المستوى الإنساني أيضًا، علاقته باللاعبين ومراعاة ظروفهم الشخصية خارج الملعب، احترام عقائدهم المختلفة وهنا الحديث عن مراعاة تأدية محمد صلاح وماني لفريضة الصلاة، وغيرها من الأمور.

كلوب كان شخصًا ملهمًا، للاعبيه وجماهير ليفربول وجماهير أندية أخرى غير ليفربول، ولي أيضًا.

فريق يورجن كلوب الجديد

“لم أعش حياة طبيعية من قبل”، “لقد نفذت طاقتي”، كلمات قالها كلوب في حواره لشرح أسباب القرار المفاجئ، لكنها منطقية بكل الأحوال.

من منا لم يشعر بذلك؟ نفذت طاقتنا في عملنا، بحاجة للراحة، إلى عطلة، منح وقت أكبر للعائلة، الجسد أُرهق، العقل توقف عن التفكير وبحاجة لإعادة تشغيل ليعمل بكامل كفاءته.

المشكلة أن جماهير ليفربول لم تكن تنتظر ذلك الوداع الآن، اتفقنا يا صديقي لن تتركني أسير وحدي أبدًا، الوقت كنا ننتظر أن يتوقف حتى تبتعد نهاية عام 2026 مع نهاية عقدك الحالي.

لم أتخيل مجرد التفكير عن خليفة كلوب ومن سيكون مدرب ليفربول الجديد، وتبعيات القرار ومن يمكن أن يرحل من اللاعبين في نهاية الموسم؟ لن اهتم والصدمة الكبرى حدثت، فليرحل من يرحل بعده.

الأهم هو كيف سيكون شعوري عندما أراه على دكة البدلاء يدافع عن ألوان أخرى، يحتفل مع جماهير غير جماهير ليفربول؟ كلوب لم يعتزل فمن الوارد حدوث ذلك عاجلًا أو آجلًا.

ريال مدريد سيضحي بأنشيلوتي ليأتي كلوب ويقود كتيبة الشباب الموهوبين؟ والحديث عن ميلان ومشروع جديد يحبه كلوب؟ منتخب ألمانيا؟ أو سيفعل لابورتا رافعة جديدة وتحقيق حلم جماهير برشلونة المستحيل؟ لأن رافعة واحدة لن تكفي ضم كلوب أو صفقات جديدة.

أرد على نفسي وأقول كلوب لم يترك ليفربول لتدريب نادي آخر، نفذت طاقته وأراد أن يأخذ قسطًا من الراحة، الانتظار حتى نهاية يورو 2024 وعدم تحقيق ألمانيا للنتائج المنتظرة على أرضها قد يعجل برحيل ناجلسمان وتولي كلوب تدريب المنتخب مع مجهود بدني وذهني أقل. لو لم يحدث ذلك، أعتقد أنه سيرتاح الموسم المقبل، هذا سبب رحيله من الأساس

في النهاية، الآن يمكن لبيب جوارديولا أن ينام مرتاح البال لأن منافسه الأكبر سيبتعد، بيب يرى ذلك وهو من انتصر رياضيًا وحرم كلوب من المزيد من البطولات، ويورجن قرر حرمانا من المزيد من المتعة والأفكار المبتكرة لمواجهة بيب الشاقة على الجميع.