عودة السهم الأزرق.. لماذا يظهر الهلال أسرع مع نونيز؟

لا يحتاج المهاجم الأوروجوياني داروين نونيز إلى كثير من الوقت كي يفرض نفسه داخل منظومة الهلال، فالرجل يشبه تلك الشرارة التي لا ترى إلّا حين تشتعل، لكنها حين تشتعل تُشعل ما حولها.

عاد نونيز من الإصابة بعد غياب قصير، فعاد معه السؤال الكبير، هل تغير الهلال هجوميًا بوجود رأس الحربة القادم من ليفربول؟ وهل كان غيابه مؤثرًا إلى درجة يمكن قياسها بالبيانات الرقمية؟

تكمن قيمة نونيز في أنه لا يترك المباراة تنتظره، بل يسبقها، يتحرك قبل وصول الكرة، يفتح المساحات قبل أن يُطلب منه ذلك، ويهدد مناطق الخصوم بين الخطوط بطريقة تجبر المدافعين على التراجع خطوة إضافية، فتُفتح الثغرات لرفاقه، ولذلك لا يمكن تقييم حضوره فقط بالأهداف التي يسجلها أو الفرص التي يهدرها، بل بمدى تغيّر سلوك الفريق بأكمله لحظة دخوله أرض الملعب.

View this post on Instagram

A post shared by نادي الهلال السعودي (@alhilal)

غياب اللعب المباشر

وخلال فترة غيابه القصيرة، ورغم استمرار الهلال في تحقيق النتائج، بدا الفريق أقل شراسة داخل منطقة الجزاء، وأكثر اعتمادًا على العرضيات والتسديدات البعيدة، في مقابل غياب اللعب المباشر نحو المهاجم.

عودته إذن ليست مجرد استعادة لاعب هداف، بل عودة “سلوك هجومي” كامل يعتمد على الاندفاع العمودي والتحولات المباغتة، وهنا يبدأ الاختبار الحقيقي للأرقام.

ماذا قدم نونيز مع الهلال؟

شارك نونيز في 5 من أصل 8 مباريات للهلال في الدوري السعودي قبل إصابته، وسجل خلالها تأثيرًا مباشرًا على أسلوب الاختراق والتسديد من داخل المنطقة.

الإحصائيات الهجومية في الدوري

نونيز في دوري أبطال آسيا.. فعالية أعلى من زمن اللعب

رغم أن داروين نونيز لم يشارك سوى 57 دقيقة فقط في دوري أبطال آسيا للنخبة، فإنه ترك بصمة هجومية تؤكد أن الهلال معه يصبح أكثر مباشرة في الوصول إلى منطقة الخطورة. أرقامه تُظهر أن قيمة وجوده تتجاوز زمن اللعب الفعلي.

أرقام نونيز في دوري أبطال آسيا

ما معنى ذلك؟

معدل مساهمته التهديفية (هدف كل 57 دقيقة) يشير إلى أنه قادر على تقديم ضعف هذا المعدل عندما يلعب 90 دقيقة.

نسبة الفوز الهوائي 83.3% تعني أن الهلال مع نونيز يكتسب أفضلية في العمق بدل الاعتماد على العرضيات العشوائية.

عدم إضاعته أي فرصة كبيرة يؤكد تحسن جودة اتخاذ القرار داخل المنطقة مقارنة بالدوري، حيث كان يهدر بكثافة.

الهلال بدون نونيز تراجع حدة الاختراق

خاض الهلال 3 مباريات مهمة غاب فيها نونيز: أمام الشباب، والغرافة، والنجمة. ورغم تحقيق ثلاث انتصارات، فإن اختفاء المهاجم الصريح المشار إليه بالتحولات العمودية قلل من جودة الفرص المحققة.

الهلال ضد الشباب (1-0)

View this post on Instagram

A post shared by 365Scoresarabic (@365scoresarabic)

الهلال أمام الغرافة (2-1)

الهلال أمام النجمة (4-2)

ماذا نستنتج من المقارنة؟

بدون نونيز، يتحول الهلال إلى فريق عرضيات وتسديدات بعيدة أكثر من الاختراق المباشر، أما مع نونيز، يزداد لعب الفريق عموديًا داخل المنطقة، ما يرفع قيمة xG حتى لو أهدر فرصًا خطيرة، الفارق الحقيقي ليس في عدد التسديدات، بل في جودتها وموقعها.

ما الذي يضيفه نونيز تحديدًا؟

يجبر المدافعين على التراجع ويفتح مساحات للثلاثي خلفه.

يرفع جودة التحولات السريعة بسبب سرعة انطلاقه بين الخطوط.

يُغير موقع تسديدات الفريق من الأطراف إلى “قلب منطقة الجزاء”.

بالأرقام.. هل يصنع نونيز الفارق مع الهلال؟

وجود نونيز يجبر الفريق على اللعب العمودي لا الأفقي.

التحولات السريعة ترتفع بسبب استغلال المساحات خلف المدافع الأول.

نسبة الاعتماد على العرضيات تنخفض لأن الفريق يجد لاعبًا جاهزًا للتسليم والاستلام داخل الصندوق.

جودة صناعة الفرص ترتفع، حتى إن لم يسجل نونيز، لأنه يسحب التغطية، ويحرر الجناحين وصناع اللعب.

ماذا قدّم نونيز مع الهلال؟

لم يسجل نونيز فقط؛ بل منح الهلال طريقة لعب.

سجل في الدوري 3 أهداف وصنع هدفين، وسجل في آسيا هدفًا خلال 57 دقيقة، وسدد 17 مرة على المرمى في كل البطولات، ومنح فريقه 2 صناعة

فرص كبيرة، وأهدر 5 فرص لكنه كان سببًا في رفع جودة تمركز الهلال الهجومي داخل الصندوق بنسبة +22%.

أعاد للهلال سلوك الهجوم المباشر، فصار الفريق يهاجم مثل “سهم” لا “دائرة”.