عقد من سحر مبابي.. الوريث الذي انتزع العرش ولم ينتظر اعتزال الكبار
27 عامًا مرت على ميلاد أحد أعظم المواهب الكروية على مستوى كرة القدم العالمية وهو كيليان مبابي، نجم ريال مدريد الحالي، الذي قدم مستويات خيالية أمتع بها جماهيره.
والحقيقة أن شهر ديسمبر لم يأتِ بالخير على كرة القدم بميلاد مبابي فقط، بل بظهوره الأول، فقد شارك مع موناكو للمرة الأولى يوم 2/ 12/ 2015، أمام كاين في الدوري الفرنسي، أي منذ 10 سنوات.
ومنذ ذلك اليوم، ومبابي يسير ويتطور بخطى إيجابية في عالم، وخلال 10 سنوات حقق مبابي إنجازات متعددة ما زال يحلم بها النجوم والأساطير، بل إن منهم من اعتزل دون أن يقوم بما حققه ذلك اللاعب وهو طفل.
إنجازات مبابي في 10 سنوات
وعلى مدار 10 سنوات، لعب مبابي 464 مباراة، في مسيرته مع الأندية؛ سجل خلالها 362 هدفًا، وقدم 137 تمريرة حاسمة، أي أنه يمتلك 500 مساهمة تهديفية.
| مباريات | أهداف | تمريرات حاسمة |
| 464 | 362 | 137 |
ومع المنتخب الفرنسي، لعب مبابي 94 مباراة؛ سجل خلالها 55 هدفًا، وقدم 40 تمريرة حاسمة، وبجانب ذلك فقد تُوج بلقب كأس العالم 2018، ولم يكن قد تجاوز الـ20 من عمره.
| مباريات | أهداف | تمريرات حاسمة |
| 94 | 55 | 40 |
المواسم الأولى لـ مبابي والتتويج بالمونديال
لم يكن الموسم الأول 2015/ 2016 كافيًا لانفجار موهبة مبابي؛ فقد خاض مع موناكو 14 مباراة (بواقع 496 دقيقة)؛ سجل خلالها هدفًا واحدًا، وقدم تمريرتين حاسمتين.
| مباريات | أهداف | تمريرات حاسمة |
| 14 | 1 | 2 |
أما الموسم الثاني 2016/ 2017، فلا يمكن أن نقول سوى أنه بداية الانفجار الحقيقي لتلك الموهبة؛ فشارك الفرنسي في 44 مباراة؛ سجل خلالها 26 هدفًا، وقدم 14 تمريرة حاسمة، أي 40 مساهمة تهديفية.
| مباريات | أهداف | تمريرات حاسمة |
| 44 | 26 | 14 |
وفي موسم 2017/ 2018، تحين الفرصة لـ كيليان ليضع نفسه في مكانة الكبار، فينتقل إلى باريس سان جيرمان في صفقة قياسية بلغت 180 مليون يورو، ليقدم أداءً مبهرًا في هذا الفريق، ويسجل 21 هدفًا مع 17 تمريرة حاسمة خلال 46 مباراة لعبها في ذلك الموسم.
| مباريات | أهداف | تمريرات حاسمة |
| 46 | 21 | 17 |
تلك الأرقام وهذا الأداء كانا كافيين ليُقرر ديديه ديشامب ضمه لقائمة المنتخب الفرنسي المشاركة في كأس العالم 2018، ولم يكن الظهور وتقديم أداء جيد مجرد هدف لهذا اللاعب؛ فقد واصل إبهار العالم أجمع بموهبته، وسجل 4 أهداف في هذه النسخة من المونديال، وقاد الديوك لحصد اللقب.
ريال مدريد يصارع من أجل كيليان
لا يمكن أن نقول إن أداء مبابي في المونديال لفت أنظار ريال مدريد إليه؛ فقد كان النادي الملكي يراقبه منذ أن كان في صفوف موناكو، لكن هذه المرة تحرك النادي بشكل جاد من أجل خطف هذه الموهبة الجبَّارة، ورغم أن اللاعب أراد اتخاذ هذه الخطوة، لكن باريس سان جيرمان تمسك به ورفض تمامًا فكرة رحيله.
وظل الملكي 4 سنوات يحاول التعاقد مع مبابي، إلى أن انتهى عقده مع باريس سان جيرمان، ورغم اقتراب ريال مدريد من حسم الصفقة، لكن كأس العالم 2022 غيَّر كل شيء، خاصة بعد لقاء اللاعب مع الرئيس الفرنسي، الذي قرر بعده تمديد تعاقده مع ناديه لسنوات أخرى.
وفي صيف 2024، ينتهي عقد مبابي مع باريس سان جيرمان، لكن هذه المرة يتمسك اللاعب برفضه التجديد ويُصر على الانتقال إلى ريال مدريد لتحقيق حلمه الذي انتظره سنوات عديدة.
وها هو الآن، قد مرت 10 سنوات كاملة منذ أن خاض مبابي مباراته الأولى مع الفريق الأول، وقد مر بـ موناكو وباريس سان جيرمان وريال مدريد.
بداية لم يحققها ميسي ورونالدو
في جميع الأحوال، لا يمكن مقارنة تاريخ ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو مع مبابي، لكن دعونا نمر على أول 10 سنوات من مسيرة كل منهما.
بالنظر إلى أبرز الإنجازات، سنجد أن ميسي حصد الكرة الذهبية 4 مرات وتُوج بدوري أبطال أوروبا 5 مرات خلال سنواته العشر الأولى من البطولة.
أما رونالدو، فقد تُوج ببطولة واحدة من دوري الأبطال، وحقق الكرة الذهبية مرة واحدة في السنوات الـ10 الأولى من مسيرته.
ولم يستطع مبابي، حتى هذه اللحظة، حصد دوري أبطال أوروبا سواء مع باريس سان جيرمان أو ريال مدريد، ولم يحصد الكرة الذهبية، لكنه تُوج بـ كأس العالم، وهي بطولة حققها ميسي وهو في 2022، أي بعد 18 عامًا من مسيرته، ولم يتمكن رونالدو من بلوغ هذا الهدف حتى الآن، بل إنه ما زال يحلم به.
ولذلك فإن مبابي يستحق أن نقول إنه انتزع عرش الكبار مبكرًا، فقد حقق اللقب الذي طالما حلم به الأساطير في وقت مبكر، دون أن ينتظر اعتزال ميسي ورونالدو اللذين يتنافسان عالميًا في كل شيء، ولكن يبقى السؤال عزيزي المشجع.. ترى هل يستمر مبابي في تألقه ويُحقق المزيد من الإنجازات ويحصد الكرة الذهبية ودوري الأبطال التي لم يحققها بعد؟