داتا 365Scoresكأس العالم365TOPأخبار

صدام سيكسر القلوب.. ميسي ورونالدو في مواجهة قد تغير تاريخ كأس العالم

قبل شهور من انطلاق نهائيات كأس العالم 2026، يعيش عشّاق كرة القدم حول العالم حالة ترقّب غير مسبوقة، ترقّب يشبه الانتظار أمام بوابة التاريخ، حيث تتسلل إلى أذهان المتابعين فكرة واحدة تفرض حضورها بقوة: هل نشهد مواجهة جديدة — وربما أخيرة — بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو؟

فبعد الكشف التفصيلي عن نظام البطولة ومسارات الأدوار الإقصائية، بدا واضحًا أن السيناريو، رغم تعقيده، قابل للتحقق. ويمكن لمنتخبي الأرجنتين والبرتغال أن يلتقيا وجهًا لوجه في الدور ربع النهائي، بشرط أن يتصدر كل منهما مجموعته ثم ينجح في عبور أول مرحلتين من الأدوار الإقصائية.

وإن حدث ذلك، فإن العالم سيكون على موعد مع ليلة استثنائية يوم 11 يوليو في مدينة كنساس الأمريكية، ليلة قد تُكتب في ذاكرة كرة القدم باعتبارها الوداع الأعظم لأسطورتين غيّرتا شكل اللعبة إلى الأبد.

الأرجنتين ضد البرتغال: المواجهة التي سيهتز لها العالم

يدخل المنتخب الأرجنتيني، بقيادة عنوانه الأكبر ليونيل ميسي، منافسات كأس العالم ضمن المجموعة العاشرة، إلى جانب الجزائر والنمسا والأردن. وعلى الرغم من الترشيحات التي تمنح “راقصي التانجو” أفضلية واضحة، إلا أن توزيع المدارس الفنية داخل المجموعة يجعل واقع المنافسة أكثر تعقيدًا مما يبدو على الورق.

الأرجنتين مطالبة — وفق حسابات النظام — بانتزاع الصدارة أولًا، ثم مواجهة وصيف المجموعة الثامنة في دور الـ32، وهو دور قد يُخفي مفاجآت غير متوقعة، قبل أن تلتقي في دور الـ16 مع الفائز من مواجهة وصيف المجموعة الرابعة أمام وصيف المجموعة السابعة التي تضم منتخب مصر؛ ورغم أن الأرجنتين تملك الجودة، والخبرة، والعمق، إلا أن هذا الطريق يتطلب ثباتًا ذهنيًا يليق ببطل العالم.

ليونيل ميسي.. المصدر: gettyimages
ليونيل ميسي.. المصدر: gettyimages

وعلى الطرف المقابل، تدخل البرتغال بقيادة رمزها التاريخي كريستيانو رونالدو، منافسات المونديال من المجموعة الحادية عشرة، مع كولومبيا وأوزبكستان والمتأهل من الملحق العالمي الذي يجمع بين الكونغو الديمقراطية وجامايكا ونيو كاليدونيا.

حسابات البرتغال في الأدوار الإقصائية أكثر تعقيدًا من الأرجنتين، إذ إن صدارة المجموعة ستدفعها لمواجهة ثالث إحدى مجموعات (الرابعة، الخامسة، التاسعة، العاشرة، أو الثانية عشرة) في الدور الأول من الأدوار الإقصائية.

كريستيانو رونالدو (المصدر:Gettyimages)
كريستيانو رونالدو (المصدر:Gettyimages)

وفي حال تجاوزت هذا الامتحان، فستنتظرها مواجهة أشد قسوة في ثمن النهائي، أمام المتأهل من وصيف المجموعة الثانية ضد ثالث إحدى مجموعات (الخامسة أو السادسة أو السابعة أو التاسعة أو العاشرة).

ومع أن البرتغال تعتمد على خلطة بين الخبرة والتجديد، وبين إرث رونالدو وجرأة الأسماء الصاعدة، إلا أن الرحلة ليست سهلة، خصوصًا في بطولة تتّسم بتنوع المستويات وصرامة التنافس.

هل يُكتب الفصل الأخير في كنساس؟

منذ أكثر من عقد ونصف، كان العالم يُقارن، يُحلّل، يُجادل، ويتابع كل لمسة، وكل هدف، وكل خطوة من خطواتهما، واليوم، ومع اقتراب مسيرتيهما من النهاية، قد يقدم المونديال مواجهة وداعية تُنهي “القصة الأعظم” في تاريخ اللعبة.

قد يرى البعض أن احتمالية التقاء المنتخبين ليست عالية بالنظر إلى تعقيد المسار، لكن الجماهير لا تفكر بالحسابات، ما يهمّها هو المشهد الكبير: ميسي بقميص الأرجنتين، رونالدو بقميص البرتغال، ملعبٌ ممتلئ، و90 دقيقة قد تختصر 20 عامًا من الصراع الكروي الأجمل.

ليونيل ميسي - كريستيانو رونالدو (المصدر: Getty images)
ليونيل ميسي – كريستيانو رونالدو (المصدر: Getty images)

الإجابة لا تزال عالقة بين ممكن ومستحيل، بين حلمٍ جماهيري، وواقعٍ يتوقف على تفاصيل صغيرة في دور المجموعات، وعلى لحظات صمود في أدوار الإقصاء.

لكن المؤكد أن كرة القدم لم تعرف منذ نشأتها صراعًا مشابهًا لصراع ميسي ورونالدو — صراعًا أعاد تشكيل مزاج المشجعين، ورفع سقف المهارات، وجعل كل مباراة بينهما حدثًا يوقف الزمن.

ولهذا، يبقى السؤال قائمًا هل يُكتب الفصل الأخير في كنساس؟ أم أن القدر سيؤجل النهاية.. أو يترك القصة بلا خاتمة؟ ما يمكن تأكيده الآن هو شيء واحد: العالم بأسره يترقب، والكرة في ملعب الأرجنتين والبرتغال؛ أما نحن، فليس أمامنا إلا الانتظار.. وانتظار كهذا لا يشبه أي انتظار آخر.

محمود الشوادفي

صحفي مصري، أكتب في 365Scores عن كرة القدم كما تُرى من داخل التفاصيل، بدأت رحلتي الصحفية عام 2019، وأؤمن أن وراء كل رقم حكاية، ووراء كل مباراة فكرة تستحق أن تُروى بأسلوب مختلف.