أنطوان سيمينيوبرشلونة365TOPبرشلونة

بعد اقترابه من مانشستر سيتي.. هل يكسر سيمينيو لعنة الأفارقة مع جوارديولا؟

منذ بداية مشواره التدريبي في أوروبا، شكل ملف اللاعبين الأفارقة لغزًا حقيقيًا في فلسفة بيب جوارديولا، إذ لوحظ عبر مسيرته الطويلة مع برشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي أن هؤلاء اللاعبين غالبًا ما يواجهون صعوبات في التأقلم مع أسلوبه التكتيكي الصارم، البداية كانت مع صامويل إيتو في برشلونة، الذي رغم تألقه الكبير، شعر أحيانًا بالابتعاد عن الأدوار الأساسية بسبب فلسفة المدرب الإسباني.

وفي بايرن ميونيخ، لاحظ المتابعون أن بعض اللاعبين الأفارقة واجهوا تحديات مماثلة مع التكتيك المتطلب، كما أوضح المدافع المغربي السابق مهدي بن عطية، قبل أن تصل الظاهرة إلى مانشستر سيتي، حيث يجد نجوم مثل عمر مرموش وكليتشي إيهيناتشو أنفسهم غالبًا على مقاعد البدلاء، دون فرصة كافية لإظهار قدراتهم الحقيقية.

جوارديولا - دافيد سيلفا - أجويرو - المصدر (Getty images)
جوارديولا – دافيد سيلفا – أجويرو – المصدر (Getty images)

اليوم، ومع اقتراب مانشستر سيتي من التعاقد مع المهاجم الغاني الدولي أنطوان سيمينيو، يطرح السؤال نفسه: هل سيتمكن سيمينيو، بفضل سرعته وقوته البدنية وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، من خلق الكيمياء المطلوبة مع فلسفة جوارديولا، ليصبح الاستثناء الناجح في سجل اللاعبين الأفارقة تحت قيادته، أم أن سجل التحديات سيستمر ويشكل حاجزًا أمام تألقه؟

مانشستر سيتي يسرّع الخطى لضم سيمينيو

وتناولت العديد من التقارير الصحفية الموثوقة أن نادي مانشستر سيتي يكثف خطواته لحسم الصفقة سريعًا، في ظل وجود شرط جزائي بقيمة 65 مليون جنيه إسترليني في عقد اللاعب مع بورنموث، يسري خلال أيام يناير الأولى، ما يضع الفريق أمام سباق زمني واضح، الصفقة تمثل فرصة ذهبية لجوارديولا لتعزيز خطه الهجومي بلاعب متكامل قادر على اللعب كمهاجم صريح أو جناح هجومي، مع سرعة كبيرة في التحولات وقوة في المواجهات الثنائية.

يمر سيمينيو بموسم استثنائي مع بورنموث، سجل خلاله 11 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز 2024-2025، واستمر في التألق في موسم 2025-2026، مؤكّدًا أنه مهاجم صاعد يمكن الاعتماد عليه، لكن التحدي الأكبر سيكون تكييفه مع فلسفة جوارديولا، التي تتطلب فهمًا تكتيكيًا دقيقًا وانضباطًا صارمًا، مع القدرة على اللعب الجماعي وتقديم الحلول في اللحظات الحاسمة.

أنطوان سيمينيو - المصدر (Getty images)
أنطوان سيمينيو – المصدر (Getty images)

من جانبه، لا يضغط بورنموث على اللاعب بشكل كبير، إذ يمتد عقد سيمينيو حتى 2030، ما يمنحه مساحة تفاوضية واسعة، لكن الشرط الجزائي يجعل الأمر حساسًا، إذ قد يفقد النادي لاعبه دون تعويض مالي إضافي إذا تم تفعيله، لذلك، يجلس بورنموث بين مطرقة الرغبة في الاحتفاظ بلاعبه وسندان الاستفادة القصوى من قيمته السوقية، لكن قد يكون سيمنيو كمن يحفر قبره بيده دون أن يدرك.

كيف فرض جوارديولا قيودًا صارمة على لاعبيه الأفارقة

قبل التعاقد مع سيمينيو، لم لا نسلط الضوء على مسيرة اللاعبين الأفارقة تحت قيادة بيب جوارديولا؟ المدرب الإسباني الشهير، لم يكتفِ ببناء فرق تعتمد على التكتيك والانضباط فقط، بل فرض على لاعبيه الأفارقة مستوى من الضغط النفسي والبدني لا يستهان به، من إيتو في برشلونة، مرورًا بيايا توريه، ووصولًا إلى مرموش.

كل الوافدين من القارة السمراء واجهوا تحديًا مزدوجًا: التأقلم مع أسلوب اللعب المعقد، وفي الوقت نفسه إثبات جدارتهم أمام مدرب لا يمنح الاجتماعات الفردية بسهولة، هذا الأسلوب يجعل كل تدريب اختبارًا، وكل مباراة محكًا، وكل خطأ يحتمل أن يكون له ثمن كبير على مسيرة اللاعب.

النهج الصارم لجوارديولا يعتمد على الالتزام الكامل والانضباط الدائم، دون انتظار تواصل شخصي مستمر مع اللاعبين، وفي هذا السياق، يتحمل اللاعبون الأفارقة مسؤولية إضافية، إذ يُطلب منهم تقديم مستويات ثابتة وإثبات قدرتهم على المنافسة في كل مباراة، مع العلم أن مكانتهم في الفريق ليست مضمونة إلا بالعمل المستمر والجهد المتواصل.

إيتو وجوارديولا.. صراع القوة والاعتراف في برشلونة

البداية من كتالونيا، عندما تسلم الإسباني بيب جوارديولا تدريب برشلونة في صيف 2008، كان هدفه إعادة تشكيل الفريق وبناء جيل شاب قادر على السيطرة على كرة القدم لسنوات طويلة، لكن بين هؤلاء الشباب، وجد نفسه أمام نجم كاميروني مخضرم، صامويل إيتو، الذي ارتدى قميص النادي منذ 2004 وحتى 2009، وكان إيتو أحد الأعمدة الأساسية للفريق.

الغريب أن العلاقة بين المدرب الجديد والنجم الكاميروني بدأت بمواجهة حادة، إذ رفض إيتو فكرة الاستغناء عنه، وواجه جوارديولا قائلاً: 

لم تكن يوماً لاعباً كبيراً، وكمدرب لا تعرف ما يحدث في غرفة الملابس

لم تبق هذه التصريحات داخل الجدران، بل انتشرت بسرعة في وسائل الإعلام الإسبانية، ليصبح الصراع حديث الساعة

في الوقت نفسه، تلقى إيتو عرضاً مغرياً من أوزبكستان لمدة ستة أشهر مقابل 26 مليون دولار، وحاول جوارديولا دفعه للموافقة على الرحيل، لكن إيتو رد بحزم: “لن أرحل، وسأكون سبب فوز الفريق، وستعتذر لي لاحقاً“.

صامويل إيتو - ليونيل ميسي - رونالدينيو - المصدر (Getty images)
صامويل إيتو – ليونيل ميسي – رونالدينيو – المصدر (Getty images)

تفاقمت الأزمة عندما أقدم جوارديولا على سحب القميص رقم 9 من إيتو ومنحه لتيري هنري، في خطوة اعتبرها الكثيرون إهانة مباشرة للاعب الكاميروني، رغم ذلك، كان إيتو يرد على أرض الملعب، ففي مباراة ضد شيفاس في الدوري الإسباني، دخل كبديل لعشرين دقيقة فقط، لكنه سجل ثلاثة أهداف مذهلة، مؤكدًا أن قدرته على التألق لا تتأثر بالمواقف الشخصية.

لاحقاً، وبوساطة تشافي وبعض اللاعبين، طلب النادي من إيتو محاولة التوصل إلى تفاهم مع المدرب، لكن إيتو رفض الاستسلام قائلاً: 

لقد قلل من احترامي في أكثر من مناسبة، وإذا لم تحترمني فلن أحترمك

وفي نهاية الموسم، أنهى إيتو موسم 2008-2009 مسجلاً 35 هدفًا، حتى اعترف جوارديولا أمام الفريق للمرة الأولى بقيمة اللاعب قائلاً: “أريد شكر صامويل لأنه أثبت لي أنه لاعب كبير“.

لكن العلاقة المتوترة كانت السبب في رحيل إيتو إلى إنتر ميلان في الموسم التالي، لتظل قصته مع جوارديولا مثالاً على صراع القوة والاعتراف داخل غرفة ملابس أحد أعظم أندية العالم.

صامويل إيتو - إنتر ميلان - المصدر (Getty images)
صامويل إيتو – إنتر ميلان – المصدر (Getty images)


يايا توريه وجوارديولا.. تهميش وتوتر بين برشلونة ومانشستر سيتي

كان قد كشف الإيفواري يايا توريه، نجم برشلونة ومانشستر سيتي السابق، عن تفاصيل خلافه الطويل مع المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا، الذي امتد عبر مسيرته في الناديين، وصف توريه طريقة تعامل جوارديولا معه بأنها كانت قاسية، وقال: 

لا أرى رجلاً، أرى ثعباناً، عاملني كما لو كنت تراباً

وأشار النجم الإيفواري إلى أن التوتر بدأ في برشلونة، حيث شعر بالتهميش رغم تألقه في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، حين اتصل به جوارديولا بعد إتمام صفقة انتقاله لمانشستر سيتي وأخبره أن عليه العودة فالأمر مهم، واعترضت زوجته وقتها قائلة : هل تريد سماع هذا الهراء؟ لقد عاملك معاملة سيئة، والآن يريدك أن تبقى؟

يايا توريه - مانشستر سيتي (المصدر:Gettyimages)
يايا توريه – مانشستر سيتي (المصدر:Gettyimages)

وتابع توريه أن الوضع استمر على نفس المنوال في مانشستر سيتي، بعد تولي جوارديولا تدريب الفريق في 2016، حيث أبقى توريه على مقاعد البدلاء لفترات طويلة قبل أن يغادر في 2018 إلى أولمبياكوس اليوناني عندما أوضح أنه يريد تحطيم أسطورة جوارديولا، لأنه شعر أنه فعل كل ما بوسعه لإفساد موسمه الأخير مع مانشستر سيتي.

كما ألمح توريه إلى شعوره بالتمييز والمنافسة الشخصية، مؤكداً أنه كان يتفوق في التدريبات والمباريات على لاعبين أصغر سنًا، لكنه لم يُمنح الفرص المناسبة قائلًا: 

لقد تساءلت حتى إن كان كل هذا بسبب لون بشرتي، بعض لاعبي برشلونة كانوا يشعرون بنفس الأمر، أشعر أنه كان يغار مني ويعتبرني منافسًا

تصريحات توريه تعيد فتح ملف الجدل حول طريقة تعامل جوارديولا مع لاعبيه، خاصة من اللاعبين الأفارقة، وتسليط الضوء على الصراعات الداخلية التي يمكن أن تحدث حتى داخل أنجح الفرق الأوروبية.

بيب جوارديولا - المصدر (Getty images)
بيب جوارديولا – المصدر (Getty images)

سيدو كيتا وضغوط لاعبي أفريقيا في عهد جوارديولا

الأفريقي التالي هو المالي سيدو كيتا، لاعب وسط برشلونة، الذي أكد في أكثر من مرة أن العلاقة مع جوارديولا تقوم على الاحترام الكامل لقرارات المدرب، حتى في غياب الاجتماعات الفردية الطويلة، وأشار كيتا إلى أن عدم التحدث مع المدرب بشكل منفرد لا يمكن أن يكون سببًا للانسحاب أو الرحيل.

وكان ذلك في إشارة واضحة لتجربة زلاتان إبراهيموفيتش مع الفريق، مؤكدًا أن الصبر والاجتهاد داخل الملعب هما السبيل الوحيد لإثبات الذات والحفاظ على مكانة اللاعب ضمن التشكيلة الأساسية.

تصريحات دبلوماسية إلى حد كبير من المالي، لكنها تحمل في طياتها المعاناة التي واجهها باقي لاعبي القارة السمراء، وهكذا، يصبح كل لاعب أفريقي في عهد جوارديولا أمام امتحان مزدوج: مواجهة الضغوط اليومية داخل التدريبات، وفي الوقت نفسه إثبات ذاته في عالم كرة القدم الأوروبية، حيث لا يُعطى أي لاعب فرصة بسهولة، مهما كانت موهبته، إلا إذا استحقها بالتفاني والالتزام المستمر.

مهدي بن عطية يكشف وجه جوارديولا الصارم في بايرن ميونخ

النجم المغربي مهدي بن عطية، أعاد تسليط الضوء على تجربة صعبة عاشها تحت قيادة بيب جوارديولا في بايرن ميونخ، موضحًا أن طريقة تعامل المدرب الإسباني مع لاعبيه كانت صارمة للغاية، بن عطية، الذي انتقل إلى الفريق البافاري عام 2014 مقابل حوالي 30 مليون يورو، فاز مع جوارديولا بالدوري مرتين وحقق الثنائية المحلية في 2016، لكنه كشف أن التحديات اليومية داخل الملعب كانت كبيرة، حتى بالنسبة للاعب صاحب خبرة واسعة.

بن عطية وصف جوارديولا بأنه “الأفضل في العالم من الناحية التكتيكية“، موضحًا كيف كان المدرب يركز على تفاصيل دقيقة مثل وضع الجسم، التحكم في الكرة، وتوجيه الكتفين، مؤكداً أن المدرب كان يضع التفوق التكتيكي في وسط الملعب فوق أي اعتبار آخر. 

مهدي بن عطية – المصدر (Getty images)

وأضاف أن الجانب الإنساني لم يكن أولوية لدى المدرب، إذ قال له عند اللقاء الأول لقد جلبتك لأنك تملك الجودة، انت هنا لتفعل ما أقول، وسأعلمك كل شيء أحتاجه، لسنا هنا لنكون أصدقاء.

هذه التصريحات تكشف مرة أخرى الضغوط الهائلة التي يفرضها جوارديولا على لاعبيه، خاصة الوافدين الجدد أو أصحاب الخبرة الكبيرة، مما يجعل التكيف مع فلسفة المدرب الإسباني تحديًا مزدوجًا يجمع بين الانضباط الفني والصبر الشخصي.


إيهيناتشو وجوارديولا.. أما أن تكون ميسي أو ترحل

كشفت الأحداث الأخيرة عن ضغط مستمر يعيشه الشاب النيجيري كليتشي إيهيناتشو، مهاجم مانشستر سيتي، تحت قيادة المدرب الإسباني المخضرم بيب جوارديولا، إيهيناتشو أكد أنه مطالب دائمًا بتعلم أساليب ليونيل ميسي وروبرت ليفاندوفسكي، واعتبر أن متابعة تحركات هذا الثنائي الكبير تساعده على تحسين مستواه، دون فقدان هويته كلاعب مستقل، وقال إن جوارديولا يشجعه على الاستفادة من خبرة النجوم العالميين، مع الحفاظ على خصائصه الفردية داخل الملعب.

لكن هذه التوجيهات لم تمنع ظهور خلافات جديدة بين اللاعب ومدربه، إذ شن وكيل أعماله، شن أولوميد أولو، هجومًا مباشرًا على أسلوب جوارديولا في التعامل مع إيهيناتشو، معتبراً أن المهاجم لا يحصل على الفرص الكافية للظهور أساسياً، وأن المدرب يعتمد فقط على لاعبيه المفضلين. 

بيب جوارديولا - مانشستر سيتي (المصدر:Gettyimages)
بيب جوارديولا – مانشستر سيتي (المصدر:Gettyimages)

وأوضح أولو أن كليتشي أثبت قدراته قبل وصول جابرييل خيسوس، وأن استمرار تهميشه قد يدفعه للبحث عن فريق آخر، في إشارة إلى إمكانية تكرار أزمة مشابهة لما حدث مع يايا توريه سابقًا في السيتي، بسبب الانتقادات نفسها من وكيل اللاعب.

الصراع بين الضغط الفني لتحقيق التفوق عبر التعلم من النجوم، والحرمان من الفرص على أرض الملعب، يجعل تجربة إيهيناتشو مثالاً جديدًا على الضغوط التي يفرضها جوارديولا على لاعبيه الشباب، خصوصًا أولئك الوافدون حديثًا أو الذين يسعون لإثبات جدارتهم في الفريق، لينتهي به المطاف في صفوف ليستر سيتي عام 2017.


محرز يتحدى جوارديولا.. كواليس “التمرد” في ديربي مانشستر

القصة في فصلها الجديد عصفت بلاعب مختلف، ربما في لون بشرته لكن أصله واحد، فهو ينتمي للقارة السمراء، تلك المرة الأزمة كانت مع بيب جوارديولا، عندما شهدت الدقائق الأخيرة من نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد توترًا غير معتاد بين رياض محرز وجوارديولا، حيث احتج الجناح الجزائري على قرار المدرب الإسباني باستبداله، معتبرًا أن ذلك ظلمًا له بعد المجهود الكبير الذي بذله كلاعب مهاجم صريح، وهو مركز غير معتاد عليه. 

مانشستر سيتي
رياض محرز – مانشستر سيتي المصدر: Gettyimages

محرز شعر بعدم قدرته على تقديم كل إمكاناته خلال المباراة، ما دفعه للاعتراض بشكل واضح رغم غياب أي رد فعل معلن من جانب جوارديولا، تأتي هذه الواقعة لتكشف عن علاقة متوترة بين محرز وجوارديولا، خاصة بعد أن غاب اللاعب عن التشكيلة الأساسية في آخر ثلاث مباريات بالدوري الإنجليزي، مكتفيًا بالمشاركة لمدة 20 دقيقة فقط في كل مباراة دون أن يترك بصمته. 

وأشارت التقارير وقتها إلى أن السيتي كان قد درس بالفعل إمكانية استبداله بالأرجنتيني باولو ديبالا، إلا أن الصفقة لم تصل لمرحلة جدية، هذه التوترات تضيف طبقة جديدة على ضغوط جوارديولا الإدارية والفنية، وتسلط الضوء على تحديات اللاعبين في إثبات وجودهم ضمن اختيارات المدرب الصارمة.


بين الدكة وضغوط الأداء.. أزمة مرموش تتواصل تحت إدارة جوارديولا

يعيش عمر مرموش، نجم مانشستر سيتي، موسمًا صعبًا مع الفريق السماوي، حيث لم يعد لاعبًا أساسيًا في الخط الهجومي، وتزامن ذلك مع تراجع نتائج الفريق في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا. 

مرموش، البالغ من العمر 26 عامًا، لم يبدأ أيًا من المباريات الخمس الأخيرة في المسابقتين، وحصل على فرصة محدودة أمام باير ليفركوزن في دوري الأبطال، والتي مثلت اختبارًا له لإثبات قدراته بعد غياب طويل عن التشكيلة الأساسية، لكنه خرج بعد 65 دقيقة دون أن يقدم الأداء المنتظر، ليظل رصيده الهجومي هذا الموسم هدفًا واحدًا فقط في كأس الرابطة ضد سوانزي.

تعكس هذه المعاناة وضعية واضحة للاعبين الأفارقة تحت قيادة جوارديولا، حيث يفرض المدرب الإسباني نظامًا صارمًا، مع اختبارات مستمرة للمستوى والانضباط داخل الملعب، ما يجعل اللاعبين في موقع ضغط دائم لإثبات جدارتهم، مرموش، الذي تألق الموسم الماضي بفضل التواجد بجانب هالاند، وجد نفسه عاجزًا عن تكرار نفس الأداء كخيار أساسي منفرد، وهو نفس السيناريو الذي شهده لاعبو آخرون مثل رياض محرز وكليتشي إيهيناتشو، حيث تراجعت مشاركاتهم أو جلسوا على الدكة رغم إمكانياتهم.

تجربة مرموش هذا الموسم تؤكد صعوبة التكيف مع أسلوب جوارديولا، خاصة للاعبين الذين يعتمدون على السرعة والذكاء التكتيكي في مساحات محددة، وهو ما يضع اللاعب أمام معضلة مستمرة: إما التكيف مع متطلبات المدرب الصارمة وإثبات قيمته في دقائق محدودة، أو مواجهة احتمالية الجلوس خارج الحسابات الأساسية، كما حدث مع عدد من النجوم الأفارقة في مسيرة جوارديولا.

عمر مرموش - مانشستر سيتي - (المصدر:Gettyimages)
عمر مرموش – مانشستر سيتي (المصدر:Gettyimages)

اللاعبين الأفارقة وتحديات مع جوارديولا.. فما مصير سيمينيو؟

يبقى مستقبل الدولي الغاني أنطوان سيمينيو مع مانشستر سيتي محاطًا بالغموض والتحديات، في ظل سجل طويل للاعبين الأفارقة الذين عانوا من ضغوط وإقصاءات متكررة تحت قيادة المدرب الإسباني بيب جوارديولا. 

تجربة لاعبين مثل صامويل إيتو، يايا توريه، سيدي كيتا، رياض محرز، وعمر مرموش، تشير إلى أن اللاعبين القادمين من القارة السمراء غالبًا ما يجدون أنفسهم أمام اختبار مزدوج: أولاً، تحدي الالتزام الصارم والانضباط الفني داخل التدريبات، وثانيًا، ضرورة إثبات الذات باستمرار أمام فلسفة مدرب لا يولي أي لاعب امتيازات خاصة، مهما كانت موهبته.

بيب جوارديولا
بيب جوارديولا (المصدر Gettyimages)

في هذا السياق، يطرح سؤال بالغ الأهمية: هل سيمينيو سيكون الاستثناء الذي ينجح في اختراق هذا الحاجز، ويثبت نفسه كلاعب أساسي مؤثر في خط هجوم السيتي، أم أن فلسفة جوارديولا الصارمة ستظل قيدًا أمام تألق أي لاعب أفريقي، مهما كانت إمكانياته؟ الأيام القادمة، مع انطلاق سوق الانتقالات الشتوية وتطورات مفاوضات السيتي، ستكشف عن ملامح الإجابة. 

وقد تمثل هذه الفترة بداية فصل جديد في علاقة مانشستر سيتي بالنجوم الأفارقة، حيث يمكن لسيمينيو أن يكتب اسمه في تاريخ النادي إذا تمكن من التكيف مع أسلوب جوارديولا والتفوق على الضغوط المزدوجة التي عرف بها المدرب الإسباني.

منصور مجاهد

صحفي مصري منذ 2019، خريج إعلام القاهرة، شغوف بكرة القدم الإنجليزية وصناعة التقارير العميقة، مقدم برامج ومعلق صوتي بخبرة أكثر من 7 سنوات بمجال الإعلام.