رينارد مرتين مع السعودية في كأس العالم.. حين عادت الثقة إلى مقعد القيادة
منذ اللحظة التي عاد فيها هيرفي رينارد إلى تدريب منتخب السعودية في الرابع والعشرين من أكتوبر 2024، كان واضحًا أن الرجل يحمل شيئًا مختلفًا.
عاد وسط تساؤلات كثيرة، وهواجس أكثر، خصوصًا بعد الخسارة الأولى أمام إندونيسيا بنتيجة 2-1، في سيناريو بدا وكأنه بداية النهاية.
لكن الفرنسي صاحب الملامح الحادة والإيمان الهادئ، كان يخطط بهدوء لمشهد أكبر، أن يكون أول من يقود “الأخضر” إلى كأس العالم مرتين في تاريخه.
خالص التهنئة لمولاي خادم الحرمين الشريفين، ولسمو سيدي ولي العهد -حفظهما الله-، وللشعب السعودي؛ بمناسبة تأهل منتخبنا الوطني إلى مونديال كأس العالم 🇸🇦
— عبدالعزيز بن تركي الفيصل (@AbdulazizTF) October 14, 2025
ألف مبروك لصقورنا وشكراً لجمهورنا الغالي 👏🏻 pic.twitter.com/0KMS8Xkstc
صرامة تُصنع في الغرف المغلقة
من شاهد كواليس رينارد داخل غرفة الملابس، يعرف تمامًا كيف تبنى عقلية الفوز، صرخاته المدوية أمام اللاعبين في تصفيات 2022، وحديثه الغاضب مع فراس البريكان حين قال له “أنت نائم في الملعب!”، تحوّلت إلى منهج مستمر في التعامل.
رينارد لا يعرف المجاملة، يحاسب ويحفز في الوقت نفسه، ويظهر جانبًا إنسانيًا في اللحظة التي يظن فيها اللاعب أنه فقد مكانه.
تلك التوليفة جعلت اللاعبين يرونه أبًا قبل أن يكون مدربًا، وصوتَه في غرفة الملابس بات صدىً للالتزام والانضباط.

بين الولايتين.. الرجل الذي لا ينسى التفاصيل
بعد رحيله في مارس 2023 لتولي تدريب منتخب فرنسا للسيدات، ظن البعض أن تجربة رينارد مع السعودية وصلت لنهايتها.
لكن القدر كان يُعد مشهدًا آخر: العودة في أكتوبر 2024، بعقد يمتد حتى نهاية 2025، خلفًا لروبرتو مانشيني.
ورغم البداية الصعبة بالخسارة أمام إندونيسيا، فإن النهاية كانت درامية؛ إذ عاد ليواجه المنتخب ذاته في ملحق آسيا، وفاز عليه 3-2 ليضع السعودية على أعتاب كأس العالم 2026، بعد تعادل صعب مع العراق.
بلغة الأرقام.. نجاح لا يتكرر كثيرًا
منذ عودته، خاض رينارد مع السعودية 19 مباراة في مختلف البطولات، وفي التصفيات الآسيوية الحالية تحديدًا، لعب 7 مباريات، فاز في 3، تعادل في 2، وخسر مرتين، مسجلًا 7 أهداف ومستقبلًا 6.
وفي كأس الخليج، خاض 4 مباريات، حقق خلالها فوزين وتعرض لهزيمتين وخرج من نصف النهائي، أما في الكأس الذهبية فكانت حصيلته فوزًا وحيدًا وتعادلًا واحدًا وهزيمتين.
| البطولة | المباريات | الفوز | التعادل | الخسارة | الأهداف المسجلة | الأهداف المستقبَلة |
| التصفيات الآسيوية | 7 | 3 | 2 | 2 | 7 | 6 |
| كأس الخليج | 4 | 2 | 0 | 2 | 9 | 8 |
| الكأس الذهبية | 4 | 1 | 1 | 2 | 2 | 4 |
| مباريات ودية | 4 | 3 | 1 | 0 | 7 | 2 |
| الإجمالي | 19 | 9 | 3 | 6 | 25 | 20 |
قد تبدو الأرقام متوسطة للوهلة الأولى، لكنها تعكس توازن رينارد التكتيكي وقدرته على إدارة المباريات الحاسمة دون أن يفقد السيطرة.
أداء السعودية في الملحق، خصوصًا أمام العراق وإندونيسيا، كان امتدادًا لتلك المدرسة الواقعية التي يعرف متى تهاجم ومتى تصبر.

إرثٌ يتجاوز الأرقام
ما يميّز رينارد ليس فقط كونه أول من قاد السعودية إلى كأس العالم مرتين، بل الطريقة التي فعل بها ذلك، في بلد يتنفس كرة القدم ويعيش على التفاصيل، استطاع أن يعيد الثقة إلى اللاعبين والجماهير، تحوّلت كلماته داخل غرفة الملابس إلى شعارات ترددها الجماهير، وصرامته إلى ثقافة يومية في المعسكرات.
اليوم، لا يُذكر اسم “رينارد” إلا ويُقترن بكلمة “الحلم”، لأنه ببساطة، الرجل الذي جعل الأخضر يحلم مرتين، ويحصد ثمار الإيمان قبل الأهداف.