خريف جيسوس المبكر.. إخفاقات متتالية في طريق النصر

لم تكن عودة خورخي جيسوس إلى الملاعب السعودية حدثًا عابرًا، فإدارة نادي النصر استدعته بخبرة السنوات وبريق الإنجازات، على أمل أن يكرر ما فعله مع الغريم الأزرق الهلال قبل أعوام، حين قاد الفريق لتحقيق ألقاب وبصمة فنية جعلته من أبرز المدربين الذين مرّوا على الكرة السعودية.

لكن الرياح لم تجرِ بما اشتهته إدارة العالمي، إذ جاءت البدايات هذا الموسم مثقلة بالتطلعات، ومشحونة بضغط النتائج، فخرج الفريق من بطولة كأس السوبر السعودي في هونج كونج أمام الأهلي، في خسارة وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول جاهزية النصر للمنافسة على كل الجبهات.

ولم يكد جيسوس يلتقط أنفاسه حتى تلقى ضربة جديدة، بعد توديع بطولة كأس الملك من دور الـ16 على يد الاتحاد، في ليلة أُطفئت فيها آمال جماهير العالمي مبكرًا، بعدما كانت تحلم بمسار ذهبي نحو اللقب الغائب عن خزائن النادي منذ عام 1990.

جماهير الوفاء، شكرًا لحضوركم ودعمكم 🙏

مازال أمامنا مشوارٌ طويل نسير به سويًا..
السبت خطوةٌ هامّة في الدوري، نلقاكم في ملعبنا بإذن الله 💛 pic.twitter.com/JITB65kfSF

— نادي النصر السعودي (@AlNassrFC) October 28, 2025

ماذا حقق جيسوس مع الهلال؟

جح البرتغالي خورخي جيسوس في كتابة فصلٍ مميز من تاريخه التدريبي مع نادي الهلال السعودي، بعدما قاد الفريق لتحقيق خمس بطولات خلال فترتين تولى فيهما قيادة الزعيم، امتدت لنحو موسمين متكاملين.

وخلال ولايته الأخيرة، قاد جيسوس الهلال إلى تحقيق لقب الدوري السعودي موسم 2023/2024، متوّجًا مجهود موسم استثنائي شهد تفوقًا هجوميًا ودفاعيًا لافتًا. كما أضاف إلى رصيده بطولة كأس الملك السعودي في الموسم نفسه، ليجمع بين الثنائية المحلية الكبرى.

ولم يكتفِ المدرب البرتغالي بذلك، إذ فاز أيضًا بثلاث بطولات من كأس السوبر السعودي، اثنتان منهما في حقبته الأخيرة، وواحدة في ولايته الأولى عام 2018/2019، ليصبح أحد أكثر المدربين تتويجًا مع الهلال في العصر الحديث.

خيارات محدودة وطريق محفوف بالمخاطر

بات أمام المدرب البرتغالي طريقان لا ثالث لهما، وهما الفوز بالدوري المحلي وذلك في ظل صراع ملتهب ومنافسة شرسة، أو بطولة أقل وهجًا هي دوري أبطال آسيا 2، والتي تمثل نافذة خجولة لإنقاذ الموسم إذا لم تسر الأمور كما يُخطط لها.

ورغم أن الفريق يملك مجموعة من النجوم الكبار يتقدمهم كريستيانو رونالدو وساديو ماني وبروزوفيتش، إلا أن الأداء الجماعي ما زال يبحث عن التوازن بين الهجوم المتوهج والدفاع المتذبذب، وهو ما جعل الضغوط تتضاعف على جيسوس مبكرًا.

ترتيب النصر في الدوري

ورغم الخروج من بطولتين متتاليتين، فإن النصر ما زال متصدرًا جدول الدوري السعودي برصيد 18 نقطة من أصل 6 مباريات، محققًا العلامة الكاملة حتى الآن.

ذلك ما يمنح جيسوس بصيص أمل في الحفاظ على استقرار الفريق والتمسك ببطولة الدوري كهدف رئيسي، لإعادة الثقة للجماهير التي ما زالت تنتظر أن يتحول المشروع من وعود إلى واقع، ومن إخفاق إلى انتفاضة تليق باسم النصر وتاريخه.