حلم عربي مؤجل وعقدة ميسي ورونالدو.. لماذا لم يفز محمد صلاح بالكرة الذهبية حتى الآن؟
يبدو أن محمد صلاح قد حقق كل أحلامه في لعبة كرة القدم، ولكن يبقى الحلم الأبرز المؤجل بالنسبة له وهو التتويج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خلال العام.
ما يفعله النجم المصري منذ احترافه في أوروبا هو أمرًا خياليًا لا يصدق ولم يتوقعه أحد، فهو ما زال يتألق في ملاعب الكرة الأوروبية، ولكن الحلم الأكبر لم يحقق بعد.
محمد صلاح، نجم ليفربول ومنتخب مصر، يُعتبر واحداً من أعظم اللاعبين العرب والأفارقة في التاريخ، وذلك بناء على أرقامه وألقابه خاصة في الكرة الإنحليزية مع ليفربول
محمد صلاح لا يتوقف عن الإبداع#دوري_أبطال_أوروبا #ليفربول_اتلتيكو_مدريد pic.twitter.com/RPnSsrM7to
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) September 17, 2025
على مدار سنوات تألقه في أوروبا، وصل إلى قوائم المرشحين للكرة الذهبية أكثر من مرة، لكنه لم ينجح حتى الآن في اعتلاء المنصة والتتويج بالجائزة الفردية الأهم في العالم.
وفيما يلي أبرز الأسباب التي حالت دون فوز “الملك المصري” بالكرة الذهبية حتى الآن …
المنافسة الشرسة مع عمالقة اللعبة
منذ انطلاقة صلاح مع ليفربول، دخل سباقاً صعباً مع أسماء أسطورية مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى جيل جديد من النجوم مثل كيليان مبابي وإرلينج هالاند.
هؤلاء اللاعبون غالباً ما يجمعون بين الإنجازات الفردية والبطولات الكبرى مع أنديتهم ومنتخباتهم، ما يمنحهم أفضلية في سباق التصويت، خاصة وأن صلاح قد يظلمه أحيانًا كونه لاعبًا مصريًا وعربيًا.
تراجع المستوى في النصف الثاني من الموسم
يتميّز صلاح غالباً بانطلاقة قوية في بداية المواسم، حيث يسجل أهدافاً غزيرة ويخطف الأنظار، لكنه في فترات الحسم، خاصة في النصف الثاني من الموسم، يتراجع مستواه بعض الشيء سواء بسبب الإرهاق، ضغط المباريات، أو الإصابات.
هذا الانخفاض يؤثر بشكل مباشر على صورته أمام المصوتين، خاصة وأن الجائزة تأتي دائمًا في بدايات الموسم الجديد ويكون الأقرب للجائزة هى نهاية الموسم الماضي وليس بدايته فـ بدايته للموسم الذي سبقه قد مر عليها ما يقترب من عام كامل.

تأثير كأس الأمم الإفريقية
تُقام بطولة كأس الأمم الإفريقية عادة في منتصف الموسم الأوروبي، وهو ما يشكّل عبئاً بدنياً إضافياً على اللاعبين الأفارقة، بالنسبة لصلاح، عانى في أكثر من نسخة من ضغط المباريات مع منتخب مصر، والعودة بعدها إلى ليفربول بلياقة منخفضة نسبياً.
على سبيل المثال، في نسخة 2022 بالكاميرون، خاض صلاح مباريات ماراثونية حتى النهائي الذي خسره الفراعنة أمام السنغال بركلات الترجيح، ليعود بعدها إلى ناديه مُرهقاً، وهو ما انعكس على أدائه في الفترة الحاسمة من الموسم.
وأيضًا جعل فرصته صعبة بسبب خسارته للقب كأس أمم إفريقيا أمام منافس مباشر مثل ساديو ماني، مما جعل فرصته صعبة للغاية.
عقدة ريال مدريد في دوري الأبطال
دوري أبطال أوروبا يُعتبر عامل حاسم في سباق الكرة الذهبية خلال كل عام، لكن صلاح واجه “عقدة ريال مدريد” في النهائيات:
نهائي 2018: خسر ليفربول 3-1، وصلاح خرج مُصاباً في كتفه بعد التحام مع سيرجيو راموس.
نهائي 2022: ليفربول خسر مجدداً 1-0 أمام ريال مدريد، رغم محاولات صلاح المتكررة لهز الشباك.
هذه اللحظات المفصلية حَرمت صلاح من فرصة رفع الكأس الأغلى في أوروبا مرتين، وهو ما قلل حظوظه في سباق الجائزة، رغم أنه قد فاز باللقب مع الريدز في 2019، وحينها فاز ليونيل ميسي بالجائزة، وتواجد فيرجيل فان دايك في المركز الثاني.
العرب والكرة الذهبية: الحلم المؤجل
منذ انطلاق الجائزة عام 1956، لم يفز بها أي لاعب عربي، مما جعل موقف محمد صلاح صعبًا للغاية في التتويج بالجائزة خلال مسيرته حتى الآن.
وعلى مدار تاريخ الجائزة، لمع رابح ماجر مع بورتو في نهائي 1987 بهدفه الشهير بالكعب، لكنه لم يدخل دائرة التتويج، وأيضًا رياض محرز كان ضمن المرشحين بعد معجزة ليستر سيتي 2016 ونجاحاته مع مانشستر سيتي، لكنه لم يتوّج.
ولكن محمد صلاح أصبح في فترات كبيرة الأقرب عربياً، حيث تواجد في المراكز الأولى عدة مرات، لكنه لم يصل إلى القمة، وبذلك تبقى الكرة الذهبية حلماً مؤجلاً للعرب، وصلاح هو الأمل الأكبر حتى الآن.

مراكز صلاح في سباق الكرة الذهبية
| المركز | العام |
| السادس | 2018 |
| الخامس | 2019 |
| الخامس | 2022 |
| الحادي عشر | 2023 |
محمد صلاح يمتلك كل المقومات التي تجعله منافساً دائماً على الكرة الذهبية: الأرقام القياسية، الحضور العالمي، والتأثير الكبير داخل ليفربول ومنتخب مصر.
لكن غياب البطولات الكبرى في اللحظات الحاسمة، وتحديداً دوري أبطال أوروبا وكأس أمم إفريقيا، ظل حاجزاً أمام تتويجه بالجائزة.
ويبقى السؤال مطروحاً: هل يستطيع “الملك المصري” كسر العقدة، وتحقيق الإنجاز التاريخي كأول عربي يرفع الكرة الذهبية؟.