بقيمة سوقية أقل ومعدل أعمار أعلى.. كيف غير جيسوس وجه النصر؟

أثبت المدرب البرتغالي خورخي جيسوس أنه قادر على إعادة النصر إلى طريق الانتصارات بثبات، بعد بداية قوية هذا الموسم في الدوري السعودي “روشن”، جعلت الفريق يظهر بثوب مختلف رقميًا وفنيًا عن انطلاقته في الموسم الماضي مع لويس كاسترو.

ورغم أن جيسوس حافظ على نفس الرسم التكتيكي (4-2-3-1)، فإن بصمته ظهرت بوضوح على أداء الفريق من حيث الانضباط الدفاعي والفعالية الهجومية، وهو ما تؤكده لغة الأرقام.

كشفت المقارنات الرقمية بين انطلاقة نادي النصر في الدوري السعودي الموسم الماضي 2024-2025، وتحت قيادة لويس كاسترو، وبين بدايته في الموسم الحالي 2025-2026 مع جيسوس، عن تحوّل واضح في أداء الفريق من حيث الفاعلية الهجومية والانضباط الدفاعي، رغم تراجع القيمة السوقية وارتفاع معدل الأعمار.

مرحلةٌ أولى في تدريبات فترة التوقف تنتهي 👍
نعود لبداية المرحلة الثانية السبت القادم 🔙 pic.twitter.com/DOCTTVIKxC

— نادي النصر السعودي (@AlNassrFC) October 4, 2025

الفريق الذي كان يعتمد في السابق على القوة الفردية والضغط الهجومي المكثف، أصبح هذا الموسم أكثر اتزانًا ونضجًا تكتيكيًا، بفضل فلسفة جيسوس القائمة على التنظيم والمرونة واللعب الجماعي.

انطلاقة النصر موسم 2024-2025

بدأ النصر الموسم الماضي تحت القيادة الفنية للويس كاسترو بقيمة سوقية بلغت 168.68 مليون يورو (ثاني أعلى تقييم في الدوري السعودي)، بمتوسط أعمار 26.6 عامًا، واعتمد كاسترو على أسلوب ثابت هو 4-2-3-1.

ورغم استقرار التشكيل، إلا أن الأداء الهجومي كان متذبذبًا والدفاع لم يظهر بالصلابة المطلوبة.

في الافتتاح، اصطدم النصر بالرائد وتعادل بهدف لمثله في مباراة كشفت عن بطء في التحولات الدفاعية. ثم عاد سريعًا ليحقق فوزًا مقنعًا على الفيحاء بأربعة أهداف مقابل هدف، أعاد من خلاله شيئًا من الثقة لجماهيره.

لكن الفريق سرعان ما عاد للتعادل من جديد أمام الأهلي (1-1) في الجولة الثالثة، قبل أن يُنهي المرحلة الرابعة بفوز كبير على الاتفاق بثلاثية نظيفة.

ورغم أن الحصيلة لم تتضمن أي خسارة، فإن الأداء لم يكن مقنعًا بالشكل الكافي، وظهرت الحاجة الواضحة لإعادة تنظيم الخطوط، خصوصًا في المراحل الدفاعية.

حصيلة أول 4 جولات

انطلاقة النصر موسم 2025-2026

هذا الموسم، ومع تولي البرتغالي خورخي جيسوس القيادة الفنية، تبدّلت الصورة بالكامل، حيث دخل النصر الدوري بقيمة سوقية أقل بلغت 144.13 مليون يورو في المركز الرابع بين عمالقة دوري روشن، ومتوسط أعمار أعلى وصل إلى 27.8 عامًا، لكنه بدا أكثر نضجًا وانسجامًا بين خطوطه.

جيسوس حافظ على الرسم التكتيكي نفسه (4-2-3-1)، لكنه أعاد تنظيم الأدوار الدفاعية، وفرض توازنًا مثاليًا بين الضغط العالي والتمركز الدفاعي.

النصر بدأ الدوري بانفجار هجومي لم تشهده جماهيره منذ فترة طويلة، فافتتح مشواره بانتصار كاسح على التعاون بخماسية نظيفة، قبل أن يواصل الزحف بثبات على حساب الخلود (2-0)، ثم الرياض (5-1)، وأخيرًا الاتحاد (2-0) في مواجهة كانت اختبارًا حقيقيًا لصلابة الفريق.

أربعة انتصارات متتالية، 14 هدفًا، وشباك شبه نظيفة باستثناء هدف وحيد — هي حصيلة تُجسد تحوّل النصر إلى منظومة منضبطة هجوميًا ودفاعيًا، عنوانها الأول: جورجي جيسوس.

حصيلة أول 4 جولات

خرج النصر بثلاث شباك نظيفة في أول أربع مباريات، وهو رقم لم يتحقق منذ أكثر من موسمين. هذا التحسن الدفاعي لم يأتِ صدفة، بل كان نتيجة واضحة لعمل تكتيكي دقيق من جيسوس الذي أعاد تنظيم المسافات بين الخطوط وفرض رقابة ذكية في منطقة الوسط.

سجّل الفريق 14 هدفًا في 4 مباريات، بمعدل يفوق ضعف معدل الموسم الماضي في نفس المرحلة.
لم يعد النصر يعتمد فقط على نجومه الكبار مثل رونالدو وماني، بل أصبح يمتلك حلولًا متعددة من الأطراف والعمق، مع تحركات أسرع وتفاهم أكبر بين لاعبي الوسط والهجوم.

خبرة تصنع الفارق

ظهرت بصمة جيسوس سريعًا في كيفية إدارة المباريات، لم يندفع الفريق بشكل مبالغ فيه رغم التقدّم في النتائج، بل حافظ على توازنه، موزعًا الجهد بين الخطوط، وهي سمة معروفة في فرق جيسوس التي تلعب بواقعية دون التضحية بالمتعة الهجومية.

ورغم انخفاض القيمة السوقية للفريق من 168.68 إلى 144.13 مليون يورو، فإن الأداء تحسّن رقميًا وفنيًا بشكل لافت.
ما يثبت أن نجاح الفريق لم يعد مرهونًا بقيمة الأسماء، بل بدرجة الانسجام والتنظيم التكتيكي الذي فرضه المدرب البرتغالي منذ اليوم الأول.