أخبار الكرة السعوديةإنتر مياميأخبارالنصر

بعد مزحة انتقال كريستيانو إلى إنتر ميامي.. ما هي “كذبة ديسمير” الإسبانية؟

في صباح بدا عاديًا، استيقظ جمهور كرة القدم على خبر قادر على إعادة كتابة التاريخ، كريستيانو رونالدو إلى جوار ليونيل ميسي في إنتر ميامي.

فكرة بدت كأنها مشهد أخير لفيلم طويل امتد عقدين من المنافسة، وانتشرت بثقة الخبر العاجل… قبل أن تتلاشى سريعًا، السبب لم يكن في المعلومة، بل في التاريخ؛ كان اليوم هو 28 ديسمبر، الموعد الذهبي للمزاح الإعلامي في إسبانيا.

القصة بدأت بتقرير نشرته صحيفة “موندو ديبورتيفو”، زعم أن الأسطورة البرتغالي، كريستيانو، طلب من وكلائه عرضه على إنتر ميامي، بحثًا عن نهاية استثنائية لمسيرته إلى جانب غريمه التاريخي.

التقرير أشار إلى استعداده لقبول راتب أقل بكثير من دخله الحالي مع النصر السعودي، رغم أن راتبه يتجاوز 3 ملايين جنيه إسترليني أسبوعيًا، وهو ما منح الخبر مسحة من الواقعية أقنعت كثيرين.

ليونيل ميسي - كريستيانو رونالدو (المصدر:Gettyimages)
ليونيل ميسي – كريستيانو رونالدو (المصدر:Gettyimages)

أسباب ساخرة بشأن انتقال كريستيانو إلى إنتر ميامي تخفي نية المزاح

لم يكتفِ التقرير بالحديث عن الانتقال، بل قدّم أسبابًا بدت طريفة بقدر ما كانت مقصودة، من منافسة سباقات الهجن لمباريات رونالدو في جذب الجماهير.

بالإضافة إلى طبيب أمراض جلدية يفضّل مناخ ميامي، مرورًا بمخاوف تتعلق بالصورة في ساوث بيتش، ودور محتمل في فيلم سينمائي، وسيناريو يتقاسم فيه كريستيانو الركلات الحرة وركلات الجزاء بينما يستمتع ميسي بصناعة الأهداف.

كل ذلك، مع تلميح إلى علاقته القوية بالنجم الإنجليزي ديفيد بيكهام، المالك المشارك للنادي الأمريكي، وهو ما ظهر وكأنها شروط منطقية تمامًا لإتمام التعاقد مع أسطورة بعقلية صاروخ ماديرا.

الدليل القاطع لم يكن في التفاصيل، بل في التوقيع أسفل المقال، اسم الكاتب “ريكاردو توبس” يعود لشخصية خيالية في مسلسل “Miami Vice”، وهي إشارة واضحة تؤكد أن ما كُتب لم يكن خبر انتقال حقيقي، بل مزحة محسوبة بعناية، نُشرت خصيصًا بمناسبة “يوم القديسين الأبرياء”.

ما هي “كذبة ديسمبر” الإسبانية؟

يعود يوم 28 ديسمبر في الثقافة الإسبانية إلى ذكرى دينية حزينة، وهو ما يعادل كذبة أبريل في ثقافات أخرى، تعرف بـ”يوم القديسين الأبرياء” (Día de los Santos Inocentes)، وهو يخلد ذكرى الأطفال الذين قُتلوا بأمر الملك هيرودس كما ورد في الرواية الإنجيلية.

مع مرور الزمن، تحوّل هذا اليوم من مأساة إلى تقليد فكاهي، حيث أصبح من المعتاد نشر الأخبار المفبركة والمزحات بطريقة جادة، تاركًا القارئ يكتشف الحقيقة بنفسه في نهاية اليوم، مع عبارة “Inocente, inocente” التي تعلن انتهاء المزحة.

المزحة لم تأتِ من فراغ بل اختيار الوقت كان مناسبًا تمامًا، لأن كريستيانو رونالدو نفسه صرّح في نوفمبر بأن الاعتزال بات قريبًا، وأنه مستعد له نفسيًا منذ سنوات.

ميسي، بدوره، ألمح قبل شهرين إلى أن المشاركة في كأس العالم 2026 ليست مؤكدة بسبب عامل السن، مؤكدًا أنه يتعامل مع الأمور يومًا بيوم، على الرغم من توقيعه عقدًا جديدًا مع إنتر ميامي يمتد حتى 2028.

في الحقيقة، يستمتع ليونيل ميسي بفترة راحة بعد قيادته إنتر ميامي للتتويج بكأس الدوري الأمريكي للمرة الأولى في تاريخه، بينما يواصل كريستيانو موسمه مع العالمي، ساعيًا لإنهائه بقوة في الدوري السعودي.

أما اجتماع النجمين في فريق واحد، فلا يزال مجرد حلم مؤجل… أو مادة مثالية لكذبة ديسمبر جديدة.

هكذا تعمل “كذبة ديسمبر” الإسبانية، خبر مكتوب ببرود، تفاصيل مدروسة، وتاريخ لا يرحم من لا ينتبه له. وفي النهاية، لا يبقى سوى ابتسامة خفيفة، وإدراك متأخر بأن كرة القدم، حتى في أخبارها، تعرف كيف تمزح بذكاء.

إحصائيات نجوم الدوري السعودي


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.