منتخب السعوديةمنتخب مقدونياتقارير ومقالات خاصةالسعودية

السعودية ضد مقدونيا.. أرقام تكشف السيطرة السلبية وثغرة العرضيات

حقق منتخب السعودية الأول لكرة القدم انتصارًا وديًا مهمًا على مقدونيا الشمالية بنتيجة 2-1، في المباراة التي جمعت المنتخبين مساء الخميس على ملعب “فيكتوريا زيزكوف” في العاصمة التشيكية براج.

وجاء الانتصار الخامس للأخضر تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد ليعكس تطورًا تدريجيًا في الأداء قبل خوض الملحق الآسيوي الحاسم المؤهل إلى كأس العالم 2026.

ومن المقرر أن يلعب المنتخب السعودي مباراتيه في الملحق الآسيوي على أرضه وبين جماهيره في ملعب “الإنماء” بمدينة جدة، حيث يلتقي أولًا مع نظيره العراقي في الثامن من أكتوبر المقبل، قبل أن يواجه منتخب إندونيسيا في الرابع عشر من الشهر نفسه، في مواجهتين حاسمتين ضمن الطريق المؤهل إلى كأس العالم 2026.

ورغم البداية الصعبة بتأخر المنتخب السعودي بهدف سجله المقدوني ألكسندر ترايكوفسكي في الدقيقة 40، إلا أن ردة فعل الأخضر كانت سريعة عبر فراس البريكان الذي عادل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، قبل أن يحسم عبد الله الحمدان الفوز بهدف ثانٍ في الدقيقة 78، النتيجة منحت اللاعبين دفعة معنوية مهمة، لكنها كشفت في الوقت ذاته بعض الجوانب الفنية التي تحتاج إلى معالجة.

استحواذ كامل وسيطرة هجومية

الأرقام أظهرت تفوقًا واضحًا للمنتخب السعودي، حيث استحوذ بنسبة 66% مقابل 34% فقط لمقدونيا، وتُرجمت السيطرة إلى فاعلية هجومية، بعدما وصل السعوديون إلى 11 تسديدة منها 7 على المرمى، مقابل 5 محاولات فقط لمنافسهم (2 بين القائمين والعارضة).

كما برزت جودة البناء الهجومي من خلال الفارق الكبير في التمريرات الصحيحة (481 تمريرة مقابل 205)، ما يعكس تحسن النسق الهجومي وقدرة اللاعبين على تدوير الكرة وصناعة الفرص، إلا أنه كان استحواذًا سلبيًا دون تسجيل أهداف.

الإحصائيةالسعوديةمقدونيا
الاستحواذ66%34%
الأهداف المتوقعة (xG)1.350.19
التسديدات115
على المرمى72
الفرص الخطيرة21
التمريرات الصحيحة481205

فرص خطيرة وفعالية في العمق

من حيث الأهداف المتوقعة (xG)، تفوّق المنتخب السعودي بـ 1.35، بينما لم يتجاوز مقدونيا 0.19، وهو مؤشر على أن “الأخضر” خلق فرصًا أكثر جودة، كما صنع اللاعبون 1.44 xA مقابل 0.54 لمقدونيا، وهو ما يعزز القيمة الإبداعية في الثلث الأخير من الملعب.

الإحصائيةالسعوديةمقدونيا
أهداف متوقعة استقبلت0.191.35
تصديات الحارس15
البطاقات الصفراء31
البطاقات الحمراء00

وتشير الأرقام إلى أن الحارس السعودي عبدالرحمن الصائبي كان في أريحية شبه تامة، بينما مقدونيا اعتمدت على تصديات حارسها لإنقاذ الفريق، مما يوضح الانضباط الدفاعي السعودي رغم تلقي ثلاث بطاقات صفراء.

قوة في الصراعات الثنائية

لم يقتصر التفوق على الجانب الهجومي، بل انعكس أيضًا في المواجهات الفردية، فاز السعوديون بـ 38 ثنائية مقابل 30، كما حسموا الكرات الهوائية بنسبة نجاح 64%، والأرضية بنسبة 54%، وهو ما يُبرز صلابة الفريق في افتكاك الكرة والتعامل مع ضغط المنافس.

الإحصائيةالسعوديةمقدونيا
الفوز بالثنائيات3830
التحامات هوائية ناجحة7/11 (64%)4/11 (36%)
التحامات أرضية ناجحة31/57 (54%)26/57 (46%)
اعتراضات612

السعودية تفوقت في الكرات الهوائية والأرضية، وهو مؤشر مهم على القوة البدنية والتنظيم الدفاعي، لكن زيادة اعتراضات مقدونيا تكشف أن “الأخضر” ما زال يفقد بعض الكرات في مناطق حساسة.

مؤشرات دفاعية إيجابية

دفاعيًا، نجح المنتخب السعودي في تقليل خطورة الخصم بشكل واضح، حيث استقبل مرماه فرصًا بأهداف متوقعة لم تتجاوز 0.19 فقط، كما لم يُجبر حارسه على التصدي سوى لمرة واحدة، مقابل 5 تصديات لحارس مقدونيا الذي كان الأكثر انشغالًا.

دروس من الكرات الثابتة

ورغم التفوق العام، أظهرت الأرقام نقطة تحتاج إلى تطوير، إذ تفوّق منتخب مقدونيا في الركلات الركنية (7 مقابل 5) وفي العرضيات المكتملة (28% مقابل 14%)، وهو ما قد يمثل عاملًا مهمًا يجب على الجهاز الفني بقيادة حسام حسن التركيز عليه قبل مباريات الملحق.

الإحصائيةالسعوديةمقدونيا
الركلات الركنية57
العرضيات المكتملة1/7 (14%)5/18 (28%)
حالات التسلل07

الأرقام تثبت أن المنتخب السعودي يسير في الطريق الصحيح نحو الجاهزية الكاملة، حيث جمع بين السيطرة والاستحواذ، والصلابة الدفاعية، وصناعة الفرص عالية الجودة.

ومع بقاء بعض التفاصيل الفنية مثل استغلال الكرات الثابتة والعرضيات، والفرص بعد الوصول إلى المرمى، يبدو “الأخضر” في وضع مثالي للدخول بثقة إلى الملحق الآسيوي الحاسم.

شريف كمال

صحفي رياضي منذ عام 2015، وعضو نقابة الصحفيين المصريين ورابطة النقاد الرياضيين. متخصص في تغطية كرة القدم المحلية والعربية، وصناعة المحتوى الرياضي بمختلف أشكاله. أهتم بالتقارير الرقمية والتحليلية المدعومة بالبيانات، وإجراء الحوارات الصحفية والمصورة. أسعى دائمًا لتقديم تغطية احترافية تُوازن بين سرعة الخبر وعمق التحليل. المزيد »