أخبار الكرة السعوديةالاتحاد السعوديتقارير ومقالات خاصة

الدوري السعودي.. حين تحوّل من مقبرة النجوم إلى بوابة العودة للمجد الأوروبي

لم يعد الدوري السعودي مجرد وجهة “نهاية الخدمة” التي يلجأ إليها النجوم بعد رحلة طويلة في القارة العجوز، بل تحوّل إلى ساحة اختبار حقيقية تعيد تشكيل مسار اللاعبين، وتمنحهم فرصة جديدة للعودة إلى أوروبا أكثر نضجًا وتأثيرًا.

كان الدوري السعودي يُنظر إليه يومًا ما كـ”ملاذ ذهبي” لأولئك الذين يبحثون عن ختامٍ مريحٍ لمسيرتهم الكروية، حيث تتقدّم الرفاهية على الطموح، وتعلو العقود على المنافسة.

لكن تلك الصورة تغيّرت تمامًا، إذ أصبح اليوم بوابة عبورٍ نحو المجد الأوروبي، ومنصةً لإحياء المسيرات لا لإنهائها، بعدما تحوّل إلى دوريٍ يفرض الاحترام فنيًا ويغري أندية القارة العجوز بالتفاوض مع نجومه.

منذ الانطلاقة الجديدة للمسابقة السعودية في ظل الطفرة الاستثمارية الكبرى، تغيّرت النظرة تمامًا. فالأسماء التي جاءت من أوروبا بحثًا عن التجربة والنجومية، وجدت نفسها أمام منافسة شرسة ومستوى فني لا يقل عن البطولات الكبرى، والنتيجة؟ أن بعض هؤلاء قرروا العودة إلى أوروبا مجددًا بعروض قوية لا تقل بريقًا عن تلك التي تركوها خلفهم.

الأندية الأوروبية تطارد نجوم الهلال

البداية مع ميلينكوفيتش سافيتش، نجم الهلال الذي يقترب من نهاية عقده، بعدما خطف الأنظار في الوسط السعودي بأدائه المتوازن بين القوة والأناقة.

تقارير عدة كشفت أن الصربي بات هدفًا لنادي يوفنتوس الإيطالي، في خطوة إن حدثت، فستكون تأكيدًا جديدًا على أن الدوري السعودي قادر على إعادة تصدير النجوم لا استهلاكهم.

وبينما تتواصل التكهنات حول مستقبل سافيتش، يعيش زميله في الهلال روبن نيفيز السيناريو ذاته، إذ يمتلك البرتغالي عروضًا من مانشستر يونايتد وعدة أندية أوروبية كبرى. فاللاعب الذي وُصف يومًا بأنه أحد أفضل المحاور في البريميرليغ، يبدو أنه وجد في التجربة السعودية مساحة لإعادة اكتشاف نفسه قبل العودة إلى الأضواء الأوروبية.

من الرياض إلى بورتو.. ومن جدة إلى إسطنبول

لم يكن الثنائي الهلالي وحده من أعاد فتح البوابة الأوروبية. فقد سبقهم الإسباني إيميريك لابورت الذي غادر النصر السعودي إلى أتلتيك بيلباو الإسباني مقابل 17 مليون يورو، ليعود إلى ناديه الأم ويؤكد أن التجربة السعودية ليست نهاية الطريق، بل مرحلة انتقالية في مسار النجومية.

وفي الاتجاه ذاته، اختار جابري فيجا، لاعب وسط الأهلي، أن يستعيد بريقه الأوروبي عبر بورتو البرتغالي، بعد موسمين في السعودية قدّم خلالهما لمحات من موهبته التي لفتت الأنظار في الدوري الإسباني. تجربة فيجا تمثل نموذجًا واضحًا للاعب الشاب الذي لم يأتِ بحثًا عن التقاعد، بل عن التحدي والنضج.

جابري فيجا
جابري فيجا

ومن الأهلي أيضًا، غادر الفرنسي آلان سان ماكسيمان (28 عامًا) إلى فنربخشة التركي على سبيل الإعارة قبل أن يعود ومن ثم ينتقل إلى كلوب أمريكا المكسيكي لاحقًا.

وأنهى البرتغالي جوتا (26 عامًا) فترته القصيرة مع الاتحاد السعودي، ليعود إلى أوروبا عبر رين الفرنسي ثم إلى سيلتيك الاسكتلندي، في رحلة أعادت إليه الاتزان الفني بعد مرحلة من التذبذب.

أما القائد الإنجليزي جوردان هندرسون، فكانت قصته أكثر درامية، إذ لم يدم في صفوف الاتفاق السعودي سوى ستة أشهر، قبل أن يقرر الرحيل نحو أياكس الهولندي. رغم قصر التجربة، فإنها سلطت الضوء على أن التحدي في السعودية لا يقل صعوبة عن أي دوري أوروبي، وأن النجاح فيها يحتاج إلى تأقلم ذهني وثقافي إلى جانب المهارة.

ولعل من القصص الملفتة أيضًا تجربة الكولومبي جون دوران، الذي انضم إلى النصر قادمًا من أستون فيلا الإنجليزي، لكنه لم ينجح في فرض نفسه ليرحل سريعًا إلى فنربخشة التركي على سبيل الإعارة، في تجربة قد تمثل إعادة انطلاق لمسيرته.

هكذا، يبرهن الدوري السعودي يومًا بعد يوم أنه ليس محطة الوداع كما كان يُظن، بل مختبر احتراف جديد يختبر صلابة النجوم ويصقل خبراتهم، ليعودوا إلى أوروبا بأكثر من مجرد أموال.. يعودون بقيمتهم الفنية متجددة وبصورتهم أقوى.

أبرز العائدين من الدوري السعودي إلى أوروبا

اللاعبالنادي السعوديالنادي المنتقل إليهنوع الانتقال
إيميريك لابورتالنصرأتلتيك بيلباو (إسبانيا)بيع نهائي
جابري فيجاالأهليبورتو (البرتغال)بيع نهائي
آلان سان ماكسيمانالأهليفنربخشة (تركيا)إعارة
جوتاالاتحادرين (فرنسا) ثم سيلتيك (اسكتلندا)انتقال دائم
جوردان هندرسونالاتفاقأياكس (هولندا)انتقال حر
جون دورانالنصرفنربخشة (تركيا)إعارة

شريف كمال

صحفي رياضي منذ عام 2015، وعضو نقابة الصحفيين المصريين ورابطة النقاد الرياضيين. متخصص في تغطية كرة القدم المحلية والعربية، وصناعة المحتوى الرياضي بمختلف أشكاله. أهتم بالتقارير الرقمية والتحليلية المدعومة بالبيانات، وإجراء الحوارات الصحفية والمصورة. أسعى دائمًا لتقديم تغطية احترافية تُوازن بين سرعة الخبر وعمق التحليل. المزيد »