ألكسندر إيزاكالدوري الإسبانيليفربول365TOP

ألكسندر إيزاك وصلاح .. سيناريو إبراهيموفيتش مع ميسي يلوح في الأفق

مسلسل سوق الانتقالات الصيفية 2025 كان بطولـة ألكسندر إيزاك، انتهى بانضمام السويدي إلى ليفربول في صفقة بلغت 150 مليون يورو، ليحصل الريدز على ما أراد.

أصبح إيزاك هو اللاعب السويدي الأشهر والأغلى في العالم حاليًا، وعندما نتحدث عن كرة القدم السويدية، لا يمكن نسيان أسطورتهم، زلاتان إبراهيموفيتش.

في تصريح سابق لإبراهيموفيتش، المعروف بالغرور والتصريحات المثيرة، فقد أشاد بمواطنه، وقال: “يجب عليه اللعب في فريق كبير للحصول على الألقاب، سينافس على جميع البطولات الكبرى، لديه كل ما يلزم ليكون أفضل مهاجم في العالم”.

قليلًا ما كنا نجد زلاتان يتحدث عن أي لاعب بإيجابية، فهو يرى نفسه دائمًا الأفضل، بغرور معتاد من السويدي الذي يعترف به في العديد من المناسبات.

صفقة انتقال إيزاك إلى ليفربول يمكنها فتح باب المقارنات سريعًا، ليس فقط بسبب قيمتها الفنية والمالية، بل لما تحمله من أبعاد تكتيكية تضع الفريق أمام تحدٍ يشبه ما عاشه برشلونة قبل أكثر من عقد ونصف.

صامويل إيتو يُمهد الطريق لميسي

عندما وصل بيب جوارديولا إلى برشلونة في 2008، طالب برحيل إيتو ورونالدينيو وديكو، انتهى الأمر برحيل الثنائي الأخير، واستمر صامويل إيتو في موسم 2008-2009.

قدم صامويل إيتو موسمًا رائعًا، وحقق الثلاثية مع برشلونة، ولكن ذلك الموسم الذي شهد الكرة الذهبية الأولى لميسي، كان بفضل بُعد تكتيكي من الفيلسوف.

صامويل إيتو - ليونيل ميسي - رونالدينيو - المصدر (Getty images)
صامويل إيتو – ليونيل ميسي – رونالدينيو – المصدر (Getty images)

ميسي كان يلعب في مركز الجناح الأيمن خلال موسم بيب جوارديولا الأول، ومع اعتماد برشلونة على الضغط في مناطق الخصم لاستعادة الكرة سريعًا، وجد ليو نفسه في مواقف أقرب للمرمى في عمق الملعب.

كان يسجل من أوضاع مختلفة داخل منطقة الجزاء، وليس كما اعتاد بالقدوم من الجانب الأيمن والدخول للعمق والتسجيل بالقدم اليسرى مثل معظم أهدافه.

تمكن خلال الفترة من أغسطس 2008 وحتى ديسمبر من نفس العام، أن يسجل 16 هدفًا بمختلف المسابقات، وهو أعلى معدل تسجيل للأرجنتيني في تلك الفترة من الموسم خلال مسيرته حتى ذلك الوقت، بل وكان الموسم السابق بأكمله شهد تسجيله نفس العدد من الأهداف.

ليونيل ميسي - أندريس إنييستا - المصدر (Getty images)
ليونيل ميسي – أندريس إنييستا – المصدر (Getty images)

تعددت سُبل التهديف لدى ليونيل ميسي، وأصبح يستلم الكرة في منطقة الجزاء، ويخلو من الرقابة، وكل هذا بفضل الخدعة التكتيكية التي كان يقوم بها جوارديولا.

الخدعة كانت صامويل إيتو، الذي كان يتحول لجناح أيمن، ويضع ميسي بين قلبي الدفاع، والتأثير الأكبر كان في مواجهة ريال مدريد، مايو 2009، عندما لعب ميسي كمهاجم وهمي، وفاز البلوجرانا بسداسية مقابل هدفين في سانتياجو بيرنابيو.

وصل برشلونة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2009، وفي مواجهة مانشستر يونايتد، سجل صامويل إيتو الهدف الأول بعد مرور من الجانب الأيمن أمام فيديتش وفيردناند.

والهدف الثاني، كان تلخيصًا لما فعله بيب بعد 10 دقائق فقط من البداية التي كانت في طريقها للفريق الإنجليزي.

ليونيل في منطقة الجزاء، ورغم قصر القامة، يرتقي لعرضية تشافي ويضع الكرة في شباك العملاق فان دير سار، ويحتفل بأول أهدافه أمام الفرق الإنجليزية، ليكسر العقدة.

أنهى ميسي الموسم برصيد 38 هدفًا، وقدم 19 تمريرة حاسمة في 51 مباراة في عمر الـ21 عامًا، ليكتب ميسي اسمه بأحرف من ذهب، ويحقق الكرة الذهبية بمساعدة مباشرة من جوارديولا الذي استخدم صامويل إيتو ومرونته للاستفادة القصوى من البرغوث الأرجنتيني.

أنا زلاتان.. ولست صامويل إيتو

في موسم 2009-2010، أعلن بيب أن ميسي سيلعب في الوسط بشكل أكبر، وقبل انطلاق الموسم انضم زلاتان إبراهيموفيتش من إنتر ميلان إلى برشلونة في صفقة تبادلية مع صامويل إيتو بالإضافة إلى 46 مليون يورو حصل عليها النيرازوري.

ولأنه بيب جوارديولا، كان يسعى دائمًا للتطور، فبعد تحقيق الثلاثية في الموسم السابق، دخل الموسم الجديد بطريقة 4-3-3 الكلاسيكية، مع الاعتماد على المهاجم الذي يترك مساحة للأجنحة.

نجح إيتو في تطبيق الأمر خلال بعض المباريات في الموسم الماضي، ولكن إبراهيموفيتش كان يفضل العودة للخلف لاستلام الكرة، ومحاولة المشاركة في جميع الهجمات وبناء اللعب.

3 مباريات متتالية في بداية عام 2010 لم يسجل فيها ميسي، ضد أتلتيكو مدريد وراسينج في الدوري، ثم شتوتجارت بدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

انشغل ليو بشكل أكبر بالأدوار الدفاعية، ولم يتمكن من استلام الكرة والدخول للعمق، وعندما كان يقوم بذلك، لا يجد المساحة بسبب الكثافة أمام منطقة الجزاء وبعودة زلاتان للخلف وعدم إفساح المجال له.

في مباراة الإياب ضد شتوتجارت، لعب جوارديولا بميسي في مركز المهاجم الوهمي، وبجانبه بيدرو وهنري، وفضل جلوس زلاتان على مقاعد البدلاء.

ليونيل ميسي – زلاتان إبراهيموفيتش – برشلونة – المصدر (Getty images)
ليونيل ميسي – زلاتان إبراهيموفيتش – برشلونة – المصدر (Getty images)

سجل ميسي ثنائية وفاز برشلونة برباعية نظيفة، ليتأهل إلى دور الثمانية، ويثبت جوارديولا صحة رؤيته.

في مباراة دور الثمانية ضد أرسنال مارس 2010، خلال مواجهة الذهاب، شارك إبراهيموفيتش في الهجوم، وسجل هدفين في التعادل 2-2 أمام الفريق اللندني.

المباراة الأعظم في تاريخ ميسي حينذاك كانت في الإياب ضد أرسنال، التي شارك فيها ليو بمركز المهاجم الوهمي، واستغل بيب إصابة إبراهيموفيتش قبل المباراة.

ولعب بيب بثلاثية بيدرو وميسي وبويان كريكتش، مع جلوس هنري على مقاعد البدلاء، ليسجل ميسي رباعية تاريخية (سوبر هاتريك) في شباك ألمونيا، ويصعد بالبلوجرانا لنصف النهائي.

عاد زلاتان، وفي مباراة نصف النهائي ضد إنتر، خلال مواجهة الذهاب، لعب إبراهيموفيتش في الوسط، وعاد ليو إلى مركز الجناح، لكن في جوسيبي مياتزا، فاز مورينيو على بيب 3-1، وسقطت تيكي تاكا الفيلسوف بسبب عدم عودة إبرا وترك المساحة لليو، أمام دفاع متكتل من النيرازوري.

وفي مواجهة الإياب فرضت شخصية إبراهيموفيتش نفسها، خاصة في ظل الصفقة الضخمة، وفي مواجهة إنتر الذي يمتلك إيتو بعدما تركه جوارديولا، وشارك زلاتان في الوسط، ولكن بعد ربع ساعة من الشوط الثاني، أمام فريق يلعب بـ 10 لاعبين، قرر بيب دخول ليو في العمق، ولكن كان النيرازوري قد فرض سطوته على ملعب كامب نو بتكتيكات جوزيه مورينيو.

مورينيو - جوارديولا - إبراهيموفيتش - المصدر (Getty images)
مورينيو – جوارديولا – إبراهيموفيتش – المصدر (Getty images)

خرج برشلونة من دوري الأبطال، وانتهت قصة زلاتان القصيرة، لأن شخصية السويدي لم تسمح له بإفساح المجال أمام ليو، لأنه ليس صامويل إيتو.

على الجانب الآخر، لعب إيتو في مركز الجناح بل وصل وأن كان ظهيرًا في مواجهة الإياب ضد برشلونة مع إنتر ميلان، وتعددت مراكزه مع جوزيه مورينيو، وتوج بالثلاثية للعام الثاني على التوالي مع فريقين مختلفين.

“كأنك اشتريت فيراري، ولكن تقودها وكأنها فيات”.

إبراهيموفيتش بعد الرحيل عن برشلونة

في الصيف، حاول زلاتان مناقشة الأمر مع جوارديولا، لكن بيب رفض ذلك، وكان يريد أن يعطي الحرية لميسي، مما أدى لقبول عرض ميلان لإبراهيموفيتش بعد موسم واحد فقط.

هل يكرر ألكسندر إيزاك ما فعله إبراهيموفيتش في ليفربول؟

اللعب بجانب محمد صلاح أصبح هدفًا للعديد من اللاعبين، ونحن نتحدث عن أحد أفضل اللاعبين في العالم، وأسطورة ليفربول الحالية.

انتقال إيزاك إلى ليفربول، يُشبه قليلًا بانضمام مواطنه إبراهيموفيتش إلى برشلونة، فالحديث الآن عن أحد أفضل المهاجمين في العالم، كذلك قيمة الصفقة الكبيرة التي تخطت انتقال زلاتان للبلوجرانا في 2009.

ألكسندر إيزاك كان ثاني هدافي الدوري الإنجليزي الموسم الماضي برصيد 23 هدفًا بفارق 6 أهداف عن المتصدر محمد صلاح، وبالتالي فإن وجود السويدي مع المصري، يجعل الريدز يمتلك الهجوم الأقوى في البريميرليج.

محمد صلاح مع أرني سلوت أصبح اللاعب الأكثر تهديفًا وطلبًا للكرة في مناطق الخصم، ولا يقوم بالأدوار الدفاعية والعودة للخلف من أجل استلام الكرة.

باعتراف صلاح، كان الموسم الماضي هو الأفضل في مسيرته، بواجبات مختلفة مع تخفيف حدة الضغط، والحصول على المساحة التي يتركها دياز والراحل جوتا وكودي جاكبو.

الآن إيزاك مهاجم كلاسيكي رقم 9، ولم يكن لدى ليفربول سوى نونيز في ذلك المركز، ولم يكن يشارك كثيرًا مع أرني سلوت في الموسم الماضي.

إيزاك سيكون مضطرًا لتبادل الأدوار والمرونة في الهجوم من أجل محمد صلاح، خاصة وأن مو لعب 5 مواسم مع روبرتو فيرمينو، الذي كان أفضل من يترك المساحات للأجنحة، والمُحرك الرئيسي لصلاح وماني في ذلك الوقت.

اعتاد محمد صلاح على استغلال المساحات، والدخول للعمق مع التسديد بالقدم اليسرى، وهو ما يتطلب من ألكسندر إيزاك ترك تلك المساحة للنجم المصري.

ويبقى هنا التساؤل حول موقف إيزاك: هل سيكون مرنًا مع محمد صلاح، أم يتمسك باللعب في مركز المهاجم؟

محمد صلاح(المصدر: Getty images) - إيزاك -ليفربول

مع بوروسيا دورتموند، أحيانًا كان يشارك ألكسندر إيزاك في مركز المهاجم الوهمي لترك الحرية الهجومية لبيير إيمريك أوباميانج، وفي ريال سوسيداد كان أحيانًا يلعب مهاجمًا ثانيًا مع كوبو بتبادل أدوار.

كل ذلك كان قبل فترة نيوكاسل، النادي الذي شهد بزوغ نجم وتوهج إيزاك، حيث تمكن السويدي من التسجيل بمختلف الطرق، مستغلًا طول قامته وسرعته الفائقة للتغلب على المدافعين.

عدد مباريات ألكسندر إيزاك في المراكز الهجومية الثلاثة

المركزعدد المبارياتعدد الأهدافعدد التمريرات الحاسمة
مهاجم صريح30314027
جناح أيسر611
جناح أيمن310

مع نيوكاسل كان في بعض الأحيان يترك إيزاك المساحة لكالوم ويلسون عندما يحتاج الماكبايس للعب بثنائي هجومي، وكان اللاعب الأكثر مرونة هو السويدي وليس الإنجليزي.

تلك المُعطيات قد تؤدي إلى تجانس بين صلاح وإيزاك، وعدم تكرار ما فعله إبراهيموفيتش في برشلونة، والتبادل المناسب بين المصري والسويدي.

ألكسندر إيزاك - السويد - المصدر (Getty images)
ألكسندر إيزاك – السويد – المصدر (Getty images)

من ناحية أخرى، إيزاك شخصيته ليست مثل زلاتان إبراهيموفيتش، كذلك رغبته في الانضمام إلى ليفربول قد تؤدي لتنازله عن بعض الأدوار التكتيكية والانصهار مع طريقة لعب أرني سلوت.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة