كيف سيُواجه المغرب التكتلات الدفاعية في كأس أمم إفريقيا؟
تعتبر مواجهة “التكتل الدفاعي” أو “الدفاع العميق” التحدي الأكبر لأي منتخب مرشح للقب، خاصةً عند اللعب على أرضه ووسط جماهيره، وهو الواقع الذي سيُواجهه منتخب المغرب خلال كأس أمم إفريقيا 2025.
فبعد الإنجاز التاريخي في كأس العالم 2022، أصبح المغرب هو “الوحش” الذي يسعى المنتخبات الإفريقية لإيقافه، وهو ما يعني أن معظم المنافسين في كأس الأمم الإفريقية 2025 سيعتمدون على إغلاق المساحات واللعب على الهجمات المرتدة.
ومنذ النسخة السابقة لكأس إفريقيا، واجه المنتخب المغربي عدة فرق إفريقية اعتمدت أسلوب “التكتل الدفاعي”، ما شكّل تحديًا كبيرًا لكتيبة وليد الركراكي في محاولة اختراق هذا الحائط الدفاعي الصلب.
وللتعامل مع هذه المعضلة التكتيكية، سيعتمد المدرب وليد الركراكي على مجموعة من الحلول المرنة والاستراتيجية، التي يمكن تلخيصها على النحو التالي:
دور الظهيرين الهجومي واستغلال عرض الملعب
يُعتبر هذا هو السلاح الأقوى للمغرب في فك التكتلات، بوجود ثنائي عالمي مثل أشرف حكيمي ونصير مزراوي (أو أنس صلاح الدين)، والهدف الأساسي هو تشتيت التركيز الدفاعي للخصم وخلق مساحات بين الخطوط.
د 59″ هدف التعادل للمنتخب المغربي ⚽️
النيجر 1 × 1 المغرب#التصفيات_الأفريقية#النيجر_المغرب | #SSC pic.twitter.com/4yoOW5J9YG
— SSC (@ssc_sports) March 21, 2025
ويقوم الظهيران بالصعود إلى الأمام تقريبًا كأجنحة إضافية لزيادة عدد اللاعبين في الثلث الأخير، وهذا الصعود يسمح للاعبين المهاجمين الأساسيين (مثل دياز أو الزلزولي) بالدخول إلى العمق أو التحرك بين الخطوط لعزل المدافعين، بدلًا من تلقي الكرة على الخط.
وبدلًا من الاكتفاء بالكرات العرضية التقليدية من منطقة الركنية، يمكن كذلك التركيز على التمريرات الأرضية التي تُعاد من خط المرمى إلى منطقة الجزاء لضرب تمركز المدافعين الذين عادةً ما يتوقعون عرضيات هوائية.
مرونة ثلاثي الوسط
لمواجهة الكثافة العددية في الوسط، يجب أن يكون سفيان أمرابط أكثر جرأة هجوميًا، من خلال العمل على تغيير اتجاه اللعب بسرعة من جهة إلى أخرى لإجبار الخصم على تحريك كتلته الدفاعية، مما يخلق فجوات.

أما الدور الحاسم، فسيكون للنحلة عز الدين أوناحي، حيث سيكون مطالبًا بالتحرك الدائم في “الجيوب” بين خط الدفاع وخط الوسط للخصم. هذا التحرك يجبر أحد المدافعين على الخروج من موقعه، وهو ما يفتح مساحة للاعب آخر لاقتحامها.
الكرات الثابتة كسلاح فتاك.. والمرونة الهجومية
في مواجهة التكتل الدفاعي، يمكن للكرات الثابتة أن تكون نقطة تحول حقيقية، إذ يجب استغلال دقة حكيمي وبلال الخنوس في تنفيذ الركلات الركنية والمباشرة.
وهنا، يمكن للركراكي الاعتماد على تكتيكات “الستار والحجب” لمنع المدافعين من الوصول إلى اللاعبين الأقوياء في الكرات الرأسية (مثل نايف أكرد ويوسف النصيري).
هدف مبكر.. 🇲🇦
يوسف النصيري يسجل أول الأهداف للمغرب ⚽️🔥زامبيا 0 × 1 المغرب#التصفيات_الأفريقية#زامبيا_المغرب | #SSC pic.twitter.com/wbGMj61UXl
— SSC (@ssc_sports) September 8, 2025
في المقابل، قد يضطر الركراكي في بعض الأوقات لتغيير دور يوسف النصيري إلى مهاجم متحرك، أو الاعتماد على لاعب مثل سفيان رحيمي أو إسماعيل صيباري كـ”رأس حربة وهمي”.
وهذا الدور يجبر قلب الدفاع على الاختيار بين اللحاق بالمهاجم الذي يتراجع إلى الوسط (مما يفتح مساحة خلفه) أو البقاء في مكانه (مما يترك المهاجم الوهمي حرًا).