25 عامًا من المجد والإخفاقات.. الكرة الإماراتية بين الإنجازات وحلم المونديال الضائع

منذ مطلع الألفية الجديدة، دخلت كرة القدم الإماراتية مرحلة جديدة اتسمت بتطور البنية التحتية، وتزايد الحضور القاري، وتحقيق إنجازات بارزة على مستوى المنتخبات والأندية، إلى جانب تنظيم واستضافة أكبر البطولات الإقليمية والدولية، لترسم ملامح ربع قرن حافل بالنجاحات والتحديات.

على مدار ربع قرن، خطت الكرة الإماراتية صفحات من المجد والإنجازات على الصعيدين الإقليمي والقاري، لتفرض وجودها بين الكبار وتثبت أن العمل الجاد والرؤية الاستراتيجية يمكن أن يحققا المعجزات، فقد توجت الأندية الإماراتية بالعديد من الألقاب الآسيوية، ورفع منتخب الإمارات راية الفخر بفوزه بلقب كأس الخليج مرتين، مؤكداً مكانته بين صفوة المنتخبات في المنطقة.

ومع كل هذه الإنجازات اللامعة، يظل حلم العودة إلى كأس العالم غائبًا، عالقًا في أفق الطموحات المؤجلة، بعد أن أخفق الأبيض في التأهل إلى مونديالات القرن الجديد في ست مناسبات متتالية، كان آخرها مونديال 2026، حيث فشل المنتخب في عبور الملحق الآسيوي عقب الهزيمة أمام العراق، ليبقى حلم المونديال تحديًا مستمرًا يثير العزيمة ويغذي الطموح.

إنها رحلة مزدوجة من المجد والإخفاق، من الانتصارات القارية إلى الإحباط العالمي، رحلة تعكس صمود الكرة الإماراتية، وعزمها على صناعة المستقبل، وكتابة فصول جديدة من الإنجاز، حتى يتحقق أخيرًا الحلم الأكبر: المونديال.

طفرة كروية صنعت الفارق.. ربع قرن أعاد الكرة الإماراتية إلى الواجهة القارية

شهدت الكرة الإماراتية خلال الفترة الممتدة من عام 2000 وحتى 2025 طفرة حقيقية أعادت رسم ملامحها على المستويين القاري والدولي، ووضعتها في موقع متقدم بين كبرى القوى الكروية في آسيا، فبعد سنوات من المحاولات، نجح منتخب الإمارات في كسر عقدة كأس الخليج، حين توج باللقب في نسختي 2007 و2013، ليؤكد قدرته على المنافسة الإقليمية بثبات وثقة، قبل أن يواصل حضوره القوي بوصوله إلى نهائي خليجي 23 عام 2017، في مشهد عكس استمرارية المشروع الكروي وقدرته على تجديد نفسه.

وعلى مستوى الأندية، عرفت الكرة الإماراتية طريق المجد القاري بأقدام ممثليها، حيث سجل العين اسمه بحروف من ذهب في سجل دوري أبطال آسيا، بعدما تُوّج باللقب مرتين في 2003 و2024، ليؤكد مكانته كأحد عمالقة القارة. ولم تتوقف الإنجازات عند هذا الحد، إذ انضم نادي الشارقة إلى قائمة الأبطال، بعد تتويجه بلقب دوري أبطال آسيا 2 عام 2025، في إنجاز يعكس اتساع قاعدة التميز وتنوع مصادر القوة داخل الكرة الإماراتية.

وكانت اللحظة الأبرز عالميًا هي تأهل العين إلى نهائي كأس العالم للأندية 2018، ومواجهته التاريخية أمام ريال مدريد، ليحصد لقب وصيف بطل العالم في إنجاز غير مسبوق، أكد قدرة الأندية الإماراتية على مقارعة كبار العالم، ورفع اسم الكرة الإماراتية عاليًا على المسرح الدولي.

وإلى جانب الإنجازات داخل المستطيل الأخضر، لعبت الإمارات دورًا محوريًا كعاصمة رياضية، عبر استضافة أحداث كبرى، أبرزها كأس العالم للشباب 2003، وعدة نسخ من كأس العالم للأندية، ما عزز مكانتها التنظيمية ورسخ ثقة الاتحادات الدولية. هكذا، شكل ربع القرن الأخير مرحلة ازدهار حقيقية، صنعت هوية كروية أكثر نضجًا، وفتحت آفاقًا أوسع لمستقبل أكثر إشراقًا.

إنجازات المنتخبات في الكرة الإماراتية آخر 25 سنة

إنجازات الأندية الإماراتية في آخر ربع قرن

أبرز الاستضافات والبطولات القارية التي أقيمت في الإمارات

الإنجازات الفردية في الكرة الإماراتية من 2000-2025

الإنجازات في مجال التحكيم منذ عام 2000

إخفاقات ولحظات كسرت أحلام الإمارات في آخر ربع قرن

على مدار ربع قرن، وتحديدًا بين عامي 2000 و2025، عاشت الكرة الإماراتية سلسلة طويلة من الإخفاقات واللحظات القاسية التي صنعت ذاكرة مثقلة بالفرص الضائعة، رغم ما تملكه من إمكانات وبنية رياضية متقدمة، فعلى مستوى المنتخب الإماراتي، ظل حلم الوصول إلى نهائيات كأس العالم عصيًا على التحقيق، بعدما فشل «الأبيض» في التأهل خلال ست تصفيات متتالية، ليبقى الغياب المونديالي عنوانًا ثابتًا لسنوات طويلة، رغم تعاقب الأجيال والمدربين وتغيّر المشاريع الفنية.

قاريًا، لم ينجح منتخب الإمارات في كسر العقدة الآسيوية، إذ فشل في التتويج بلقب كأس آسيا، واكتفى بمحاولات اقترب فيها من المجد دون أن يلمسه، حيث توج بالمركز الثالث في نسخة 2015 والمركز الرابع في نسخة 2019 التي أقيمت على أرضه.

أما خليجيًا، فعلى الرغم من التتويج بلقب كأس الخليج مرتين خلال آخر 25 عامًا، فإن المشهد الأكثر إيلامًا ظل حاضرًا في نهائي خليجي 23 عام 2017، حين خسر المنتخب اللقب بسيناريو درامي قاسٍ، بعدما أهدر عمر عبد الرحمن «عموري» ركلة جزاء في الدقائق الأخيرة، كانت كفيلة بكتابة نهاية سعيدة لجماهير الأبيض، لكنها تحولت إلى لحظة صمت وحسرة ستبقى عالقة في الذاكرة.

وعلى صعيد الأندية، لم تكن الصورة أكثر إشراقًا، فقد بلغ شباب الأهلي نهائي دوري أبطال آسيا عام 2015، قبل أن يخسر اللقب، بينما كرر العين المشهد ذاته في نهائي نسخة 2016، ليخرج ممثلا الإمارات خاليي الوفاض من منصتين كانتا قريبتين من المجد القاري.

ورغم التاريخ العريق، لم تحصد الأندية الإماراتية لقب دوري أبطال آسيا سوى مرتين فقط، عبر العين عامي 2003 و2024، في حصيلة لا تعكس حجم الطموح ولا حجم الاستثمارات.