في لحظة كان يُفترض أن تكون بداية جديدة ومبشرة لمشروع استثماري يقوده أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية، تحوّلت تصريحات فايزة العماري، والدة كيليان مبابي، إلى شرارة أشعلت التوتر بين جماهير نادي كاين وإدارة الفريق، في أول مواسم النجم الفرنسي كمالك للنادي النورماندي.
في مقابلة حديثة مع صحيفة إيسي نورماندي، تحدثت فايزة عن فصول سابقة من علاقة ابنها كيليان بنادي كاين، قائلة: “أتذكر أنني قلت له بتواضع إنهم لا يستحقوننا، وإن علينا أن نعرف متى نرحل عندما لا نكون مرغوبين. لكنه أقنعني بالبقاء“.
تصريحات بسيطة في ظاهرها، لكنها لم تمر مرور الكرام على أنصار كاين، الذين اعتبروها مهينة لتاريخ ناديهم وهويته، ولم يتأخر الرد، فقبل مباراة الفريق ضد ريد ستار ضمن الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الثانية الفرنسي، رفعت الجماهير لافتة كُتب عليها: “بكل تواضع، أنتم لا تستحقوننا”.

رسالة واضحة، حاسمة، ومشحونة بالغضب، كشفت عمق الجراح التي خلفها موسم كارثي داخل وخارج الملعب.
من حلم كيليان مبابي إلى كابوس كاين
في يوليو 2024، أعلنت شركة “كواليشن كابيتال” الاستثمارية – التابعة لشركة “إنتيركونيكتد فينتشرز” التي أسسها مبابي – عن استحواذها على 80% من أسهم نادي كاين، ليصبح نجم ريال مدريد وهداف منتخب فرنسا رسميًا المالك الرئيسي للفريق في سبتمبر من العام نفسه.
لكن الحلم الوردي لم يدم طويلًا، فقد دخل الفريق في دوامة من النتائج السلبية، لم يحقق خلالها سوى خمسة انتصارات في الدوري المحلي طوال الموسم، قبل أن يُكتب عليه الهبوط إلى دوري الدرجة الثالثة الفرنسي (تشامبيونات ناشيونال)، وسط حالة من التخبط الإداري والفني.
أحد أبرز مظاهر الأزمة تمثّل في تبديل المدربين بصورة متكررة، فقد تولى الفريق ثلاثة مدربين خلال موسم واحد، في دلالة واضحة على غياب الاستقرار الفني.
REAL MADRID C.F. 🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍 pic.twitter.com/zBTg9Ndjhg
— Kylian Mbappé (@KMbappe) March 12, 2025
آخرهم، ميشيل دير زاكاريان، الذي جاء في فبراير على أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن يعلن لاحقًا أنه لن يعود لتولي تدريب الفريق الموسم المقبل.
لم تكن والدة كيليان مبابي وحدها في مرمى انتقادات الجماهير، بل وجّه مشجعو كاين سهامهم أيضًا إلى الإدارة التنفيذية للنادي، وتحديدًا إلى رئيسه زياد حمود، الذي عُيّن مع انطلاق عهد مبابي في سبتمبر 2024.
ورفعت الجماهير لافتة ثانية تطالب برحيله: “استقالة حمود”، الرسالة كانت واضحة: ثقة الجمهور اهتزت، ليس فقط بسبب الأداء الفني، بل نتيجة تراكمات من الإحباط والشعور بأن إدارة النادي الجديدة فشلت في فهم خصوصية كاين ككيان رياضي عريق.
في المقابل، يطرح البعض وجهة نظر مغايرةح هل تسرّع الجمهور في إطلاق الأحكام؟ وهل كان الموسم الأول مجرد بداية صعبة لمشروع يحتاج إلى وقت وهدوء للنضج
جود بيلينجهام
فينسيوس جونيور
مبابي
مودريتش