الدوري الإسبانيبرشلونةأخباربرشلونة

هل يُفجر لامين يامال غضبه من توديع دوري الأبطال في ريال مدريد؟

لم يكن مساء الثلاثاء عاديًا بالنسبة لبرشلونة، ولا بالنسبة لموهبته الخارقة لامين يامال، الذي وجد نفسه يودع حلمًا كان قريبًا للغاية، بعد عشر سنوات من الغياب عن النهائي الأوروبي، كان الفريق الكتالوني قاب قوسين أو أدنى من العودة، لولا الحائط الحديدي الذي شيده الحارس يان سومر في مرمى إنتر ميلان، والذي تصدى لكل المحاولات، خاصة تلك التي قادها يامال ببراعة وإصرار.

في مباراتي الذهاب والإياب من نصف النهائي، أثبت لامين يامال أنه ليس مجرد موهبة صاعدة، بل مشروع نجم عالمي بامتياز، فبينما سجل في الذهاب وأعاد برشلونة إلى الحياة بأداء استثنائي، قدّم في الإياب عرضًا ناضجًا رغم أنه لم يهز الشباك.

لم تكن لمسته الأخيرة هي التي صنعت الفارق، بل حضوره، جرأته، وقدرته على إرهاق دفاعات الخصم، كلها عوامل أكدت أن المستقبل الكتالوني بدأ فعلًا في قدمي هذا الشاب.

لامين يامال يخطط للانتقام لغضبه عن طريق ريال مدريد

مع ذلك، كانت النتيجة قاسية، برشلونة خرج من نصف النهائي مرفوع الرأس، لكن بخيبة أمل ثقيلة، وأما يامال، فقد اختار أن يوجه مشاعره عبر كلمات ثقيلة المعنى قالها عقب اللقاء: “لن نتوقف حتى نضع هذا النادي في مكانه الصحيح – في القمة، سأفي بوعدي وأعيده إلى برشلونة، لن نتوقف حتى نحقق ذلك، لكن يوم الأحد نهائي آخر، وعلينا جميعًا أن نكون متحدين”.

كانت تلك الكلمات بمثابة وعد، لكنه في الوقت ذاته تحذير، فالنهائي الذي يقصده ليس على الورق، لكنه كلاسيكو مصيري في الدوري الإسباني، ضد ريال مدريد في قلب مونتجويك، وإذا كان الحزن لا يزال يملأ قلوب الكتالونيين، فإن الغضب في قلب يامال يبدو مستعدًا للانفجار فوق العشب الأخضر.

الخروج من دوري الأبطال لم يكن مجرد خسارة لقب، بل صفعة معنوية لفريق كان يحلم بمجد أوروبي يعيد إليه هيبته القارية، ولكن كرة القدم لا تنتظر طويلاً، واليوم التالي للخسارة يفتح بابًا جديدًا، وقد يكون كلاسيكو الأحد هو المنصة التي يختارها يامال ليفجر طاقته، ويعيد تذكير الجميع بأن برشلونة لم ينتهِ، وأنه ما زال يملك أسلحة قادرة على إسقاط أي خصم.

في تصريحات ما بعد المباراة، لم يتحدث يامال عن الهدف الضائع، ولا عن خيبة الأمل، بل عن الالتزام، والوعد، والمعركة القادمة، وكأنه يحوّل الهزيمة إلى دافع، ويحمل راية الرد بنفسه، إذا كان من الصعب تعويض وداع دوري الأبطال في أسبوع واحد، فإن الفوز على ريال مدريد في ملعب برشلونة سيكون أكثر من مجرد انتصار؛ سيكون بمثابة رسالة.

ريال مدريد.. الخصم الأنسب لغضب يامال

أن تواجه ريال مدريد بعد خسارة موجعة، يعني أنك أمام فرصة تاريخية للرد السريع، فالكلاسيكو هو المسرح الأكبر، ويامال يدرك تمامًا أن أعين العالم ستكون مسلطة عليه، وأن اللحظة تحتاج إلى ما هو أكثر من الموهبة؛ تحتاج إلى شغف، رغبة، وانتقام كروي نبيل.

قد لا تُمحى خيبة دوري الأبطال بسهولة، لكن التاريخ لا يتذكر الدموع، بل الأفعال، وإذا أراد لامين يامال أن يُخلد اسمه في دفاتر الكلاسيكو، فإن الفرصة أمامه يوم الأحد، فبرشلونة قد خسر حلم أوروبا، لكن فتى الغضب الكتالوني ربما لم يقل كلمته الأخيرة بعد.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.