هل يُصاب فينيسيوس جونيور بـ “تروما” الكرة الذهبية؟
في عالم كرة القدم الحديث، يعيش اللاعبون تحت ضغوط نفسية هائلة قد تؤدي إلى أزمات نفسية حقيقية، ومن الواضح أن البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم نادي ريال مدريد الإسباني، يُعاني من ذلك؛ فليست فقط الإصابات البدنية التي تهدد مسيرة اللاعب، بل إن الأزمات النفسية والانتقادات المتواصلة يمكن أن تترك أثرًا بالغًا على الحالة العقلية.
يمر اللاعبون المحترفون بتجارب ومواقف تتطلب قوة عقلية هائلة؛ إذ يتعرضون لتوقعات عالية، ضغوط المنافسة، وإعلام ينتظر منهم كل حركة، وقد أشار خبراء الصحة النفسية إلى أن هذه الظروف قد تؤدي إلى ظهور أعراض مثل القلق، الاكتئاب وحتى اضطرابات ما بعد الصدمة (التروما) لدى بعض الرياضيين، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تُعرف التروما بأنها استجابة نفسية لتجربة مريرة تؤثر على الشعور بالأمان وتترك آثارًا سلبية على الصحة النفسية للفرد.
يُعد فينيسيوس جونيور أحد ألمع نجوم ريال مدريد، واشتهر بسرعته ومهاراته الفردية اللافتة، رغم نجاحاته الرياضية، يواجه البرازيلي تحديات كبيرة خارج الملعب تتمثل في الانتقادات الشديدة والإعلام المتحيز، وهو ما يُضاعف من الضغوط النفسية عليه، يُذكر أن مثل هذه التجارب ليست بمنزلة جديدة على لاعبي الكرة، فهم يعيشون قصص نجاح وإخفاق معًا تؤثر على استقرارهم النفسي.

ما هي “التروما” في السياق الرياضي؟
التروما، أو الصدمة النفسية، ليست مجرد حالة عابرة من الحزن أو القلق؛ بل هي استجابة عميقة لتجارب مؤلمة قد تترك آثارًا مستمرة على شخصية الفرد.
- التعريف الطبي: تُعرّف التروما بأنها اضطراب نفسي ناجم عن التعرض لحدث مروع، يسبب شعورًا بالعجز والخوف الدائم.
- مصادر الصحة النفسية: توضح الجمعية الأمريكية للطب النفسي ومنظمة الصحة العالمية أن الضغوط المستمرة والانتقادات اللاذعة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات نفسية لدى الرياضيين.
في بيئة تنافسية مثل كرة القدم، تتراكم الضغوط من عدة مصادر؛ سواء كانت توقعات الجماهير، تصريحات الإعلام أو حتى نتائج الجوائز الفردية.
Man City fans have a message for Vinicius Jr. pic.twitter.com/omHHyjUewI
— Troll Football (@TrollFootball) February 11, 2025
معاناة فينيسيوس جونيور بسبب الكرة الذهبية لا تنتهي
في سياق متصل؛ شهدت سنة 2024 مفارقة كبيرة في مسيرة فينيسيوس جونيور عندما خسر جائزة الكرة الذهبية لصالح نظيره رودري لاعب نادي مانشستر سيتي الإنجليزي،
- الصدمة والتداعيات: لم تكن هذه الخسارة مجرد خسارة تقديرية، بل تحولت إلى موضوع متكرر في أوساط الإعلام والجماهير.
- ردود فعل الجماهير: كثيرًا ما يُعاد تذكير اللاعب بهذه الخسارة من خلال هتافات مؤذية مثل: ”أين هي كرة الذهبية الخاصة بك؟”مما يُضيف بُعدًا نفسيًا جديدًا، حيث يشعر اللاعب بأن كل مرة يُسترجع فيها هذا الحدث، تتجدد جراحه النفسية.
على الجانب الآخر؛ التقى ريال مدريد مع مانشستر سيتي في معقل الأخير، على ملعب الاتحاد، في مباراة مثيرة انتهت بفوز الضيوف بثلاثية مقابل هدفين، جاءت أهداف أصحاب الأرض بأقدام إيرلينج هالاند، بينما سجل كل من كيليان مبابي، براهيم دياز وجود بيلينجهام لصالح النادي الملكي، تُعد هذه المباراة إحدى المواجهات الحاسمة في طريق التأهل للدور التالي، وأدت إلى تجدد تساؤلات حول أداء اللاعبين النفسي تحت ضغط المنافسة.
Vinicius ne regarde jamais ce patch pour rien.
— Vibes Foot (@VibesFoot) February 11, 2025
Il sait. pic.twitter.com/yqzurD7CwW
خلال اللقاء، لم تقتصر الأحداث على ما يحدث داخل الملعب فقط، بل تجاوزت إلى جمهور مانشستر سيتي الذي استغل المناسبة ليقدم انتقاده لفينيسيوس، مما زاد من حدة الانتقادات والضغوط عليه، فلا تقتصر الضغوط النفسية على المنافسات الرياضية فقط، بل يمتد تأثيرها إلى الإهانات المتكررة من قبل الجماهير.
- هتافات مؤذية: تُعد هتافات مثل “أين هي كرة الذهبية الخاصة بك؟” بمثابة جرح نفسي متجدد يذكر فينيسيوس دائمًا بفشل اعتبره البعض نقمة على مسيرته.
- الاستمرار في التذكير: كلما تم التذكير بخسارته للكرة الذهبية، يعود اللاعب لمواجهة موجة من الانتقادات، مما قد يسهم في تأزم حالته النفسية ويضعه في موقف مشابه للتروما.
يطرح هذا السؤال المهم: هل يمكن أن تتحول هذه الضغوط والإهانات المتكررة إلى حالة من التروما النفسية؟
وفقًا لبعض الخبراء النفسيين، فإن التراكم المستمر للضغوط والإهانات قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية تؤثر على الأداء الشخصي والمهني.

في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها نجوم كرة القدم، تبرز قصة فينيسيوس جونيور كنموذج يُثير التساؤلات حول تأثير الضغوط النفسية على اللاعب، رغم أن الإجابة على سؤال حقيقة تعرض اللاعب للتروما، تتطلب تقييمًا نفسيًا متخصصًا، إلا أن التجميع بين خسارته للكرة الذهبية، الضغوط المتواصلة، والإهانات الجماهيرية يجعل من الضروري مراقبة حالته النفسية وتقديم الدعم الذي قد يساعده في تجاوز هذه المرحلة الحرجة.
جود بيلينجهام
فينسيوس جونيور
مبابي
مودريتش