أخبار الكرة الإسبانيةالدوري الإسبانيأخباربرشلونة

هل يتسبب والد لامين يامال في إنهاء مسيرته باكرًا؟

منذ أن بزغ نجم لامين يامال في سماء برشلونة، صار اسمه مرادفًا للموهبة المبكرة، وللحلم الذي يتشكل أمام أعين الجماهير.

لكن خلف هذا الحلم، بدأت تتكشف ملامح قصة أخرى — قصة الأب الذي تحول من الداعم الأول لابنه إلى شخصية تثير الجدل داخل أروقة النادي الكتالوني.

وبين الرغبة في الحماية والطموح المفرط، يلوح سؤال واحد: هل يصبح والد لامين سببًا في تدمير مسيرة نجله قبل أن تكتمل؟

لامين يامال وشقيقه - المصدر: getty images
لامين يامال وشقيقه – المصدر: getty images

الأب الذي لا يغادر الكواليس.. لامين يامال في مرمى النيران

مع مرور الوقت، بدأ والد لامين، منير نصراوي، يفرض حضوره في كل تفاصيل مسيرة ابنه، الصحفي الفرنسي رومان مولينا كشف أن الأب أصبح أكثر تأثيرًا على علاقة لامين بالبارسا، وبدأ يطالب بمعاملة خاصة له، مستغلًا شهرة ابنه المتصاعدة.

وبلغت الأمور ذروتها حين توجه بنفسه إلى إدارة النادي ليشتكي، قائلًا: “ليس من العدل ألا يحظى ابني بالدعم الكافي في سباق الكرة الذهبية”، كان ذلك في فترة دعم برشلونة الإعلامي لرافينيا دياز أكثر من يامال، وهو ما أغضب الأب الذي يرى في نجله مشروعًا لزعامة الكرة الإسبانية القادمة.

ومنذ تلك اللحظة، تغيّر نهج النادي الكتالوني والاتحاد الإسباني في التعامل مع يامال، وكأن الجميع قرر مسايرة العائلة لتجنب أي تصعيد.

لمعرفة تفاصيل أكثر.. طالع أيضًا| والد لامين يامال يعترف: أعيش بأموال ابني ولا أفعل شيء غير الطبخ!

توتر في غرفة الملابس.. والسبب؟ والد لامين يامال

لكن هذا التحول لم يكن بلا ثمن، فداخل غرفة ملابس البلوجرانا، لم يتقبل بعض اللاعبين فكرة أن يُمنح يامال امتيازات خاصة بسبب تدخل والده.

النادي الذي بُني على مبدأ “أكثر من مجرد نادٍ” يقوم على روح الجماعة لا على الفردية، أصبح فجأة مضطرًا لقول “نعم” في كل مرة يطلب فيها الأب شيئًا.

سواء كان الأمر يتعلق بتفاصيل صغيرة كتنظيم مواعيد التدريبات، أو بطلبات أكبر مثل السفر بطائرات خاصة، صار منير نصراوي يُعامل كطرف لا يمكن إغضابه؛ والنتيجة: حالة من الحذر والصمت داخل النادي، حتى لا يتحول الأمر إلى أزمة علنية تمسّ الفريق واستقراره.

المشكلة هنا أن هذا الكم من المديح يُغذي شعورًا بالتميز المطلق، ويجعل لامين يعيش في واقع موازٍ، لم يسمع فيه كلمة “لا” منذ سنوات، وهو ما يُفقد الموهبة توازنها تدريجيًا، خصوصًا في سن المراهقة التي تتطلب توجيهًا أكثر من التمجيد.

وربما المرة الوحيدة التي واجه فيها لامين نوعًا من الحدود كانت خلال مشاركته مع منتخب إسبانيا للشباب، عندما شارك في “مقالب” هاتفية وُصفت بالسيئة، وصلت حدّ تهديد ساخر لطبيب نفسي.

حينها تدخلت الشرطة وتمت معاقبته داخليًا، وكانت تلك المرة الأولى — وربما الأخيرة — التي وُضع فيها أمام عواقب أفعاله، تجربة صغيرة، لكنها كشفت كم يفتقد الشاب لتجربة “الرفض” أو التصحيح، وسط عالم يصفق له على الدوام.

لامين يامال بين الطموح والحماية الزائدة

في النهاية، لا يمكن إنكار أن نية الأب قد تكون طيبة، فهو يرى في نفسه حارسًا لمستقبل ابنه، ويريد له الأفضل وسط ضغوط الأندية الكبرى التي تحاول خطفه من برشلونة.

لكن ما يغفله هو أن الحماية الزائدة قد تتحول إلى قيدٍ خانق، وأن التدخل المستمر قد يسرق من ابنه فرصة النمو الطبيعي كلاعب وشخص.

برشلونة اليوم يقف في موقف حساس — يريد الحفاظ على موهبته الثمينة دون أن يخسر الانسجام الداخلي، فيما الأب يرى أن ابنه يجب أن يُعامل كنجم عالمي بالفعل.

لذا؛ فعليه أن يدرك أن من يحب بصدق، لا يضع يده على المقود، بل يترك الطريق لابنه ليقوده بنفسه، فربما لا يسقط حينها — بل يحلّق.

إحصائيات مواهب الدوري الإسباني


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.