أخبار الكرة المغربيةالكرة الذهبيةالمغربأخبار

هل كان لامين يامال سيكون مرشحًا للكرة الذهبية لو اختار المغرب؟

“أريد أكثر من كرة ذهبية”، هكذا صرح لامين يامال خلال تواجده في معسكر المنتخب الإسباني قبل أسابيع قليلة، وهي مقولة تُعبّر عن حجم الطموحات التي يمتلكها اللاعب الشاب الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة بعد.

ويُصنَّف لامين يامال اليوم كأحد ألمع المواهب في كرة القدم العالمية، بعدما فرض نفسه نجمًا صاعدًا مع برشلونة والمنتخب الإسباني طوال الموسمين الماضيين، مما يجعله أحد المرشحين للتتويج بالكرة الذهبية هذا العام.

ويمتلك لامين يامال كل المقومات التي تجعل منه لاعبًا استثنائيًا؛ سرعة، مهارة فردية، قدرة على صناعة الفارق، وهدوء نادر في مثل عمره، وهذه العناصر كفيلة بأن تضعه بين المرشحين الطبيعيين للكرة الذهبية.

ورغم أن لامين يامال ينحدر من أصول مغربية، وكان بإمكانه تمثيل المنتخب المغربي قبل عام ونصف، إلا أن اللاعب في النهاية اختار اللعب لصالح المنتخب الإسباني.

لامين يامال - منتخب إسبانيا (المصدر:Gettyimages)
لامين يامال – منتخب إسبانيا (المصدر:Gettyimages)

لكن، ماذا لو كان قراره مختلفًا منذ البداية، واختار الدفاع عن ألوان المغرب، بلد والده، بدل “لا روخا”، هل كان سيكون لامين يامال مرشحًا بارزًا للتتويج بالكرة الذهبية، رغم أن فريقه لم يحصد لقب دوري أبطال أوروبا؟

عامل الجنسية وتأثيره في الجوائز الفردية

التاريخ يُوضح أن الجنسية قد تُحدث فارقًا في مسار اللاعبين الكبار. غالبية المتوجين بالكرة الذهبية ينتمون إلى منتخبات أوروبية أو منتخبات تملك وزنًا عالميًا (البرازيل، الأرجنتين).

وهذا الواقع يجعل الطريق أصعب أمام لاعبي المنتخبات الإفريقية، الذين يواجهون تحديات مرتبطة بالمنافسة القارية، ضعف التغطية الإعلامية، وصعوبة تحقيق الألقاب الكبرى على مستوى المنتخبات.

أشرف حكيمي
أشرف حكيمي

والدليل، أن المغربي أشرف حكيمي، تُوج بجميع الألقاب الممكنة مع باريس سان جيرمان خلال الموسم الماضي، وكان عنصرًا حاسمًا طوال الموسم، وسجل في ربع ونصف ونهائي دوري أبطال أوروبا، ولكن حظوظه لا تزال ضعيفة.

لامين يامال بقميص منتخب المغرب.. سيناريو مختلف؟

في الواقع، لو اختار لامين يامال تمثيل المغرب، فإنه سيظل نجمًا عالميًا بسبب برشلونة، لكن بريقه ربما يكون أقل مُقارنة بارتباطه بالمنتخب الإسباني الذي قاده للتتويج بكأس أمم أوروبا 2024.

وبالتالي، فلو اختار يامال اللعب مع المغرب بدلًا من إسبانيا، لما كان مرشحًا بارزًا للكرة الذهبية، لأن التتويج بهذه الجائزة وقتها سيتطلب إنجازات استثنائية على مستوى الأندية، لأن مساهماته مع منتخب إفريقي وحدها قد لا تكفي لتقوية ملفه.

ومما لا شك فيه، أن لامين يامال لا يزال في ذهن الجميع – بما فيهم المصوتين – ذلك الفتى الذي ساهم في تتويج إسبانيا بلقب اليورو، ووصولها إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية، وهي بالطبع، عوامل تُعزز من فرصه في التتويج بالجائزة.

وكخلاصة، فإن اختيار يامال لإسبانيا يمنحه مسارًا أسهل نظريًا نحو الكرة الذهبية، نظرًا لوزن المنتخب الأوروبي على الساحة الدولية، وكذا قوة الصحافة الإسبانية.

لكن لو مثّل المغرب، كان سيظل مرشحًا بارزًا بفضل موهبته ومسيرته مع برشلونة، غير أن ذلك سيجعله يسلك طريقًا أكثر صعوبة، إذ سيكون عليه التتويج بألقاب كبيرة مع النادي وتقديم أداء خارق للعادة.

من هو آخر لاعب إفريقي حصد الكرة الذهبية؟

يُعد جورج ويا، الأسطورة الليبيرية، هو الإفريقي الوحيد الذي توج بالكرة الذهبية وكان ذلك في عام 1995، لكن نجاحه كان استثنائيًا، مدفوعًا بتألقه الكبير مع ميلان في فترة ذهبية.

وبعده، رغم ظهور أسماء لامعة كصامويل إيتو، ديدييه دروغبا، ومحمد صلاح، لم يستطع أي لاعب إفريقي كسر القاعدة، فحتى في 2019 عندما ساهم الفرعون المصري في تتويج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا، لم يستطع حصد الجائزة المرموقة.

أحمد تاضومانت

صحفي مغربي من مواليد 1998، بدأ عمله الصحفي في 2016، متخصص في تغطية أخبار الدوري المغربي، وكذلك المحترفين المغاربة في كافة الدوريات العربية والأوروبية، سبق له العمل مع عدة جرائد ورقية مغربية أبرزها النهار. محايد ولا ينتمي لأي نادٍ مغربي.