تقارير ومقالات خاصةأخباركأس العالم 2022كرة قدم
الأكثر تداولًا

هداف كأس العالم 1998 – الكرواتي دافور سوكر “سوبر مان” وعدو الألمان!

في تاريخ كرة القدم، دائمًا كأس العالم تكون بطولة استثنائية وصاحب الإنجاز يكون له نصيب الأسد من تداول سيرتهُ على مرّ العصور، والتاريخ يذكر من قاد منتخب بلاده لتحقيق فوز تاريخي، أو آخر قاد بلاده لتحقيق اللقب بعد معاناه، أو ربما أحدهم كان هدافًا لأعرق البطولات تاريخيًا.

وقبل مونديال قطر،  نستعرض الماضي ونتذكر أساطيره الذي لم يذكرهم الزمن كثيرًا لعدة أسباب، ومن الممكن أن تكون ضمن هذه الأسباب هو عدم تواجد اللاعب ضمن فريق جماهيري تحكي عنه مشجعيه.

لكن.. هل تعلم من هو هداف كأس العالم 1998؟، الذي أقيم في فرنسا، حيث فازت بشرف تنظيم البطولة، بعدما تغلبت على المغرب؛ لتُصبح المرة الثانية التي تُقام في باريس بعد التي أقيمت 1938 والمرة التاسعة حينها التي تُقام في القارة الأوروبية.

كان الكرواتي هو دافور سوكر الذي صال وجال مع منتخب بلاده والأندية الأوروبية التي مثلها على رأسها ريال مدريد وإشبيلية الإسبانيين ودينامو زغرب في موطنه، كما نال لقب هداف كأس العالم مع منتخب كرواتيا في المشاركة الأولى لهُ في تاريخ نهائيات كأس العالم إذ سجّل نجم كرة القدم الكرواتية 6 أهداف لينال الحذاء الذهبي في العُرس العالمي.

ولد سوكر في مدينة أوسبيك الكرواتية في 1 يناير 1968, وبدأ مسيرته الكروية في سن الـ16 عامًا مع فريق “أوسبيك” قبل أن ينتقل إلى دينامو زغرب في عام 1989.

وخلال مسيرته الحافلة، سجّل سوكر 153 هدفًا مع مختلف الأندية التي لعب لها (أوسيك، دينامو زغرب، هاسك زغرب، إشبيلية، ريال مدريد، آرسنال، وست هام يونايتد ميونخ 1860).

وفرض سوكر أسطوريته من خلال المشاركة المتميزة للكرواتيين في بطولة كأس العالم 1998 والتي وصلوا فيها الى الدور نصف النهائي وكان له الفضل الكبير بتحقيق ذلك من خلال تسجيل ستة أهداف في سبع مباريات وقادهم لتحقيق المركز الثالث كثاني أفضل إنجاز في تاريخ الكرة الكرواتية بعد التغلب على الطواحين الهولندية بهدفين لهدف ويعتبر الهداف التاريخي للمنتخب الكرواتي برصيد 46 هدفاً.

هداف كأس العالم 1998 الذي سجّل في شباك ألمانيا بقميص كرواتيا ويوغسلافيا

بعد تألق في يوغسلافيا ثم كرواتيا حط سوكر الرحال في إسبانيا حيث ارتدى قميص إشبيلية وريال مدريد، ودخل مونديال 1998 وهو يبلغ من العمر 30 عامًا، بعد أن قرر تمثيل منتخب كرواتيا عقب خوضه بعض المباريات مع منتخب يوغسلافيا ولكن بعد تفكك يوغسلافيا إلى دول صغيرة، كان لها التأثير الأكبر على اللاعبين، فكيف لنجم اعتاد ارتداء قميص منتخب بلد معين أن يتحول مساره فجأة ويصبح عليه الاختيار ما بين قميص هذه الدولة، وقميص دولة أخرى تأسست بعد التقسيم؟.

وتحدث سوكر عن تلك اللحظة في تصريحات سابقة من قبل وقال: “كان هذا هو القرار الأصعب على الاطلاق، تخيل أن يكون عليك الاختيار بين منتخب قمت بتمثيله لسنوات، وبين منتخب دولة حديثة؛ تخيل إذا ما تم ابلاغ جيرارد ولامبارد وجون تيري بأن عليهم جميعا ترك المنتخب الانجليزي!”.

ثم حدد سوكر اختياره وانحاز للإقليم الذي ولد ونشأ على أراضيه، وقرر تمثيل المنتخب الكرواتي الجديد.

كرواتيا في دور مجموعات كأس العالم 1998، تواجدت في المجموعة الثامنة مع الأرجنتين، جامايكا واليابان، وحلت وصيفة في المرتبة الثانية خلف الأرجنتين، وسجّل سوكر هدفان في دور المجموعات.

وفازت كرواتيا على جامايكا في الجولة الأولى بنتيجة 3-1، وسجّل سوكر هدفًا في الدقيقة 90، وبالمباراة الثانية والتي ارتدى فيها شارة القيادة للمرة الأولى في كأس العالم، سجّل هدفًا قاد به بلاده للفوز على اليابان بهدف نظيف، ولكن غاب عن التسجيل في مباراة الأرجنتين والتي خسرتها كرواتيا بهدف دون رد.

وفي دور الـ16، التقت كرواتيا مع رومانيا وفازت (1-0) والهدف بالطبع كان من نصيب سوكر من ركلة جزاء جاءت في الوقت بدل من الضائع قبل نهاية الشوط الأول.

وأكملت كرواتيا مشوارها نحو المجد في المونديال وواجهت ألمانيا في ربع النهائي وسقط الألمان بنتيجة كبيرة أمام الكروات (3-0) حيث تقدم روبيرت يارني بالهدف الأول بالدقيقة 45، ثم غوران فلاوفيتش بالهدف الثاني في الدقيقة 80، وبعدها بخمس دقائق أطلق دافور “رصاصة الرحمة” حيث سجّل سوكر الهدف الثالث في الدقيقة 85، ليودع منتخب الماكينات الألمانية كأس العالم.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يُسجّل فيها سوكر هدفًا في شباك الألمانية، حيث سبق وأن فعل ذلك عندما كان يرتدي قميص يوغسلافيا في كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا في البطولة التي فازت بها يوغسلافيا حيث سجّل سوكر 6 أهداف، إذ قاد بلاده للفوز على ألمانيا الشرقية (2-1) وسجّل هدف ثم ألمانيا الغربية بركلات الترجيح في النهائي، حيث مع كرواتيا سجّل أيضًا هدفًا في شباك ألمانيا في بطولة أمم أوروبا (يورو 1996).

ثم في نصف النهائي واجهت كرواتيا صاحب الأرض والمُضيف منتخب فرنسا ولكن سقط الكرواتيين بنتيجة (2-1) وهدفهم الوحيد جاء عبر سوكر، وفي مباراة تحديد المركز الثالث قاد بلاده للفوز على هولندا (2-1)، وسجّل هدف الفوز بالدقيقة 36.

مشوار سوكر دوليًا مع كرواتيا

كما أشارنا في السابق كانت بداية سوكر مع منتخب يوغسلافيا قبل أن يلعب لكرواتيا، ومع الكرواتيين حقق العديد من الإنجازات ولم يكن هداف كأس العالم فقط، بل كان هداف بلاده في تصفيات قارة أوروبا وهداف أمم أوروبا تحت 20 عامًا.

ويعتبر سوكر هداف منتخب كرواتيا التاريخي بعدما أحرز له 45 هدف في 69 مباراة، بعدما بدأها مع منتخب يوغسلافيا وخاض معه مباراتين وسجل هدفين.

وفاز سوكر بجائز أفضل لاعب في العام في كرواتيا في 6 مرات وذلك أعوام (1992،1994،1995،1996،1997، 1998).

كما قاد كرواتيا الى أول بطولة قارية كبرى من خلال المشاركة في يورو 1996 وسجل خلال مرحلة التصفيات 12 هدفاً في 10 مباريات ووصل معهم إلى ثمن نهائي البطولة وتم اختياره ضمن التشكيلة المثالية حينها.

مشوار سوكر محليًا

لعب سوكر لدينامو زغرب من عام 1989 حتى عام 1991، وخاض 60 مباراة وسجل 34 هدف، بعدما لعب 5 أعوام مع أوسبيك وأحرز خلالها 40 هدف في 91 مباراة.

بعد ذلك رحل الفتى الذهبي للعب في الليجا الإسبانية مع نادي إشبيلية لـ5 أعوام من 1991 حتى 1996، وخاض خلالها 153 مباراة وسجل 76 هدف.

و دفعت موهبة سوكر التهديفية نادي ريال مدريد الاسباني للتوقيع معه في عام 1996، ليتمكن اللاعب رفقة ناديه من تحقيق عدة ألقاب أهمها لقب دوري أبطال عام 1998 بعد غياب طويل عن خزائن النادي، وقد استمر سوكر رفقة النادي الملكي حتى عام 1999 ، مشاركاً في 86 مباراة أحرز خلالهم 38 هدفًا.

وقرر اللاعب الكرواتي الاحتراف في البريميرليج الإنجليزي بعد ذلك، لينضم إلى آرسنال الذي لعب له موسم واحد فقط، وخاض خلاله 22 مباراة أحرز فيها 8 أهداف فقط، قبل الانضمام إلى وست هام يونايتد الذي لعب له موسم واحد فقط أيضاً، ولم يلعب أكثر من 11 مباراة ومحرزًا هدفين.

وكانت نهاية مسيرة سوكر مع الأندية الأوروبية مع ميونخ 1980 من عام 2001 حتى 2003، ولعب 25 مباراة وأحرز 5 أهداف، مُنهيًا بها مسيرته على مستوى الأندية، حيث اعتزل يوليو 2003.