هجوم عنيف ضد إرلينج هالاند لانتقاده من لا يستخدم الساونا
في عالم كرة القدم الحديثة، أصبح اللاعبون شخصيات عامة ذات تأثير واسع، حيث تحظى كل كلمة يكتبونها وكل صورة ينشرونها بتفاعل هائل من الجماهير، مثل إرلينج هالاند؛ لكن في بعض الأحيان، لا يدرك بعض النجوم أن منشوراتهم قد تثير استياء الجماهير بدلًا من إعجابهم، وهذا بالضبط ما حدث مع النرويجي نجم مانشستر سيتي، الذي واجه موجة من الانتقادات بعد منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي حول استخدام الساونا.
لا شك أن إرلينج هالاند يُعد أحد أفضل المهاجمين في العالم حاليًا، فهو ظاهرة كروية تجمع بين القوة البدنية الفائقة والقدرة التهديفية الخارقة، منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي، أثبت النرويجي أنه لاعب من طراز نادر، حيث سجل أكثر من 20 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهو رقم يجعله ضمن قائمة الهدافين الأبرز في المسابقة.
بالنظر إلى أهميته الكبيرة للفريق، فإن لياقته البدنية تمثل عنصرًا حاسمًا في طموحات السيتي، الذي يسعى للتتويج بالدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي بعد خيبة أمل الخروج من دوري أبطال أوروبا.

إيرلينج هالاند في مرمى الانتقادات بسبب تصريحاته عن الساونا
لطالما تمتعت نجوم كرة القدم بحياة فاخرة بسبب عقودهم الضخمة، لكن في العصر الحديث، حيث وسائل التواصل الاجتماعي تقرب اللاعبين من جماهيرهم، أصبح من المهم أن يدركوا تأثير كلماتهم، ما قد يبدو عاديًا بالنسبة للاعب مثل هالاند، قد يكون بعيد المنال تمامًا لعامة الناس.
هالاند، الذي يُعد من بين أعلى اللاعبين أجرًا في العالم، حيث يتقاضى حوالي 865 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، نشر صورة له وهو جالس في الساونا، متعرقًا، وعلق عليها قائلًا: “هل ذهبت إلى الساونا اليوم؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فما هو عذرك؟ هل تشعر بالكسل في أعماقك؟”
تصريح بسيط لكنه حمل في طياته نبرة اعتبرها الكثيرون “متعجرفة” و”غير مبالية”، خاصة وأن الغالبية العظمى من مشجعي كرة القدم لا يستطيعون تحمل تكلفة امتلاك ساونا خاصة بهم، أو حتى الذهاب إلى واحدة بانتظام.
The perfect start to 2025! 🫶🏻 pic.twitter.com/axjiBNxu5A
— Erling Haaland (@ErlingHaaland) January 4, 2025
إحدى الطرق التي يعتمد عليها هالاند للحفاظ على لياقته هي استخدام الساونا بانتظام، حيث غالبًا ما يشارك صوره من داخلها، موضحًا أهميتها في روتينه اليومي، ولكن ما لم يدركه هذه المرة، هو أن أسلوب حديثه عن الساونا لم يكن موفقًا على الإطلاق.
بمجرد نشره للمنشور، انهالت التعليقات الغاضبة من المشجعين الذين رأوا أن هالاند لا يدرك الواقع الذي يعيشه أغلب الناس، فبينما يتمتع النجم النرويجي بامتيازات الحياة الفاخرة، يضطر الملايين من المشجعين للعمل لساعات طويلة، دون أن يكون لديهم الوقت أو المال للاستمتاع برفاهيات مثل الساونا.
كتب أحد المشجعين على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “تغريدة متعجرفة وغير مبالية. ليس كل شخص يكسب مليون جنيه إسترليني أسبوعيًا“، وغرّد آخر ساخرًا: “ربما لسنا مثل هؤلاء الأشخاص الذين ينفقون حياتهم 500 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا مقابل الجري وراء الكرة والاسترخاء في الساونا الخاصة طوال اليوم“.
كما علّق ثالث مستهزئًا: “نعم، لا يملك معظم الناس 3-5 آلاف جنيه إسترليني لإنفاقها على تركيب ساونا في منازلهم. وكنا نتصور أن مبابي هو المتعجرف… يبدو أننا كنا مخطئين“.

بالنظر إلى تكلفة تركيب ساونا في المنزل، التي تتراوح بين 2500 و8500 جنيه إسترليني، أو حتى الذهاب إلى الساونا العامة، التي قد تكلف حوالي 30 جنيهًا إسترلينيًا لكل جلسة مدتها 90 دقيقة، فمن الطبيعي أن يشعر المشجعون بالإحباط من تعليق هالاند، الذي يبدو وكأنه لا يدرك مدى صعوبة تحمل هذه التكاليف بالنسبة للشخص العادي.
من المؤكد أن استخدام الساونا يحمل فوائد صحية عديدة، مثل تحسين الدورة الدموية، تخفيف التوتر، وتعزيز استشفاء العضلات، وهو أمر مهم للاعب محترف يخوض مباريات عالية الكثافة. لكن النقطة التي أغضبت الجماهير لم تكن أهمية الساونا نفسها، بل الطريقة التي تحدث بها هالاند عنها، وكأنه لا يدرك أن العديد من الناس لا يملكون رفاهية الحصول عليها.
هل يتعلم إرلينج هالاند من هذا الدرس؟
رغم الانتقادات الواسعة، لم يعلق إرلينج هالاند حتى الآن على الضجة التي أثارها منشوره، وربما يرى أن الأمر لا يستحق التوضيح، لكن هذه الواقعة تمثل تذكيرًا مهمًا لكل الرياضيين بأن كلماتهم على الإنترنت قد تحمل تأثيرًا أكبر مما يتوقعون.
في النهاية، سيبقى إرلينج هالاند أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكنه اليوم تعلم درسًا مهمًا: ليس كل متابعيه يعيشون في نفس عالمه الفاخر، وليس كل شخص قادرًا على الجلوس في ساونا والاسترخاء كما يفعل هو؛ المرة القادمة، ربما عليه أن يفكر مرتين قبل أن يسأل متابعيه عن أعذارهم!
هالاند
محمد صلاح
جارناتشو
مزراوي