نوستالجيا لا تنتهي.. كريستيانو رونالدو يحتفل بعيد ميلاد ريال مدريد
على مدار أكثر من قرن، كتب ريال مدريد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم، لكن في العصر الحديث، لا يمكن ذكر أمجاد النادي دون الحديث عن كريستيانو رونالدو، أحد أعظم من ارتدوا قميصه، النجم البرتغالي الذي وصل إلى القلعة البيضاء عام 2009 قادمًا من مانشستر يونايتد، لم يكن مجرد لاعب آخر في صفوف الفريق، بل تحول إلى أيقونة، أسطورة، ورمز للطموح الذي لا يعرف حدودًا.
بين جدران سانتياجو برنابيو، صنع رونالدو إرثًا لا يُنسى، بتسجيله 451 هدفًا في 438 مباراة، بمعدل تهديفي خارق، حمل النادي على أكتافه في الليالي الأوروبية الكبرى، كان الفارق في النهائيات، القائد غير الرسمي الذي ألهم زملاءه والجماهير على حد سواء.
بطولات صاروخ ماديرا مع الفريق الملكي تتحدث عنه: 4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، لقبان دوري إسباني، و4 كرات ذهبية خلال فترته مع الريال، لكن الأهم من كل ذلك، كانت علاقته بجماهير الميرنجي، التي اعتبرته واحدًا منها، فأحبته كما لم تحب أي لاعب من قبله.

ما هي النوستالجيا ولماذا نشعر بها؟
النوستالجيا هي ذلك الشعور الدافئ بالحزن والسعادة في آنٍ واحد عندما نتذكر لحظات مضت، أشخاصًا رحلوا، أو حتى أوقاتًا ذهبية نود لو استطعنا العيش فيها مرة أخرى، إنها الإحساس بالحنين إلى الماضي، حيث ترتبط الذكريات العزيزة بمشاعر قوية تجعلنا نرغب في العودة إلى تلك الأوقات، حتى ولو للحظات قليلة.
في عالم كرة القدم، النوستالجيا ليست مجرد مشاعر، بل هي جزء أساسي من ثقافة الجماهير، نحن نتذكر المباريات العظيمة، الأهداف التي لا تُنسى، واللحظات التي جعلتنا نقفز فرحًا أو نبكي تأثرًا، وعندما يكون الحديث عن كريستيانو رونالدو وريال مدريد، فإن النوستالجيا تأخذ بُعدًا آخر، لأنها ليست مجرد ذكرى، بل أسطورة متجددة محفورة في قلوب المدريديستا.
123 años de Real ¡Felicidades a toda la familia madridista! ¡Hala Madrid! pic.twitter.com/MI6aQxWDGh
— Cristiano Ronaldo (@Cristiano) March 6, 2025
كريستيانو رونالدو وريال مدريد.. قصة عشق لا تموت
في يوم 6 مارس 2025، احتفل ريال مدريد بذكرى تأسيسه الـ123، وهو النادي الذي وُلِد ليكون عظيمًا، وصنع لنفسه مكانة كأكبر قوة في تاريخ كرة القدم، بهذه المناسبة، لم ينسَ كريستيانو رونالدو بيته القديم، وكتب عبر حسابه الرسمي:
“123 عامًا من ريال مدريد، تهانينا لكل العائلة المدريدية! هلا مدريد!”.
جملة قصيرة، لكنها تحمل في طياتها مشاعر يصعب وصفها، هذا اللاعب الذي غادر منذ سنوات، لا يزال يعتبر ريال مدريد عائلته، إنه اعتراف ضمني بأن الحب الذي وُلد في سانتياجو برنابيو لا يمكن أن يموت، وأن اللحظات التي عاشها مع هذا النادي ستبقى محفورة في ذاكرته إلى الأبد، تمامًا كما هي محفورة في ذاكرة الجماهير.
19/05/2018 🔙
— LALIGA (@LaLiga) May 19, 2020
¡Cristiano Ronaldo marcaba su último gol con el @realmadrid en #LaLigaSantander! 🌟 pic.twitter.com/termrXl0UV
بالنسبة لعشاق ريال مدريد، لم يكن رحيل كريستيانو مجرد انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر، بل كان وداعًا لأحد أعظم الأبطال الذين دافعوا عن القميص الأبيض، ومع كل هدف يسجله مع فريقه الحالي، ومع كل احتفال، تعود مشاعر النوستالجيا إلى الواجهة، فيتذكر المدريديستا أهدافه الصاروخية، احتفاله الشهير بـ”Siuuu”، والليالي التاريخية التي قاد فيها الفريق إلى المجد الأوروبي.

لكن الأمر يتجاوز الأرقام والبطولات، فالعلاقة بين رونالدو والجماهير كانت علاقة عاطفية بامتياز، كانوا يرون فيه نموذجًا للعزيمة، لاعبًا لا يعرف المستحيل، رجلًا جعلهم يحلمون ويرون ريال مدريد دائمًا في القمة، لهذا، حتى بعد رحيله، لم تتغير مشاعرهم نحوه، بل ربما زادت مع مرور الوقت.
عدد بطولات كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد
| البطولة | عدد الألقاب | سنوات التتويج |
| الدوري الإسباني | لقبان | 2011–12, 2016–17 |
| دوري أبطال أوروبا | 4 ألقاب | 2013–14, 2015–16, 2016–17, 2017–18 |
| كأس السوبر الأوروبي | لقبان | 2014, 2017 |
| كأس العالم للأندية | 3 ألقاب | 2014, 2016, 2017 |
| كأس السوبر الإسباني | لقبان | 2012, 2017 |
| كأس ملك إسبانيا | لقبان | 2010–11, 2013–14 |
هلا مدريد.. هلا كريستيانو رونالدو
اليوم، يحتفل ريال مدريد بعيده الـ123، ولا يزال كريستيانو رونالدو جزءًا من تاريخه الحي، قد يكون قد رحل، لكن إرثه لن يُمحى أبدًا، فكما قال هو بنفسه بعد الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا 2018: “لقد كان من دواعي سروري اللعب في هذا النادي العظيم. هذه لحظات لا تُنسى”.
⚪️ Cristiano Ronaldo scores on his Old Trafford return #OTD in 2013 ⚽️@Cristiano | @realmadriden | #UCL pic.twitter.com/ecxsigxM8h
— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) March 5, 2021
قد تتغير الفرق، تتبدل الأجيال، لكن بعض الأسماء تبقى محفورة في ذاكرة كرة القدم إلى الأبد، وكريستيانو رونالدو وريال مدريد؟ إنها قصة لن تنتهي أبدًا.
رونالدو
بنزيما
ياسين بونو
رياض محرز