الدوري الإسبانيريال مدريدأخباربطولات ودوريات

نضج وشخصية قوية.. فينيسيوس جونيور لا يُبالي بالعنصرية ضده

في عالم كرة القدم، حيث تتلاقى المهارة مع الشغف، يبرز فينيسيوس جونيور كنجم ساطع في سماء اللعبة، هذا اللاعب البرازيلي الشاب، الذي ارتدى قميص ريال مدريد، لم يكن مجرد جناح سريع ومراوغ بارع فحسب، بل أصبح رمزًا للأمل والتحدي لجماهير النادي الملكي.

إلا أن مسيرته لم تكن خالية من العقبات، حيث واجه فينيسيوس تحديات عديدة، أبرزها التصرفات العنصرية التي تعرض لها داخل الملاعب وخارجها، العنصرية، هذا الداء الاجتماعي الذي لا يزال ينخر في جسد المجتمعات، لم تستثنَ ملاعب كرة القدم.

رغم الجهود المبذولة لمكافحتها، إلا أن بعض الجماهير لا تزال تمارس سلوكيات مشينة تجاه اللاعبين بناءً على لون بشرتهم أو أصولهم، وفي هذا السياق، تعرض فينيسيوس جونيور لعدة مواقف عنصرية، لكنه أظهر نضجًا وشخصية قوية في التعامل معها، مؤكدًا أن الرد الأمثل يكون بالأداء الراقي والتجاهل الواعي.

فينيسيوس جونيور - أردا جولر - ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)
فينيسيوس جونيور – أردا جولر – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

فينيسيوس جونيور أقوى من العنصرية.. لا مبالاة وهدوء

في يوم الأربعاء، 12 مارس 2025، التقى ريال مدريد بجاره اللدود أتلتيكو مدريد في مباراة حاسمة ضمن دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، المباراة التي أُقيمت على ملعب “واندا ميتروبوليتانو” كانت مشحونة بالتوتر والإثارة، ليس فقط بسبب التنافس التاريخي بين الفريقين، بل أيضًا بسبب الأحداث التي رافقتها.

قبل انطلاق المباراة، رفعت جماهير أتلتيكو مدريد لافتات تحمل عبارات مستفزة، في محاولة للتأثير على معنويات لاعبي ريال مدريد، وخاصة فينيسيوس جونيور، خلال المباراة، ومع كل لمسة للكرة من قبل فينيسيوس، كانت هناك صيحات استهجان وهتافات مسيئة تهدف إلى تشتيت انتباهه والنيل من تركيزه، ورغم هذه الاستفزازات، حاول فينيسيوس التركيز على أدائه داخل الملعب.

شهدت المباراة أداءً متواضعًا من فينيسيوس جونيور مقارنة بتوقعات الجماهير، في الدقيقة 67، حصل ريال مدريد على ركلة جزاء، تقدم فينيسيوس لتنفيذها، لكنه أهدرها، مما زاد من حماس جماهير أتلتيكو في الهتاف ضده، وفي الدقيقة 115، قرر المدرب كارلو أنشيلوتي استبداله، ومع خروجه من الملعب، تعرض لهتافات ساخرة من الجماهير.

بعد انتهاء المباراة بفوز ريال مدريد بركلات الترجيح، لم يبقَ فينيسيوس صامتًا تجاه ما تعرض لهK أثناء خروجه من الملعب، قام بالإشارة بيديه إلى الرقم 15، في إشارة إلى عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي حققها ريال مدريد، مقارنة بصفر بطولات لأتلتيكو مدريد في هذه المسابقة.

كما نشر عبر حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقًا) صورة له وهو يشير إلى شعار الـ15 بطولة، مع تعليق يقول: “كيف تشعرون؟”، تصرفات فينيسيوس بعد المباراة أثارت جدلًا واسعًا بين المحللين والجماهير، فمنهم من رأى أن رد فعله كان طبيعيًا في ظل الاستفزازات التي تعرض لها، وأنه أظهر شخصية قوية في مواجهة الضغوط.

في المقابل، اعتبر آخرون أن هذه التصرفات قد تزيد من حدة التوتر بين الفريقين، وأنه كان من الأفضل تجاهل الاستفزازات والتركيز على الاحتفال بالفوز مع زملائه؛ ريال مدريد، كنادٍ عريق، لطالما أكد رفضه القاطع لأي شكل من أشكال العنصرية، وقد دعم النادي فينيسيوس في مواقفه السابقة ضد التصرفات العنصرية، مؤكدًا على ضرورة احترام اللاعبين بغض النظر عن أصولهم أو لون بشرتهم.

من جانبه، أبدى فينيسيوس جونيور التزامه بمكافحة العنصرية، مشددًا على أهمية التوعية والتصدي لهذه الظاهرة بكل حزم، في النهاية، تبقى كرة القدم رياضة تجمع الشعوب وتوحد القلوب، ورغم التحديات التي قد يواجهها اللاعبون داخل المستطيل الأخضر، إلا أن الرد الأمثل على الاستفزازات يكون بالأداء الراقي والأخلاق العالية، وفينيسيوس جونيور، بنضجه وشخصيته القوية، يظل مثالاً يُحتذى به في مواجهة الصعاب والتصدي للعنصرية بكل شجاعة.

إحصائيات نجوم ريال مدريد


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.