نسبة التصديات تقول كلمتها.. لماذا يراهن برشلونة على خوان جارسيا؟
أعلن نادي برشلونة الإسباني عن ضم حارس مرمى إسبانيول خوان جارسيا، بعد تفعيل الشرط الجزائي في عقده، والمقدر ب25 مليون يورو مع إضافات أخري.
وسيوقع خوان جارسيا على عقد يربطه بالنادي الكتالوني لمدة 6 مواسم، حتى نهاية يونيو 2031، ليكون الحارس الجديد للنادي الكتالوني، في وقت تتصاعد فيه علامات الاستفهام حول مستقبل مركز حراسة المرمى في برشلونة، في ظل عدم استقرار هذا المركز في النادي خلال الموسم المنصرم.
برشلونة دفع بثلاثة حراس مرمى في الدوري الإسباني في الموسم الماضي، بداية من شتيجن قبل إصابته ثم إيناكي بينيا وأخيرًا الحارس العائد من الاعتزال فويتشيك تشيزني.
السؤال الحقيقي هنا: هل يمكن لحارس مرمى إسبانيول خوان جارسيا أن يكون جزءًا من مشروع برشلونة المستقبلي، وربما عنصرًا أساسيًا فيه؟ الأرقام وحدها كفيلة بالإجابة، إذا قرأناها جيدًا.
كيف تألق جارسيا رغم الضغط الهجومي وتفوق على حراس برشلونة؟
191 تسديدة استقبلها جارسيا خلال 38 مباراة في الدوري الإسباني الموسم المنصرم. هذا الرقم، في حد ذاته، يكشف أنه كان يلعب خلف خط دفاع يُسمح فيه بكثرة المحاولات على المرمى، بمعدل 5 تسديدات على مرماه في كل مباراة.
ومع ذلك، تصدى لـ140 تسديدة، بنسبة نجاح 73.3%، وهي أعلى من أي حارس في برشلونة هذا الموسم.
| حارس المرمى | عدد التسديدات المستقبلة | عدد التصديات | نسبة النجاح |
| 1- خوان جارسيا | 191 تسديدة خلال 38 مباراة | 140 تصدي | 73 % |
| 2- إيناكي بينيا | 53 تسديدة خلال 16 مباراة | 34 تصدي | 64.15 % |
| 3- فويتشيك تشيزني | 33 تسديدة خلال 15 مباراة | 21 تصدي | 63.64 % |
| 4- تير شتيجن | 23 تسديدة خلال 8 مباريات | 14 تصدي | 60.87 % |
هنا يظهر الفارق، ليس فقط في النسبة، بل في الكمية. جارسيا خاض موسمًا كاملًا تحت ضغط هجومي مستمر، وأثبت نفسه كحارس يملك رد فعل ممتاز، وقدرة على الصمود، وليس فقط حارسًا يلعب في نظام دفاعي يحميه.

الشباك النظيفة: الإحصائية التي لا تعكس القصة كاملة
خرج جارسيا في 8 مباريات بشباك نظيفة من أصل 38 مباراة خاضها في الدوري الإسباني في الموسم المنصرم، بنسبة 21%، وهي نسبة أقل من تشيزني (53%) أو إيناكي (25%)، وأعلى من شتيجن (13%)، لكنها أكثر دلالة حين نربطها بكمية ومعدل التسديدات ومستوى الفريق ككل.
| حارس المرمى | معدل التسديدات التي يتلقاها | عدد الشباك النظيفة | نسبة الشباك النظيفة |
| 1- خوان جارسيا | 5 تسديدات لكل مباراة | 8 مباريات من 38 مباراة | 21 % |
| 2- إيناكي بينيا | 3.3 تسديدة لكل مباراة | 4 مباريات من 16 مباراة | 25 % |
| 3- تير شتيجن | 2.875 تسديدة لكل مباراة | مباراة واحدة من 8 مباريات | 13 % |
| 4- فويتشيك تشيزني | 2.2 تسديدة لكل مباراة | 8 مباريات من 15 مباراة | 53 % |
تدل الأرقام على أن جارسيا يتلقى تقريبًا ضعف عدد التسديدات التي يتلقاها أي حارس مرمى في برشلونة في كل مباراة، ومع ذلك فهو يمتلك أعلى نسبة تصدي بينهم، وبالنظر إلى الفارق في المستوى بين برشلونة بطل الدوري وإسبانيول صاحب المركز ال14، ومع العلم أن الهدف المستقبل ليس مسؤولية حارس المرمى فقط، بل هو نتاج عدة عوامل من ضمنها حارس المرمى، وليست كلها تدور حوله، فمن المنطقي ألا نعتبر قلة عدد الشباك النظيفة لخوان جارسيا مقارنة بحراس برشلونة، إخفاقًا، فالمسألة ليست فقط “كم هدف استقبلت؟” بل “ما الظروف التي تلعب فيها؟”.
هل هو حارس برشلونة في بناء اللعب؟
في برشلونة، الحارس ليس مجرد عنصر دفاعي، بل لاعب إضافي في عملية بناء الهجمة، وبالتالي يجب أن يتقن حارس المرمى التمرير وخاصة تحت الضغط، ولهذا السبب تُعد نسبة دقة التمريرات من أبرز محددات اختيار أي حارس جديد للنادي الكتالوني.
| الحارس | عدد التمريرات الكلية | عدد التمريرات الصحيحة | نسبة التمريرات الصحيحة | معدل التمريرات الصحيحة لكل مباراة |
| 1- خوان جارسيا | 1026 | 682 | 66.47 % | 17.95 تمريرة صحيحة لكل مباراة |
| 2- تشيزني | 388 | 340 | 87.63 % | 22.67 تمريرة صحيحة لكل مباراة |
| 3- إيناكي بينيا | 517 | 449 | 86.85 % | 28.06 تمريرة صحيحة لكل مباراة |
| 4- تير شتيجن | 211 | 193 | 91.47 % | 24.13 تمريرة صحيحة لكل مباراة |
عند مقارنة أرقام الحارس خوان جارسيا بنظرائه في برشلونة خلال الدوري الإسباني في الموسم المنصرم، يتبيّن أنه يمتلك أضعف نسبة تمريرات صحيحة (66.47%) وأقل معدل للتمريرات الصحيحة في المباراة (17.95)، مقارنة بحراس مثل تير شتيجن (91.47%)، وتشيزني (87.63%)، وإيناكي بينا (86.85%)، الذين يقدّمون دقة أعلى ومعدلات تمرير أفضل.
لكن مع ذلك، لا يبدو أن برشلونة يبني قراره على الأرقام المجردة فقط. فالتقييم الفني للحارس لا يقتصر على الإحصائيات، بل يشمل السياق الذي يلعب فيه الحارس، ومدى قدرته على تنفيذ الأدوار المطلوبة في منظومة لعب الفريق.
خوان جارسيا يلعب في نادٍ أقل جودة من برشلونة، ما يعني أنه يواجه ضغطًا أعلى خلال المباريات، ويُطلب منه التمرير تحت ظروف أكثر صعوبة. ومع ذلك، فإن قدرته على اتخاذ القرار بالكرة، وشجاعته في اللعب تحت الضغط، قد تكونان من السمات التي يبحث عنها الجهاز الفني في برشلونة، خاصة مع أسلوب اللعب الذي يعتمد على بناء الهجمة من الخلف.
برشلونة لا يبحث فقط عن حارس يصنع نسبة تمريرات صحيحة عالية، بل عن حارس يملك الجرأة، والفهم التكتيكي، والقدرة على اتخاذ القرار السريع تحت الضغط، وهي أمور قد لا تظهر كلها في الأرقام، لكنها تُصنع الفارق في فلسفة اللعب التي يتبناها الفريق الكتالوني، ومع التدريب المستمر قد يرتفع معدل التمريرات الصحيحة بالنسبة إلى خوان جارسيا.
العمر، والاستمرارية: معادلة تقود للمنطق
- تير شتيجن (33 عامًا) بدأ يعاني من الإصابة وتراجع المستوى، ولم يخض سوى 8 مباريات في الموسم المنصرم بسبب الإصابة.
- تشيزني (35 عامًا) في نهاية مسيرته التي انتهت بالفعل قبل الانضمام إلى برشلونة، ولا يضمن برشلونة استمراره أكثر من موسم أو اثنين.
- إيناكي بينيا (26 عامًا) لم يفرض نفسه كحارس أول رغم الفرص التي حصل عليها.

أما جارسيا، فعمره 24 عامًا، أي أصغر من الجميع، وخاض موسمًا كاملًا كأساسي في الموسم الماضي من الدوري الإسباني، مما يدل على الاستمرارية، وقدم أرقامًا فردية أعلى من الجميع في نسبة التصديات، وعدد المشاركات، ما يمنحه ميزة تنافسية في السباق مع حراس برشلونة الحاليين.
خوان جارسيا لا يقدم أفضل أرقام ممكنة في كل بند، لكنه يقدم أفضل مزيج بين الجاهزية والخبرة والعمر، ويملك ردة فعل عالية، ويمتلك أدوات قابلة للتطوير، وبالتالي قد لا يكون صفقة تُشعل العناوين، لكنها صفقة ذكية تستحق التفكير والاهتمام.