كان عام 2025 بمثابة نذير شؤم حقيقي على نجوم كرة القدم الذين أضاءوا سماء موسم 2024 الموسم الذي بدا وكأنه سيحمل لهم الإنجازات الفردية والجماعية، واللحظات التاريخية التي لطالما حلموا بها في أهم الدوريات، على رأسها الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني، كل نجمة كانت متوهجة في الموسم الماضي، بدا أنها على موعد مع استمرار التألق، لكن الواقع سرعان ما قلب الصورة رأسًا على عقب.
ما بدأ كحلم للنجوم الذين سعوا للبقاء في قمة الأداء طوال 12 شهرًا، تحوّل بسرعة إلى كابوس طويل، حيث اصطدمت الطموحات بالحقائق القاسية للعبة: إصابات مفاجئة أعاقت الاستمرارية، تراجع في المستوى البدني والفني، وضغوط تكتيكية ونفسية جعلت اللاعبين يواجهون أصعب أسئلة مسيرتهم المهنية، لم يكن العام قاسيًا على الأفراد فقط، بل على الأندية أيضًا، التي وجدت نفسها عاجزة عن الحفاظ على توازنها، حين بدأت أعمدتها الأساسية تنهار واحدًا تلو الآخر، وفقدت الثقة في قدرتها على السيطرة على نتائج المباريات والبطولات.

ليفربول وريال مدريد كانا أبرز الضحايا في هذا السياق الإصابات المفاجئة والمستوى المتراجع لبعض النجوم أظهر هشاشة المنظومة، وأجبر الإدارة الفنية والجماهير على مواجهة الحقيقة المؤلمة: التألق الفردي لا يكفي، والنجوم، مهما عظمت أسماؤهم، ليسوا محصنين ضد تقلبات الزمن وقسوة كرة القدم.
محمد صلاح.. الصراع مع التكتيك يُقلّص الضوء في 2025
البداية مع ليفربول صاحب نصيب الأسد برصيد 3 لاعبين، ومن غيره الملك المصري، صاحب أبرز أداء فردي في عام 2024، دخل محمد صلاح عام 2025 وهو محمّل بإرث ثقيل صنعه بنفسه، موسم 2024 أعاده إلى قمة الهرم العالمي، لاعبًا حاسمًا في كل تفاصيل اللعبة: أهداف في اللحظات الكبرى، تمريرات فاصلة، وحضور لا يغيب حتى في أصعب المباريات. بدا وكأن صلاح استعاد شبابه الكروي، وأثبت مجددًا أنه ما زال قادرًا على قيادة ليفربول في أعلى المستويات.
لكن مع بداية عام 2025، بدأ المشهد يتغيّر ببطء مؤلم، لم يكن السقوط مفاجئًا أو حادًا، بل تدريجيًا، كأن التراجع يتسلل دون ضجيج، ظهرت خلافات داخل المنظومة، وتغييرات واضحة في أسلوب اللعب أثّرت مباشرة على دور الدولي المصري، دقائق اللعب بدأت تقل، بعض المباريات انطلقت دون اسمه في التشكيل الأساسي، وفي مباريات أخرى كان يخرج مبكرًا، في مشهد لم تعتده جماهير “أنفيلد” على نجمها الأول.

الأرقام عكست هذا التحوّل بوضوح، المعدل التهديفي تراجع، والمساهمات الهجومية لم تعد بالزخم ذاته، لم يكن الأمر متعلقًا بفقدان الجودة أو الجرأة، بل بتراجع الاستمرارية وتأثر اللاعب بمنظومة لم تعد تُبنى حوله كما في السابق، وهذا التراجع، مهما حاولت الخبرة إخفاءه، لا يمكن إنكاره حين يتعلق الأمر بلغة الأهداف.
محمد صلاح لم يفقد موهبته، لكنه وجد نفسه في صراع جديد: صراع مع الزمن من جهة، ومع جسد لم يعد يستجيب بالحدة ذاتها من جهة أخرى، السرعة التي كانت تحسم المواجهات الفردية لم تعد سلاحًا دائمًا، والاندفاع أصبح محسوبًا أكثر، في محاولة لتفادي الإصابات والحفاظ على الجاهزية.
| محمد صلاح | الموسم الماضي 2024 | الموسم الحالي 2025 | التغيير (%) |
|---|---|---|---|
| الدقائق لكل مباراة | 89 | 85 | -4.5% |
| إجمالي الدقائق | 3377 | 1183 | -65% |
| المباريات التي لعبت | 38 | 14 | -63% |
| الأهداف | 29 | 4 | -86.2% |
| الأهداف المتوقعة (xG) | 25.37 | 4.54 | -82.1% |
| الأهداف لكل مباراة | 0.8 | 0.3 | -62.5% |
| تسديدات خارج المرمى | 1.1 | 0.9 | -18.2% |
| تسديدات على المرمى | 1.6 | 0.8 | -50% |
| فرص خطيرة ضائعة | 24 | 7 | -70.8% |
| التمريرات الحاسمة | 18 | 3 | -83.3% |
| التمريرات الحاسمة لكل مباراة | 0.5 | 0.2 | -60% |
| المساعدات المتوقعة (xA) | 9.06 | 2.41 | -73.4% |
| الفرص الكبيرة التي تم الحصول عليها | 27 | 6 | -77.8% |
بعد استعراض الجدول نلاحظ انخفاض الدقائق لكل مباراة بنسبة (4.5%)، وهو تراجع محدود في حد ذاته، لكنه يخفي وراءه مؤشرًا أخطر يتمثل في الانخفاض الحاد في إجمالي الدقائق بمقدار (65%) وعدد المباريات التي شارك فيها بمقدار (63%)، هذا يعني أن المشكلة الأساسية ليست في استمراريته داخل المباراة الواحدة، بل في تراجع حضوره من الأساس، بسبب الجلوس على دكة البدلاء، انخفاض الاستمرارية غالبًا ما ينعكس مباشرة على الإيقاع والثقة والحس التهديفي مع ليفربول.
يظهر الهبوط الأكبر بوضوح في الأهداف (-86.2%) والأهداف المتوقعة (-82.1%)، وهو مؤشر مزدوج الخطورة، فالتراجع في معدل الأهداف المتوقعة يعني أن اللاعب لم يعد يحصل على نفس جودة الفرص، بينما التراجع في عدد الأهداف يؤكد أن التأثير داخل منطقة الجزاء تقلّص بشكل واضح، كما أن انخفاض الأهداف لكل مباراة (62.5%) يعكس تراجعًا حادًا في الحسم، حتى عند المشاركة.
الهبوط في التمريرات الحاسمة بنسبة (83.3%) والمساعدات المتوقعة (73.4%) يؤكد أن اللاعب لم يتراجع فقط كمُسجِّل، بل أيضًا كصانع لعب، انخفاض عدد التمريرات الحاسمة لكل مباراة (-60%) يدل على تقلّص دوره في الثلث الأخير، وربما تغيّر موقعه داخل المنظومة أو تقييد تحركاته تكتيكيًا.

الجماهير انقسمت كما يحدث دائمًا مع الأساطير، فئة رأت أن ما يحدث طبيعي، وأن صلاح يستحق الصبر والدعم بعد سنوات من العطاء، وفئة أخرى بدأت تطرح السؤال الأكثر قسوة: هل نحن أمام نهاية مرحلة ذهبية؟ هل دخل “الملك المصري” المنحنى الذي لا عودة منه؟
لكن العامل الفارق في هذه القصة لم يكن بدنيًا فقط، بل تكتيكيًا بالدرجة الأولى، فأسلوب ليفربول تحت قيادة المدير الفني آرني سلوت هذا الموسم فرض أدوارًا جديدة، قلّصت مساحة الحرية التي اعتاد عليها صلاح، الفريق بات يعتمد على تعدد النجوم وتوزيع الأدوار، دون أن يجد حتى الآن توليفة قادرة على استيعاب هذا الكم من الأسماء الكبيرة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على صلاح كنقطة ارتكاز هجومية أولى.
وهنا تكمن المعضلة الحقيقية.. محمد صلاح لم يتراجع لأنه انتهى، بل لأنه لم يعد محور المشروع كما كان، وبين لاعب يحاول التأقلم مع واقع جديد، ومدرب يبحث عن توازن لم يكتمل بعد، يقف عام 2025 شاهدًا على واحدة من أصعب مراحل مسيرة أسطورة لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، لكنها تُجبر لأول مرة على إعادة تعريف دورها داخل الفريق.
فيرتز.. الموهبة الألمانية تحت ثقل الانتظار في 2025
ومن الفرعون المصري للماكينة الألمانية، فكان فلوريان فيرتز واحدًا من أكثر الأسماء التي عُلّقت عليها الآمال في كرة القدم الأوروبية، موهبة استثنائية، رؤية لعب نادرة، وقدرة على صناعة الفارق بين الخطوط، جعلته مشروع نجم عالمي قبل أن يبلغ ذروة نضجه الكروي، لكن عام 2025 جاء بعكس كل التوقعات، لا كعام الانفجار المنتظر، بل كعام التوقف القسري، والانتظار الطويل، والأسئلة المفتوحة.
المشكلة الحقيقية لم تكن في الموهبة، ففيرتز لم يفقد لمساته ولا رؤيته ولا جرأته في التمرير، بل كانت في الإيقاع، كلما بدأ في الاقتراب من أفضل مستوياته، أعاده التوقف خطوة إلى الخلف، إصابة صغيرة، غياب قصير، ثم عودة حذرة، دون أن تتاح له الفرصة الكاملة للدخول في نسق تصاعدي مستقر، وهكذا تحوّل عام 2025 إلى دائرة مغلقة من المحاولات غير المكتملة.
وجاءت الضغوط مضاعفة مع انتقاله إلى ليفربول مقابل 132 مليون دولار، صفقة ضخمة وضعت اللاعب منذ اللحظة الأولى تحت مجهر التوقعات، لم يعد فيرتز مجرد موهبة واعدة، بل أصبح “الصفقة الكبيرة” المنتظَر منها أن تُغيّر وجه الفريق، غير أن الواقع كان أقسى؛ إذ لم يُسهم في أي هدف خلال أول 11 مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز، في بداية صادمة للاعب صانع ألعاب يُقاس تأثيره عادة بالأرقام واللمسات الحاسمة.
لم تكن البداية موفقة، فيرتز بدا وكأنه لاعب يبحث عن موقعه داخل منظومة مكتظة بالنجوم، وبإيقاع إنجليزي لا يمنح صُنّاع اللعب المساحة ذاتها التي اعتادوا عليها في دوريات أخرى، الضغط العالي، السرعة المستمرة، وقلة الوقت لاتخاذ القرار، كلها عوامل جعلته يبدو مترددًا أحيانًا، ومتأخرًا عن اللحظة المناسبة أحيانًا أخرى.
ازدادت الانتقادات مع كل مباراة تمر دون بصمة واضحة، وبدأ الحديث مبكرًا عن حجم الصفقة مقارنة بالمردود، لكن القراءة الأعمق تشير إلى أن فيرتز لم يفشل، بل لم يُمنح الزمن الكافي ليكون نفسه، لاعب مثله لا يُقاس ببدايات سريعة، بل بقدرته على التحكم في إيقاع المباراة حين يستقر بدنيًا وذهنيًا.
| فلوريان فيرتز | الدوري الألماني 2024 | الدوري الإنجليزي 2025 | التغيير (%) |
|---|---|---|---|
| الدقائق لكل مباراة | 76 | 70 | -7.9% |
| إجمالي الدقائق | 2355 | 1182 | -49.8% |
| المباريات التي لُعبت | 31 | 17 | -45.2% |
| الأهداف | 10 | 1 | -90% |
| الأهداف المتوقعة (xG) | 9.40 | 2.98 | -68.3% |
| الأهداف لكل مباراة | 0.3 | 0.1 | -66.7% |
| تسديدات خارج المرمى | 0.5 | 0.3 | -40% |
| تسديدات على المرمى | 1.3 | 0.4 | -69.2% |
| فرص خطيرة ضائعة | 7 | 3 | -57.1% |
| التمريرات الحاسمة | 12 | 1 | -91.7% |
| التمريرات الحاسمة لكل مباراة | 0.4 | 0.1 | -75% |
| المساعدات المتوقعة (xA) | 9.44 | 2.29 | -75.7% |
بالنظر إلى الجدول نجد أكبر صدمة رقمية تظهر في عدد الأهداف الذي انخفض بمقدار (90%)، هذا التراجع لا يعكس فقط ضعف الحسم، بل يؤكد أن فيرتز لم يعد يصل إلى نفس المساحات الخطرة، ويعزز ذلك الانخفاض الكبير في معدل الأهداف المتوقعة بقدر (68.3%)، ما يدل على أن المشكلة الأساسية ليست في إنهاء الفرص، بل في جودة وعدد الفرص نفسها داخل منظومة اللعب الإنجليزية.
الأرقام المتعلقة بالتسديد تفضح الفارق بين الدوريين، تسديدات فيرتز على المرمى انخفضت بنسبة تقارب 70%، وهو مؤشر مباشر على تقلّص حضوره داخل مناطق التسجيلن حتى التسديدات خارج المرمى تراجعت بنسبة 40%، ما يعني أن اللاعب أصبح أبعد عن المرمى بشكل عام، وليس فقط أقل دقة.

هنا يظهر الفارق الأكبر بعد الأهداف، التمريرات الحاسمة انهارت بنسبة 91.7%، بينما تراجعت المساعدات المتوقعة بنسبة 75.7%، هذه الأرقام تشير إلى أن فيرتز لم يعد العقل المفكر للهجوم كما كان في ألمانيا، بل تحوّل إلى لاعب محدود التأثير في الثلث الأخير، إما بسبب تغيّر مركزه أو بسبب الضغط البدني والسرعة العالية في الدوري الإنجليزي.
الأرقام لا تقول إن فلوريان فيرتز لاعب تراجع مستواه، بل تؤكد أنه لاعب لم يتأقلم بعد مع سياق مختلف تمامًا، الفارق بين الدوري الألماني والإنجليزي بالنسبة له لم يكن فارق جودة، بل فارق إيقاع وأدوار، ومع الاستمرارية والتأقلم التكتيكي، يمكن لهذه الأرقام أن تتحسن، لكن حتى الآن، تكشف الإحصائيات عن فجوة واضحة بين فيرتز المتألق في ألمانيا، وفيرتز الذي لا يزال يبحث عن نفسه في إنجلترا.
كوناتي.. الذهن الذي غادر قبل الجسد في ليفربول
في ليفربول، لم تقتصر معاناة عام 2025 على الخط الأمامي وحده، بل امتدت إلى قلب الدفاع، حيث عاش إبراهيما كوناتي واحدًا من أكثر مواسمه قسوة، المدافع الذي طالما وُصف بالصخرة، وجد نفسه في مرمى الانتقادات.
لم تكن أزمة إبراهيما كوناتي في عام 2025 أزمة إصابات بقدر ما كانت أزمة تركيز، المدافع الفرنسي لم يغِب كثيرًا عن الملاعب، لكنه بدا حاضرًا بجسده فقط، فيما كان ذهنه في مكان آخر، الحديث المتزايد عن مستقبله، وإمكانية الرحيل عن ليفربول مع اقتراب نهاية عقده، ألقى بظلال ثقيلة على مستواه داخل الملعب.

كوناتي الذي عُرف بالقوة والهدوء، ظهر أكثر ترددًا في اتخاذ القرار، وأبطأ في التمركز، وكأن كل تدخل يحمل معه سؤالًا أكبر من الكرة نفسها، لم تعد الأخطاء ناتجة عن ضغط بدني أو سوء جاهزية، بل عن لحظات شرود ذهني كلّفت الفريق كثيرًا، خاصة في المباريات التي تُحسم بتفاصيل صغيرة.
غياب الحسم الذهني انعكس مباشرة على أدائه الدفاعي، المدافع الذي كان يهاجم الكرة بثقة، بات يحسب خطواته أكثر من اللازم، وهو ما فتح المساحات أمام المنافسين، ومع كل مباراة، تصاعدت علامات الاستفهام حول التزامه الكامل بالمشروع الرياضي للنادي.
| كوناتي | الموسم الماضي 2024 | الموسم الحالي 2025 | التغيير (%) |
|---|---|---|---|
| الدقائق لكل مباراة | 83 | 85 | +2.4% |
| إجمالي الدقائق | 2565 | 1521 | -40.7% |
| المباريات التي لُعبت | 31 | 18 | -41.9% |
| الأهداف | 1 | 0 | -100% |
| الأهداف المتوقعة (xG) | 1.77 | 0.82 | -53.6% |
| الأهداف لكل مباراة | 0.03 | 0.0 | -100% |
| تسديدات خارج المرمى | 0.4 | 0.2 | -50% |
| تسديدات على المرمى | 0.1 | 0.1 | 0% |
| فرص خطيرة ضائعة | 2 | 2 | 0% |
| التمريرات الحاسمة | 2 | 0 | -100% |
| التمريرات الحاسمة لكل مباراة | 0.1 | 0.0 | -100% |
| المساعدات المتوقعة (xA) | 0.93 | 0.43 | -53.8% |
رغم أن متوسط الدقائق لكل مباراة زاد قليلًا بقيمة (2.4%)، إلا أن إجمالي الدقائق انخفض بنسبة (40.7%) وعدد المباريات بنسبة (41.9%) يعكسان فقدان كوناتي للاستمرارية والتركيز، هذا التراجع لا يعني تراجعًا جسديًا، بل يشير إلى غياب اللاعبين الأساسيين عن المباريات الكبرى أو استبعادهم في بعض اللقاءات، وهو ما ينعكس على التماسك الدفاعي للفريق.
كوناتي معروف أكثر بدوره الدفاعي، لكن تراجعه في صناعة اللعب كان واضحًا، الأهداف والتمريرات الحاسمة والأهداف المتوقعة جميعها سجلت انخفاضًا كبيرًا (100% للأهداف، 100% للتمريرات الحاسمة، 53% للأهداف المتوقعة)، ما يوضح أن دوره في الثلث الأخير من الملعب شبه معدوم في موسم 2025 مقارنة بالموسم السابق.

التسديدات على المرمى لم تتغير، وفرص خطيرة ضائعة ثابتة، ما يشير إلى أن كوناتي لم يفقد فعليًا قدرته على التعامل مع الكرة في مناطق الخطر، لكن انخفاض المساعدات المتوقعة بقيمة (53.8%) يعكس تراجع حضوره الذهني وانخراطه في اللحظات الحاسمة، التحليل يشير إلى أن التراجع لم يكن جسديًا بل ذهنيًا واستراتيجيًا، خاصة مع التفكير في مستقبله خارج ليفربول وتأثير ذلك على التركيز داخل المباريات.
مبابي وعام 2025 يتسببا في معاناة شاملة للملكي
مع وصول عام 2025، تغيّر شكل المشهد الهجومي في ريال مدريد بشكل تدريجي لكنه عميق، لم يعد الهجوم شبكة متداخلة من التحركات والاختيارات، بل أصبح يدور – ولو بشكل غير معلن – حول مركز ثقل واحد، الكرة صارت تبحث عن مبابي قبل أي خيار آخر، اللعب يميل ناحيته تلقائيًا، والمساحات التي كانت تتفتح أمام بقية الأسماء بدأت تضيق، أو تختفي تمامًا.
ريال مدريد لم يفقد الجودة الفردية، ولم يتراجع من حيث الأرقام، لكنه خسر شيئًا أكثر خفاءً وأشد تأثيرًا: التوازن وتأثير المنظومة، عندما تمتلك لاعبًا يطلب الكرة دائمًا في أخطر منطقة، ويجذب أنظار الزملاء والخصوم معًا، يتحول الآخرون – دون قصد – إلى أدوار مساندة، أقل حضورًا، وأكثر ترددًا في اتخاذ القرار.

فينيسيوس، الذي كان ينطلق بحرية كاملة، وجد نفسه مضطرًا للتفكير مرتين قبل التحرك في نفس المساحة، رودريجو بات يتحرك أكثر على الأطراف دون أن يكون الوجهة الأولى، بيلينجهام، الذي كان يدخل الصندوق كعنصر مفاجأة، أصبح حضوره مقيدًا بوجود نجم يحتل المنطقة نفسها بشكل دائم، حتى لاعبو الوسط، تقلصت جرأتهم الهجومية، لأن النهاية أصبحت معروفة سلفًا.. الكرة يجب أن تصل إلى مبابي.
فينيسيوس جونيور.. من الموهبة إلى ظل مبابي في 2025
فينيسيوس جونيور لم يكن يومًا مجرد جناح يركض على الخط، بل كان مشروع قائد داخل ريال مدريد، لاعب تحوّل من موهبة واعدة إلى سلاح هجومي أول، يحمل الفريق في اللحظات الصعبة ويقود الصفوف عندما تتعقّد الحسابات، قبل عام 2025 وتحديدًا قبل تألق مبابي، كانت الكرة تعرف طريقها إلى قدم فينيسيوس بلا تردد، وكان القرار الهجومي يبدأ منه وينتهي عنده، فهو من يحدد إيقاع الهجوم ويصنع اللحظات الحاسمة.
كان يتحرك بثقة مطلقة، يعلم أن الخطأ مسموح وأن الجرأة واجبة، وأن الفريق يحتاجه بكل اندفاعه ومغامرته، تلك الثقة صنعت لاعبًا لا يخاف، لا يتراجع، ولا ينتظر الإذن، لاعب يفرض نفسه على الخصم وعلى زملائه على حد سواء.

لكن بعد قدوم مبابي، تغير المشهد بشكل واضح، عدد لمسات فينيسيوس في مناطق الحسم تراجع، المساحات التي كان يهاجمها بحرية تقلّصت، وأصبح كثيرًا ما يجد نفسه في مناطق أقل تأثيرًا، أو في انتظار لحظة قد لا تأتي، اللاعب الذي كان يفرض نفسه فجأة أصبح مطالبًا بالصبر، بالتكيّف، وإعادة تعريف دوره داخل منظومة الفريق.
فينيسيوس يعيش صراعًا داخليًا معقدًا: هل ما زلت النجم الأول؟ هل المطلوب مني التضحية من أجل التوازن؟ هل تغيّر دوري دون أن يُخبَرني أحد صراحة؟ الأسئلة تحيط به، والضغوط تتصاعد، لتصبح رحلة فينيسيوس في 2025 أكثر من مجرد كرة قدم، بل صراع هوية داخل ملعب ريال مدريد.
| فينيسيوس جونيور | الموسم الماضي (2024) | الموسم الحالي (2025) | التغيير (%) |
|---|---|---|---|
| إجمالي الدقائق التي لعبها | 2257 | 1331 | -41% |
| المباريات التي لُعبت | 30 | 18 | -40% |
| الأهداف | 11 | 5 | -54.5% |
| الأهداف المتوقعة (xG) | 10.69 | 6.40 | -40% |
| الأهداف لكل مباراة | 0.4 | 0.3 | -25% |
| الفرص الخطيرة الضائعة | 10 | 8 | -20% |
| التمريرات الحاسمة | 8 | 5 | -37.5% |
| التمريرات الحاسمة لكل مباراة | 0.3 | 0.3 | 0% |
| المساعدات المتوقعة (xA) | 6.98 | 2.49 | -64.3% |
التراجع في إجمالي الدقائق بنسبة (41%) وعدد المباريات بنسبة (40%) يوضح أن فينيسيوس لم يعد الخيار الأول الذي يعتمد عليه الفريق كما في موسم 2024 قبل قدوم مبابي، فقدان الاستمرارية أثر بشكل مباشر على إيقاعه داخل الملعب، وقلص فرصه للتواجد في اللحظات الحاسمة، ما انعكس على إنتاجيته الهجومية. بينما كانت لمساته الحاسمة تبدأ وتنتهي بالكرة، أصبح الآن عليه التكيف مع توزيع المهام والضغط التكتيكي الجديد للفريق.
الأهداف انخفضت بقيمة (54.5%) والأهداف المتوقعة أيضا بقيمة (40%) تعكس تراجعًا كبيرًا في الفعالية التهديفية، لم يعد اللاعب يستحوذ على الكرة في المناطق الخطرة بحرية كما كان، وأصبح عليه مشاركة المساحات مع مبابي، ما قلص قدرته على خلق فرص خطيرة، على الرغم من أن الأهداف لكل مباراة تراجعت بنسبة أقل (25%)، إلا أن الفارق الكبير في إجمالي الإنتاج الهجومي يوضح تأثير النظام الجديد على دوره الأساسي في الفريق.

المساعدات المتوقعة انخفضت بنسبة كبيرة بلغت (64.3%)، والتمريرات الحاسمة تراجعت بقيمة (37.5%)، بينما ظل المعدل لكل مباراة ثابتًا عند 0.3، ما يعني أن فينيسيوس لم يتراجع في الفاعلية النسبية عند مشاركته، لكنه ببساطة يشارك أقل، هذا يعكس صراعًا تكتيكيًا وذهنيًا: اللاعب الذي كان يقود الهجوم ويحدد الإيقاع أصبح مضطرًا للتكيف، والضغوط النفسية والتنافس الداخلي على الدور القيادي أثرت على حضوره ومساهماته المباشرة داخل ريال مدريد.
بيلينجهام.. من المنقذ إلى المتهم في 2025
أما جود بيلينجهام، فقصته مختلفة في الشكل، لكنها متشابهة في الجوهر مع الكثير من النجوم الآخرين في 2025، الإنجليزي لم يتراجع لأنه أصبح أقل جودة، بل لأنه أصبح أكثر التزامًا، مع بداية العام، فرضت عليه أدوار جديدة: تغطية أكبر، تنظيم أعمق، وربط خطوط الفريق أكثر من كونه صانع الفارق الأخير.
الأرقام التي تبدو متراجعة ليست صدفة، بل انعكاس لتغيّر دوره، المساحات التي كان يهاجمها بحرية أصبحت محجوزة، والاندفاع الذي ميّزه في الثلث الأخير أصبح محسوبًا بدقة لخدمة المنظومة، ما جعل تأثيره الفردي يبدو أقل بينما يزداد تأثيره الجماعي.

تراجع أرقام بيلينجهام مع مبابي ليس سخرية، بل ملاحظة فنية دقيقة: بيلينجهام يسجل أقل عندما يلعب إلى جانب النجم الفرنسي، لأنه يُطلب منه أن يكون “العقل” للفريق أكثر من كونه “المنفذ”، يدفع ثمن التوازن الذي لم يكتمل بعد، يلعب من أجل الفريق، لكن الفريق لا يزال يبحث عن الطريقة المثلى لاستغلال موهبته دون أن يحدّ من تأثيره.
| بيلينجهام | الموسم الماضي 2024 | موسم الحالي 2025 | التغيير (%) |
|---|---|---|---|
| الدقائق لكل مباراة | 80 | 72 | -10% |
| إجمالي الدقائق | 2494 | 1011 | -59.5% |
| المباريات التي لُعبت | 31 | 14 | -54.8% |
| الأهداف | 9 | 4 | -55.6% |
| الأهداف المتوقعة (xG) | 11.50 | 4.52 | -60.7% |
| الأهداف لكل مباراة | 0.3 | 0.3 | 0% |
| التسديدات خارج المرمى | 0.8 | 0.2 | -75% |
| التسديدات على المرمى | 0.7 | 1.2 | +71.4% |
| الفرص الخطيرة الضائعة | 12 | 5 | -58.3% |
| التمريرات الحاسمة | 8 | 3 | -62.5% |
| التمريرات الحاسمة لكل مباراة | 0.3 | 0.2 | -33.3% |
| المساعدات المتوقعة (xA) | 4.50 | 1.35 | -70% |
المباريات التي لعبها تقلصت بأكثر من نصف وتحديدًا (59.5% )، هذا يعكس دورًا أكثر تكتيكيًا وانضباطًا، حيث أصبح بيلينجهام يُستخدم بشكل مدروس لتغطية المساحات وربط خطوط الفريق بدل الاعتماد عليه كصانع الفارق الأساسي، محدودية الوقت على أرض الملعب أثرت بالتأكيد على قدرته على التأثير الفردي في المباريات.
انخفضت الأهداف بنسبة 55.6% والأهداف المتوقعة بنسبة 60.7%، بينما ظل معدل الأهداف لكل مباراة ثابتًا عند 0.3، ما يشير إلى أن اللاعب لم يفقد فاعليته عندما يشارك، لكنه أصبح يشارك أقل ويُركز على أدوار تنظيمية، التراجع في الفرص الخطيرة الضائعة بقيمة (58.3%) والتمريرات الحاسمة (-62.5%) يؤكد أن دوره أصبح أكثر توازنًا بين الدفاع والهجوم، مع تضحية جزء من الإبداع الهجومي.

المساعدات المتوقعة انخفضت بنسبة 70%، بينما التسديدات على المرمى ارتفعت بواقع (71.4%)، ما يعكس تغيّر طبيعة مشاركته: أقل في خلق الفرص للآخرين وأكثر محاولة للتسديد المباشر عند دخوله مناطق النهاية، ببساطة، بيلينجهام أصبح العقل المدبر للفريق، مسؤول عن التوازن، وليس المنفذ النهائي، وهو يدفع ثمن إعادة توزيع الأدوار بعد وصول مبابي، حيث يظل دوره حيويًا، لكنه أقل بروزًا على صعيد الأرقام الفردية.
روبرت ليفاندوفسكي.. صدام الأسطورة مع الزمن في 2025
يواجه البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة تحديًا جديدًا في عام 2025: مواجهة الحقيقة الأقسى في كرة القدم، أن العمر لا يُهزم، بل يُؤجَّل فقط، بعد موسم 2024-2025 الذي شهد تألقه، دخل ليفاندوفسكي العام الجديد مصحوبًأ بإرهاق جسدي وطموحات كبيرة، لتبدأ الأرقام في التراجع تدريجيًا.
التحركات أصبحت أبطأ، التسديدات أقل دقة، والمساحات أمامه تضيق بشكل ملحوظ، وهو الذي اعتاد على التحرك بمثل سرعة الفكرة، لم يختفِ المهاجم البولندي، لكنه وجد نفسه في صراع مع الزمن، حيث كل جزء من الثانية أصبح حاسمًا في تنفيذ الهجمات.

في أول 12 مباراة هذا الموسم على مستوى كافة البطولات، اكتفى ليفاندوفسكي بتسجيل 6 أهداف وصناعة 4 تمريرات حاسمة، وهي البداية الأسوأ له منذ 9 سنوات، بالتحديد منذ موسم 2014-2015 مع بايرن ميونخ، حينها بدأ ببطء، لكن سرعان ما انفجر ليصبح أحد أبرز هدافي الدوري الألماني، ما يلمّح إلى أن ليفاندوفسكي قادر على التعافي، لكنه يمر الآن بمرحلة اختبار حقيقية للصبر والمهارة.
| ليفاندوفسكي | الموسم الماضي 2024 | الموسم الحالي 2025 | التغيير (%) |
|---|---|---|---|
| الدقائق لكل مباراة | 79 | 51 | -35.4% |
| إجمالي الدقائق | 2681 | 668 | -75.1% |
| المباريات التي لُعبت | 34 | 13 | -61.8% |
| الأهداف | 27 | 8 | -70.4% |
| الأهداف المتوقعة (xG) | 27.11 | 7.62 | -71.9% |
| الأهداف لكل مباراة | 0.8 | 0.6 | -25% |
| التسديدات خارج المرمى | 1.2 | 0.5 | -58.3% |
| التسديدات على المرمى | 1.4 | 1.3 | -7.1% |
| الفرص الخطيرة الضائعة | 23 | 8 | -65.2% |
| التمريرات الحاسمة | 2 | 1 | -50% |
| التمريرات الحاسمة لكل مباراة | 0.1 | 0.1 | 0% |
| المساعدات المتوقعة (xA) | 1.49 | 0.68 | -54.4% |
لعب ليفاندوفسكي دقائق أقل لكل مباراة بقيمة (35.4%)، وشارك في أقل من نصف المباريات التي شارك فيها الموسم الماضي (61.8%)، هذا التراجع يعكس التحديات البدنية التي يواجهها المهاجم البولندي، وتأثير الإرهاق والسن على القدرة على المشاركة المستمرة.
الأهداف انخفضت بنسبة 70.4%، والأهداف المتوقعة بنسبة 71.9%، بينما معدل الأهداف لكل مباراة تراجع بنسبة أقل (-25%)، التسديدات خارج المرمى انخفضت بشكل ملحوظ بلغ (58.3%)، لكن التسديدات على المرمى تقريبًا مستقرة بانخفاض (7.1%)، ما يشير إلى أن جودة الفرص ما زالت موجودة، لكن عددها تقلص بشكل كبير.

التمريرات الحاسمة انخفضت بنسبة 50%، والمساعدات المتوقعة بنسبة 54.4%، ليفاندوفسكي لم يعد يشارك بنفس التأثير السابق في بناء اللعب وصناعة الفرص للآخرين، وهو ما يعكس تراجع دوره الهجومي الشامل، رغم ذلك، يظل المهاجم البولندي تهديدًا عند كل لمسة في منطقة الجزاء، مع الحفاظ على القدرة على إنهاء الهجمات.
كول بالمر.. الإصابات تهدد صعود نجم تشيلسي الشاب
دخل كول بالمر عام 2025 بعد موسم رائع جعله واحدًا من ألمع نجوم تشيلسي والمنتخب الإنجليزي، لكن العام الجديد جاء مليئًا بالتحديات التي لم تكن بسبب افتقاد المهارة أو تراجع المستوى الفني، بل بسبب عامل خارج إرادته: الإصابات المتكررة.
اللاعب الشاب عانى من إصابة عضلية في الفخذ، وهي إصابة لم تكن مجرد فترة غياب قصيرة، بل انعكست بشكل مباشر على جاهزيته البدنية، وتدفقه الطبيعي داخل المباريات، واستمراريته في التدريبات، غير العديد والعديد من الإصابات التي عانى منها خلال العالم الحالي.

الجهاز الفني بقيادة إنزو ماريسكا أعلن عن غياب بالمر لمدة ستة أسابيع كاملة، وهو ما تسبب في توقف مفاجئ لمسار تطوره، كل مباراة ضاعت كانت فرصة مهدرة لتثبيت أقدامه بين الكبار، وكل فترة غياب أعادت اللاعب إلى نقطة البداية في عملية استعادة اللياقة والتوازن النفسي.
ولم تقتصر المشكلة على فترة الغياب نفسها، بل امتدت آثارها لتشمل صعوبة الاندماج في خطط الفريق عند العودة، التكيف مع الضغط البدني المتزايد، والحاجة المستمرة لإثبات نفسه أمام المدرب والزملاء والجماهير، الإصابات في 2025 لم تجعل بالمر مجرد لاعب يعاني، بل وضعت أمامه اختبارًا مزدوجًا: استعادة مستواه الفني، والتغلب على حاجز الخوف من العودة بعد الغياب.
في ظل هذه الظروف، يبقى بالمر موهبة واعدة، لكن عام 2025 يظل عامًا حاسمًا لتحديد ما إذا كان قادرًا على تحويل الموهبة المبكرة إلى نجم يحقق الاستمرارية في الأداء والمشاركة على أعلى مستوى.
| كول بالمر | الموسم الماضي 2024 | الموسم الحالي 2025 | التغير (%) |
|---|---|---|---|
| الدقائق لكل مباراة | 86 | 55 | -36.0% |
| إجمالي الدقائق | 3195 | 441 | -86.2% |
| المباريات التي لُعبت | 37 | 8 | -78.4% |
| الأهداف | 15 | 2 | -86.7% |
| الأهداف المتوقعة (xG) | 17.27 | 1.70 | -90.2% |
| الأهداف لكل مباراة | 0.4 | 0.3 | -25.0% |
| تسديدات خارج المرمى | 0.9 | 0.6 | -33.3% |
| تسديدات على المرمى | 1.4 | 0.6 | -57.1% |
| الفرص الخطيرة الضائعة | 14 | 1 | -92.9% |
| التمريرات الحاسمة | 8 | 0 | -100% |
| التمريرات الحاسمة لكل مباراة | 0.2 | 0.0 | -100% |
الدقائق التي لعبها بالمر لكل مباراة انخفضت بنسبة 36%، بينما إجمالي الدقائق انخفض بنسبة هائلة بلغت 86.2%، عدد المباريات التي شارك فيها تراجع من 37 مباراة إلى 8 مباريات فقط، ما يعكس تأثير الإصابات وغياب الاستمرارية على اللاعب.
انخفضت أهدافه من 15 إلى 2، مع تراجع الأهداف المتوقعة بنسبة 90.2% تقريبًا، حتى معدل الأهداف لكل مباراة انخفض من 0.4 إلى 0.3، بينما تسديداته على المرمى وتلك خارج المرمى انخفضت بشكل واضح، ما يعكس فقدانه للوتيرة الهجومية والتحركات الفعالة أمام المرمى.

التمريرات الحاسمة اختفت تمامًا، والفرص الخطيرة التي كان يخلقها تراجعت بنسبة 92.9%، هذا يظهر أن الإصابات لم تؤثر فقط على لياقته البدنية، بل أثرت بشكل مباشر على دوره كصانع ألعاب وقدرته على خلق الفرص لزملائه، محولة النجم الشاب إلى لاعب يكافح فقط من أجل العودة إلى الملعب.
بوكايو ساكا.. بين الضغط الذاتي والإصابات
عام 2025 لم يكن سهلاً على بوكايو ساكا، النجم الإنجليزي الشاب الذي أصبح محورًا أساسيًا في آرسنال ومنتخب إنجلترا، الموسم جاء مليئًا بالتحديات، وأبرزها الإصابات التي عطّلت نسقه المعتاد وحرمت الفريق من الاعتماد عليه بشكل كامل، كل غياب عن الملعب كان يكسر التوازن الذي بنته الجماهير والمدربون حوله، ويعيده إلى نقطة البداية في محاولة استعادة مستواه البدني والفني.
لكن ما زاد الأمر صعوبة هو الضغط النفسي الذي فرضه على نفسه قبل أي شخص آخر، ساكا كشف عن هذا الجانب في تصريحات لصحيفة ميرور:
قبل أن يمارس أي شخص آخر ضغوطًا علي، كنت أضغط على نفسي 1000 مرة
هذه الكلمات تكشف صراعًا داخليًا شديدًا، حيث أن اللاعب يراقب أدائه بدقة شديدة، ويحاسب نفسه على كل لمسة، كل تمريرة، وكل فرصة ضائعة.
الإصابات والضغط الذاتي شكّلا معًا تحديًا مزدوجًا: الأول جسدي، والثاني نفسي، ساكا لم يفقد موهبته أو رؤيته للملعب، لكنه وجد نفسه محاصرًا بين الحاجة للأداء والواقع البدني للجسم، وبين التوقعات العالية التي وضعها على نفسه، عام 2025 كان بالنسبة له درسًا في الصبر، والقدرة على الموازنة بين الضغط الداخلي واستعادة الثقة تدريجيًا.
| بوكايو ساكا | الموسم الماضي 2024 | الموسم الحالي 2025 | التغير (%) |
|---|---|---|---|
| الدقائق لكل مباراة | 69 | 78 | +13.0% |
| إجمالي الدقائق | 1735 | 1242 | -28.4% |
| المباريات التي لُعبت | 25 | 16 | -36.0% |
| الأهداف | 6 | 4 | -33.3% |
| الأهداف المتوقعة (xG) | 6.85 | 4.85 | -29.2% |
| الأهداف لكل مباراة | 0.2 | 0.3 | +50.0% |
| تسديدات خارج المرمى | 0.7 | 0.6 | -14.3% |
| تسديدات على المرمى | 0.9 | 1.1 | +22.2% |
| الفرص الخطيرة الضائعة | 8 | 4 | -50.0% |
| التمريرات الحاسمة | 10 | 2 | -80.0% |
| التمريرات الحاسمة لكل مباراة | 0.4 | 0.1 | -75.0% |
| المساعدات المتوقعة (xA) | 7.80 | 4.03 | -48.4% |
إجمالي الدقائق التي لعبها ساكا انخفض بنسبة 28.4%، بينما عدد المباريات التي شارك فيها انخفض بنسبة 36%، هذا يعكس تأثير الإصابات على استمراريته في الملعب، مما قلّص فرصه للظهور بشكل مستمر ومؤثر.
الأهداف تراجعت بنسبة 33.3%، والفرص الخطيرة الضائعة انخفضت بنسبة 50%، مما يظهر تراجعًا في إنتاجيته أمام المرمى، مع ذلك، الأهداف لكل مباراة ارتفعت بنسبة 50%، ما يشير إلى أن اللاعب كان أكثر فعالية نسبيًا عندما شارك بالفعل، رغم قلة المباريات والدقائق.

التمريرات الحاسمة انخفضت بنسبة 80%، والتمريرات الحاسمة لكل مباراة انخفضت بنسبة 75%، ما يظهر أن إصاباته والضغط النفسي المرتبط به قلّلا من قدرته على صناعة الفارق لزملائه، المساعدات المتوقعة انخفضت بنسبة 48.4%، لتوضح أن تأثيره الإبداعي لم يعد كما كان سابقًا، وأن الفريق يفتقد دوره كصانع فرص أساسي.
عام 2025.. موسم الصدمة وإحراج النجوم
كشف عام 2025 الوجه الحقيقي لكرة القدم، ذلك الوجه الذي لا يرحم، والذي لا يكفي فيه التألق وحده ليبقى النجم في القمة، هذا العام لم يكن مجرد موسم، بل اختبار قاسٍ لكل من اعتقد أن الألقاب والأرقام ستضمن له مكانًا ثابتًا في التاريخ أثبت أن المجد هش، والتألق مؤقت، الاعتماد على نجم واحد مخاطرة، وأن بناء الفريق على الأفراد فقط قد يكون خطأً قاتلًا، فالإنجازات العظيمة قابلة للزوال، حتى لو بدا التاريخ ثابتًا ومستقرًا.
ليفربول وريال مدريد كانا أبرز الضحايا، إذ عانوا من انهيار النجوم الكبار، إصابات مفاجئة، ضغوط تكتيكية، وتغير أدوار اللاعبين داخل المنظومة، لكن الضحية الأكبر كانت النجوم أنفسهم: محمد صلاح، فينيسيوس، جود بيلينجهام، روبرت ليفاندوفسكي، وغيرهم، عام 2025 لم يُسقطهم، لكنه كشف وهم السيطرة المطلقة، وأجبرهم على مواجهة السؤال الأصعب: كيف تعود عندما لا يعود الزمن معك؟
هذا العام كان مرآة صادقة لكرة القدم، مرآة تعكس حقيقة أن الأداء، رغم المهارة والموهبة، يحتاج استمرارية، وبيئة تسمح للنجوم بالتألق دون ضغوط مفرطة، 2025 ليس مجرد موسم عابر، بل درس قاسٍ في الصمود، التكيف، وفهم حدود الإنسان داخل الملعب.