موسم الانهيار التاريخي.. مانشستر يونايتد يكتب أسوأ فصوله في الدوري الإنجليزي

منذ أن غادر السير أليكس فيرجسون تدريب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي في مايو 2013، دخل الفريق نفقًا مظلمًا من التراجع والارتباك، لم يخرج منه حتى اليوم، فبنهاية الموسم الحالي يكون قد مر 12 موسمًا، والعملاق الإنجليزي لا يزال يبحث عن نفسه، يستقطب المدربين وينفق الملايين ويجرب كل الطرق الممكنة للعودة إلى القمة، لكن بلا جدوى.

ورغم مرور أسماء كبيرة على دكة البدلاء مثل لويس فان خال، وجوزيه مورينيو، وديفيد مويس، وأولي جونار سولشاير، ورالف رانجينيك، وإيريك تين هاج، وصولًا إلى البرتغالي روبين أموريم هذا الموسم، فإن حلم التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ظل بعيدًا، وكل موسم جديد كان يحمل أملًا مؤقتًا، دائمًا ما يتلاشى بعد أول أزمة أو نتائج سلبية.

خلال هذه الفترة، فشل الفريق في الحفاظ على شخصية البطل والثبات والاستقرار، وتحوّل من فريق يُرعب منافسيه إلى خصم قابل للهزيمة، حتى أمام أندية كانت تُصنّف ضمن الصف الثاني أو الثالث. لكن ما حدث في موسم 2024-2025 تخطى حدود الإخفاقات المعتادة، ليصبح بمثابة علامة سوداء في تاريخ مانشستر يونايتد، ويكون موسم الأرقام الكارثية والانهيار الكبير على كافة المستويات باستثناء رحلة الفريق في الدوري الأوروبي.

مانشستر يونايتد يحتل الآن المركز ال14 في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، بفارق نقطتين فقط عن أول مراكز النجاة من الهبوط، لكن من حسن حظه أن الفرق الهابطة فشلت في تحقيق نقاط كثيرة، فالفارق مع إيبسويش تاون أول الهابطين وصل إلى 17 نقطة.

وودع الفريق بطولتي الكأس في إنجلترا، لكن النقطة المضيئة في موسم مانشستر يونايتد حتى الآن هو تأهلهم إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي.

أسوأ حصيلة هزائم للفريق في تاريخ الدوري الإنجليزي

مانشستر يونايتد خسر هذا الموسم 15 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن، وهو الرقم الأعلى في تاريخ النادي بالمسابقة، ورغم تبقي 5 مباريات على النهاية، إلا أن هذا الرقم قابل للزيادة.

الأسوأ؟ أن الموسم الماضي كان ثاني أسوأ سجل بتاريخ النادي بـ14 هزيمة، ما يعني أن الفريق سجل رقمين كارثيين متتاليين.

انهيار تاريخي أمام الخصوم

الفريق سقط ذهابًا وإيابًا أمام وولفرهامبتون لأول مرة منذ عام 1980، وتكرر نفس السيناريو أمام نيوكاسل يونايتد، الذي لم يهزم مانشستر يونايتد في مباراتي الدوري خلال موسم واحد منذ موسم 1930-1931.

أولد ترافورد.. من قلعة إلى محطة عبور

تلقى مانشستر يونايتد ثماني هزائم على ملعبه أولد ترافورد هذا الموسم في الدوري، وهو الرقم الأسوأ في هذا الصدد منذ موسم 1962-1963، حين خسر الفريق 9 مرات على أرضه.

مسرح الأحلام التاريخي تحوّل إلى نقطة ضعف.

أقل عدد نقاط في تاريخ النادي

حتى لو فاز مانشستر يونايتد بكل مبارياته المتبقية في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، فسوف يصل إلى 53 نقطة، وهو رقم يقل بخمس نقاط عن أسوأ حصيلة سابقة في تاريخ النادي بالدوري الممتاز عندما حقق الفريق 58 نقطة في موسم 2021-2022، مما يعني أن الفريق قد ضمن تحقيق أسوأ حصيلة نقاط في تاريخ النادي في الدوري الإنجليزي  الممتاز.

أموريم.. البداية المخيبة

حين وصل المدير الفني البرتغالي روبين أموريم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، تلقى الفريق 11 هزيمة في 22 مباراة بالدوري، وهو نفس عدد الهزائم التي تلقاها سبورتينج لشبونة البرتغالي تحت قيادته في آخر 114 مباراة له مع الفريق.

دفاع مُهتز وهجوم غائب

بمعدل 1.55 هدفًا في شباكه كل مباراة، يملك أموريم أسوأ سجل دفاعي لأي مدرب لمانشستر يونايتد منذ حقبة ما بعد فيرجسون.

ليس هذا فقط، بل فشل مانشستر في التسجيل في 9 من أصل 22 مباراة تحت قيادة أموريم، وهو ثاني أسوأ رقم في نفس الفترة بعد ليستر سيتي الهابط رسميًا.

وعندما لا تسجل ولا تدافع، فالأمر لا يحتاج إلى تحليل فني طويل لتوقع النتيجة.

بدايات ضعيفة.. مؤشر على ما هو قادم

في أول 7 جولات من الموسم، جمع الفريق 8 نقاط فقط، في أسوأ انطلاقة منذ موسم 1989-1990، الذي أنهاه في المركز 13.

وبعد 10 جولات، لم يكن يملك سوى 12 نقطة – أقل من أي موسم منذ 1986-1987.

ديسمبر.. شهر الكوارث

للعام الثاني على التوالي، تلقى مانشستر يونايتد 5 هزائم أو أكثر في شهر ديسمبر، ليصبح أول فريق في تاريخ إنجلترا يحقق هذا السجل السلبي في موسمين متتاليين.

في ديسمبر 2024 وحده، خسر 6 مباريات وهي أسوأ حصيلة شهرية للنادي منذ سبتمبر 1930 الذي خسر فيه 7 مباريات.

أرقام فيرجسون تتحطم

خلال حقبة فيرجسون الممتدة عبر 1500 مباراة في كل البطولات، تعرض الفريق لـ267 هزيمة فقط بنسبة خسارة لا تتجاوز 17.8%. أما بعد رحيله، وتحديدًا تحت قيادة المدربين الذين تعاقبوا على الفريق، فقد خاض مانشستر يونايتد 668 مباراة، تكبّد خلالها 163 خسارة، أي بنسبة خسارة 24.4%.

الفارق في النسبة الذي يصل إلى 6.6% يعكس حجم التدهور الذي أصاب الشياطين الحمر، رغم محاولات الإصلاح المستمرة، كذلك منذ رحيل فيرجسون، خاض مانشستر يونايتد 451 مباراة في الدوري الإنجليزي، وخسر 116 مباراة، بينما خسر الفريق 114 فقط في 810 مباراة مع فيرجسون.

كوارث دفاعية بالجملة

استقبل مانشستر يونايتد 18 هدفًا في جميع المسابقات خلال ديسمبر 2024، وهو رقم لم يحدث منذ مارس 1964. كما استقبل الفريق 17 هدفًا من الكرات الثابتة (باستثناء ركلات الجزاء) خلال عام 2024، وهو الأسوأ في تاريخ النادي.

الخلاصة

مانشستر يونايتد لا يمر بموسم سيئ فقط، بل يكتب فصلاً جديدًا في تاريخه تحت عنوان: الانهيار الكامل، فالأرقام لا تكذب، والإدارة يجب أن تعيد بناء ما تبقى من كيان هذا العملاق النائم.