أورس فيشرالأهليالأهلي المصريتقارير ومقالات خاصة

من هو السويسري أورس فيشر مدرب الأهلي المصري المحتمل؟

نادر شبانة10/09/2025 - 04:20 م
أورس فيشر - المصدر (Getty images)
أورس فيشر - المصدر (Getty images)

تصدر السويسري أورس فيشر، قائمة الترشيحات لمنصب المدير الفني لفريق كرة القدم الأول بالنادي الأهلي المصري، خلفًا للإسباني خوسيه ريبيرو.

الأهلي أعلن إقالة ريبيرو قبل فترة التوقف الدولي، بعد الهزيمة القاسية أمام بيراميدز، وهي الأولى للفريق في الدوري هذا الموسم، مع نزيف النقاط المستمر.

تعادل مع مودرن سبورت ثم آخر ضد المحلة، والهزيمة أمام بيراميدز، عجّلت برحيل المدرب الذي تولى قيادة الأحمر في يونيو الماضي.

خليفة خوسيه ريبيرو هو الشغل الشاغل حاليًا في النادي الأهلي، قبل الدخول في غمار المنافسة بالموسم، بعد إنفاقات عديدة في الصيف، للتعاقد مع ترسانة من اللاعبين المميزين.

ما بين الشخصية الصارمة، والمرونة التكتيكية، والعديد من السمات التي يبحث عنها الأهلي، قد يجدها في السويسري صاحب الـ59 عامًا.

من هو أورس فيشر المرشح لتدريب الأهلي؟

في البداية لم يكن أورس فيشر لاعبًا ذا اسم لامع في كرة القدم، ومسيرته التي بدأت في 1983 وانتهت في 2003، شهدت الظهور مع ناديين فقط.

من 1983 وحتى 1987 مع زيورخ السويسري، ثم انضم إلى سانت جالين، وعاد في 1995 إلى فريقه السابق، ليعتزل في 2003.

بعد الاعتزال مباشرة تولى أورس فيشر تدريب فرق الشباب المختلفة في زيورخ، حتى عام 2007، ليتولى بعد ذلك منصب المدرب المساعد للفريق الأول.

بيرنارد كالانديرس كان المدير الفني لفريق زيورخ، وظل يعاونه أورس فيشر حتى تمت إقالة بيرنارد، ليحصل أورس على مهمة الرجل الأول.

أورس فيشر الرجل الأول

في أبريل 2010 تولى أورس فيشر المهمة، ورغم أن البداية كانت سيئة استمرارًا لنتائج الفريق، بعد الخسارة في 3 من آخر 5 مباريات في الموسم، لكنه بعد ذلك ظل مع الفريق لمدة موسمين.

الفريق الذي أنهى موسمه الماضي 2009-2010 في المركز السابع، تمكن مع أورس فيشر أن ينهي موسم 2010-2011 في الوصافة برصيد 72 نقطة، وبفارق نقطة واحدة فقط عن بازل بطل الدوري، حيث قاد شاكيري فريق بازل حينذاك للفوز باللقب بعد ثلاثية أمام لوزيرن بالجولة الأخيرة.

كان أبرز اللاعبين مع فيشر في زيورخ خلال ذلك الموسم، ريكاردو رودريجيز، الذي مثل ميلان الإيطالي ويلعب حاليًا في ريال بيتيس الإسباني.

ريكاردو رودريجيز - جرانيت تشاكا = المصدر (Getty images)
ريكاردو رودريجيز – جرانيت تشاكا = المصدر (Getty images)

وفي نفس الموسم، خرج زيورخ من نيوشاتل في نصف نهائي كأس سويسرا بركلات الترجيح، مما يعني أنه في موسم أول تدريب كامل، كان قريبًا من أن يفوز بالثنائية المحلية.

التأهل لأوروبا من الموسم الأول

بعد موسم أول مع الفريق، قادهم للعودة إلى دوري أبطال أوروبا، ولكن رغم تخطي ستاندر لييج، خسر في المرحلة الثانية من الملحق ضد بايرن ميونخ 3-0، مع العلم أن العملاق البافاري أنهى ذلك الموسم 2011-2012 وصيفًا للبطولة بعد الخسارة من تشيلسي في النهائي.

انتقل الفريق إلى الدوري الأوروبي، ولكنه خرج من دور المجموعات، ومع ضغط المباريات، كانت النتائج تتراجع في الدوري السويسري، مع الخروج من الكأس في دور الـ16.

خسارة من بازل في الجولة 22، ثم السقوط ضد سيون في الجولة التالية، عجّلت برحيل المدرب السويسري، وتمت إقالته، ليحل محله هارالد جامبيرلي (والذي عمل مساعدًا لمارسيل كولر في الأهلي).

التلميذ يخلف المعلم مجددًا

مثلما حدث في زيورخ، تم تعيين أورس فيشر في يناير 2013، خلفًا لبيرنارد كالانديرس في نادي ثون، ليبدأ مهمته رسميًا في مارس من نفس العام.

أحدث أورس فيشر تأثيرًا فوريًا على ثون، وبعدما كان في المركز الثامن، أنهى الدوري خامسًا وقاد الفريق للتأهل إلى الدوري الأوروبي.

في الموسم الثاني، والأول كاملًا لأورس فيشر، خرج من دور المجموعات بالدوري الأوروبي، لكنه وصل إلى نصف نهائي كأس سويسرا، مع تثبيت طريقة لعب 4-2-3-1 التي لعب بها جميع مباريات الموسم.

في الموسم الثالث، أنهى فيشر الدوري مع ثون في المركز الرابع، ليؤمن تأهل الفريق مجددًا إلى الدوري الأوروبي، قبل أن يرحل إلى بازل.

أورس فيشر مدربًا لبازل السويسري

بعد رحيل باولو سوزا عن بازل، قرر النادي تعيين أورس فيشر، الرجل الذي كان ندًا قويًا مع الفرق التي قادها من قبل ضد العملاق السويسري.

بداية موسم مثالية بعدم الخسارة في أول 8 مباريات في الدوري، ورغم الفشل في التأهل لمجموعات الأبطال، انتقل إلى الدوري الأوروبي.

تأهل مع بازل إلى دور ثمن النهائي للدوري الأوروبي قبل أن يخرج أمام حامل اللقب إشبيلية، والذي تُوّج في النهاية على حساب ليفربول.

وعلى مستوى البطولات المحلية، خرج من ربع نهائي الكأس، وحصد لقب الدوري بفارق 14 نقطة عن يونج بويز أقرب المنافسين.

في الموسم التالي، تأهل إلى دوري أبطال أوروبا، وخاض دور المجموعات لأول مرة، في مجموعة حديدية ضمّت باريس سان جيرمان وأرسنال ولودوجوريتس.

أنهى الموسم 2016-2017 بالثنائية المحلية، بفارق 17 نقطة عن نفس المنافس يونج بويز، رغم رحيل عدد من نجوم الفريق مثل محمد النني وبريان مبولو.

رحل فيشر، ليظل بدون نادٍ لمدة موسم كامل، قبل أن يبدأ المرحلة الأهم في مسيرته.

يونيون برلين والعرّاب فيشر

أصبح أورس فيشر أكثر خبرة، وراهن يونيون برلين الذي كان يتواجد في الدرجة الثانية على السويسري، ليتولى قيادة الفريق خلفًا لأندريه هوفشنايدر.

موسم 2018-2019 كان يتواجد يونيون برلين في الدرجة الثانية، وتمكن من احتلال المركز الثالث، وفي ملحق الصعود، تعادل مع العملاق شتوتجارت 2-2 في ملعب الأخير، ليصعد بفارق الأهداف خارج الأرض.

كان ذلك حدثًا تاريخيًا ليونيون برلين، الذي صعد لأول مرة في تاريخه إلى الدوري الألماني، بقيادة أورس فيشر.

بدأ الموسم بخسارة ثم تعادل، ولكن الفوز الأول في تاريخ النادي بالبوندسليجا على حساب بوروسيا دورتموند بثلاثية مقابل هدف، ليبدأ الجميع في ألمانيا يعرف السويسري فيشر.

ومع جائحة فيروس كورونا في موسم 2019-2020 كان وضع يونيون برلين صعبًا للغاية، ولكن ألمانيا التي قررت أن تكون أول دولة تُعيد كرة القدم من جديد في أوروبا، شهدت ظاهرة فيشر الذي قاد الفريق للبقاء قبل النهاية بـ4 جولات.

في موسمه الثاني مع يونيون برلين، تمكن من استغلال إقامة بطولة دوري المؤتمر الأوروبي، وتأهل للنسخة الأولى بعد احتلال المركز السابع، من خلال الفوز على لايبزيج الذي كان يتواجد في ربع نهائي دوري الأبطال الموسم السابق.

في موسم 2021-2022، احتل الفريق المركز الخامس، وارتقى خطوة أخرى ليتأهل إلى الدوري الأوروبي، ويصبح حالة خاصة في ملعب آن دير آلتن فورشتراي.

استمر فيشر في التألق، وفي موسم 2022-2023، أقصى أياكس أمستردام الذي هبط من دوري الأبطال إلى الدوري الأوروبي، وفي الملحق تعادل يونيون برلين في هولندا 0-0، ليفوز في ألمانيا بثلاثية مقابل هدف.

وتمكن يونيون برلين في نهاية الموسم من الارتقاء خطوة أخرى، وحلم دوري الأبطال يتحقق، حيث احتل الفريق المركز الرابع.

النتيجة كانت تتويج المدرب السويسري بجائزة أفضل مدرب في الدوري الألماني، متفوقًا على كبار القوم في البوندسليجا، لما قدمه مع نادي العاصمة الألمانية.

مواجهة ريال مدريد

بدأ موسم 2023-2024، وكأن المشاركة في دوري الأبطال كانت نقمة للمدرب السويسري، الذي وجد نفسه في مجموعة تضم ريال مدريد ونابولي وبراغا البرتغالي.

المدرب الذي كان مرنًا في طرق لعبه، واعتمد على 4-2-3-1 و4-4-2 في مواسمه الأولى مع نادي العاصمة الألمانية، استمر على نهج 3-5-2 في موسم التأهل للأبطال.

رفض الدفاع ضد ريال مدريد حسب تصريحاته قبل المباراة، لكنه لم يكن أمامه سوى ذلك، بوجود ليوناردو بونوتشي الذي انضم من يوفنتوس، وروبن جوسينس من إنتر، وثالث العالم يورانوفيتش لاعب المنتخب الكرواتي كتدعيمات للمشاركة في الأبطال، فلعب بطريقة 3-5-2.

قدم فيشر مباراة ممتازة ضد ريال مدريد، ودافع 90 دقيقة، ولكن تسديدة بيلينجهام أسقطت الفريق الألماني في الدقيقة 94.

رغم الفوز في أول مباراتين في الموسم، لكن 13 هزيمة متتالية في الدوري الألماني جعلت الصبر ينفذ، مع التقدير لما قدمه للنادي، ليقرر يونيون برلين إقالة السويسري، رغم التعادل مع نابولي في الأبطال، وتحقيق نقطة أولى في تاريخهم بالمسابقة من ملعب دييجو أرماندو مارادونا.

انتهت محطة فيشر مع يونيون برلين، في قصة عظيمة كتبها مع النادي العاصمي، ولكن النتائج دائمًا هي ما تتحكم في مستقبل المدرب.

هذا ما قاله فيشر في تصريحاته عقب الخروج من يونيون برلين، تصريح أشبه بما يقوله أي مدرب عندما تتم إقالته: “النتائج هي من تتحكم”.

ولكن مع التدقيق، سنجد أن المشاركة في دوري أبطال أوروبا، والخبرات القليلة لدى بعض اللاعبين، وضغط المباريات، جعلت المدرب السويسري ضحية.

طرق اللعب المفضلة لأورس فيشر

مؤخرًا أصبح فيشر يعتمد على طريقة 3-5-2، ولكن مع يونيون برلين في البداية بدأ بطريقة 4-2-3-1، وفي بعض المباريات تتحول الطريقة إلى 4-4-2.

في سويسرا لعب فيشر بطريقة 4-5-1 التي تتحول أحيانًا إلى 4-2-3-1، حسب الواجبات والأدوار التي يطلبها من اللاعبين.

هل أورس فيشر يُناسب الأهلي؟

في حقيقة الأمر أنه بالنظر لما حدث مع رينيه فايلر ومارسيل كولر من قبل، فإن فيشر لا يختلف كثيرًا من حيث الهدوء، والتعامل مع الإعلام ببساطة دون صدامات.

مارسيل كولر - الأهلي
مارسيل كولر – الأهلي (تصوير: مصطفى الشحات)

قبل إقالته من تدريب يونيون برلين، تحدث للصحافة بأنه لن يتفاجأ من ذلك، فكما ذكرنا “النتائج فقط هي من تتحكم”.

المدرب السويسري غير صدامي في تعامله مع اللاعبين، وربما يكون الموقف الأبرز، عندما رفض التونسي عيسى العيدوني في أكتوبر 2023 الوقوف دقيقة صمت على أرواح موتى الكيان الصهيوني بعد أحداث 7 أكتوبر، رحّب فيشر بذلك، وقرر جلوسه على مقاعد البدلاء.

علامات
نادر شبانة10/09/2025 - 04:20 م

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة