أخبار الكرة الإسبانيةالدوري الإسباني365TOPأخبار
الأكثر تداولًا

من نصف نهائي أبطال أوروبا إلى شبح البلاي أوف.. ماذا يحدث لبرشلونة فليك؟

ماذا يحدث لبرشلونة يا فليك؟! انهيار تام لفريق سيطر بالطول والعرض على الليجا ودوري الأبطال الموسم الماضي، تفاصيل صغيرة للغاية حالت بينهم وبين نهائي دوري أبطال أوروبا، والآن؟ يقف الألماني العنيد على الخط بدون حراك.

لم يعد الوضع في برشلونة مجرد تعثر عابر، ولا يمكن وصفه بأزمة بداية موسم أو سوء توفيق، ما يعيشه النادي الكتالوني هذه الأيام هو واحدة من أكثر اللحظات قتامة منذ مطلع الألفية، لحظة تتقاطع فيها هشاشة الأداء مع انهيار الهيبة وتآكل الهوية.

فبعد مرور 5 جولات فقط في دوري أبطال أوروبا، جمع برشلونة 7 نقاط فقط، ووجد نفسه في المركز 15، وبات مضطرًا للفوز في مبارياته الثلاث المتبقية مع انتظار نتائج باقي الفرق لمعرفة موقفه من التأهل المباشر أو الذهاب للملحق.

ليلة سقوط برشلونة في لندن.. الخسارة التي كشفت الحقيقة كاملة

الهزيمة أمام تشيلسي بنتيجة 0-3 لم تكن مجرد خسارة كبيرة، بل كانت أكبر انتصار للبلوز على برشلونة عبر التاريخ، متجاوزة نتائج كلاسيكية 4-2 في 2005 و3-1 في 2000؛ لم تكن مجرد مباراة، بل كانت مرآة كشفت هشاشة فريق لم يعد يعرف ماذا يريد، ولا كيف يلعب، ولا من يقوده داخل الملعب.

طرد رونالد أراوخو - برشلونة - تشيلسي - المصدر (Getty images)
طرد رونالد أراوخو – برشلونة – تشيلسي – المصدر (Getty images)

هذه هي ثالث مباراة كبيرة يخسرها برشلونة هذا الموسم، ولم ينتصر على أي فريق كبير أو منافس مباشر، فخسر في الكلاسيكو أمام ريال مدريد، وخسر على ملعبه أمام باريس سان جيرمان، وجاءت الخسارة أمام تشيلسي لتؤكد أرقام بداية الموسم.

الأرقام كانت قاسية، لكن السياق كان أشد قسوة، حيث فشل برشلونة في التسجيل لأول مرة منذ ديسمبر 2024، لتنتهي سلسلة أهدافه التاريخية: 53 مباراة متتالية هزّ فيها الشباك، وهي أطول سلسلة في تاريخ النادي.

كانت أفضل لحظة عاشها برشلونة في البطولة هذا الموسم هي انطلاقته القوية أمام نيوكاسل، حين حقق فوزًا ثمينًا بنتيجة 2-1 في الجولة الافتتاحية، تلك المباراة منحت الجماهير شعورًا بأن الفريق قد يكرر النسخة الصلبة التي ظهر بها الموسم الماضي، وأنه قادر على فرض شخصيته أوروبيًا من جديد.

لكن ما حدث بعد ذلك كشف أن تلك الليلة كانت استثناءً لا قاعدة؛ فمنذ هذا الانتصار الافتتاحي، لم يقدّم برشلونة أداءً مقنعًا، وتراجعت مستوياته بشكل لافت، حتى بدا التعادل المثير 3-3 أمام كلوب بروج قبل أسبوعين وكأنه طعنة مؤلمة أضرت كثيرًا بفرصه وأظهرت هشاشته الدفاعية.

ويستعد الفريق الآن لجدول أوروبي مهم وحاسم، يبدأ بمواجهة آينتراخت فرانكفورت في التاسع من ديسمبر، وهي مباراة تحمل رمزية خاصة، كونها أول ظهور أوروبي للبارسا على أرضية كامب نو منذ ما يقارب ثلاث سنوات كاملة.

بعد ذلك، يشدّ الفريق الرحال إلى العاصمة التشيكية لمواجهة سلافيا براج، قبل أن يختتم دور المجموعات على ملعبه مجددًا أمام كوبنهاجن في مواجهة قد تكون مصيرية.

من الناحية النظرية، يبدو أن حصد تسع نقاط كاملة أمر ممكن، بل كان سيبدو أقرب إلى المنطقي لو لعب برشلونة بالانسجام ذاته والصلابة نفسها التي ظهر بها في الموسم الماضي، حين اجتاح البطولة أداءً ونتيجة، ولم يخرجه منها إلا سوء التوفيق في مواجهة إنتر ميلان في نصف النهائي.

هانز فليك - (المصدر: gettyimages)
هانز فليك – (المصدر: gettyimages)

لكن الواقع الحالي مختلف تمامًا؛ فالفريق يعاني من تذبذب كبير في المستوى، وقد بدا واضحًا أن استقباله الغزير للأهداف أصبح أزمة متكررة، مما يجعل أي مواجهة – مهما كان الخصم – محفوفة بالمخاطر.

وفي ظل هذا الأداء المتباين، يصبح فوز فريق هانز فليك بأي مباراة أمرًا غير مضمون، الكثير من علامات الاستفهام تُطرح حول إمكانية أن يُقدم المدرب الألماني على تغيير فلسفته الهجومية المفتوحة لصالح تعزيز أكبر للمنظومة الدفاعية، لكن المؤشرات الحالية لا توحي بأنه مستعد لتغيير نهجه بسهولة.

السيناريوهات أمام برشلونة واضحة: إما أن يستعيد سريعًا القوة والتنظيم والحدة التي اتصف بها الموسم الماضي، أو أن يجد نفسه في موقف أكثر تعقيدًا، حيث يصبح حتى التأهل إلى الدور الفاصل بين أفضل 16 فريقًا مهددًا، وهو أمر لم يكن أحد يتوقع التفكير فيه قبل بداية الموسم.

هانز فليك تحت النار.. أرقام مرعبة خارج الديار في دوري الأبطال

لم يكن كثيرون يتوقعون أن تتحول مسيرة المدرب الألماني، الذي جاء بخبرات بايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا، إلى سلسلة من العثرات المؤلمة، لكن الأرقام لا ترحم، فبالرغم من وصوله لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، إلا أن الأرقام خارج ملعبه لا تُبشر بالخير.

خاض برشلونة خارج ملعبه في دوري الأبطال مع فليك 10 مباريات، استقبل خلالها 24 هدفًا، وخرج بشباك نظيفة مرة واحدة فقط.

تشيلسي - برشلونة - جارناتشو - أراوخو - جوليس كوندي - إريك جارسيا - المصدر (Getty images)
تشيلسي – برشلونة – جارناتشو – أراوخو – جوليس كوندي – إريك جارسيا – المصدر (Getty images)

هذه الأرقام كفيلة بإسقاط أي مشروع، حتى لو كان في بدايته. هي ليست مجرد هفوات، بل مؤشرات على خلل بنيوي في العمل الفني؛ فريق بلا توازن، بلا رد فعل، بلا شخصية خارج الديار، فريق يبدو وكأنه ينهار بمجرد أن يبتعد عن عاصمته الكتالونية.

الكروت الحمراء.. ظاهرة مثيرة للقلق تحت قيادة فليك

لم تتوقف متاعب برشلونة عند الأخطاء التكتيكية، بل امتدت إلى الطرد المتكرر؛ تاريخيًا، تلقى برشلونة 6 بطاقات حمراء في الشوط الأول في دوري أبطال أوروبا، لكن المثير أن 3 منها جاءت تحت قيادة هانز فليك فقط، ما يعكس ضعف الانضباط الذهني وتوتر اللاعبين.

الفترة الزمنيةاللاعبنوع البطاقةالمباراةالعام
قبل فليكبيب جوارديولابطاقتانضد بروندبي1998
قبل فليكجيرارد بيكيهبطاقتانضد أولمبياكوس2017
قبل فليكرونالد أراوخوبطاقة مباشرةضد باريس سان جيرمان2024
مع فليكإيريك جارسيابطاقة مباشرةأمام موناكو2024
مع فليكباو كوبارسيبطاقة مباشرةأمام بنفيكا2025
مع فليكرونالد أراوخوبطاقتانأمام تشيلسي2025

هل يكرر برشلونة نسخة الموسم الماضي أم يسقط في الدوامة؟

خسر برشلونة مباراتين من الثلاث التي تعرض خلالها أحد لاعبيه للطرد، والمفارقة أن الفريق نفسه عاش تجربة مشابهة الموسم الماضي، حين كانت خسارته أمام موناكو – التي تعرض خلالها إيريك جارسيا للطرد منذ الدقائق العشر الأولى – هي الهزيمة الوحيدة له في مرحلة الدوري، ورغم ذلك تمكن من النهوض سريعًا بفضل ثبات المستوى حينها، فحقق ستة انتصارات متتالية من أصل سبعة لقاءات تالية، وتعادل فقط أمام أتلانتا في ختام هذا الدور.

لكن نسخة هذا الموسم تبدو أبعد ما تكون عن الاستقرار، فالفريق خرج مهزوزًا من أول خمس مباريات، مكتفيًا بانتصارين فقط، مقابل هزيمتين وتعادل، رغم أنه أنهى بالفعل مواجهاته أمام الخصوم الأقوى في المجموعة.

موعد مباراة برشلونة اليوم ضد تشيلسي والقنوات الناقلة في دوري أبطال أوروبا 2026
برشلونة (المصدر:Gettyimages)

سقط أمام باريس سان جيرمان بعد أداء مرتبك، ثم تلقى واحدة من أكبر خسائره القارية في السنوات الأخيرة على يد تشيلسي، في ليلة كشفت مقدار التراجع الفني والانضباطي داخل المجموعة.

ورغم هذا المشهد القاتم، لا يزال الأمل قائمًا حسابيًا، إذ تبدو المواجهات المتبقية للبلوغرانا أقل تعقيدًا مقارنة ببداية الرحلة. فحصد تسع نقاط كاملة من المباريات الثلاث المقبلة سيعيده إلى سباق التأهل المباشر إلى الدور التالي، ويُبقي مصيره في يده.

أما أي تعثر جديد، ولو بنقطة واحدة، فسيقذف به إلى الطريق الأصعب عبر الملحق، حيث تصبح الحسابات ضيقة، والمخاطر أعلى، والهفوات – التي تتكرر كثيرًا هذا الموسم – غير قابلة للإصلاح.

محمود الشوادفي

صحفي مصري، أكتب في 365Scores عن كرة القدم كما تُرى من داخل التفاصيل، بدأت رحلتي الصحفية عام 2019، وأؤمن أن وراء كل رقم حكاية، ووراء كل مباراة فكرة تستحق أن تُروى بأسلوب مختلف.