من قلب برشلونة.. فليك يجد البديل المثالي لـ إينيجو مارتينيز
أثبت الألماني هانز فليك، المدير الفني لفريق برشلونة، أنه ليس مجرد مدرب يتبع الأساليب الكلاسيكية، بل هو “مهندس” يجيد ابتكار الحلول عند الأزمات. ففي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن تجاربه التكتيكية قد تكون مجرد “نوبات مدرب”، أظهرت النتائج الأخيرة أن الاعتماد على جيرارد مارتن كقلب دفاع أيسر، وإريك جارسيا كلاعب محور، كان ضربة معلم عززت من استقرار الفريق ومنحته مرونة غير متوقعة في ختام عام 2025.
ويقدر فليك في هذا الثنائي تحديدًا صفات الالتزام والتضحية من أجل المجموعة، وهي القيم التي يضعها المدرب الألماني فوق أي اعتبار فني آخر. جيرارد مارتن، الذي كان يُنظر إليه كبديل لبالدي في مركز الظهير الأيسر، تحول بفضل ثقة فليك إلى ركيزة أساسية في قلب الدفاع، خاصة بعد الرحيل المفاجئ لإينيجو مارتينيز إلى الدوري السعودي، مما ترك فجوة في مركز المدافع الذي يلعب بالقدم اليسرى، وهي الفجوة التي ملأها مارتن ببراعة لافتة.
أما إريك جارسيا، فقد تحول إلى “الجوكر” المفضل لدى فليك، حيث أنهى العام كلاعب أساسي في مركز المحور الدفاعي. وبفضل قدرته على قراءة الملعب والارتداد السريع لتقديم الدعم الدفاعي، نجح اللاعب في كسب ثقة مدربه لدرجة جعلت أسماء كبيرة مثل فرينكي دي يونج تجلس على مقاعد البدلاء. ويرى فليك أن وجود إريك في مركز “6” يمنح الفريق سيطرة واستقرارًا افتقدهما في فترات سابقة من الموسم.
تحول أداء جارسيا ومارتين مع فليك
لا تتوقف نجاحات هذا الثنائي عند حدود الإشادات الشفهية، بل تؤكدها لغة الأرقام؛ فقد أصبح إريك جارسيا اللاعب الأكثر استخدامًا في التشكيل بمجموع 1927 دقيقة خلال 25 مباراة، وهو ما توج مؤخرًا بتجديد عقده حتى عام 2031.
في المقابل، حقق جيرارد مارتن طفرة هائلة، حيث شارك في 2416 دقيقة، وكان ثاني أفضل لاعب في الفريق من حيث نسبة استخلاص الكرة بنجاح (70%)، والثالث في الفوز بالصراعات الثنائية، مما يبرهن على نضجه السريع رغم كونه كان يلعب في الدرجات الدنيا قبل عامين فقط.
“Polseres Blaugranes” es símbolo de fuerza, acompañamiento y esperanza compartida.
— FC Barcelona (@FCBarcelona_es) December 22, 2025
La @fundaciofcb acompaña emocionalmente a niños, niñas y adolescentes con terapias complementarias, mejorando su estancia hospitalaria. pic.twitter.com/5DWJYqCZU3
وأعرب مارتن عن امتنانه العميق لفليك، مؤكدًا أن المدرب الألماني منحه الثقة التي كان يحتاجها بشدة للبروز في المستوى العالي. هذا التطور المذهل لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل شاق في التدريبات وصالة الألعاب الرياضية، وهو ما يراه فليك دائمًا كنموذج للاعب الاحترافيّ الذي لا يخيب الظن أبدًا ويقدم كل ما لديه فوق أرضية الميدان.
هل أصبحت تجارب فليك الاضطرارية ركائز دائمة في برشلونة؟
تطرح هذه المتغيرات تساؤلًا جوهريًا حول مستقبل التشكيل الأساسي للبلاوجرانا؛ فهل سيعود فليك للأسماء التقليدية عند اكتمال الصفوف، أم أن نجاح مارتن وجارسيا في أدوارهما الجديدة سيجعلهما الخيار الأول دائمًا؟ الواقع يقول إن فليك وجد “توليفة” تمنحه التوازن الدفاعي والقدرة على بناء اللعب بشكل سلس، وهو أمر قد يصعب التخلي عنه بسهولة في المواعيد الكبرى القادمة.
في نهاية العام، يبدو أن برشلونة فاز برهانين لم يتوقعهما أحد؛ مدافع شاب يملك عقلية احترافية صلبة، ولاعب محور “ذكي” يعيد ترتيب أوراق خط الوسط. هذه اللمسات التي ولدت من رحم المعاناة والإصابات، أصبحت اليوم علامة مسجلة باسم هانز فليك، الذي نجح في تحويل “النقص” إلى “فائض” من الحلول التكتيكية التي تخدم الفريق محليًا وأوروبيًا.