أخبار الكرة الإسبانيةأخبار الكرة الإنجليزيةريال مدريدأخبار

من رادار أنفيلد إلى مجد البرنابيو.. لماذا فضّل بيلينجهام وألونسو ريال مدريد على ليفربول ؟

في كل مواجهة بين ليفربول وريال مدريد، لا تقتصر الإثارة على ما يدور فوق العشب فقط، بل تمتد إلى قصص وحكايات خلف الكواليس، بعضها يغيّر مسار التاريخ.

مواجهة الغد تحمل خلفها قصة مزدوجة تجمع بين الحاضر والماضي: جود بيلينجهام وتشابي ألونسو. كلاهما كان على رادار ليفربول، قبل أن يختارا ريال مدريد.

الأول رفض إغراء الريدز للعودة إلى بلده من جديد، والثاني فضّل العودة لمدريد كمدرب بدلًا من النادي الذي صنع معه أمجاده كلاعب، فما الذي جعل الثنائي يختاران مدريد على حساب الأنفيلد؟

ثقافة البطولات والبيئة المختلفة

ريال مدريد لا يقدم فقط مشروعًا فنيًا لأي مدرب، بل دائمًا ما تكون الأضواء في النادي الملكي أكبر بكثير من ليفربول، الذي يعتبر دوري الأبطال إرثًا وليست مجرد بطولة.

كذلك استطاع النادي الملكي إقناع نجم واعد مثل بيلينجهام بأنه المكان المناسب لكتابة تاريخه بعد التألق مع بوروسيا دورتموند، وهو نفس الشعور الذي عاشه ألونسو، الذي يؤمن بقدرته على صناعة حقبة جديدة مع نادٍ يعرف كيف يخلق لحظات خالدة في تاريخ كرة القدم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ألونسو قرر ألا يجازف في ليفربول، مع فريق صاحب مدرب واحد لمدة 9 سنوات، وبالتالي فإن أي هامش للفشل سيجعل الجميع يعيد التفكير في قدرة تشابي.

جود بيلينجهام - المصدر Gettyimages
جود بيلينجهام – المصدر Gettyimages

مرحلة البناء

اختيار بيلينجهام كان في لحظة انتقالية لليفربول. رحيل كلوب بدا قريبًا، والمشروع غير مستقر. أما ريال مدريد فكان يعيد تشكيل وسطه استعدادًا لسنوات جديدة من السيطرة.

ومع اعتزال توني كروس ورحيل لوكا مودريتش، بالإضافة إلى أن وسط ريال مدريد ليس لديه لاعب بمواصفات جود، جعل الإنجليزي يختار سانتياغو بيرنابيو بدلًا من أنفيلد.

السيناريو ذاته بالنسبة لألونسو، فبدلًا من دخول مشروع إعادة بناء في أنفيلد، اختار مشروعًا جاهزًا للانطلاق في مدريد، بثقة كبيرة من فلورنتينو بيريز.

تشابي ألونسو - - (المصدر: Getty images)
تشابي ألونسو – – (المصدر: Getty images)

لمن ينتمي ألونسو.. ليفربول أم ريال مدريد؟

تشابي ألونسو لم يكن مجرد لاعب في تاريخ ليفربول. هو أحد أبطال ليلة إسطنبول الخالدة، وأحد الذين أعادوا للأنفيلد قيمته الأوروبية في حقبة صعبة.

طريقته الهادئة في القيادة داخل الملعب، وتغيير مركزه مع رافائيل بينيتيز، وحتى طريقة رحيله عن النادي الإنجليزي، كلها صنعت رابطًا عاطفيًا بينه وبين جماهير ليفربول، رابط لم يُكسر حتى بعد رحيله.

لكن في النهاية، القلب اختار مدريد، لذلك هو لا يُعتبر خائنًا في ليفربول، هو فقط اختار المكان المناسب له، وعاد إليه الآن مدربًا يحمل نفس الهدوء ونفس الطموح، لكن بحلم أكبر: كتابة فصل جديد من الهيمنة البيضاء، خاصة على دوري أبطال أوروبا.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة