أخبار الكرة المغربيةأخبار ريال مدريد اليومريال مدريدأخبار

من تحت الأنقاض إلى برنابيو.. ريال مدريد يُحقق حلم عبد الرحيم أوحيدة

في ملعب سانتياجو برنابيو، حدث هذا اليوم ما يُثبت أن ريال مدريد لا ينسى أبدًا جمهوره، ولا حتى أصغر مشجعيه، حيث ظهر الطفل المغربي الصغير عبد الرحيم أوحيدة، وهو يركل كرة البداية خلال مواجهة إسبانيول.

وتُبرهن قصة عبد الرحيم أوحيدة، وقبله الطفل لورينزو، على أن ريال مدريد أكثر من مجرد نادٍ، فعلى الرغم من أن ظروفهما تختلف، إلا أن الرابط واحد: الحب الصادق لكرة القدم والقدرة على تحويل الأحلام إلى لحظات لا تُنسى.

وأصبحت قصة أوحيدا رمزًا لمعاناة أطفال الزلزال في المغرب، قبل أن تتحول إلى مصدر إلهام بعد أن تفاعل ريال مدريد مع مأساة الشاب وقرر دعمه وتمكينه من تحقيق حلمه في كرة القدم.

عبد الرحيم أوحيدة.. طفل زلزال الحوز يخطف الأنظار في مدريد

الشاب المغربي عبد الرحيم أوحيدة عاش لحظات لا تنسى خلال مباراة ريال مدريد في الدوري الإسباني أمام إسبانيول ضمن الجولة الخامسة، حيث حصل على شرف ركلة البداية، وسط تصفيق حار من اللاعبين الذين احتضنوه بكل حرارة.

ولم يكن المشهد عاديًا، حيث سار عبد الرحيم بين لاعبي الفريقين، وعانق نجمَه المفضل كيليان مبابي، الذي يعتبره قدوة، ثم تبادل التحية مع كارفاخال، قائد الفريق.

وفي الواقع؛ فإن قصة أوحيدة ليست قصة عادية، ففي التاسع من سبتمبر 2023، وبينما كانت الساعة تشير إلى 23:09 بتوقيت المغرب، ضرب زلزال قوي إقليم الحوز، وهناك فقد أوحيدة والديه، وجدوده واثنين من إخوته.

كيليان مبابي – عبد الرحيم أوحيدة (Gettyimages)

لكن كرة القدم أعطته شعورًا بالانتماء والأمان، وجعلت لحظته على أرض البرنابيو تتجاوز الحدود، والسبب في ذلك، يعود لظهور اللاعب في فيديو عفوي مباشرةً بعد الزلزال مرتديًا قميص ريال مدريد، والدموع تنهمر من عينيه.

وهذا الأسبوع، دُعي عبد الرحيم لحضور مباراة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا ضد مارسيليا، حيث التقى بلاعبي الفريق، وتلقى توقيعات على القمصان، وكان اللقاء الأبرز مع مبابي نفسه، الذي منح الشاب ضحكات وعناقًا وهدية إضافية لا تُنسى.

كما شملت زياراته جولة في متحف ريال مدريد، واستكشاف كؤوس أوروبا، وحتى لقاء فريق كرة السلة، في أسبوع تميز بتحقيق حلم كان يراه بعيد المنال.

لورينزو.. حلم صغير لا يموت

من جهة أخرى، أثارت وفاة المشجع الصغير لورينزو حزن الجميع، حيث رحل عن هذه الدنيا بعد صراع طويل مع مرض السرطان خلال شهر فبراير الماضي.

لورينزو، المعروف بحبه الكبير لمبابي، كان قد أصبح شخصية مألوفة في أوساط ريال مدريد، وبالفعل، فقد تمكن من مقابلة النجم الفرنسي ولاعبي الفريق في البرنابيو، لكنه تُوفيَ بعدها بأسابيع قليلة.

في الأخير، ما يجمع بين عبد الرحيم ولورينزو هو طريقة ريال مدريد في التعامل مع جماهيره، الصغيرة والكبيرة، حيث يسعى “اللوس بلانكوس” لجعل كل مشجع يشعر بأنه جزء من الأسرة الملكية، وأن أحلامه تستحق الاهتمام والتحقيق.

أحمد تاضومانت

صحفي مغربي من مواليد 1998، بدأ عمله الصحفي في 2016، متخصص في تغطية أخبار الدوري المغربي، وكذلك المحترفين المغاربة في كافة الدوريات العربية والأوروبية، سبق له العمل مع عدة جرائد ورقية مغربية أبرزها النهار. محايد ولا ينتمي لأي نادٍ مغربي.