الدوري الإسبانيتشابي ألونسوأخباربطولات ودوريات

من العضلات إلى الرشاقة.. ألونسو يعيد تعريف جسد لاعبي ريال مدريد

في عالم كرة القدم، حيث تُحسم المباريات بأقدام اللاعبين وقرارات المدربين، يظل العامل البدني هو الفارق الخفي بين نجم يلمع وآخر يخفت.

طرق التدريب تتغير مع الأجيال، بعض المدربين يفضلون القوة والتحمّل، وآخرون يرون أن الرشاقة والمرونة هما السبيل لمجاراة النسق الحديث للعبة.

ومع تولي تشابي ألونسو مهمة القيادة الفنية لنادي ريال مدريد، بدا واضحًا أن الفريق يدخل عهدًا جديدًا عنوانه التحرر من ثِقل العضلات لصالح خفة الحركة وسرعة رد الفعل.

تشابي ألونسو – ريال مدريد – المصدر (Getty Images)
تشابي ألونسو – ريال مدريد – المصدر (Getty Images)

ثورة بدنية في “فالديبيباس”.. بطلها ألونسو

منذ لحظة وصوله إلى أرض السانتياجو برنابيو، حرص ألونسو على التأكيد أن الإعداد البدني سيكون حجر الأساس لمشروعه، بعد سنوات قاد فيها أنطونيو بينتوس منظومة اللياقة البدنية للنادي، مع تركيزه على القوة والتحمل، جاء النهج الجديد مختلفًا؛ تدريب لا يسعى لتضخيم العضلات بقدر ما يركز على المرونة، التوازن، وخفة الحركة.

مع إسماعيل كامينفورتي، المسؤول عن الإعداد البدني، وبإشراف ألونسو المباشر، تحوّلت التدريبات إلى حصص مكثفة تعتمد على التمارين الديناميكية، لم يعد الهدف أن يبدو اللاعب مثل “آلة”، بل أن يتحرك بذكاء وسرعة، وأن يكون قادرًا على التكيف مع المواقف المتغيرة داخل الملعب.

اللاعبون الكبار لاحظوا أن أجسادهم أصبحت أكثر خفة، وأن زمن الحصص أصبح مليئًا بالتمارين التي تُحاكي مواقف المباريات، مثل تدريبات تغيير الاتجاه المفاجئ أو الضغط الجماعي السريع.

ألونسو لا يكتفي بالجلوس على الخطوط الجانبية، ففي معسكر الفريق بالولايات المتحدة الأمريكية، كان حاضرًا في قلب التدريبات، يُمرر الكرة بنفسه، يشارك في الروندو، ويوقف اللعب لتصحيح التفاصيل الصغيرة.

ألونسو يقود ريال مدريد إلى حقبة جديدة من السلاسة والسرعة

فلسفته واضحة: ما يُتدرّب عليه يُنفّذ في المباريات؛ لذلك، يصرّ على أن تكون التدريبات سريعة الإيقاع، مكثفة، وقريبة من أجواء المنافسة الحقيقية، إذا كان بينتوس قد بنى أجسادًا قوية، فإن ألونسو يبني لاعبين قادرين على التفكير والحركة بنفس السرعة.

هذا التغيير انعكس على الأداء داخل الملعب؛ فمبابي وفينيسيوس أصبحا أكثر قدرة على المراوغة بحرية، وأردا جولر وجد مساحة أكبر لاستعادة دور “الرقم 10″، وحتى المدافعون تخلوا عن الاعتماد المفرط على القوة البدنية لصالح التمركز والقراءة السريعة للهجمات.

ألونسو أدرك أن المستقبل ليس للاعب العضلات الضخمة، بل للاعب المرن، الخفيف، السريع في رد فعله.

لذلك، فإن مشروعه مع ريال مدريد لا يقتصر على تكتيك أو خطة لعب، بل يمتد إلى إعادة صياغة جسد اللاعب الملكي بما يتناسب مع كرة القدم الحديثة.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.