من الشكوك إلى الهيمنة.. أسباب بداية مبابي المثالية مع ألونسو في ريال مدريد
بداية مثالية لكيليان مبابي مع تشابي ألونسو في ريال مدريد، تُبشر بموسم ناري للنجم الفرنسي، على عكس ما كان في نفس الوقت الموسم الماضي.
كيليان مبابي مع ريال مدريد في موسمه الأول عانى في البدايات، وتسللت الشكوك حول قيمة الصفقة فنيًا، والتشابه في الأدوار بينه وبين فينيسيوس جونيور.
مع مرور الوقت، أنهى كيليان مبابي الموسم بتسجيل 44 هدفًا وصناعة 5 في مختلف المسابقات، خلال 59 مباراة، بما في ذلك 3 مباريات في كأس العالم للأندية. ولكن على مستوى الألقاب الجماعية، لم يتمكن من تحقيق دوري الأبطال الذي سعى له، وكذلك جميع البطولات المحلية.
اكتفى مبابي ببطولتي كأس السوبر الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال، ولكن في الموسم الجديد يبدو أن أهداف الفرنسي تزداد مع البداية المثالية.
بداية مثالية لمبابي مع ريال مدريد
هذا الموسم يظهر مبابي بمستوى ممتاز مع ريال مدريد، حيث تمكن من تسجيل 4 أهداف وصناعة هدف في 4 مباريات ببطولة الدوري الإسباني.
قبل مواجهة مارسيليا غدًا في دوري أبطال أوروبا، سيكون مبابي على موعد مع مباراته الأولى في دوري الأبطال تحت قيادة ألونسو، البطولة التي جاء للملكي من أجلها.
العديد من الأسباب أدت إلى تألق مبابي هذا الموسم، ورغم تصريح ألونسو بأنه لا يملك أي فضل في ذلك، فإن الإسباني كان له تأثير بالفعل.

3 أسباب وراء تألق مبابي هذا الموسم في ريال مدريد
ما بين اللامركزية والحرية التي يحصل عليها كيليان، وطريقة لعب تشابي ألونسو، بالإضافة إلى العوامل الأخرى غير المرتبطة باللاعب الفرنسي، ظهر مبابي في نسخته التي يحتاج جمهور ريال مدريد رؤيتها.
استغلال فترة الإعداد
في صيف 2024، انضم كيليان مبابي إلى ريال مدريد، لكنه ذهب بعد ذلك للمشاركة مع المنتخب الفرنسي في بطولة كأس أمم أوروبا.
خرج كيليان مع المنتخب الفرنسي دون تأثير قوي مع الديوك، استكمالًا للموسم الصعب الذي قضاه في باريس سان جيرمان 2023-2024.
أنهى مبابي رحلته مع المنتخب الفرنسي في يورو 2024 بالخسارة من إسبانيا في نصف النهائي، ليذهب بعد أقل من شهر ويلتحق بريال مدريد ويخوض أول مباراة ضد أتالانتا في السوبر الأوروبي.

مع مرور الوقت، عانى مبابي من الإصابات العضلية، وغاب عن مواجهة أتلتيكو مدريد في سبتمبر، ورغم التوقعات بغياب أطول للفرنسي فإنه عاد سريعًا.
ربما عودته السريعة كانت بسبب تكثيف فترة العلاج، واستعجال العودة لقيادة الملكي، خاصة من أجل إثبات نفسه في ظل الشكوك حول ما يقدمه في النصف الأول.
بعض المباريات شارك فيها وهو غير مؤهل بدنيًا، بالإضافة إلى أسلوب لعب ريال مدريد الذي لم يكن مناسبًا للفرنسي تحت قيادة أنشيلوتي، مع وجود مزاحمة على أدواره مع فينيسيوس جونيور.
ذلك الأمر على عكس ما حدث في الموسم الحالي، فقد خاض اللاعب فترة إعداد كاملة مع ريال مدريد، وحتى في كأس العالم للأندية، لم يشارك في جميع المباريات، واكتفى بالظهور في 3 مواجهات فقط، من بينها مواجهة يوفنتوس بديلًا، بسبب الوعكة الصحية التي تعرض لها قبل ملاقاة الهلال.

تطوير الجسد
والأهم من ذلك، استغلال الفرنسي فترة الإعداد، والعمل على تطوير جسده بعد خسارة بعض الكيلوجرامات أثناء الوعكة الصحية، ليحصل على جسد أكثر مرونة يساعده في التغلب على المدافعين، وقدرته على تغيير اتجاهاته في مساحات ضيقة.
الاهتمام بالبنية العضلية بالشكل المناسب، كان هامًا للغاية بالنسبة لمبابي، دون تضخيم في الكتلة العضلية، مع مساعدته في الركض وتغيير الاتجاهات.
وكثيرًا ما حدث ذلك مع جود بيلينجهام، وتمكن ريال مدريد من معالجة الأمر في ظل تضخم عضلات الإنجليزين مثلما حدث أيضًا من قبل مع جاريث بيل.

فبالتالي، كان ذلك الأمر إيجابيًا بالنسبة لمبابي، الذي رغم تسجيله أكثر من 40 هدف في الموسم الماضي، لكنه لم يحصل على تلك الإشادات التي يتلقاها هذا الموسم، مما يوضح أن نسخته الحالية تفرض نفسها بغض النظر عن الأرقام.
تراجع فينيسيوس من أجل مبابي
شعر نجم فرنسا مع تراجع مستوى فينيسيوس بأنه نجم الفريق الأول، وأكد ذلك ألونسو في تصريحاته الأخيرة بأن كيليان هو قائد ريال مدريد داخل الملعب.
الأدوار التي يقوم بها كيليان، وقدرته على تنفيذ التحولات التي يقوم بها ألونسو عندما يكون الفريق في الحالة الدفاعية، جعلت “دوناتيلو” يحصل على ما أراد.
حرية في الحركة وعدم الالتزام بمركزه على الورق كرأس حربة، بالإضافة إلى استغلال سرعاته في الضغط على المدافعين.
في الوقت نفسه تراجع مستوى فينيسيوس، ليصبح الفرنسي هو الرقم 1 في ريال مدريد، فالبرازيلي يبالغ في الاحتفاظ بالكرة، ولا يقوم بالدور الدفاعي كما يجب، مع تراجع سجله التهديفي.
من جانبه، أصبح اللاعب الذي حصل على الرقم 10 هو المحرك الرئيسي لهجوم ريال مدريد، وكل هذا بفضل ما قام به تشابي ألونسو.
تأثير ألونسو
كما ذكرنا، أكد ألونسو في تصريحاته قبل مواجهة مارسيليا أنه لا يملك أي فضل في تألق مبابي، ولكن ما يحدث خلال المباريات الأربع الماضية في الليجا يقول عكس ذلك.
أولًا، طريقة لعب ألونسو التي تعتمد على وجود أردا جولر بالقرب من الفرنسي، والحرية التي يعطيها للاعب الفرنسي، مما يجعله يحصل على المساحة المناسبة.
تبادل المراكز بين مبابي وأردا جولر، يجعل الفرنسي يحصل على حرية أكبر، ولا مركزية اعتاد عليها مع المنتخب الفرنسي وباريس سان جيرمان من قبل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب جود بيلينجهام كان إيجابيًا بالنسبة لكيليان وجولر، فقد أصبحت المساحات أمام منطقة جزاء الخصم غير مزدحمة بالعديد من لاعبي ريال مدريد.

جود كان دائم التواجد على دائرة منطقة جزاء الخصم، وكذلك فينيسيوس ورودريجو في الموسم الماضي، لكن كيليان الآن دائمًا ما يتواجد في تلك المنطقة، والتي تسمح له بالتصرف بالكرة ويكون وجهه للمرمى.
فضل ألونسو أيضًا يأتي في ثنائية وسط الملعب المتكاملة، بوجود أوريلين تشواميني، وأمامه فالفيردي وأردا جولر، وفي مباراة سوسيداد الأخيرة كان داني سيبايوس.
كل هؤلاء أدوارهم تختلف عن بيلينجهام، وتُعطي الحرية وفي الوقت نفسه التأمين الدفاعي الذي لا يلزم كيليان بالعودة كثيرًا للخلف، والإمداد بالتمريرات بين الخطوط.