من التضحية إلى اللعنة.. مونديال روسيا أنهى مسيرة أومتيتي وفاران مبكرًا
في الخامس عشر من يوليو 2018، وعلى ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية موسكو، فاز المنتخب الفرنسي ببطولة كأس العالم على حساب كرواتيا.
في تلك المباراة، دخل ديديه ديشامب بتشكيل يقوده في الدفاع الثنائي صامويل أومتيتي مدافع برشلونة، ونظيره في ريال مدريد رافائيل فاران.
فاز المنتخب الفرنسي ببطولة كأس العالم، وتوقع الجميع أن تستمر ثنائية فاران وأومتيتي، خاصة وأن الأول كان في عمر الـ25 عامًا، والثاني 24 عامًا.
ما حدث عكس ذلك، فقد كانت كأس العالم بمثابة لعنة لثنائي دفاع المنتخب الفرنسي، ما بين انحدار المسيرة وكثرة الإصابات، والثمن الباهظ للفوز بالمونديال.
رافائيل فاران .. الرجل الذي حصل على كل شيء
المدافع الفرنسي انضم إلى ريال مدريد في صيف 2011 قادمًا من لانس، بعدما راهن زيدان على الموهوب صاحب الـ18 عامًا حينذاك.
مع مرور الوقت أصبح فاران لاعبًا أساسيًا، مع مورينيو ثم أنشيلوتي، ومن ثم تحت قيادة زين الدين زيدان، قدم أفضل فتراته مع الملكي، ومع رحيل زيزو، كان يجهز رافائيل نفسه للفوز بالمونديال.
بعد 4 بطولات دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، و3 سوبر أوروبي، ومثلهم في الدوري الإسباني والسوبر المحلي، مع 4 بطولات كأس عالم للأندية، كان المونديال أبرز إنجازات فاران.
البعض رشح رافائيل بعد مونديال 2018 للمنافسة على الكرة الذهبية، وحل في المركز السابع بترتيب البالون دور، عندما فاز زميله لوكا مودريتش وكسر هيمنة كريستيانو وميسي التي استمرت 10 سنوات.

في صيف 2021 قرر فاران أن يخوض تجربة جديدة، ويجدد دوافعه بعد أن حقق كل شيء بقميص ريال مدريد، وعندما ذهب إلى مانشستر يونايتد، حصل على بطولتي كأس الرابطة وكأس الاتحاد.
ورغم أن مانشستر يونايتد بعيد عن الألقاب خلال السنوات الماضية، لكن رافا كان دائمًا، كلما حضر في مكان، حلت معه البطولات.
بعد 3 سنوات رحل فاران ولم يجدد عقده، بسبب الإصابات التي أبعدته عن العديد من المباريات مع مانشستر يونايتد، وانضم إلى كومو الإيطالي الصاعد حديثًا للكالشيو في صيف 2024.
فاران لم يلعب إلا مباراة واحدة فقط مع كومو لمدة 23 دقيقة ضد سامبدوريا في كأس إيطاليا، وعانى من أجل استعادة لياقته البدنية، ليُعلن اعتزاله كرة القدم بشكل رسمي يوم 25 سبتمبر 2024.

صامويل أومتيتي يدفع ضريبة كأس العالم
قبل مونديال روسيا 2018، كان صامويل أومتيتي يُعاني من مشاكل في غضروف الركبة اليسرى، وغاب عن برشلونة في العديد من المباريات الحاسمة.
اللاعب رفض إجراء جراحة رغم توصية الأطباء، من أجل المشاركة في بطولة كأس العالم، وقرر أن يفعل ذلك بعد المونديال لأنها فرصة له تحت قيادة المدرب ديشامب الذي كان يثق في صامويل منذ أن كان في ليون.
أومتيتي لعب يورو 2016 وهو لاعب في فريق ليون، قبل الانضمام بشكل رسمي إلى برشلونة، مع التوقعات الكبيرة التي كان يعقدها النادي الكتالوني على الرجل الذي لُقّب بـ”ليليان تورام الجديد”.

بعد رفض أومتيتي أن يُجري الجراحة، قرر أن يلعب كأس العالم من خلال الحصول على حقن ومسكنات، وشارك بالفعل في جميع مباريات البطولة وفي كل الدقائق، باستثناء مواجهة الدنمارك، التي خاضها ديشامب باللاعبين البدلاء في دور المجموعات.
في مواجهة نصف النهائي، كان أومتيتي هو الرجل الذي قاد فرنسا للنهائي، برأسيته الذهبية في شباك المنتخب البلجيكي عند الدقيقة 51.
انتهى المونديال، ورقص أومتيتي وهو يسمع اسمه في استاد فرنسا أثناء الاحتفال، ومن ثم بدأ يدفع الضريبة يومًا بعد يوم.

في الموسم التالي 2018-2019، وفي سبتمبر فقط بعد شهر من بداية الموسم، أصيب أومتيتي في الركبة وغاب عن برشلونة شهرًا ونصف، خاض خلالهما البلوجرانا 9 مباريات.
إصابة جديدة في مواجهة أتلتيكو مدريد، أبعدت أومتيتي من نوفمبر 2018 حتى فبراير 2019، ليلعب في ذلك الموسم 15 مباراة فقط مع النادي الكتالوني.
تأثر برشلونة بغياب أومتيتي، وخرج البلوجرانا من نصف النهائي ضد ليفربول، وكانت آخر مرة يصل فيها الفريق لهذا الدور قبل مايو الماضي.
بدأ برشلونة يُدرك أن أومتيتي أصبح لاعبًا زجاجيًا، ومع مرور الوقت لم يتم الاعتماد عليه، وفي الموسم التالي لم يشارك سوى في 18 مباراة فقط.
MEDICAL ANNOUNCEMENT ❗
— FC Barcelona (@FCBarcelona) January 17, 2022
The first team player Samuel Umtiti took a blow to his right foot in training on Monday and has fractured his fifth metatarsal bone. The player will undergo surgery on Tuesday.
🔗 https://t.co/hsaTkBOlk7 pic.twitter.com/snvt64Zksq
وفي موسم 2020-2021، شارك أومتيتي في 16 مباراة فقط مع الفريق، وإصابات مختلفة ما بين الركبة والكاحل، جعلت اللاعب الفرنسي خارج حسابات رونالد كومان، ثم تشافي هيرنانديز، حيث لعب في موسم 2021-2022 مباراة واحدة فقط.
في صيف 2022، قرر برشلونة إعارة أومتيتي إلى ليتشي، حتى يحاول استعادة لياقته البدنية، في بيئة أقل ضغطًا من النادي الكتالوني، ولكن مع النادي الإيطالي لم يتمكن من لعب أكثر من 25 مباراة، من بينهم 21 أساسيًا.
انحدرت مسيرة أومتيتي، وحتى مع عودته إلى برشلونة مصابًا، تم إنهاء عقده والذهاب إلى ليل الفرنسي، ولم يتمكن من المشاركة إلا في 13 مباراة، آخرها في يونيو 2024، ليفسخ عقده في يناير 2025، قبل 8 أشهر من إعلان اعتزاله، اليوم 15 سبتمبر.

النتيجة في النهاية أن أومتيتي ظل يدفع ثمن المشاركة في كأس العالم وعدم إجراء الجراحة، وهذا ما ألمح له في بيان اعتزاله، حيث كتب: “بذلت قصارى جهدي بشغف، ولا أندم على أي شيء”.
ربما الفوز بكأس العالم يغني أومتيتي عن أي شيء، ولكن اللاعب صاحب الـ31 عامًا، كان يمكنه أن يقدم مسيرة أكبر بكثير.
في النهاية، ضل أومتيتي الطريق بسبب الإصابة، بعدما أصابت لعنة كأس العالم فاران، الذي هو نفسه لم يعد كما كان في ولاية زيدان الأولى، وقبل مونديال روسيا 2018.