من الأكاديمية إلى المحترفين.. كيف غيّرت الجامعة الملكية ملامح الكرة المغربية؟
على مدار سنوات قليلة، تحول مشروع طموح إلى رافعة أساسية لكرة القدم المغربية، وجسده جيل من لاعبي “أسود الأطلس” في كأس أمم إفريقيا 2025.
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي بدأت كفكرة لتطوير المواهب، أصبحت اليوم مركز إشعاع للكرة المغربية، تجمع بين التكوين الفني والإنساني للاعبين، ما جعلها “القصة الحقيقية” خلف صعود المنتخب.
وبالنظر إلى نجاحات الكرة المغربية بالفترة الأخيرة، يبرز مساران متوازيان شكّلا العمود الفقري لـ “أسود الأطلس” بين تكوين محلي بمعايير عالمية، وجهاز كشافة لا ينام في القارة العجوز.
أكاديمية محمد السادس.. منجم مواهب الكرة المغربية
داخل جدران الأكاديمية، حيث تتقاطع التدريبات المكثفة مع ضغوط البطولات القارية، يظهر خيط ناظم يربط أبرز ركائز المنتخب، من الدفاع مع نايف أكرد، إلى وسط الميدان بقيادة عز الدين أوناحي، وصولا إلى الهجوم مع يوسف النصيري، يتجلى أثر تكوين موحد رغم اختلاف المسارات الاحترافية.
ويؤكد المتابعون أن نجاح الأكاديمية لا يقتصر على الجانب الفني، بل يشمل التطوير الإنساني والذهني قبل التركيز على المهارات التقنية، ما يجعل اللاعب المغربي أكثر نضجًا وتحملًا للمسؤولية داخل وخارج الملعب.
رؤية طموحة واستراتيجية طويلة المدى
يرجع التحول الكبير في الكرة المغربية إلى الرؤية التي انطلقت عند تأسيس الأكاديمية، حيث كانت المبادرة تهدف إلى تحديث المنظومة الكروية برمتها، وليس مجرد سد فجوة مؤقتة في صفوف المنتخبات.
وقد اعتمدت الأكاديمية سياسة انتقاء صارمة شملت آلاف الأطفال من مختلف جهات المملكة، لتنتج نخبة محدودة العدد لكنها عالية الجودة، قادرة على المنافسة على المستويين القاري والدولي.
ولا يتوقف دور الأكاديمية عند صناعة اللاعبين فحسب، بل يمتد إلى غرس ثقافة الانضباط والعمل الجماعي، حيث يُعلَّم اللاعب أن حمل قميص المنتخب يعني تمثيل مشروع كامل، وليس مجرد المشاركة في مباراة أو الدفاع عن ألوان نادي معين.
الجامعة الملكية والمحترفون.. ربط المواهب بالمنتخب
ومع صعود هؤلاء اللاعبين إلى المستويات الاحترافية، تلعب الجامعة الملكية المغربية دورًا محوريًا في متابعة مسارهم في إطار مواصلة تطعيم الكرة المغربية بأسماء رنانة.
فقد أسست لجانًا خاصة تعمل بنظام شبكة واسعة لمراقبة وتحليل مسارات اللاعبين المحترفين في مختلف الملاعب، وإقناع مزدوجي الجنسية بتمثيل المنتخب المغربي على كافة المستويات.
و تُعد هذه الشبكة الدقيقة ضمانة لاستمرار استقطاب أفضل العناصر المغربية في الخارج، وربط التكوين المحلي بالنجاحات القارية والدولية كقاعدة ثابتة تمثل دعامة أساسية لكرة القدم المغربية.

ما هي أبرز إنجازات الكرة المغربية في آخر 3 سنوات؟
| المسابقة | السنة | الفئة | الإنجاز |
| كأس العالم لكرة القدم | 2022 | المنتخب الأول | المركز الرابع |
| كأس أمم إفريقيا | 2023 | تحت 23 سنة | الفوز بالبطولة |
| دورة الألعاب الأولمبية – باريس | 2024 | المنتخب الأولمبي | المركز الثالث (ميدالية برونزية) |
| كأس أمم إفريقيا | 2025 | تحت 17 سنة | الفوز بالبطولة |
| كأس أمم إفريقيا | 2025 | تحت 20 سنة | الوصيف |
| كأس العالم | 2025 | تحت 20 سنة | الفوز بالبطولة |
| كأس أمم إفريقيا للسيدات | 2024 (أقيمت في 2025) | المنتخب النسوي | الوصيف |
| كأس أمم إفريقيا للمحليين | 2024 (أقيمت في 2025) | المنتخب المحلي | الفوز بالبطولة |
| كأس العرب FIFA – قطر | 2025 | المنتخب الرديف | الفوز باللقب |