في مشهد يعكس التزامه الاجتماعي ودعمه لقضايا المرأة، نظم النجم الفرنسي كيليان مبابي حدثًا خاصًا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بمشاركة والدته فايزة العماري، لم يكن هذا الحدث مجرد احتفال عابر، بل كان رسالة قوية لتقدير جهود النساء في مختلف المهن والمجالات، وتسليط الضوء على أهمية تمكين المرأة وتعزيز المساواة في المجتمع.
وُلد كيليان مبابي في 20 ديسمبر 1998 في بوندي، إحدى الضواحي الباريسية، منذ صغره، كان حلمه واضحًا: أن يصبح أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم، انطلق نحو تحقيق حلمه بسرعة صاروخية، حيث برز في أكاديمية كليرفونتين، ثم خطف الأنظار مع موناكو، قبل أن ينتقل إلى باريس سان جيرمان ويصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم، في صيف 2024، حقق حلم الطفولة بانضمامه إلى ريال مدريد، ليواصل كتابة التاريخ في الملاعب الأوروبية.
لكن بعيدًا عن الأضواء والمباريات الحاسمة، كان لمبابي جانب آخر أقل شهرة لكنه لا يقل أهمية: التزامه الاجتماعي ودعمه للقضايا الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والمساواة، وقد كان هذا الحدث الذي نظمه في مدريد بمناسبة يوم المرأة العالمي دليلًا جديدًا على وعيه الاجتماعي.

وراء كل بطل عظيم، هناك قصة دعم وتضحية، وفي حالة كيليان مبابي، فإن والدته فايزة العماري كانت ولا تزال العنصر الأساسي في تكوين شخصيته الناجحة، الأم ووكيلة الأعمال، التي تنحدر من أصول جزائرية، كانت لاعبة كرة يد محترفة، ما جعلها تدرك عن قرب التحديات التي تواجهها المرأة في عالم الرياضة والمجتمع.
لعبت فايزة دورًا جوهريًا في مسيرة ابنها، ليس فقط كأم، بل كمديرة أعماله ومستشارته الأولى، كانت دائمًا حريصة على توجيهه نحو اتخاذ القرارات الصائبة، سواء داخل الملعب أو خارجه، ونتيجة لذلك، نشأ مبابي على قيم الالتزام، الاحترام، والعطاء، وهو ما انعكس في مبادراته المختلفة لدعم القضايا الاجتماعية، وآخرها الحدث الذي نظمه بمناسبة يوم المرأة العالمي.
الاحتفال بيوم المرأة العالمي.. أكثر من مجرد تكريم
في الثامن من مارس 2025، أقيم الحدث في العاصمة الإسبانية مدريد، بحضور 500 امرأة يمثلن مختلف القطاعات والمجالات، لم يكن الحضور يقتصر على الشخصيات المعروفة أو المشاهير، بل تم دعوة نساء يعملن في وظائف غالبًا ما تكون غير مرئية للمجتمع، مثل عاملات النظافة، مقدمي الرعاية، وأمناء الصندوق في المتاجر الكبرى.
الهدف من هذا الحدث كان واضحًا: تسليط الضوء على أهمية هذه الفئات، وإبراز الدور الأساسي الذي تلعبه النساء في المجتمع، رغم أنهن في كثير من الأحيان لا يحصلن على التقدير الذي يستحقونه.
خلال الحدث، اعتلت فايزة العماري المنصة وألقت كلمة قوية ومؤثرة، تحدثت فيها عن أهمية تربية الأبناء على قيم المساواة والاحترام، مؤكدة أن المجتمع لن يصبح أكثر عدلًا إلا عندما يتمكن الرجال والنساء من تحقيق النجاح جنبًا إلى جنب.
قالت في كلمتها: “علينا أن نعلّم أبناءنا أن يحترموا الآخرين، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الخلفية، العالم يتغير، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه، إذا أردنا مجتمعًا أكثر إنصافًا، فعلينا أن نبدأ بالتربية، لأن الجيل القادم هو من سيحمل مشعل التغيير“.
كانت كلماتها صدى لتجربتها الشخصية، فهي لم تكن فقط أمًا للاعب كرة قدم مشهور، بل كانت أيضًا امرأة رياضية عانت من تحديات كثيرة في مسيرتها، مما جعلها تدرك جيدًا حجم العقبات التي تواجهها النساء في مجالات مختلفة.
دعم كيليان مبابي للمرأة أكثر من مجرد حضور
لم يكن كيليان مبابي مجرد منظم للحدث، بل كان حاضرًا بقوة في كل تفاصيله، نشر عبر حسابه على إنستجرام قصة دعمًا للفعالية، وأعاد مشاركة التدوينة من صفحة Inspired by KM98، مؤكدًا امتنانه لكل النساء المشاركات، وخاصة والدته.
كتب في منشوره: “المرأة هي الركيزة الأساسية في المجتمع، وهي من تصنع الأبطال، فخور جدًا بوالدتي، وبكل امرأة تقاتل كل يوم من أجل حقوقها وحقوق الآخرين“.
هذا المنشور لاقى تفاعلًا واسعًا بين الجماهير، حيث أشاد الكثيرون بموقف مبابي ودعمه المتواصل لقضايا المرأة، وهو أمر نادر في عالم كرة القدم، الذي يطغى عليه أحيانًا الطابع الذكوري.
لم يكن هذا الحدث مجرد احتفال رمزي، بل كان رسالة قوية تؤكد على أهمية الاعتراف بجهود النساء وتقدير مساهماتهن في مختلف المجالات. سلط الضوء على أهمية تمكين المرأة، ليس فقط في كرة القدم أو الرياضة، ولكن في كل جوانب الحياة.
كيليان مبابي، الذي اعتاد على تحطيم الأرقام القياسية في الملاعب، يثبت مرة أخرى أنه أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، بل هو نموذج يُحتذى به في الوعي الاجتماعي والمسؤولية المجتمعية. وبينما يستمر في إبهار العالم بأدائه على أرض الملعب، فإنه في الوقت نفسه يواصل تقديم دروس ملهمة في الإنسانية والاحترام.
في نهاية الحدث، لم يكن هناك فائزون أو خاسرون، بل كان الجميع متحدين خلف رسالة واحدة: المساواة ليست خيارًا، بل ضرورة.
جود بيلينجهام
فينسيوس جونيور
مبابي
مودريتش