الدوري الإنجليزي الممتازمانشستر يونايتد365TOPتقارير ومقالات خاصة
الأكثر تداولًا

مفارقة أول 5 جولات.. مانشستر يونايتد واجه أصعب بداية لكنه الأخطر في الدوري الإنجليزي

في عالم كرة القدم الحديثة، الذي تحكمه البيانات والإحصائيات المعمقة، تظهر أحيانًا مفارقات تجبر المحللين والجماهير على التساؤل: هل يعكس جدول الترتيب دائمًا الحقيقة الكاملة لأداء فريق ما؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة عند النظر إلى وضع مانشستر يونايتد في بداية الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز.

في حين احتل الفريق مركزًا متواضعًا في منتصف الجدول، وهو المركز الحادي عشر تحديدًا قبل بداية الجولة السادسة، تكشف نظرة أعمق على الأرقام قصة مختلفة تمامًا، قصة عن مواجهة صعوبات أكثر من غيرهم، وهيمنة هجومية لم تترجم بعد إلى نقاط.

الأكثر تهديدًا على المرمى

وفقًا لشبكة أوبتا للإحصائيات، فخلال أول خمس جولات، لا يوجد أي نادٍ آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز بأكمله يمتلك معدل أهداف متوقعة أعلى من مانشستر يونايتد، والذي بلغ 10.13 بعد الجولات الخمس الأولى. هذه القيمة العالية تعني أن الفريق يصل إلى مواقع ممتازة داخل منطقة الجزاء ويخلق فرصًا سانحة، ولا يطلق فقط تسديدات عشوائية من مسافات بعيدة.

كما أن مانشستر يونايتد يتصدر قائمة الفرق الأكثر تسديدًا بإجمالي 81 تسديدة خلال نفس الفترة. هذه الأرقام لا تشير إلى فريق سئ، بل إلى فريق يخلق فرصًا عالية الجودة وبغزارة لا مثيل لها. إذن، كيف يمكن لفريق بهذه القوة الهجومية أن يقبع في المركز الحادي عشر؟

نجيب عن هذا السؤال من خلال تحليل عامل حاسم يفسر هذا التراجع في النتائج ولو نسبيًا، ويعيد تفسير الوضع المضلل للفريق في جدول الترتيب.

البداية الأصعب بين جميع فرق الدوري الإنجليزي الممتاز

واجه مانشستر يونايتد جدول مباريات هو الأصعب على الإطلاق بين جميع فرق الدوري، خلال أول خمس جولات، مما وضعهم في اختبارات عالية المستوى منذ اليوم الأول.

روبين أموريم مدرب مانشستر يونايتد - (المصدر:Gettyimages)
روبين أموريم مدرب مانشستر يونايتد – (المصدر:Gettyimages)

فوفقًا لتحليلات قوة الخصوم لدى شبكة أوبتا، كانت المباريات الخمس الأولى التي لعبها الشياطين الحمر هي الأكثر صعوبة بين جميع فرق الدوري العشرين. هذا العامل وحده كفيل بتفسير جزء كبير من التباين بين أدائهم ونتائجهم.

تم استخدام مقياس “متوسط تقييم الخصم”، وهو يعطي كل فريق في الدوري تقييمًا رقميًا بناءً على قوته الإجمالية. وبالتالي، فإن مواجهة فرق ذات متوسط تقييم مرتفع تعني خوض سلسلة من المباريات الصعبة.

على سبيل المثال، كما يظهر من بيانات الموسم الحالي 2025-2026، فإن أصعب بداية كانت من نصيب مانشستر يونايتد، حيث واجهوا خصومًا بمتوسط تقييم يبلغ 94.7، وهو الأعلى في الدوري.

فيما يلي جدول متوسط صعوبة المباريات الخمس الأولى لكل فرق الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2025-2026:

الترتيبالفريقمتوسط تقييم الخصوم
1مانشستر يونايتد94.7
2بورنموث94.0
3آرسنال94.0
4ليدز يونايتد93.4
5ليفربول93.3
6إيفرتون93.2
7مانشستر سيتي93.2
8ولفرهامبتون93.1
9برايتون93.0
10نيوكاسل93.0
11نوتنغهام فورست92.7
12توتنهام92.5
13فولهام92.3
14برينتفورد92.1
15بيرنلي92.0
16وست هام91.9
17سندرلاند91.9
18كريستال بالاس91.9
19تشيلسي91.9
20أستون فيلا91.8

هذا الرقم لمانشستر يونايتد يعني سلسلة متتالية من المواجهات ضد أفضل أندية الدوري، وقد حدث هذا ضد أندية مثل أرسنال، ومانشستر سيتي، وتشيلسي، مما يضع أي فريق تحت ضغط هائل.

وجد مانشستر يونايتد نفسه في خضم المنافسة ضد أقوى الفرق منذ البداية، وهذا النوع من المواجهات لا يرحم، فهو يكشف عن أي خلل بسيط في التمركز، أو أي تأخير في تطبيق الضغط، أو أي تردد في بناء اللعب.

بناء على ما سبق، فإن حقيقة أن مانشستر يونايتد لم ينجُ من هذه الفترة فحسب، بل تمكن من إنتاج أرقام هجومية هي الأفضل في الدوري تحمل دلالة عميقة، وتنبئ بوجود هامش كبير لتحسن النتائج عند مواجهة الفرق الأقل صعوبة على مدار الموسم، ورغم صعوبة المباريات الخمس الأولى فقد حقق مانشستر يونايتد 7 نقاط من 15 ممكنة، وهو ليس سيئًا بالنظر لصعوبة المباريات ووضع فريق مانشستر يونايتد.

مانشستر يونايتد- (المصدر:Gettyimages)
مانشستر يونايتد- (المصدر:Gettyimages)

الآن، تتضح الصورة الكاملة ويتم تفسير المفارقة التي بدت محيرة في البداية، فوضع مانشستر يونايتد في المركز الحادي عشر قبل بداية الجولة السادسة ليس انعكاسًا لأدائه الحقيقي، بل هو نتيجة مؤقتة لحدوث عاملين استثنائيين، هما خوض الفريق جدول المباريات الأصعب في الدوري، وعدم ترجمة الأداء الهجومي المتفوق إلى أهداف ونقاط.

يثبت تحليل الإحصائيات أن الوضع لم يكن بالسوء الذي بدا عليه، فالأرقام لا تكذب، الفريق في تلك الفترة هو الأفضل في الدوري من حيث خلق الفرص، سواء من حيث الكم (الأكثر تسديدًا) أو الكيف (أعلى معدل أهداف متوقعة).

ما يمر به الفريق قد يتحول إلى مرحلة مؤقتة، فمع اعتدال جدول المباريات، والتحسن في إنهاء الهجمات إلى معدلات جيدة، فإنه من شبه المؤكد أن تبدأ نتائج الفريق في التحسن بشكل أفضل من الأداء الحالي.

حسام أحمد

صحفي رياضي مصري متخصص في كرة القدم، أتمتع بخبرة في تغطية المباريات وصناعة القصص الصحفية المميزة. أجريت عددًا كبيرًا من الحوارات مع شخصيات كروية محليًا وعالميًا، وقدمت العديد من الأخبار الحصرية المتعلقة بكرة القدم حول العالم.