يعد محمد صلاح اليوم أحد أساطير الدوري الإنجليزي الممتاز، واسمه سيظل محفورًا في تاريخ ليفربول كواحد من أعظم اللاعبين الذين ارتدوا قميص الريدز لكن ما قد يثير الدهشة أن النجم المصري عاش تجربة فاشلة تمامًا في تشيلسي، حيث انضم إلى البلوز في عام 2014 قادمًا من بازل السويسري مقابل 11 مليون جنيه إسترليني، لكنه لم يحقق النجاح الذي كان متوقعًا له.
عانى صلاح خلال موسمه الأول في ستامفورد بريدج، حيث لم يسجل سوى هدفين فقط في الدوري الإنجليزي خلال 13 مباراة، قبل أن يقرر النادي إعارته بعد عام واحد فقط من التعاقد معه. وبعد تجربة غير ناجحة مع تشيلسي، وجد صلاح ضالته في الدوري الإيطالي، حيث تألق مع فيورنتينا ثم روما، قبل أن يعود إلى البريميرليج عبر بوابة ليفربول في 2017 ليصبح أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي.
مورينيو يترك صلاح في الدموع
من بين أكثر اللحظات المؤلمة التي مر بها صلاح خلال فترة لعبه في تشيلسي، تلك التي حدثت في أبريل 2014. في ذلك الوقت، كان الفريق قد خرج من سباق المنافسة على لقب الدوري، لكنه ضمن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا. ورغم ذلك، لم يكن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو يمنح صلاح الفرصة الكافية لإثبات نفسه.
في المباراة قبل الأخيرة من الموسم، حصل صلاح أخيرًا على فرصة البدء أساسيًا ضد نورويتش سيتي. لكن حلمه بالظهور بمستوى مميز تحول إلى كابوس، حيث تم استبداله بين الشوطين، في مباراة انتهت بالتعادل السلبي 0-0. وبعد المباراة، انتشرت تقارير حول مواجهة ساخنة بين مورينيو وصلاح داخل غرف الملابس.
وبحسب صحيفة ديلي ميل، فإن مورينيو وجه كلمات قاسية لصلاح، حيث قال له بحدة: “تأكد من أنك تعود إلى الموسم التحضيري وأنت مستعد لتكون لاعب كرة قدم بحق”.
لقد دمره تمامًا
لاحقًا، كشف النجم النيجيري جون أوبي ميكيل، زميل صلاح في تشيلسي آنذاك، عن تفاصيل تلك اللحظة المؤثرة، قائلاً: “أعتقد أن صلاح كان يمر بيوم سيئ، ثم جاء مورينيو وانفجر فيه، لقد انتقده بشدة”.
وأضاف: “صلاح كان يبكي اعتقدنا أنه سيعطيه فرصة أخرى في الشوط الثاني، لكنه بدلاً من ذلك دمره تمامًا ثم استبدله”.
بعد هذه الواقعة، لعب صلاح أربع مباريات فقط بقميص تشيلسي قبل أن يغادر على سبيل الإعارة إلى فيورنتينا، ومنذ ذلك الحين، لم يسجل أو يصنع أي هدف للبلوز مجددًا.
مورينيو ينفي مسؤوليته
ورغم الانتقادات التي تعرض لها بسبب تعامله مع صلاح، أصر مورينيو على أنه لم يكن السبب في رحيله عن تشيلسي، بل كان وراء التعاقد معه في المقام الأول. ففي حديثه على The Obi One Podcast، قال المدرب البرتغالي: “عندما يقول الناس إنني تركت صلاح يرحل، أقول العكس تمامًا، أنا من جلب صلاح كنت الشخص الذي قال اشتروا هذا اللاعب”.

وتابع: “كان في طريقه للانضمام إلى ليفربول، لكنني حاربت من أجل قدومه إلى تشيلسي بعد ذلك، كان عليه أن يثبت نفسه أو ينتظر فرصته لكنه لم يرغب في الانتظار، وطلب الخروج على سبيل الإعارة، وفي النهاية قرر النادي بيعه، ولم يكن ذلك قراري”.
من الإحباط إلى القمة
قد يكون مورينيو أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، وقد يكون صلاح أحد أساطير العصر الحديث، لكن من الواضح أن العلاقة بينهما لم تكن مثالية في تشيلسي هذه القصة تثبت أن النجاح في كرة القدم لا يعتمد فقط على الموهبة، بل تلعب العلاقات والدعم النفسي دورًا كبيرًا في مسيرة أي لاعب.
في النهاية، ربما كانت تلك الدموع التي ذرفها صلاح في ستامفورد بريدج هي الشرارة التي دفعته ليصبح واحدًا من أفضل لاعبي العالم واليوم، بعد أن كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ ليفربول والدوري الإنجليزي، يمكن القول إن صلاح لم يكن بحاجة إلى مورينيو ليصبح نجمًا، بل كان بحاجة إلى الإيمان بنفسه والعمل الجاد لتحقيق المجد الذي يستحقه.