محمد صلاح ضد أشرف حكيمي.. من يستحق جائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2025؟

أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قائمة اللاعبين المرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2025، وضمت الترشيحات النجم المغربي أشرف حكيمي والنجم المصري محمد صلاح. هذا العام نحن أمام معضلة كلاسيكية معتادة في مثل هذه الجوائز، حيث تضع الترشيحات المهاجم الأكثر إنتاجية واستمرارية في القارة في مواجهة المدافع الأكثر تتويجًا وتأثيرًا.

لحل هذه المعضلة يجب تجاوز النقاش السطحي حول “الإحصائيات مقابل الألقاب”، وتحليل أداء كلا اللاعبين بشكل أكثر تفصيلًا خلال العام الجاري منذ بدايته.

السؤال المركزي ليس فقط من سجل أهدافًا أكثر، بل من كان أكثر تكاملًا في نجاح فريقه ومن كانت إنجازاته في عام 2025 أكثر أهمية. يجب تحليل أداء صلاح، العملاق الإحصائي الذي قاد ليفربول إلى قمة الدوري الأكثر قوة في العالم، في مقابل حكيمي، المهندس الديناميكي لموسم تاريخي حصد فيه باريس سان جيرمان ألقابًا عديدة.

ثقل الألقاب – عام من الغزو غير المسبوق مقابل التألق المطلق في الدوري الإنجليزي

أشرف حكيمي – مهندس الرباعية التاريخية

شهد موسم 2024-2025 تتويج باريس سان جيرمان بمجموعة من الألقاب، ولم يكن حكيمي لاعبًا هامشيًا في هذا النجاح، بل كان حجر زاوية أساسيًا فيه.

دوري أبطال أوروبا: كان أبرز إنجازات باريس سان جيرمان هو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي. هذا الإنجاز يمثل ذروة كرة القدم الأوروبية للأندية وكسرًا للعقدة التي طال أمدها للنادي الباريسي، مما يجعله إنجازًا تاريخيًا بامتياز. كان حكيمي لاعبًا أساسيًا في هذه المسيرة، حيث قدم مساهمات تهديفية حاسمة سواء بالتسجيل أو الصناعة في الأدوار الإقصائية.

الثلاثية المحلية: أثبت باريس سان جيرمان هيمنته المطلقة على الساحة المحلية بفوزه بالدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، وكأس الأبطال الفرنسي. على الرغم من أن القدرة التنافسية للدوري الفرنسي قد تكون موضع نقاش، لكن تحقيق اكتساح كامل للألقاب المحلية يظهر مستوى من السيطرة لا يمكن تجاهله. وقد تميز حكيمي بدوره الأساسي وتسجيله الأهداف وصناعته لها في هذه البطولات.

ألقاب إضافية: استكمل النادي الباريسي موسمه الحافل بالفوز بكأس السوبر الأوروبي على حساب توتنهام الإنجليزي، بالإضافة إلى وصوله لنهائي كأس العالم للأندية، حيث خسر أمام تشيلسي الإنجليزي أيضًا. هذه الإنجازات تكمل صورة فريق نافس على كل لقب ممكن خلال العام.

محمد صلاح – القوة الدافعة لعملاق الدوري الإنجليزي الممتاز

في المقابل، يرتكز إنجاز محمد صلاح الجماعي على قيادة ليفربول للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2024-2025.

أهمية الإنجاز: الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هو أصعب لقب محلي يمكن تحقيقه في عالم كرة القدم نظرًا للمنافسة الشرسة والمستمرة. الطريقة التي فاز بها ليفربول باللقب، حيث حسمه قبل أربع جولات من النهاية، تبرز قوة الفريق وتفوقه.

الدور المحوري لصلاح: على عكس حكيمي الذي كان جزءًا من مجموعة، كان صلاح بشكل لا شك فيه التهديد الهجومي الأول لفريق ليفربول. كانت أهداف صلاح وتمريراته الحاسمة مؤثرين بشكل مباشر في نقاط الفريق. الحديث هنا يدور حول لاعب قاد فريقه إلى المجد في أصعب الساحات التنافسية المحلية.

المقارنة بين إنجازات اللاعبين الجماعية تكشف عن تباين واضح. فنجاح حكيمي يتميز بضخامته وأهميته التاريخية لناديه وقوته، حيث كان جزءًا من تحقيق أول لقب دوري أبطال أوروبا، وهو اللقب الأهم والأقوى في عالم الأندية الأوروبية. أما نجاح صلاح، فيتميز بقوته أيضًا، حيث حقق أصعب دوري محلي في العالم وكان النجم الأبرز لفريقه.

الحكم الإحصائي على التألق الفردي

البعد الهجومي – الأهداف والتمريرات الحاسمة

عند مقارنة الأرقام التهديفية، يتجلى تفوق محمد صلاح بشكل واضح. خلال فترة التقييم، سجل صلاح 17 هدفًا مع ليفربول، و4 أهداف مع منتخب مصر. من ناحية أخرى، يقدم أشرف حكيمي مساهمات تهديفية تعتبر كبيرة بالنظر إلى مركزه الدفاعي. سجل حكيمي 10 أهداف مع ناديه خلال فترة التقييم منذ بداية العام حتى اليوم، وهو رقم مميز لمدافع، وكانت أهدافه مهمة، مثل هدفه في نهائي دوري أبطال أوروبا.

التأثير في صناعة اللعب – المهندس مقابل الهداف

عند تقييم القدرة على صناعة اللعب، تكشف الإحصائيات المتقدمة عن ملفين مختلفين تمامًا لمحمد صلاح وأشرف حكيمي، يعكس كل منهما دوره التكتيكي الفريد. خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2025، يتفوق حكيمي بشكل طفيف في إجمالي عدد فرص التسديد المصنوعة بواقع 29 فرصة مقابل 27 لصلاح. هذا الرقم مذهل بالنسبة لمدافع عند مقارنته بأحد أفضل مهاجمي العالم، ويشير إلى أن حكيمي منخرط بشكل مستمر في بناء الهجمات.

🤩 | Quel début de match exceptionnel du PSG qui mène désormais 3 buts à 0 ! 🔥✨ #FIFACWC #PSGRMA #PSG #RealMadrid

👉Suivez la rencontre @PSG_inside 🆚 @realmadrid gratuitement ici : https://t.co/kAQFrmIwIx ! pic.twitter.com/DIwgi5UV5U

— DAZN France (@DAZN_FR) July 9, 2025

ومع ذلك، فإن صلاح يتفوق في جودة هذه الفرص، حيث سجل قيمة تمريرات حاسمة متوقعة تبلغ 2.7، أي أكثر من ضعف قيمة حكيمي البالغة 1.2. هذه المقارنة الأولية تشير إلى أن حكيمي هو صانع اللعب الذي يشارك في عدد هائل من الهجمات، بينما صلاح هو صانع اللعب الحاسم الذي يقوم بصناعة الفرص الأكثر خطورة.

يتجلى دور محمد صلاح كنقطة النهاية الهجومية حتى في مقاييس صناعة اللعب الخاصة به. صلاح لا يشارك في المراحل الأولى من بناء اللعب بنفس قدر حكيمي، بل إن مساهمته الإبداعية تتركز في اللحظات الأخيرة والأكثر حسمًا. صلاح هو اللاعب الذي يتلقى الكرة في الثلث الأخير من الملعب ليصنع التمريرة القاتلة قبل الأخيرة أو التمريرة الحاسمة مباشرة. جاذبية صلاح الدفاعية وقدرته على سحب المدافعين تخلق مساحات للآخرين، لكن عندما يختار التمرير، فإنه يفعل ذلك في مواقف عالية الخطورة، مما يفسر سبب كون تمريراته أكثر قيمة من حيث احتمالية تحولها إلى أهداف.

GOAL!

Ryan Gravenberch produces a clever first-time finish past Pickford to give Liverpool the lead 🔴

🤝 @MoSalah assist#beINPL #LIVEVE #LFC pic.twitter.com/MhzpPZo33J

— beIN SPORTS (@beINSPORTS_EN) September 20, 2025

على النقيض، يعمل أشرف حكيمي كمحرك هجومي شامل من مركز الظهير. إحصائياته تضعه في الشريحة المئوية الـ 99 بين الأظهرة في صناعة فرص التسديد والشريحة المئوية الـ 96 في التمريرات التقدمية. هذه الأرقام تجعله صانع ألعاب خلفي متكامل. تفوق حكيمي في حجم الأفعال المؤدية إلى التسديد على صلاح يوضح أنه ليس مجرد ناقل للكرة، بل هو المحرك الذي يبدأ الهجمات من الخلف ويشارك في تسلسلها حتى نهايتها. دوره لا يقتصر على إيصال الكرة إلى الأمام، بل يمتد ليشمل خلق الفرص بشكل مباشر ومستمر. لذلك، يمكن القول إن حكيمي هو صانع اللعب الذي يبني الهجمة من أساسها، بينما صلاح هو صانع اللعب الذي يضع اللمسة الأخيرة الحاسمة عليها.

المشاركات على الساحة الدولية

محمد صلاح قائد الفراعنة

خلال عام 2025، كان محمد صلاح القائد لمنتخب مصر في مسيرته الناجحة ضمن تصفيات كأس العالم 2026. قاد النجم المصري منتخب بلاده لتصدر مجموعته والتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، حيث خاض 5 لقاءات سجل فيها 4 أهداف وصنع هدف.

أشرف حكيمي قائد الجيل الذهبي لأسود الأطلس

في المقابل، كان أشرف حكيمي لاعبًا أساسيًا وقائدًا في صفوف المنتخب المغربي خلال نفس الفترة، حيث خاض 4 مباريات في تصفيات كأس العالم و3 مباريات ودية خلال عام 2025.

الحكم النهائي

بعد تحليل الأداء الفردي والإنجازات الجماعية، للنجمين أشرف حكيمي ومحمد صلاح، نقدم الاستنتاج النهائي المبني على الأدلة، ونعرض ما يرجح كفة كلا منهما في تحقيق الجائزة الفردية الأهم في قارة إفريقيا.

ما يدعم محمد صلاح: ترتكز قضية صلاح على أساس الأرقام الفردية والمساهمات التهديفية الكبيرة خلال عام 2025، بجانب التألق في أكبر دوري محلي في العالم، على مستوى التسجيل والصناعة بجانب تحقيق لقب البطولة نفسها، حيث حقق أرقامًا استثنائية. وبالتالي، فإن قضية محمد صلاح هي قضية تألق فردي خالص.

ما يدعم أشرف حكيمي: تُبنى قضية حكيمي على أساس النجاح الجماعي التاريخي وغير المسبوق، والذي كان فيه مساهمًا بالتسجيل والصناعة والمشاركات بشكل أساسي ومستمر. ألقابه الخمسة الكبرى، بما في ذلك أول لقب دوري أبطال أوروبا في تاريخ باريس سان جيرمان، تمثل عامًا مثاليًا من الإنجازات الجماعية، كما تثبت إحصائياته ورصيده التهديفي الرائع كمدافع، أنه كان محركًا أساسيًا، وليس مجرد راكب في قطار النجاح.

في التحليل النهائي، وفي حين كان موسم صلاح الفردي أسطوريًا، فإن عام 2025 لأشرف حكيمي كان أكثر أهمية من الناحية الجماعية، وكذلك ممتازًا من الناحية الفردية، فالجمع بين الفوز برباعية تاريخية، بما في ذلك لقب دوري أبطال أوروبا الذي طال انتظاره، مع مشاركته الدائمة بشكل أساسي في هذه الإنجازات، وتحقيقه سجل تهديفي ممتاز بالنسبة لمركزه كمدافع، كل هذه العوامل تشكل حالة فريدة ويمكن القول إنها أكثر إقناعًا للحصول على جائزة أفضل لاعب إفريقي في عام 2025.