365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةكأس العالم 2022كرة قدم
الأكثر تداولًا

متخاذل في كأس العالم – عندما تخلى دييجو كوستا عن البرازيل لأجل إسبانيا فتخلى عنه الحظ

هناك مثل صيني يقول: ” لا تفكر في الانتقام.. فقط أجلس على حافة النهر وانتظر! ذات يوم سيأتي لك التيار حاملًا معه جثة عدوك “.

ماذا أن كنت سببًا في معاداة الجميع من أجل الوصول إلى هدفك عبر الطريق الأسهل؟! أن تختار طريقًا -ربما- تظن أن فيه النجاة فيكون أقصر طريق نحو الهلاك.. هلاك أحلامك كافة بضربة واحدة! حتى تصبح مادة للسخرية لكل من قمت بمعاداتهم في الماضي القريب.

وفي سلسلة “متخاذل في كأس العالم”، سنرصد بعض اللاعبين الذين منحهم التاريخ فرصة لأن يضعوا أسمائهم بأحرف من ذهب في العُرس العالمي؛ كأس العالم، إلا أنهم رفضوا الهدية في المحطة الأخيرة، ربما سنقسو قليلًا على بعض اللاعبين، وربما ستخرج من إحدى القصص متعاطفًا مع آخرين، لكن تاريخ كرة القدم لا يكذب ولا يغفر ولا يتغافل أيضًا، فهذا ما حدث بالضبط!

في الحلقة السابعة من سلسلة “متخاذل في كأس العالم” سنأخذ في جولة خفيفة إلى نسخة مونديال البرازيل 2014، للتعرف عن قرب عما فعله النجم “دييجو كوستا” من أجل اللعب مع منتخب إسبانيا “حامل لقب كأس العالم” بعد فوزه بنسخة 2010.

دييجو كوستا – تخلى عن البرازيل فتخلى عنه الحظ

كان تاريخ 29 أكتوبر من عام 2013 يحمل في طياته العديد من المفاجآت الغير متوقعة لجماهير كرة القدم، بعدما خرج “دييجو كوستا” مهاجم أتلتيكو مدريد في ذلك الوقت، للإعلان عن رغبته في تمثيل منتخب إسبانيا بدلًا من منتخب البرازيل!

حيث أعلن كوستا في خطاب رسمي أرسله إلى الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، وكذلك أرسل نسخة منه موقعه بإسمه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، يطلب خلالها اللعب مع منتخب إسبانيا والتخلي عن فكرة اللعب مع منتخب بلاده؛ البرازيل!

دييجو كوستا يعتبر من أصول برازيلية، حيث ولد في مدينة “لاجارتو” البرازيلية، إلا أنه نال الجنسية الإسبانية فيما بعد خلال فترة تواجده في صفوف أتلتيكو مدريد، وتحديدًا في تاريخ 5 يوليو 2013.

وفقًا للوائح “فيفا” بشأن هذا الموضوع، فإن اللاعب الذي يملك أكثر من جنسية يمكنه تغيير المنتخب الذي سيمثله في كرة القدم، طالما لم يشارك مع أي منتخب آخر في مباراة واحدة في بطولة رسمية!

تلك اللوائح التي أنصفت دييجو كوستا في صراعه وقتها بين اللعب مع البرازيل أو إسبانيا، حيث تم استدعائه إلى معسكر منتخب السيليساو بالفعل لكنه خاض 4 مباريات ودية، كما تم استبعاده من قائمة البرازيل المشاركة في كأس القارات.

في النهاية، حسم “فيفا” قراره بالسماح لدييجو كوستا لتمثيل منتخب إسبانيا بدلًا من منتخب البرازيل، وفي أعقاب ذلك خرج “فيليبي سكولاري” مدرب منتخب البرازيل في تصريحه الشهير فقال: “ اللاعب البرازيلي الذي يرفض ارتداء قميص المنتخب والمنافسة في بطولة مثل كأس العالم ستُسحب منه الجنسية تلقائيًا.. هو “يقصد كوستا” أدار ظهره لحلم الملايين ورفض تمثيل منتخبنا الوطني الفائز 5 مرات بلقب كأس العالم “.

فكان أول استدعاء رسمي لـ”كوستا” مع منتخب إسبانيا، في فبراير 2014، وقبل انطلاق بطولة كأس العالم 2014 بأشهر قليلة.

حيث ضمه “فيسنتي ديل بوسكي” إلى قائمة الماتادور لخوض مباراة ودية ضد منتخب إيطاليا، لكن الحظ لم يقف معه فلم يشارك في المباراة وظل على مقاعد البدلاء طوال الوقت!

في مارس 2014، لعب دييجو كوستا أول مباراة له بقميص منتخب إسبانيا، حينها خاض الـ 90 دقيقة بالكامل، لكن كان اللاعب ذو الأصول البرازيلية على موعد مع الإصابة، فبعد شهر وحيد تعرض كوستا لإصابة قوية مع أتلتيكو مدريد غاب على إثرها حتى نهاية الموسم الكروي.

لكن لأن القدر له حكمة في كل ما يحدث، كُتب لـ”كوستا” العودة إلى الملاعب قرب نهاية الموسم، فشارك مع الماتادور في مباراة ودية أمام منتخب سلفادور، وحقق منتخب إسبانيا الفوز وقتها بهدفين نظيفين.

ويبدو أن تلك المباراة كانت كافية للغاية لـ”ديل بوسكي” لضم دييجو كوستا إلى القائمة النهائية لمنتخب إسبانيا المشاركة في بطولة كأس العالم.

منتخب إسبانيا الفائز ببطولة يورو 2008 وبطولة كأس العالم 2010، أفتقد الديناميكية وظهر وهو يعاني كثيرًا في بطولة يورو نسخة 2012، برغم من فوزه باللقب في النهاية، حيث كان يفتقد وجود لاعب مميز في مركز رأس الحربة.

ديفيد فيا وفيرناندو توريس الذان حملوا منتخب إسبانيا على أكتافهم أثناء حصد لقبي يورو 2008 وكأس العالم 2010، الأول تقدم بالعمر، والثاني فقد مهاراته ومستواه بعد انتقاله إلى تشيلسي ورحيله عن ليفربول! حتى أن الماتادور لم يقدر على الاستفادة بإشراك سيسك فابريجاس في هذا المركز وقتها.. فكان شكل لاروخا غير جيد عند النظر من الخارج دون النظر إلى نتائج المباريات.

زاد اختيار دييجو كوستا لتمثيل منتخب إسبانيا من حماس الجماهير في إسبانيا، لكن إصابته بنهاية الموسم مع أتلتيكو مدريد وعودته المتأخرة قبل انطلاق المونديال، ساهمت في انطفاء شغف الجماهير في إمكانية السيطرة والحفاظ على اللقب.. حتى تلقى كوستا نفسه الضربة القاضية في كأس العالم.. فماذا حدث؟!

كأس العالم 2014 – عندما تصفعك اختياراتك أمام الجموع التي رفضتها

انضم دييجو كوستا للتدريبات الخاصة بمنتخب إسبانيا قبل 3 أيام فقط من انطلاق البطولة، حيث قام “ديل بوسكي” باستدعائه وضمه إلى قائمة لاروخا برغم عدم تعافيه تمامًا من الإصابة.

لكن القدر كتب له الظهور في أولى مباريات منتخب إسبانيا في مرحلة المجموعات، حيث سقط لاروخا في المجموعة الثانية رفقة منتخبات: ” استراليا – تشيلي – هولندا “

خاض منتخب إسبانيا مباراته الأولى ضد هولندا في دور المجموعات، وتلقى الماتادور هزيمة قاسية بإعتباره “حامل اللقب” حيث خسر بنتيجة 5-1! وصنع دييجو كوستا هدف لاروخا الوحيد.

وما زاد الطين بلّه، خسارة منتخب إسبانيا مجددًا في ثانِ مباريات دور المجموعات على يد منتخب تشيلي بنتيجة 2-0، في مباراة شهدت مشاركة دييجو كوستا أيضًا دون أن يقدم أي شيء للمنتخب الذي اختار بنفسه تمثيله.

في المباراة الثالثة والتي كانت أمام استراليا، تدخل “ديل بوسكي” في التشكيلة ووضع “كوستا” على مقاعد البدلاء طوال المباراة، وحقق منتخب إسبانيا انتصاره أخيرًا في البطولة بنتيجة 3-0.

لكن هذا الفوز لم يشفع لمنتخب إسبانيا “حامل لقب نسخة 2010 من كأس العالم” ليودع البطولة باكرًا جدًا من دور المجموعات!

على الجانب الآخر، منتخب البرازيل الذي تخلى عنه كوستا، وصل إلى المربع الذهبي، دور نصف النهائي، وبالرغم الهزيمة المُهينة التي تلقاها السامبا على يد منتخب ألمانيا بنتيجة 7-1، لكان السيليساو طرفًا في المباراة النهائية وقتها.

ظن دييجو كوستا أن في نسخة 2018 من كأس العالم، ربما سيكون قد تعمق أكثر في طريقة لعب منتخب إسبانيا؛ “التيكي تاكا” لكنه أبدًا لم ينجح في استكمال البطولة إلى النهاية.

فودع منتخب إسبانيا البطولة من دور الـ 16 على يد منتخب روسيا، بعد الخسارة بركلات الحظ الترجيحية بنتيجة 4-3. بعدما أضاع كوكي واسباس ركلاتهم بغرابة.